السويداء-سانا

كما يقال الإنسان ابن بيئته، وهكذا كانت بثينة شلغين ابنة السويداء كالطود الأشمّ عزاً وكبرياء، خاضت معركة شرسة مع السرطان فلم يزدها ذلك إلا إيماناً وقوةً وعطاءً، وعلى إثر ذلك أسست بالتشارك مع صديقات مبادرة “شعرك دهب” لتصنيع الشعر المستعار لمحاربات وناجيات من هذا المرض بعد مبادرات عدة كانت لها اليد الطولى فيها.

شلغين المربية والأم صاحبة مبادرات مجتمعية وإنسانية وتعليمية، تؤمن بمقولة “العلم لا يباع” التي غرسها والدها في وجدانها فآثرت أن تصب جل اهتمامها بالتعليم لتكون مساهمةً وحاضرةً في كل المبادرات الخيرية تقول في حديثها لـ سانا الشبابية: “بدأتُ بالعمل التطوعيّ منذ تخرجي في كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 2003، فقرّرت تقديم جلسات ودورات مجانية في اللغة العربية سنوياً لطلاب الشهادات من أبناء الشهداء والأسر الأشد احتياجاً والفاقدة للمعيل، إضافةً إلى طلاب قريتي مجادل التي كنت مديرة لإحدى مدارسها لمدة 16 سنة.

وتضيف شلغين وهي أمينة سر مجمع شهبا التربوي ومحررة في منصة جدل الأدبية: “شاركت أيضاً في مبادرات تقدم دورات مجانية للطلاب وفي فترة الزلزال عندما تم إنشاء 28 غرفة صفية على منصة الواتساب للمتضررين في عدة محافظات للتعليم عن بعد لطلاب الشهادتين وأسهمت مع زملائي بجمع أرقام الطلاب من خلال التواصل مع مديريات التربية لمساعدتهم تعليمياً، كما أسهمت في مشروع تعليمي بعنوان “أمل” لتمكين الطلاب الذين يعانون ضعفاً في اللغة العربية.

تقول شلغين: “عندما تعرضت بعض المحافظات لضرر بالغ إثر الزلزال شاركتُ بمجموعات ومبادرات في مدينة شهبا، شملت توزيع مواد إغاثية للمناطق المنكوبة، وتقديم الدواء للمحتاجين أو لذوي الإعاقة أو فاقدي المعيل أو لذوي الشهداء وتأمين إنارة للمنازل أو شراء كرسي متحرك وربما تأمين عود لمن يملك موهبة العزف أو ألوان وقرطاسية وما إلى هنالك من أشياء تبعث على الفرح والسرور.

ولم تنسَ شلغين ما عانته من ألم عندما علمت بإصابتها بمرض السرطان لكنها قررت ألا تُهزم فتتحدث عن مرضها وكيف تخطت تلك المرحلة قائلة: “عانيتُ منذ 4 سنوات من سرطان الرحم بعد إصابتي بجلطات متتابعة، ولكنني وضعت نصب عيني مقولة.. لا يحقّ لكَ أن تميل فهناك من يستند عليك.. فولداي وأهلي وكلُّ من دعمته بحاجة ماسة لي، ومن تلك القلوب التي غمرتني محبة استمديت القوة، فاستمررت وحتى أثناء فترة علاجي لم أتغيّب عن مدرسة إبراهيم زين الدين وكنت مديرة لها آنذاك”.

تتابع شلغين وقد اعتمرت وجهها ابتسامة النصر: “إثر ذلك شاركت في برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي وهو عبارة عن مبادرة مجانية تابعة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان “شفاء”، حيث يتمّ كل 15 يوماً الكشف عن المرض لعدد من السيدات، وتُرسل إلى المشفى من هي بحاجة إلى صورة إيكو مجاناً وبعدها لمعتْ في ذهني فكرة “شعرك دهب” فكتبت على صفحتي على الفيسبوك منشوراً من بضع كلمات وهو.. بمقدورك رسم بسمة ثقة على وجه محاربات مرض السرطان من خلال تقديم خصلة شعر تساندهن في صنع باروكة طبيعية.. وما لبثت أن انهالت التبرعات من كلِّ حدب وصوب، والجميل أن هذه الحالة كانت أعمق مما نتخيل إذ أرستْ دعائم المحبة والإخاء فكل أفراد المجتمع من صغار وشباب وعجائز وذوي إعاقة كانت لهم مساهمة فاعلة في هذه الفعالية، وإلى الآن استفادت 39 سيدة من هذه المبادرة.

وسام شغري

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

تحذيرات نيبابية من “سرطان السجون” في العراق بسبب تجار المخدرات

14 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: حذر نواب وخبراء، اليوم الجمعة (13 أيلول 2024)، مما اسموه بـ”سرطان السجون” في العراق بسبب تجار المخدرات، وسط دعوات لوضع خطة استراتيجية تحتوي خطورة المخدرات.

وقال رئيس لجنة مكافحة المخدرات النيابية عدنان ابراهيم ، إن “المخدرات آفة سوداء وهي مصدر تهديد مباشر للمجتمع والشباب هم المستهدف الاول بها”، لافتا الى ان “جهودنا في مكافحة هذه الآفة تنطلق من احساس وطني بخطورتها التي تضاهي الارهاب”.

وأضاف انه “من الخطأ وضع متهمين بقضايا بسيطة مع تجار او مدمنين على المخدرات في زنزانة واحدة”، مبيناً أن “هؤلاء يمثلون أصدقاء سوء سينقلون إليهم فيروس الإدمان والاتجار ويدفعون البعض الى مستنقع الإدمان وبذلك تزداد المشكلة وتتحول السجون الى نقطة لانتشاره”.

وأشار الى “أهمية المضي في استراتيجية تعمد على منع وجود تجار المخدرات مع المتهمين بقضايا بسيطة والسعي الى اتخاذ إجراءات بهذا المسار”.

من جهته، أكد الخبير في الشؤون الامنية محمد بريسم ان “وضع تجار مخدرات او متهمين بالإدمان مع نزلاء بقضايا بسيطة ستؤدي حتما الى انتقال آفة الادمان إليهم او على الاغلب تأثرهم بها”، مشيراً الى ان “تجار المخدرات والمتهمين بالإرهاب هم بمثابة سرطان السجون الذي يجب الانتباه لخطورتهم وتأثيرهم في امكانية سحب المزيد من الضحايا الى مسارهم الاسود”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ابراهيم: لبنان لا يتعافى إذا بقيت سوريا مريضة
  • أمل جديد.. لقاح يظهر نتائج إيجابية في محاربة سرطان الأورام الصلبة
  • ‏الشهري: الأهداف التي تلقاها النصر كانت من أخطاء في بناء الهجمة.. فيديو
  • تحذيرات نيبابية من “سرطان السجون” في العراق بسبب تجار المخدرات
  • مرمى العربية بلا حارس
  • بالصور – هكذا شاركت كاردي بي الجمهور لحظات ولادة ابنتها الثالثة
  • الأمم المتحدة في مأزق: تصرفات الحوثيين تغلق أبواب الأمل أمام ملايين اليمنيين!
  • فضيحة في الهند .. سائق إسعاف يترك مريضة حرجة على الطريق والسبب غريب!
  • أبرز سلوكيات "الموبايل" التي تؤدي إلى فشل الزواج
  • الصور الأولى للسفينة التي كانت متجهة إلى مصر وقصفتها روسيا