قال مقال رأي في بلومبيرغ إن انحدار ألمانيا الاقتصادي يزيد من المشادات الداخلية بشأن قضايا الهجرة والدعم المالي لأوكرانيا، ويشكك في شرعية أحزاب الائتلاف الحاكم، مما يخلق البيئة المثالية لنمو وسيطرة الأحزاب الشعبوية، وعلى ألمانيا أن تتدارك ذلك وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة وستشمل اقتصاد أوروبا والاقتصاد العالمي بأكمله.

وقال الكاتب كريس بريانت إن "امتصاص" ألمانيا أفواجا المهاجرين خفف العبء عن جيرانها الأوروبيين، كما أنها مقصد أساسي لأغلب صادراتهم، ويبرز ذلك أهمية دورها في استقرار الاقتصاد الأوروبي، وضرورة تعامل أحزاب الائتلاف الحاكم مع صعود الأحزاب المتطرفة، حسب الكاتب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: صعود الشعبوية بأوروبا لا يعود للهجرة وحدهاlist 2 of 2لوموند: هل أُسقطت إف-16 الأوكرانية بنيران صديقة؟end of list

وشهدت الانتخابات الإقليمية في ولاية تورينغن -أول أمس الأحد- تقدما لافتا للأحزاب الشعبوية، إذ حقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" من أقصى اليمين انتصارا بارزا زاد من إضعاف ائتلاف يسار الوسط الحاكم قبل عام من الانتخابات البرلمانية، كما تقدم حزب "بي إس دبليو" اليساري الشعبوي.

وتستغل الأحزاب المتطرفة ضعف الحكومة، وتتميز بمعارضتها الهجرة والمطالبة بوقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، خصوصا أن ألمانيا ثاني أكبر داعم لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة.

ويشدد الكاتب على أهمية تعامل الحكومة مع جذور قلق الشعب وترك الشعبويين بعيدا عن السلطة لأهمية ألمانيا في الاقتصاد الأوروبي والعالمي، وخصوصا سطوتها السياسية في المنطقة.

ويعود نمو الأحزاب الشعبوية بشكل رئيسي للركود الاقتصادي الذي دام عقدين حتى الآن، بجانب تضخم لم يبدأ بالتحسن إلا مؤخرا، وفشل الحكومة الحالية في إظهار ما يكفي من الكفاءة والنجاعة للتخفيف من قلق الشعب.

عوامل التراجع الاقتصادي

وتنبع التحديات الاقتصادية التي تواجهها ألمانيا من مشاكل تعود لفترة حكم أنجيلا ميركل، وأولها الاعتماد الكبير على الغاز الروسي الرخيص وعدم تنويع مصادر الطاقة، واتضحت عواقب ذلك عندما توقفت إمدادات الغاز بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

كما أن اعتماد جزء من الاقتصاد الألماني على تصدير السيارات والسلع إلى الصين يجعله رهنا لتقلبات السوق الصيني، ويجعل ذلك الألمان يشكون في رجاحة سياسات أحزاب الائتلاف الحاكم.

ويشير الكاتب إلى مجال صناعة السيارات الألمانية الذي تأخر في مواكبة التكنولوجيا الحديثة المناصرة للبيئة على حساب تطوير المحركات التقليدية، وتخلفت ألمانيا بذلك عن ركب الاقتصاد العالمي.

ومن أهم عوامل تراجع الاقتصاد انخفاض عدد الأشخاص في سن العمل، خصوصا بعد هجرة عديد من شباب ألمانيا إلى الغرب، ويحد هذا من نمو الإنتاج والنشاط الاقتصادي.

كذلك، فإن السياسة الدستورية -التي تحد من اقتراض الحكومة لضمان توازن الميزانيات- تعوق الاستثمار في البنية التحتية والبرامج الاجتماعية، مما يزيد من حدة النقاشات بين أحزاب الائتلاف الحاكم بشأن كيفية توظيف الموارد المحدودة، ويعرقل التقدم الاقتصادي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

إقتراحات بناءة لجماعة صمود

بعد أن انعقدت ورش عن إصلاح المؤسسة العسكرية السودانية في فنادق دول معادية للسودان وورشة رتق النسيج الإجتماعي، أقترح إقامة ورش عن أدناه:

+ ورشة عن إصلاح الأحزاب والتحالفات السياسية بالتركيز علي قضايا الديمقراطية الداخلية والمؤسسية وسيطرة الأفراد والشلل ومصادر تمويل هذه الأحزاب ومصادر عيش قادتها المتفرغين. وضعف المناعة الوطنية والإستعداد الدائم للإستعانة بالأجنبي لجلب “الديمقراطية والمدنية”.

+ ورشة عن رتق نسيج الأحزاب التي تعاني كلها من انشطارات أميبية إذ توجد ربما تسعة نسخ من الحزب الإتحادي (ما عارف كان ها يكون في كم نسخة لو ما كان إتحادي). وهناك علي الأقل ثلاثة نسخ من حزب الأمة – حزب الأمة الجنجويدي، وحزب الأمة المحترم وحزب الأمة بتاع مبارك الفاضل. كما أن هناك الحركات الشعبية (وهي فعلا حركات) جناح عرمان، وجناح أردول ، وجناح عسكوري، وجناح الحلو، وجناح سيلفا كير وجناح ريك مشار. وهذا غيض من فيض. أما عن القوميين العرب، فان الحديث عن غير الموجود في الواقع حرام.

+ ورشة عن العنف الجنسي غير المسبوق الذي مارسه الجنجويد ضد المرأة السودانية لستر عورة التباكي علي سكان الكانبي الذين لم يعانوا كسر ا مما عانته المراة السودانية.
+ نرحب باي إقتراحات أخري عن ورش ممكنة.

نقطة هذا البوست أن التحيز لا يظهر فقط في الكلام وما إذا كان كاذبا أو مطابقا للحقيقة إذ أن أهم نقاط الإنحياز هي تحديد الأجندة بالسيطرة علي المواضيع المسموح بمناقشتها والتوريش حولها والمواضيع الممنوعة. المسكوت عنه أكثر فصاحة من المنطوق به.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محمد كركوتي يكتب: روافد غير نفطية لاقتصاد أبوظبي
  • بسبب ارتفاع الدولار.. صعود أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم
  • 70 قرشا دفعة واحدة.. صعود أسعار الدولار الآن في البنوك
  • إقتراحات بناءة لجماعة صمود
  • استطلاع بألمانيا: صعود اليمين المتطرف وتراجع الائتلاف المحافظ
  • ألمانيا ترحِّل مواطني أوروبا المؤيدين لفلسطين في خطوة جديدة مرعبة
  • الحكومة الصينية: الولايات المتحدة يجب أن توقف استخدام التعريفات الجمركية ضد اقتصاد بلادنا
  • نهائي مثير بين شتوتغارت وبيلفيلد في كأس ألمانيا
  • الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية يقبل قرار عزل الرئيس يون سوك يول
  • بلومبيرغ: "إسرائيل" هي أكثر المتضررين في الشرق الأوسط من رسوم ترامب