بوابة الفجر:
2025-03-26@14:14:09 GMT

إخوان السنوار في طريقهم للسيطرة

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT


بعد نحو أسبوع على استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية فاجأت الحركة العالم باختيار يحيى السنوار خلفا للشهيد هنية.

فقد اعتبرت هيئة البث الإسرائيلية اختيار السنوار "رسالة لإسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى".

تعرف إسرائيل أن السنوار يعرفها أكثر مما تعرفه هي، وهو يحمل رمزية كبيرة في الوعي الإسرائيلي صنعته هي بنفسها، وفقا للدكتور مهند مصطفى الخبير في الشأن الإسرائيلي، فمنذ طوفان الأقصى خرج الكثيرون من رجال الأمن في إسرائيل للحديث عن السنوار وذكرياتهم معه.

كما أجمع كافة المتحدثين الإسرائيليين على أن السنوار "رجل ذكي جدا وصلب جدا والأهم من ذلك رجل يمتلك قدرات تنظيمية كبيرة جدا ويفهم الإسرائيليين"، ويضيف مصطفى متهكما أن كل مسؤول سابق "كان يريد أن يصبح مشهورا كان يخرج للإعلام ويقول إنه جلس مع السنوار".

ويرى محللون أن الهدف من كل ذلك التوصيف وإضفاء هذه الهالة على الرجل هو تحقيق إسرائيل فيما لو نجحت في اغتياله انتصارا بأنها قضت على "الإرهاب" وتظهر للجمهور أنها انتصرت على "الشيطان والشبح".

صعود الإخوة السنوار إلى السلطة
بعد اغتيال إسماعيل هنية، وجدت حماس نفسها في حالة فراغ قيادي خطير. يحيى السنوار، الذي يمتلك خلفية عسكرية قوية وكان قد أمضى سنوات في السجون الإسرائيلية، وجد نفسه في مقدمة الحركة. لم يكن توليه القيادة مفاجئًا، إذ كان السنوار جزءًا أساسيًا من الجناح العسكري لحماس لفترة طويلة. ومع تقلده لهذا المنصب، عمل بهدوء وبكفاءة على تعزيز سلطة الحركة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

في هذا السياق، شقيقه الصاعد في التسلسل القيادي ساعده في تعزيز قبضته على الحركة. من خلال إعادة ترتيب الصفوف وإزالة المعارضين المحتملين، أصبح الإخوة السنوار القوة المهيمنة داخل حماس. في ظل هذه الظروف، يمكن القول إن الأخوين السنوار قادا انقلابًا داخليًا هادئًا داخل الحركة، مما أثار جدلًا حول أهدافهما الحقيقية وأثر هذه السيطرة على مستقبل غزة.

ثمن الصعود إلى السلطة
يأتي صعود الإخوة السنوار إلى قمة هرم حماس بثمن باهظ. فغزة التي تشهد حربا مستمرة منذ سنة تعاني من تبعات الصراع المستمر مع إسرائيل. يحيى السنوار بات يواجه اتهامات باستخدام الشعب الفلسطيني كوقود لصراعه من أجل السلطة. فالثمن الذي يدفعه سكان غزة نتيجة هذا الصراع الداخلي والاحتلال الخارجي يشمل آلاف النازحين، وارتفاع عدد الضحايا من المدنيين، وتفاقم الوضع الإنساني إلى مستويات كارثية.

الأمراض تنتشر، والظروف المعيشية تزداد سوءًا مع استمرار الحرب، بينما تتجه الحركة نحو مزيد من الصدام مع إسرائيل، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والصحية. بات من الواضح أن سكان غزة هم الأكثر تضررًا من هذا الصراع المستمر، فهم يعيشون تحت حصار شديد ويعانون من نقص الموارد الأساسية، فيما يبدو أن القيادة مشغولة بتثبيت قبضتها على الحكم.

جنون العظمة أم استراتيجيا متعمدة؟
يطرح سلوك يحيى السنوار سؤالًا جوهريًا: هل يعاني من جنون العظمة؟ يبدو أن سيطرته الشاملة على حماس، واعتماده على القمع الداخلي لإحكام قبضته، قد تكون علامات تشير إلى نزعة جنونية للسلطة. ومع ذلك، قد يراه البعض كرجل يسعى لتحقيق استقرار الحركة بعد سلسلة من الاغتيالات التي هزت قيادتها.

الواقع يشير إلى أن السنوار يمارس نوعًا من البراجماتية القاسية. فهو يدرك أن الحفاظ على السلطة يتطلب سحق أي معارضة داخلية، وإظهار القوة في مواجهة إسرائيل. لكنه في الوقت ذاته يضع شعب غزة في موقف لا يحسد عليه، حيث يدفعون ثمنًا باهظًا للسياسات العدوانية التي تنتهجها الحركة.

مستقبل غزة: إلى أين؟
مع استمرار الإخوة السنوار في بسط نفوذهم على حركة حماس، يبقى مصير غزة غامضًا. على الرغم من أن حماس نجحت في الحفاظ على بقائها كقوة رئيسية في المشهد الفلسطيني، إلا أن تكاليف ذلك كانت ضخمة. النزوح الجماعي، تدهور الأوضاع المعيشية، تفاقم الأمراض والموت كلها تدفع إلى التساؤل: إلى أين سينتهي الحال بغزة تحت حكم الإخوة السنوار؟

إن مستقبل غزة قد يكون مرهونًا بقدرة القيادة على التحلي بالحكمة وإيجاد توازن بين الحفاظ على الحركة وضمان مستقبل أفضل لسكان القطاع. إذا استمرت هذه السياسة الحالية دون أي تحولات جذرية، فقد تجد غزة نفسها في دوامة لا نهاية لها من العنف والدمار، دون أي أفق حقيقي لتحقيق السلام أو الازدهار.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: یحیى السنوار

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توسع توغلها البري في جنوب غزة

القدس (وكالات) 

أخبار ذات صلة الاتحاد الأوروبي: لا يجب أن تلعب «حماس» دوراً في القطاع «الأونروا»: غزة تقترب من أزمة جوع حادة

واصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في قطاع غزة، أمس، وحاصر حي تل السلطان في رفح جنوب القطاع بعد أن أنذر سكانه بالإخلاء. 
وقال الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه انتهى من تطويق حي تل السلطان لتعميق سيطرته وتوسيع المنطقة الأمنية العازلة في جنوب القطاع.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، إن الجيش الإسرائيلي يواصل إجبار الفلسطينيين في حي تل السلطان على النزوح قسراً، والانتقال إلى منطقة المواصي، والتي شهدت قصفاً مكثفاً، الليلة الماضية. 
وقتل41 فلسطينياً وأصيب أكثر من 61 آخرين جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مختلف المناطق في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. 
 من جانبها، حذرت المديرية العامة للدفاع المدني بقطاع غزة أمس من خطر محدق يتهدد أرواح ما يزيد على 50 ألف فلسطيني في منطقة البركسات غرب محافظة رفح بعد محاصرتهم من القوات الإسرائيلية. كما حذرت  من المساس بطواقم الدفاع المدني التي تعرضت للحصار في ذات المنطقة بعد تدخلها لإنقاذ طواقم من الهلال الأحمر، وما زال الاتصال بهم مفقوداً. 
وتضاءلت فرص العودة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس وإسرائيل نتيجة رفض الطرفين تقديم تنازلات تفضي نحو التوصل لنقاط توافقية بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، وهو ما دفع الوسطاء إلى التواصل مع الولايات المتحدة لممارسة ضغوطات على كافة الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن، بحسب ما أكده دبلوماسي عربي لـ«الاتحاد».
وأكد دبلوماسي عربي – رفض الإفصاح عن هويته - أن حماس تتمسك بضرورة الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية حال التوافق على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى رفض الحركة بشكل كامل مناقشة نزع سلاحها في أي عملية تفاوضية مستقبلية مع الوفد الإسرائيلي المفاوض، لافتا إلى استعداد الحركة للتعاطي بإيجابية مع لجنة الإسناد المجتمعي التي طرحتها القاهرة لتولي 15 شخصية مستقلة إدارة شؤون القطاع لمدة 6 أشهر قبل أن تنقل مهامها إلى السلطة الفلسطينية.
وأشار إلى تمسك الحكومة الإسرائيلية بالإفراج عن 11 رهينة إسرائيلية من الأحياء وعدد من جثامين القتلى المحتجزين في غزة، وضرورة تخلي حماس الكامل عن سلاحها وابتعادها عن حكم القطاع في اليوم التالي للحرب. 
بدوره، أعرب ستيف ويتكوف المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط عن أمله في عودة حماس وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات لبحث وقف الحرب وإعادة الرهائن إلى ديارهم، منتقداً رفض حركة حماس لمقترح نزع سلاحها والتوصل لهدنة نهائية خلال الفترة المقبلة.
وتترقب إسرائيل الموقف الرسمي لحركة حماس حول مقترحها الخاص بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين وجثامين القتلى، في ظل تمسك الحكومة الإسرائيلية بأنها ستتفاوض مع حماس «تحت القصف والنار» وأنها لن تقبل بوقف العمليات العسكرية في غزة من دون تقديم حماس لتنازلات كبيرة في ملف الرهائن.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل قد تسيطر على مناطق في قطاع غزة
  • كان : إسرائيل تنتظر ردا رسميا من حماس على مقترح الأسرى
  • إسرائيل: الصحافي حسام شبات كان قناصاً لحماس
  • اختتام بطولة الشهيد السنوار الرمضانية لكرة السلة بنادي هلال الحديدة
  • حماس قد تتمسك بخطتها إنهاء إسرائيل إذا استعادت قوتها
  • ويتكوف: حماس هي المعتدية ونقف إلى جانب إسرائيل
  • إسرائيل توسع توغلها البري في جنوب غزة
  • حماس: مقتل قيادي الحركة إسماعيل برهوم في غارة إسرائيلية على مستشفى
  • إسرائيل تؤكد اغتيال البردويل مهندس التخطيط والتطوير في حماس
  • لقطات جديدة للشهيد يحيى السنوار.. مصاب ويحمل قنابل يدوية (شاهد)