زهير عثمان

البيان الصادر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي برئاسة ياسر عرمان يعكس موقفًا نقديًا وتحليليًا للوضع السياسي والعسكري الحالي في السودان، خاصة في ظل استمرار الحرب وما تسببت به من كوارث إنسانية. لفهم هذا البيان ولماذا قيل في هذه الظروف، يمكن تحليل النقاط الرئيسية التالية-
التحالفات الحالية تحتاج إلى إصلاح
التحليل يشير البيان إلى أن التحالفات الموجودة بين القوى المدنية والسياسية في السودان غير فعالة بالشكل الكافي لتحقيق الأهداف المطلوبة، وهي وقف الحرب والعودة إلى أهداف ثورة ديسمبر.

هذا النقد يعكس شعورًا بالإحباط من الوضع الحالي ويؤكد على الحاجة إلى مراجعة وإعادة تشكيل هذه التحالفات لتصبح أكثر فعالية وتأثيرًا.
السبب في هذه الظروف: الحرب المستمرة والصعوبات التي تواجهها القوى المدنية في تحقيق أهدافها ربما دفعت الحركة إلى المطالبة بإصلاح التحالفات لتكوين "كتلة حرجة" قادرة على التأثير بشكل أكبر في الساحة السياسية والعسكرية.
التأكيد على الكارثة الإنسانية وأولوية وقف الحرب
التحليل البيان يركز بشدة على الكارثة الإنسانية الناجمة عن الحرب، مثل النزوح، المجاعة، والدمار، ويشير إلى أن هذه الكارثة أصبحت أولوية قصوى. يدعو البيان إلى بناء شراكات مع المجتمع المدني والمجتمعات المحلية لضمان فعالية وشفافية في توزيع المساعدات.
السبب في هذه الظروف: الحرب المستمرة أدت إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، مما يتطلب تركيزًا أكبر على الجوانب الإنسانية والضغط على أطراف الصراع لوقف الأعمال العدائية، وخاصة في ظل تحذيرات من كارثة مجاعة وشيكة.
النقد الذاتي والوضع الداخلي للتحالفات
التحليل البيان يعترف بتصدع الجبهة الواسعة التي أفرزتها ثورة ديسمبر، ويشير إلى تراجع الحركة الجماهيرية إلى "تكتيكات دفاعية". هذا النقد الذاتي يعكس حالة من التأمل في مدى نجاح القوى المدنية في الحفاظ على وحدة صفها وتأثيرها منذ بداية الثورة.
السبب في هذه الظروف: الاستقطاب الذي أحدثته الحرب ربما أدى إلى انقسام وتشتت داخل الجبهة المدنية، مما دفع الحركة إلى الاعتراف بذلك والدعوة إلى مراجعة الاستراتيجيات وتعزيز الوحدة.
التحذير من الحرب القادمة
التحليل يشير البيان إلى أن الحرب القادمة ستكون أكثر تدميرًا، خاصة أنها ستدور في مناطق مأهولة بالسكان. يحذر البيان من الكوارث التي قد تنجم عن هذه الحرب، ويدعو إلى ضرورة وقفها لحماية المدنيين.
السبب في هذه الظروف: بالنظر إلى أن القتال الحالي لم يتم احتواؤه، فإن توقع تصعيد أكبر واحتمال امتداد القتال إلى مناطق جديدة يحمل تحذيرًا شديد اللهجة لأهمية التحرك السريع لمنع وقوع المزيد من الكوارث.
الدعوة إلى تعبئة واسعة وطنيا ودوليا
التحليل , يدعو البيان إلى تعبئة شاملة على المستويين الوطني والدولي لوقف الحرب. يؤكد البيان على ضرورة التحرك بقوة أكبر من جانب القوى المدنية لاستصدار قرارات دولية تلزم أطراف النزاع بوقف الحرب.
السبب في هذه الظروف: مع استمرار المعاناة الإنسانية وتصاعد التهديدات، تسعى الحركة إلى تحفيز العمل الجماعي والتأثير على المجتمع الدولي للضغط من أجل إنهاء النزاع.
البيان يعكس قلقًا عميقًا من تفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية في السودان بسبب الحرب المستمرة. جاء البيان في هذا التوقيت ليشير إلى ضرورة إصلاح التحالفات المدنية وجعلها أكثر فعالية، وكذلك للتأكيد على أهمية التركيز على القضايا الإنسانية والعمل على وقف الحرب قبل أن تتفاقم الأوضاع أكثر. الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي برئاسة ياسر عرمان تحاول هنا تحفيز قادة القوى المدنية للعمل بشكل مشترك ومنظم لخلق كتلة حرجة تستطيع مواجهة التحديات الحالية وتحقيق أهداف الثورة.
وهنا لابد من الإشارة إلى محاولات ياسر عرمان لكسب وضعية سياسية مميزة وتولي وضع قيادي مهمة جدًا في تحليل البيان، لأنها تعطي بُعدًا أعمق لفهم السياق والدوافع وراء تصريحاته.
الاعتبار السياسي والشخصي لياسر عرمان
ياسر عرمان هو شخصية سياسية بارزة في السودان، وله تاريخ طويل في النضال السياسي والعمل مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. بعد انفصال جنوب السودان، استمر عرمان في العمل السياسي في شمال السودان، وسعى إلى ترسيخ موقعه كقائد مؤثر في السياسة السودانية، خاصة ضمن التيار المدني والديمقراطي.
محاولة كسب وضعية قيادية
تعزيز الدور القيادي: من خلال البيان، يسعى عرمان إلى إبراز حركته كصوت رئيسي في التحالفات المدنية، والظهور كقائد يمكنه تقديم رؤية واضحة وقوية لوقف الحرب وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر. دعوته لإصلاح التحالفات قد تعكس رغبته في أن يكون له دور مركزي في توجيه هذه التحالفات وتشكيل مستقبلها.
استغلال الفراغ القيادي مع تراجع قوة وتأثير بعض القيادات السياسية الأخرى نتيجة الحرب والانقسامات، قد يرى عرمان في الوضع الحالي فرصة لتعزيز موقعه كزعيم قادر على قيادة الجبهة المدنية، خاصة في ظل الاضطرابات الحالية.
الاهتمام بالقضايا الجماهيرية: تأكيد البيان على القضايا الإنسانية وتوجيهه النقد للتحالفات الحالية يظهر عرمان كشخص يهتم بالمصالح العامة، مما يمكن أن يزيد من شعبيته بين المواطنين ويعزز موقعه القيادي.
لماذا لم يتم التركيز على ذلك سابقًا؟
في التحليل الأولي، كان التركيز على مضمون البيان والظروف المحيطة به من حيث الأزمة الإنسانية والتحالفات المدنية. ومع ذلك، من المهم أيضًا النظر إلى الأبعاد السياسية والشخصية، خاصة في سياق سياسي متقلب مثل السودان. الإشارة إلى محاولات عرمان لتعزيز وضعه السياسي يضيف فهمًا أعمق للدوافع وراء البيان ويمكن أن يوضح المزيد عن استراتيجياته وتطلعاته المستقبلية.
ياسر عرمان قد يكون يستخدم هذا البيان كوسيلة لتعزيز موقعه كقائد في الساحة السياسية السودانية، مستغلًا الوضع الراهن للتحالفات والظروف الإنسانية. طرحه لإصلاح التحالفات والعمل على بناء كتلة حرجة قد يكون جزءًا من استراتيجيته لتعزيز دوره القيادي في المرحلة المقبلة.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الشعبیة لتحریر السودان القوى المدنیة فی السودان یاسر عرمان البیان إلى خاصة فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

تحالف السيادة:لا حل لأزمة الرئاسة البرلمانية

آخر تحديث: 12 شتنبر 2024 - 5:23 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف عضو تحالف السيادة، احمد الدليمي، الخميس، ان اجتماعات التحالفات السنية لترشيح شخصية توافقية لشغل منصب رئاسة البرلمان وصلت الى طريق مسدود دون التوصل الى اجماع موحد حول حلحلة ازمة رئاسة البرلمان. وقال الدليمي في تصريح صحفي، إن ” اجتماعات التحالفات السنية شبه متوقفة حاليا بعد ان فشلت جميع المحاولات الرامية الى اقناع المتخاصمين بالجلوس على طاولة واحدة لفض الخلافات السياسية حول اختيار شخصية توافقية لرئاسة البرلمان الامر الذي دعا قادة التحالفات السنية التوجه الى قوى الاطار التنسيقي للضغط باتجاه حل الازمة واطلاق مبادرة تنهي حالة الانقسامات التي ضربت التحالفات السنية وحولتها الى تحالفات تبحث عن المال والجاه بعيدا عن مصلحة المكون “. واضاف ان” اجتماعا من المزمع اقامته في الانبار بحضور عدد من قيادات التحالفات السنية لمناقشة ازمة اختيار رئيس للبرلمان يبدوا انه ولد ميتا قبيل انعقاده بعد اعتذار عدد كبير من قادة واعضاء التحالفات السنية من الحضور الى الاجتماع بحجة وجود ارتباطات تحول دون حضورهم”. وبين، ان” مسعود بارزاني اطلق مبادرة لجمع اقطاب التحالفات السنية على طاولة اربيل الا ان هذه المبادرة لم تلقى اذن صاغية من قبل المتصارعين على الظفر بكرسي رئاسة البرلمان وما هي الا ساعات من انطلاقها ليعلن عن فشلها بعد رفضها من قبل عدد من قادة التحالفات السنية بسبب تحيز البارزاني للرئيس المقال محمد الحلبوسي”.

مقالات مشابهة

  • «الجنجويد» القادم.. «حركات محاصصة جوبا حليفة الحركة الإسلامية»  
  • السودان بين الحركات المسلحة والتغيير السياسي- نحو اندماج كامل في الحياة المدنية
  • السودان يشارك فى مؤتمر الحوار الوزارى الأول بين الصين ودول شرق افريقيا (الإيابكو) بدولة الصين الشعبية
  • الدخول في عملية سياسية تشمل القوى السياسية الوطنية عدا المؤتمر الوطني وواجهاته!
  • أستاذ علوم سياسية: مصر وقطر تبذلان جهدا كبيرا لإنهاء حرب غزة
  • أستاذ علوم سياسية: الحرب في غزة تلقى معارضة كبير في الداخل الإسرائيلي
  • التجريم والصاق التهم الجزاف بالقوي المدنية
  • أستاذ علوم سياسية: جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يرغب في حقن دماء الفلسطينيين
  • تحالف السيادة:لا حل لأزمة الرئاسة البرلمانية
  • نائب البرهان يعلن موعد إنتهاء حرب السودان ويوجه دعوة للمجتمع الدولي