سودانايل:
2024-09-15@12:18:55 GMT

البعشوم .. وصناعة المشهد: احتجاجات كسلا نموذجاً

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

محمد سليمان حامد

تسعى الأنظمة الاستبدادية دائماً إلى تكريس هيمنتها عبر استخدام أساليب خبيثة لزرع الفتنة والفرقة بين أفراد الشعب. في السودان، يمثل جهاز الأمن نموذجاً صارخاً لهذه السياسات المدمرة. فمع تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد، لجأ هذا الجهاز إلى إشعال الفتن بين مكونات المجتمع السوداني كأداة لتشتيت الانتباه عن القضايا الحقيقية، وتعزيز نفوذه وفرض أجنداته.



بينما يعيث الجنجويد فساداً في أرض السودان، مستبيحين العرض والأرض، تسعى المنظومة الأمنية عبر جهازها المهترئ إلى التهرب من مسؤولياتها الأساسية. بدلاً من حماية المواطن واستعادة الأمان، نجدها تنشغل بصناعة مشهد مضلل، بهدف تشتيت انتباه الرأي العام وصرف الأنظار عن القضايا الملحة.

على سبيل المثال، لم يجف بعد حبر تصريحات اللواء المتقاعد بدر الدين عبد الحكم، الذي أطلق قبل بضعة أشهر مزاعم مشككة في ولاء قبيلة البني عامر، داعياً إلى سحب الجنسية منهم. هذه التصريحات لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل كانت جزءاً من حملة ممنهجة تهدف إلى إثارة الفتنة وزرع الشكوك بين مكونات المجتمع السوداني.

وفي إطار هذا السعي المحموم لصناعة المشهد، ظهر على الساحة شخص يتخفى على وسائل التواصل الاجتماعي تحت اسم "البعشوم". هذا الشخص ليس مجرد ناشط عادي، بل يمتلك معلومات أمنية ووثائق لا تتوفر إلا لأجهزة أمنية بحجم دولة. استغل "البعشوم" هذه المعلومات للترويج للأكاذيب وصناعة المواقف التي تخدم أجندات خفية لصالح تيارات معينة في السلطة.

أحدث حلقات "البعشوم" على يوتيوب كانت محورية في هذا السياق. تناول فيها شخصية القوني، شقيق حميدتي، حيث بث معلومات مغلوطة، رغم احتوائها على بعض الحقائق. دس "البعشوم" السم في الدسم عندما زعم أن مصاهرة القوني من أسرة تنتمي إلى قبيلة البني عامر أدت إلى تجنيد القبيلة لصالح الدعم السريع. لتعزيز روايته الساذجة، قدم قائمة بأسماء بعض المتعاونين مع القوني، مما أثار موجة من الاستياء والتوتر على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين أبناء البني عامر.
والبعشوم هو أحد الأذرع الأمنية التي يستخدمها جهاز الأمن تمرير معلومات ونشر الدسائس هو شخص يتخفى على وسائل التواصل الاجتماعي تحت اسم "البعشوم". ويمتلك معلومات أمنية ووثائق مستندات لا تتوفر إلا لجهاز أمن بحجم دولة، وقد عمد إلى استخدام هذه المعلومات للترويج للأكاذيب وصناعة المواقف وفرض اجندات خفية لصالح أحد التيارات المتصارعة على سدة الحكم وقد لعب "البعشوم" منذ سقوط الانقاذ دورًا كبيرا في تحديد مسار الثوار وسقف المطالب ..
أحدث حلقات "البعشوم" على يوتيوب كانت محورية في هذا السياق. تناول فيها شخصية القوني، شقيق حميدتي، حيث بث معلومات مغلوطة، رغم احتوائها على بعض الحقائق. دس "البعشوم" السم في الدسم عندما زعم أن مصاهرة القوني من أسرة تنتمي إلى قبيلة البني عامر أدت إلى تجنيد القبيلة لصالح الدعم السريع. لتعزيز روايته الساذجة، قدم قائمة بأسماء بعض المتعاونين مع القوني، مما أثار موجة من الاستياء والتوتر على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين أبناء البني عامر.

هذا الوضع تفاقم بشكل أكبر عندما اعتقل جهاز الأمن شاباً من أبناء كسلا، بتهمة التخابر لصالح قوات الدعم السريع. وفاته تحت التعذيب في المعتقلات لم تكن مجرد حادث عرضي، بل أطلقت شرارة احتجاجات واسعة في كسلا، وعمّ الغضب أوساط المجتمع.

إن هذا الاستهداف المنهجي لقبيلة البني عامر لم يكن وليد اللحظة، فقد تعرضت القبيلة لأكثر من سبعة أحداث واشتباكات أهلية منذ سقوط نظام الإنقاذ قبل خمس سنوات. هذه الاشتباكات، التي وقعت في مناطق مثل القضارف وكسلا وبورتسودان وحلفا الجديدة، أودت بحياة العديد من الأرواح البريئة، وأدت إلى فرض حظر تجول. وهنا يطرح السؤال: لماذا تستهدف هذه القبيلة بشكل متكرر؟ هل لأنهم متسامحون ومتمسكون بالتقاليد والدين؟ أم أن امتدادهم بين إريتريا والسودان أصبح لعنة تطاردهم؟

فإذا كانت الحكمة تقول "من مأمنه يؤتى الحذر"، فقد أمنت الجهات المسؤولة ردات فعل هذا المكون، الذي يمثل نموذجاً للتسامح والتماسك والعيش الكريم. وخير مثال على ذلك هو الناظر علي إبراهيم دقلل، الذي برهن بحكمته ورباطة جأشه على قدرته على كظم الغيظ والتعامل بحنكة مع الأزمات، متجنباً الفتن والصدامات. كما يعبر الشاعر الحارث بن عباد عن هذه الحكمة بقوله:

قد تجنبت وائلا كي يفيقوا *********** فأبت تغلب علي إعتزالي
وأشابوا ذؤآبتي ببجير ************** قتـــلوه ظلما بغير قتال
قتلوه بشسع نعل كليب ************** إن قتل الكريم بالشسع غال

ختاما، يجدر بالمجتمع السوداني أن يكون واعياً لهذه الدسائس والمكائد التي تحاك ضد وحدته وسلامته. تعزيز الوحدة الوطنية والوقوف صفاً واحداً في وجه محاولات التفرقة هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد. في ظل وعي وطني قوي، لن تنجح أي محاولات لزعزعة هذا الاستقرار أو تفريق صفوف الشعب.

rw3ams@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی البنی عامر

إقرأ أيضاً:

احتجاجات تعمّ شوارع باريس دعماً لضحايا العنف الجنسي

أصبحت جيزيل بيليكوت، المرأة التي يُزعم أن زوجها السابق قام بتخديرها على مدار عقد من الزمن حتى يتمكن عشرات الرجال من اغتصابها وهي فاقدة للوعي، رمزًا لمكافحة العنف الجنسي في فرنسا.

اعلان

تجمع حوالي 700 شخص في ساحة الجمهورية في باريس يوم السبت، دعماً للسيدة البالغة من العمر 71 عاماً وجميع ضحايا الاغتصاب في فرنسا. وحمل البعض لافتات أشاروا خلالها إلى أن ضحايا العنف الجنسي "لسن وحدهن".

منذ بداية المحاكمة الاستثنائية في 2 أيلول/ سبتمبر، والتي ستواجه خلالها بيليكوت 51 من مغتصبيها المزعومين، تمت الإشادة بشجاعتها ورباطة جأشها بعد قرارها الجريء بإبقاء المحاكمة علنية بعد أن اقترحت المحكمة في البداية أن تكون المحاكمة خلف أبواب مغلقة.

فقد سمحت للصحفيين بنشر اسمها الكامل، وسمحت للمحكمة بعرض مقاطع فيديو فاضحة سجلها زوجها تظهر رجالاً يمارسون الجنس معها. وقد قالت إن قراراتها جاءت تضامناً مع النساء الأخريات اللاتي لم يتم الاعتراف بهن كضحايا للجرائم الجنسية.

وقالت آنا تومازوف، وهي ناشطة وأحد منظمي مظاهرة باريس: ”من المهم جدًا أن نكون هنا لأننا بحاجة إلى الحديث عن ثقافة الاغتصاب“، مضيفةً: "بعد سبع سنوات من حملة "مي تو"، نعلم أنه لا يوجد "نوع خاص" من الضحايا. كما أننا ندرك بشكل جماعي أنه لا يوجد "نوع خاص" من المغتصبين".

تجمع لدعم جيزيل بيليكوت، السبت 14 سبتمبر 2024 في باريس. Michel Euler/AP

في الأسبوع المقبل، سيكون على جيزيل بيليكوت أن تتحدى أمراً آخر: مواجهة الرجل الذي شاركها حياتها لأكثر من 50 عامًا، ووالد أطفالهما الثلاثة. قال محاميها إنها تخطط لحضور شهادته.

وكان زوجها السابق، دومينيك بيليكو، قد اعترف سابقًا بجرائمه للمحققين، لكن جلسة الاستماع إليه في المحكمة ستكون حاسمة بالنسبة لهيئة القضاة للبت في مصير الرجال الخمسين الآخرين المتهمين بالاغتصاب.

لأسباب صحية، تم إعفاء بيليكو من حضور المحاكمة منذ يوم الأربعاء. وقالت محاميته بياتريس زافارو إنه من المتوقع أن يدلي بشهادته يوم الاثنين أو الثلاثاء.

Relatedفرنسا تحبط 3 مؤامرات لاستهداف الأولمبياد: اعتقال خمسة مشتبه بهم وتخطيط للهجوم على مؤسسات إسرائيليةتظاهرات حاشدة في فرنسا احتجاجاً على تعيين ماكرون لبارنييه رئيساً للوزراءفرنسا: معركة سياسية في باريس تتسبب بها حلقات الألعاب الأولمبية المعلقة على برج إيفل

وردًا على سؤال حول ما إذا كان موكلها يحاول التهرب من الإدلاء بشهادته، قالت زافارو يوم الجمعة إنه ”كان ينتظر محاكمته، وكان يريد التحدث ومواجهة زوجته وأطفاله".

ويواجه دومينيك بيليكو، البالغ من العمر الآن 71 عامًا، والمتهمون الـ50 الآخرون عقوبة تصل إلى 20 سنة في السجن إذا ما تمت إدانتهم.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية باريس تتهيأ لإعادة افتتاح نوتردام: أجراس الكاتدرائية ستدق مجددًا في ديسمبر بعد أعمال الترميم نهر السين يستعيد شعبيته بين السياح بعد انتهاء الألعاب الأولمبية في باريس فرنسا: معركة سياسية في باريس تتسبب بها حلقات الألعاب الأولمبية المعلقة على برج إيفل احتجاجات فرنسا نساء مظاهرات العنف ضد المرأة اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب في يومها الـ 344: قصف لا يتوقف على غزة ونتنياهو يقرر توسيع العملية العسكرية في الشمال يعرض الآن Next وزارة الدفاع الروسية: تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا شمل 103 عسكريين من كل جانب يعرض الآن Next مقتل شخصين وإصابة 29 آخرين جراء تصادم قطارين في مدينة الزقازيق بمصر يعرض الآن Next دول وسط أوروبا تتأهب لأمطار غزيرة ومخاوف من تكرار "فيضانات القرن" يعرض الآن Next بعد نجاح إطلاقه.. القمر الصناعي الإيراني "شمران 1" يرسل أولى إشاراته إلى الأرض اعلانالاكثر قراءة في منطقة شنغن.. إليكم 8 دول شدّدت إجراءات الدخول عبر حدودها البرية حرائق في صفد بعد صواريخ حزب الله وغارات إسرائيلية تسفر عن 5 قتلى في لبنان وسوريا تباين الآراء في الاتحاد الأوروبي: سانشيز يدعو لإعادة النظر في الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية كوريا الشمالية تكشف عن منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم وكيم يدعو لصنع المزيد من الأسلحة النووية غوتيريش: غياب المحاسبة على قتل موظفي الأمم المتحدة في غزة "غير مقبول" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم روسيا فيضانات - سيول ألمانيا أوروبا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا بولندا كوارث طبيعية انهيارات أرضية -انزلاقات أرضية تركيا الاتحاد الأوروبي إيران Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • الإفراج الفوري عن الرهائن المحتجزين في غزة.. احتجاجات جماهيرية في تل أبيب
  • احتجاجات تعمّ شوارع باريس دعماً لضحايا العنف الجنسي
  • احتجاجات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإبرام صفقة تبادل للمحتجزين
  • كسلا: انعقاد المؤتمر الرابع للجمعية السودانية لمكافحة التسمم الدموي
  • لجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة عمان تناقش "توحيد مهرجان صيف الجبل الأخضر"
  • عاجل.. تريزيجيه يتوهج بهدف وصناعة في 15 دقيقة مع الريان أمام الشحانية
  • مشاهد كيزانية
  • خبراء دوليون يطالبون الغرب بوقف تسليح الاحتلال.. بريطانيا نموذجا (شاهد)
  • القوني أجبن من عبد الرحيم دقلو
  • عائشة الماجدي: (محمد حسن القوني)