إخوان السنوار في طريقهم للسيطرة
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
بعد نحو أسبوع على استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية فاجأت الحركة العالم باختيار يحيى السنوار خلفا للشهيد هنية.
فقد اعتبرت هيئة البث الإسرائيلية اختيار السنوار "رسالة لإسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى".
تعرف إسرائيل أن السنوار يعرفها أكثر مما تعرفه هي، وهو يحمل رمزية كبيرة في الوعي الإسرائيلي صنعته هي بنفسها، وفقا للدكتور مهند مصطفى الخبير في الشأن الإسرائيلي، فمنذ طوفان الأقصى خرج الكثيرون من رجال الأمن في إسرائيل للحديث عن السنوار وذكرياتهم معه.
كما أجمع كافة المتحدثين الإسرائيليين على أن السنوار "رجل ذكي جدا وصلب جدا والأهم من ذلك رجل يمتلك قدرات تنظيمية كبيرة جدا ويفهم الإسرائيليين"، ويضيف مصطفى متهكما أن كل مسؤول سابق "كان يريد أن يصبح مشهورا كان يخرج للإعلام ويقول إنه جلس مع السنوار".
ويرى محللون أن الهدف من كل ذلك التوصيف وإضفاء هذه الهالة على الرجل هو تحقيق إسرائيل فيما لو نجحت في اغتياله انتصارا بأنها قضت على "الإرهاب" وتظهر للجمهور أنها انتصرت على "الشيطان والشبح".
صعود الإخوة السنوار إلى السلطة
بعد اغتيال إسماعيل هنية، وجدت حماس نفسها في حالة فراغ قيادي خطير. يحيى السنوار، الذي يمتلك خلفية عسكرية قوية وكان قد أمضى سنوات في السجون الإسرائيلية، وجد نفسه في مقدمة الحركة. لم يكن توليه القيادة مفاجئًا، إذ كان السنوار جزءًا أساسيًا من الجناح العسكري لحماس لفترة طويلة. ومع تقلده لهذا المنصب، عمل بهدوء وبكفاءة على تعزيز سلطة الحركة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
في هذا السياق، شقيقه الصاعد في التسلسل القيادي ساعده في تعزيز قبضته على الحركة. من خلال إعادة ترتيب الصفوف وإزالة المعارضين المحتملين، أصبح الإخوة السنوار القوة المهيمنة داخل حماس. في ظل هذه الظروف، يمكن القول إن الأخوين السنوار قادا انقلابًا داخليًا هادئًا داخل الحركة، مما أثار جدلًا حول أهدافهما الحقيقية وأثر هذه السيطرة على مستقبل غزة.
ثمن الصعود إلى السلطة
يأتي صعود الإخوة السنوار إلى قمة هرم حماس بثمن باهظ. فغزة التي تشهد حربا مستمرة منذ سنة تعاني من تبعات الصراع المستمر مع إسرائيل. يحيى السنوار بات يواجه اتهامات باستخدام الشعب الفلسطيني كوقود لصراعه من أجل السلطة. فالثمن الذي يدفعه سكان غزة نتيجة هذا الصراع الداخلي والاحتلال الخارجي يشمل آلاف النازحين، وارتفاع عدد الضحايا من المدنيين، وتفاقم الوضع الإنساني إلى مستويات كارثية.
الأمراض تنتشر، والظروف المعيشية تزداد سوءًا مع استمرار الحرب، بينما تتجه الحركة نحو مزيد من الصدام مع إسرائيل، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والصحية. بات من الواضح أن سكان غزة هم الأكثر تضررًا من هذا الصراع المستمر، فهم يعيشون تحت حصار شديد ويعانون من نقص الموارد الأساسية، فيما يبدو أن القيادة مشغولة بتثبيت قبضتها على الحكم.
جنون العظمة أم استراتيجيا متعمدة؟
يطرح سلوك يحيى السنوار سؤالًا جوهريًا: هل يعاني من جنون العظمة؟ يبدو أن سيطرته الشاملة على حماس، واعتماده على القمع الداخلي لإحكام قبضته، قد تكون علامات تشير إلى نزعة جنونية للسلطة. ومع ذلك، قد يراه البعض كرجل يسعى لتحقيق استقرار الحركة بعد سلسلة من الاغتيالات التي هزت قيادتها.
الواقع يشير إلى أن السنوار يمارس نوعًا من البراجماتية القاسية. فهو يدرك أن الحفاظ على السلطة يتطلب سحق أي معارضة داخلية، وإظهار القوة في مواجهة إسرائيل. لكنه في الوقت ذاته يضع شعب غزة في موقف لا يحسد عليه، حيث يدفعون ثمنًا باهظًا للسياسات العدوانية التي تنتهجها الحركة.
مستقبل غزة: إلى أين؟
مع استمرار الإخوة السنوار في بسط نفوذهم على حركة حماس، يبقى مصير غزة غامضًا. على الرغم من أن حماس نجحت في الحفاظ على بقائها كقوة رئيسية في المشهد الفلسطيني، إلا أن تكاليف ذلك كانت ضخمة. النزوح الجماعي، تدهور الأوضاع المعيشية، تفاقم الأمراض والموت كلها تدفع إلى التساؤل: إلى أين سينتهي الحال بغزة تحت حكم الإخوة السنوار؟
إن مستقبل غزة قد يكون مرهونًا بقدرة القيادة على التحلي بالحكمة وإيجاد توازن بين الحفاظ على الحركة وضمان مستقبل أفضل لسكان القطاع. إذا استمرت هذه السياسة الحالية دون أي تحولات جذرية، فقد تجد غزة نفسها في دوامة لا نهاية لها من العنف والدمار، دون أي أفق حقيقي لتحقيق السلام أو الازدهار.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: یحیى السنوار
إقرأ أيضاً:
لجنة الطوارئ المركزية في رفح: إسرائيل قتلت 20 فلسطينيا منذ وقف إطلاق النار
أعلنت لجنة "الطوارئ المركزية" في رفح، اليوم الأربعاء 19 فبراير 2025، مقتل أكثر من 20 فلسطينيا وإصابة آخرين برفح وتسجيل توغلات لآليات إسرائيلية لمناطق وسط وغرب المدينة منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقالت اللجنة في بيان لها، إنها سجلت "عدة تجاوزات وانتهاكات خطيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ الإعلان عن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار قبل 34 يوما ".
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار ب غزة وتبادل أسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وتابعت أن تلك التجاوزات تمثلت في "قتل أكثر من 20 مواطنا وإصابة واعتقال آخرين، إضافة إلى التوغل المستمر لدبابات جيش الاحتلال لمناطق وسط رفح وغربها متجاوزة الحدود المصرية الفلسطينية".
ودعت اللجنة الوسطاء إلى "الوقوف عند مسؤولياتهم بلجم العدو (الإسرائيلي) وإلزامه بتنفيذ بنود الاتفاق والعمل على وقف تجاوزاته التي تعد خرقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار".
وجددت اللجنة تأكيدها على ضرورة إلزام إسرائيل بإدخال "المعدات الثقيلة للعمل على إزالة الأنقاض لانتشال جثث الشهداء من تحت البيوت المدمرة، و فتح الشوارع والميادين لتسهيل عودة المواطنين وإعادة الحياة للمدينة المنكوبة".
وأشارت إلى أن الدمار الإسرائيلي طال كافة مناحي الحياة في محافظة رفح التي تعرضت خلال الإبادة لعملية عسكرية برية دامت لحوالي 9 أشهر.
وسبق أن قالت حركة حماس في بيان، إنها أحصت 4 خروقات إسرائيلية للاتفاق وهي تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهداف الفلسطينيين بالقطاع بالقصف وإطلاق النار عليهم، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء، وتأخير دخول احتياجات القطاع الصحي.
ومنذ سريان الاتفاق، قتلت إسرائيل 92 فلسطينيا وأصابت 822 آخرين في استهدافات مباشرة، وذلك حتى 11 فبراير/ شباط الجاري، بحسب بيان لمدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى 19 يناير 2025، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة، ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث أسفرت العمليات العسكرية عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال يعتدي على 6 مواطنين على حاجز عسكري شرق نابلس وزير الداخلية يتابع خطط التعامل مع الأحوال الجوية المتوقعة والظروف الطارئة غزة: الدفاع المدني يصدر تنويهاً للمواطنين بشأن المنخفض الجوي القادم الأكثر قراءة هآرتس : حماس تسعى لاستمرار المرحلة الأولى من صفقة التبادل حماس تضع شرطا للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين قطر تعلن البدء في إمداد غزة بـ15 مليون لتر وقود فصائل فلسطينية ترفض مخطط ترامب بشأن غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025