“التراث البحري” .. حكايات تروى ترسخ إرثا وطنيا مستداما في “أبوظبي للصيد والفروسية”
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
قدم جناح هيئة أبوظبي للتراث، في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2024، منصة للخبير البحري الإماراتي جمعة حثبور الرميثي، كي يروي لزواره مسيرته الملهمة التي امتدت على مدار عقود في مجال صون التراث البحري، وترسيخه كإرث مستدام يربط الحاضر بالمستقبل.
وانطلق الرميثي نحو البحر بشغف، أيام وليالٍ كاملة في رحلات الغوص، يلتقط من أعماق البحر كنوزاً، ليتحول بتجربته إلى رحلة حياة جديدة، جعلته واحدا من أبرز جامعي الأدوات البحرية التراثية في الدولة.
وبمرور السنوات، أصبح جمعة الرميثي يملك متحفاً يحتوي على مئات الأدوات البحرية التي جمعت تاريخ الأجيال، ولأنها مجموعة غنية وقيمة، استعان متحف زايد الوطني بعدد من أدواته لعرضها بين جنباته، مُقدماً للجمهور نافذة تطل على إرث بحري إماراتي غني.
وفي جناح الهيئة، يقدم الرميثي للزوار ورشاً تراثية بحرية حية، ويحكي لهم عن حب البحر، حين كان يغيب عدة شهور ليمارس الغوص وصيد الأسماك مستخدماً كل ما يخص أدوات البحر القديمة، والتي مازالت تلعب دوراً مهماً في العديد من البيوت الإماراتية، ومن خلال خبراته الواسعة في مجال البحر والغوص أصبح ملما بكل ما يخص البحر والبحارة.
ويؤكد الرميثي أن الغوص لم يكن مجرد عمل روتيني بالنسبة للبحارة الإماراتيين، بل حياة، فقبل كل رحلة غوص، كانوا يغنون الأغاني البحرية التي تعبر عن أملهم في الرزق، والشوق للوطن، والعودة سالمين، كانوا يحملون معهم وجوه أطفالهم وذويهم، ودعوات الأمهات والزوجات، وحين يعودون بالرزق الوفير يسعد الجميع بعد أوقات طويلة من الشجاعة والصبر.
ويعرض الرميثي العديد من القطع التراثية البحرية، ومنها نماذج مختلفة من القوارب والسفن المستخدمة قديماً، والتي تم تصنيعها من الخشب، ويقدم ورشاً خاصة عن رحلات صيد الأسماك واللؤلؤ والغوص.
ومن أهم هذه السفن “السنبوك”، “الهوري”، “البومط، “لسفار”، “الشاحوف”، “البقارة”، و”الجلبوت” و”الصمعة”، وعرضاً للؤلؤ وألوانها ويعرف الجمهور عليها ومدى أهميتها ، بالإضافة إلى آلية استخراج اللؤلؤ والأدوات الخاصة بذلك ابتداءً من قبل بدء رحلة الغوص وصولاً إلى الحصول عل اللؤلؤ والتي تُعد ثراء للحياة البحرية لأهل المناطق الساحلية.
كما يعرض أيضاً العديد من أدوات صيد الأسماك، ويعيش معه الجمهور في ورش خاصة عن فلق المحار هذه التجربة المميزة.
ويقدم الرميثي شرحاً مفصلاً حول الملابس التي يتم استخدامها أثناء الصيد والغوص، وكيفية الغوص والطرق الصحيحة حتى لا تسبب أي أذى للغواص، وكيفية حمل الأدوات المستخدمة والصيد بالطرق السهلة حتى لا ترهقه أثناء الغوص.
وتأتي مشاركة هيئة أبوظبي للتراث في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية كشريك تراثي ، في إطار جهودها لربط تراث الدولة بين الماضي والحاضر، بما يبرز أصالة هذا التراث وتعزيزه في نفوس الأجيال القادمة وزرع حبه لدى الأبناء.
ويقدم الجناح في المعرض العديد من الأنشطة والفعاليات ذات الطابع الإماراتي الأصيل، والتي ترسخ الهوية الوطنية، فيتميز الجناح بالمزج بين الأصالة والمعاصرة، والتي يتعرف من خلالها الزوار على السنّع والتقاليد الإماراتية الأصيلة، ومهن وعادات الأولين، وصولاً إلى ورش وعروض حية للصناعات والحرف التقليدية.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: العدید من
إقرأ أيضاً:
توقيع «من الغبشة لين المبيت» في «أبوظبي للكتاب»
دبـي (الاتحاد)
شهد ركن توقيع الكتب في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بنسخته الـ 34، حراكاً ثقافياً واسعاً، حيث وقّع عبد الله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، كتاب «من الغبشة لين المبيت». يتحدث الكتاب عن أهمية الوقت في الثقافة الإسلامية، خاصة في كثرة ما ورد في القرآن الكريم من ذكر للأوقات بالتفصيل الدقيق، وتعدّتها إلى القسم بها، إشارة إلى أهميتها، وامتداداً لهذه الثقافة الإسلامية وتأثراً بها، فقد اهتم العرب عامة وشعوب الخليج العربي وأهل الإمارات خاصة بتصنيف الفترات الزمنية، وإطلاق المسميات التي تفصلها عن غيرها، وتعبر بدقة متناهية عن بدئها وجريانها وتقلّبها وانتهائها، حرصاً على ضبط العبادات، والمعاملات اليومية، ومواعيدهم والتزاماتهم مع الناس.
يرصد الكتاب بلاغة أهل الإمارات الأولين ودقتهم في تحديد الزمن حسب معطياته الآنية، توافقاً مع حركة الشمس والقمر والليل والنهار، مرتكزين بشكل رئيسي على مواقيت الصلاة ورفع الآذان، تجانساً مع فصلي الصيف والشتاء، من خلال استخدام جمل دلالية سهلة، تضع القارئ أمام كم هائل من المهارة والإبداع والبلاغة اللغوية في اللهجة الإماراتية.
وقال عبد الله حمدان بن دلموك: «يمثل توقيع هذا الإصدار في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 محطة مهمة، فهو ليس مجرد توثيق لبلاغة أهل الإمارات في وصف الوقت، بل هو احتفاء بتراثنا الشفهي واللغوي، وإحياء للذاكرة الشعبية التي كانت تتكئ على النجوم، والشمس، والظلال، لتحديد تفاصيل اليوم والليلة بدقة تفوق التوقع».
وأشار إلى أن التواجد في هذا الحدث الثقافي العريق يعكس التزام مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بدوره الوطني في حفظ وصون الموروث، ويؤكد أن للتراث الإماراتي مكانة مرموقة ضمن الحركة الثقافية المعاصرة.
واختتم الرئيس التنفيذي لمركز حمدان حديثه بالقول:«إن مشاركة المركز في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بنسخته الـ 34، تأتي لتؤكد على التلاحم الثقافي بين المؤسسات الوطنية، ودورها الحيوي في تعزيز الهوية، وإبراز ثراء اللغة الإماراتية، وخصوصيتها في التعبير عن الزمان والمكان بطريقة تتسم بالدقة والبلاغة».