يمر المغرب بفترة حرجة فيما يتعلق بتدبير المياه، حيث يواجه فترات جفاف طويلة الأمد وانخفاضا مثيرا للقلق في هطول الأمطار.

وتكشف البيانات الأخيرة التي نشرتها وزارة التجهيز والماء عن أرقام مقلقة بشأن حالة الموارد المائية في البلاد، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة ومستدامة لحماية هذا المورد الحيوي.

ويرسم التقرير الأخير لوزارة التجهيز والماء صورة قاتمة لتأثير الجفاف المتكرر وانخفاض هطول الأمطار على الموارد المائية في المغرب.

وبحسب هذا التقرير، فقد انخفض حجم المياه السطحية إلى أقل من 4 مليارات، وهو انخفاض حاد مقارنة مع 18 مليار متر مكعب المسجلة عام 2023. ولهذا الانخفاض تداعيات مباشرة على إمدادات المياه للفلاحة والصناعة والاستهلاك المنزلي.

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

أهمية شرب الماء في رمضان

في شهر رمضان المبارك، يتغير نمط الحياة والروتين الغذائي للصائم، حيث يمتنع عن تناول الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب. وخلال ساعات الصيام الطويلة، يصبح الحفاظ على ترطيب الجسم أمرًا ضروريًا للوقاية من الجفاف والمضاعفات الصحية المصاحبة له. يلعب الترطيب دورًا أساسيًا في دعم وظائف الجسم المختلفة، مثل تنظيم درجة الحرارة، وتحسين عملية الهضم، وتعزيز التركيز والطاقة. في هذا المقال، سنستعرض أهمية الترطيب خلال شهر رمضان، ونقدم أفضل الطرق للحفاظ على توازن السوائل في الجسم أثناء فترة الصيام.

يشكل الماء نحو 60% من وزن الجسم، وهو عنصر أساسي للحفاظ على الوظائف الفسيولوجية الحيوية. خلال الصيام، يفقد الجسم السوائل عبر التعرق والتنفس والتبول، مما قد يؤدي إلى الجفاف إذا لم يتم تعويضها بشكل كافٍ خلال وبين وجبتي الإفطار والسحور. يمكن أن يؤثر الجفاف سلبًا على القدرة على التركيز، كما قد يسبب الصداع والدوخة والإرهاق، بالإضافة إلى مشكلات صحية مثل الإمساك وتقلصات العضلات. لذا، من الضروري الحرص على تعويض السوائل المفقودة بطرق صحيحة لضمان كفاءة وظائف الجسم طوال اليوم.

عدم شرب كمية كافية من السوائل خلال فترة الإفطار قد يؤدي إلى ظهور علامات الجفاف، مثل جفاف الفم والحلق والعطش الشديد وقلة التبول وظهور البول بلون داكن، إضافة إلى الشعور بالإرهاق والدوخة والصداع، فضلًا عن جفاف الجلد وفقدان مرونته. وإذا استمرت هذه الأعراض لفترة طويلة دون تعويض كافٍ للسوائل، فقد تتفاقم لتؤدي إلى مضاعفات صحية أكثر خطورة، مثل انخفاض ضغط الدم أو ضربة الشمس، خاصة في الأجواء الحارة.

للحفاظ على توازن السوائل في الجسم خلال شهر رمضان، من المهم اختيار المشروبات التي تساعد على الاحتفاظ بالماء لأطول فترة ممكنة. يُعد الماء المصدر الأساسي للترطيب، لذا يُوصى بشرب ما لا يقل عن 8-10 أكواب يوميًا بين الإفطار والسحور. يُساهم الحليب أيضًا في الترطيب، حيث يحتوي على الماء والبروتينات والمعادن الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، توفر العصائر الطبيعية، مثل عصير البرتقال والليمون والبطيخ، نسبة عالية من الماء والفيتامينات الضرورية. كما تُعد الشوربات، خاصة شوربة الخضار أو العدس، مصدرًا جيدًا للسوائل والعناصر الغذائية المفيدة لصحة الجسم.

بعض المشروبات قد تساهم في فقدان السوائل بدلاً من الاحتفاظ بها، لذلك يُفضل تجنبها أو تقليل استهلاكها خلال شهر رمضان. من أبرز هذه المشروبات المشروبات الغازية، التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والكافيين، مما قد يؤدي إلى الجفاف. كما أن الشاي والقهوة، لاحتوائهما على الكافيين الذي يعمل كمدر للبول، قد يزيدان من فقدان السوائل في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، فإن العصائر الصناعية والمشروبات الغنية بالسكر قد تؤدي إلى الشعور بالعطش وترفع مستويات السكر في الدم بشكل مفاجئ، مما يؤثر سلبًا على توازن السوائل في الجسم.

بالإضافة إلى المشروبات، تلعب الأطعمة الغنية بالماء دورًا مهمًا في الحفاظ على ترطيب الجسم خلال شهر رمضان. يُعد الخيار من أفضل هذه الأطعمة، إذ يحتوي على نسبة عالية جدًا من الماء ويساعد في تهدئة العطش. كذلك، يُعتبر البطيخ خيارًا مثاليًا، لاحتوائه على كميات وفيرة من الماء، إلى جانب الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم. كما تساهم الخضروات الورقية، مثل الخس، في تعزيز الترطيب بفضل محتواها الجيد من الماء والألياف. أما الزبادي، فهو ليس فقط مصدرًا غنيًا بالماء، بل يوفر أيضًا البروتين ويساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي، مما يجعله خيارًا مثاليًا ضمن وجبتي الإفطار أو السحور.

لضمان بقاء الجسم رطبًا طوال ساعات الصيام، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات الفعالة. يُنصح بالبدء عند الإفطار بشرب كوب من الماء وكوب من اللبن مع التمر، حيث يساعد ذلك في إعادة ترطيب الجسم بسرعة، بينما يوفر التمر السكريات اللازمة للطاقة. كما يُفضل تناول السوائل بانتظام وعدم انتظار الشعور بالعطش لشرب الماء، بل الحرص على شربها بين الإفطار والسحور. من المهم أيضًا تقليل استهلاك الملح والتوابل الحارة، إذ إنها تزيد من الشعور بالعطش وتسرّع فقدان السوائل. عند اختيار وجبة السحور، يُفضل التركيز على الأطعمة الغنية بالماء مثل الشوفان بالحليب والبطيخ والخيار والزبادي، لما لها من دور في إبقاء الجسم مرطبًا لفترة أطول. بالإضافة إلى ذلك، يُوصى بتجنب النشاط البدني المفرط خلال ساعات الصيام، خاصة في الطقس الحار، للحفاظ على مستوى السوائل في الجسم.

مقالات مشابهة

  • مفاوضات متقدمة لتصنيع طائرات إمبراير البرازيلية الضخمة بالمغرب
  • جامعة الدول العربية تدعو لإدارة الموارد المائية بطريقة متكاملة وعادلة لضمان أمن المياه
  • الجامعة العربية تدعو لإدارة الموارد المائية بطريقة متكاملة وعادلة
  • المحكمة الوطنية الإسبانية في قرار جديد: الظروف العائلية بالمغرب ليست سبباً كافياً للحصول على اللجوء
  • تقرير فرنسي: 30 ألف من المتقاعدين يهاجرون إلى المغرب سنوياً بحثاً عن الشمس
  • أهمية شرب الماء في رمضان
  • السياسة الطاقية بالمغرب.. أية رهانات للانتقال؟ قراءة في كتاب
  • الري: تحسين أداء المنشآت المائية لتحسين تشغيلها وتطوير عملية توزيع المياه
  • الري: تحسين أداء المنشآت المائية بما يضمن تحسين تشغيلها وتطوير عملية توزيع المياه
  • شركة صينية رائدة توقع إتفاقية شراكة مع جامعة الكرة لتطوير ممارسة كرة القدم بالمغرب