سودانايل:
2024-11-17@12:19:34 GMT

قصة قصيرة [حلمك الأخير .. يا بت شيخنا]

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

بقلم / عمر الحويج

الليلة باردة... في حنان، تظنُّه دفئاًتضم ابنها الصغير، إلى صدرها، وعيناها تبحلقان في الأخوين، الراقدين في الجهة المقابلة.. وشفقة تعتصر قلبها، لأنهما لم يجدا، ما وجده أخوهما الصغير... وهي: أسنانها تصطك... ولكنها لا تحس بهما.. وحتى باب الحجرة الخشبي، لا يريد أن يتزحزح من مكانه.. عالجه هو، في شتاء سابق دون جدوى.

.. وعالجته هي، في شتاء آخر.. ولكنه أيضا لم يَلِن... وهكذا ظل مفتوحاً، ليل... نهار.. وظلت عيناها أيضاً مفتوحتين، طيلة ليالي الشتاء.. أما في الخريف.. فلا شيء، غير الانزواء في الركن القصي، مكتوفة اليدين، والحيلة... وأما في الصيف.. ليل الصيف.. فهي ليست موجودة في أغلبه.. ولكنه خير... كله خير...لا برودة، لا مطر... ولكن للحظات تظل مترقبة، وهي غالباَ.. لحظات، لا تدوم طويلاَ... حيث يشق، صمت القرية... موات القرية: صوت اللوري.. صوت الخير، وصوت الشر -معاَ هكذا-!!... مضت سنوات... ولم تجد اسمه الحقيقي ولكنها تواصل... الصيف تواصله... أما الخريف.. أما الشتاء، فلا شيء غير الانزواء في الركن القصي، مكتوفة اليدين... والحيلة.

البداية... كانت، حينما سألك، طفلك الكبير، بعد سماعه صوت اللورى... بَاكِرْ يُمَّة "سوق التلاتة"، بتجيبي لينا تمر؟؟... كان ذلك بعد اختقاء زوجك "محمد الجزار" وكان ذلك الشر الذي لا مفر منه، لكي يعيش، هو وإخوته، لتجدهما "بَاكِرْ" هذه.. أحياء.
بت شيخنا... يا بت شيخنا... آه.. لم تكن، عذارى القرية يثرثرن أمامك، بخفايا سنّهن كعادتهن مع بعضهن البعض: ابتسامة، غامضة، ومجهدة... ترتسم على شفتيك... يا بت شيخنا... أتنسينها: صفية الصافية... كما كنتِ تنادينها... صفية الصافية هي الوحيدة... التي برغبتك، سمحت لها، أن، تقتحم محرماتك.. وتركتها، تثرثر أمامك، بكل ما كان خفياً عليك...كانت تبهجك، بحديثها... وإن لم تكوني تظهرين لها ابتهاجك.. كنت تزجرينها... ولكنها كانت تحس أنك، تريدين، المزيد من حكاياتها، عن ذلك العالم، الذي كنت بعيدة عنه.. آه.. ولكن، أين هي صفية الآن؟؟.. يقولون، إنها هي الأخر ى، اختفت... أين؟؟.. لا أحد يدري.. وأنتِ لم يكن باستطاعتك أن تسألي أين اختفت. والآن.. الآن يا بت شيخنا حلمك لو يتحقق.. حلم عمرك.. السابق واللاحق.. لو يتحقق: حلمك: ملابس الصيف،
على الشاطئ تتكوم.. وأنتِ لا أثر لكِ.. حلمك الكبير.. يا بت شيخنا: أهل القرية الطيبون يبنون لكِ ضريحاً. يزورونه عند الشدائد.. أنتِ صالحة.. يا بت شيخنا.. الكل.. يقول إنك صالحة.... سنوات مضت.. ولا أحد يدري: صوت اللوري، يشق صمت القرية، موات القرية.. العيون تنام، في انتظار بهجة الغد.. وابنك يوصيك، باكر يمة "سوق التلاتة"، جيبي لينا تمر.. وأنت.. يا بت شيخنا.. آه.. يداك، أنزليهما من على وجهك.. فالحقيقة لن تحجبها يداك.. أبوك نفسه.. كان يناديك، كأهل القرية.. يا بت شيخنا...آه.. لو عاش قليلاَ، لنادوه.. يا أبو شيختنا!!.. ولكنه مات.. وأهل القرية، زوجوك له.. قالوا: لا أحد يستطيع أن يعيش مع.. محمد الجزار.. غير بت شيخنا.. ولم تخذليهم، سبع سنوات، عاشها معك، ولم يطرق أزقة القرية.. كومر الحكومة.. ليأخذ معه "محمد الجزار" أنت فعلاً صالحة.. سنوات.. واللواري تتعطل.. ويجددونها. سنوات.. والسواقين لا أحد فيهم يواصل العمل، فهم دائماً.. يتغيرون، وأنتِ.. يا بت شيخنا.. أبناؤك الثلاثة.. هم أبناء محمد الجزار.. لم يزيدوا واحداً.. وحلمك الكبير حلم عمرك، السابق واللاحق، لو يتحقق.. أنت صالحة، يا بت شيخنا.. والليلة باردة.. في الصيف.. والليل بارد، الزمن تغير.. ومحمد الجزار.. حتماً سيعود.. وأنتِ ما زلت تنتظرينه.. و.. محمد الجزار.. لن يعود، يا بت شيخنا.. ولذلك أنت، لا تنتظرينه.. لا تنتظرينه.. و.. لحظات، وصوت اللوري، سيشق صمت القرية.. موات القرية، وأنت.. يا بت شيخنا.. ما زالت تتجاذبك الرغبة، أن يتحقق، حلمك الكبير.. حلم عمرك.. السابق واللاحق: ملابس الصيف، على الشاطئ تتكوم، وأنت لا أثر لك.. حلمك الكبير.. يا بت شيخنا.. أهل القرية الطيبون، يبنون لكِ ضريحاً، يزورونه عند الشدائد.. حلمك.. يا بت شيخنا.. الضريح.. حلمك يا بت شيخنا أن تذهبي معه. حلمك الضريح.. حلمك أن تذهبي معه.. حلمك الضريح.. و.. الدموع لا تجدي.. والضحك الباهت والغامض.. أيضاً لا يجدي.. والباب الخشبي، لا يريد أن يتزحزح من مكانه.. عالجه هو في شتاء سابق، ولكنه لم يتزحزح.. عالجتِه أنتِ في شتاء لاحق، ولكنه أيضاً لم يتزحزح.. ومحمد الجزار حتماً سيعود.. محمد الجزار حتماً، لن يعود.. لن يعود.. محمد الجزار، اختفى ولن يعود: محمد الجزار اختفى، يقولون.. يوم اختفت صفية الصافية.. اختفت صفية الصافية.. يقولون: يوم اختفى محمد الجزار.. والدموع لا تجدي.. والضحك الباهت والغامض، أيضاً.. لا يجدي.. وحلمك الكبير، لو يتحقق.. حلمك الضريح لن يتحقق.. يا بت شيخنا، فابنك الصغير، يرتجف.. تركتِه يرتجف، في ليلة الصيف، الباردة.. هذه. وأنت حلمك الكبير.. لن يتحقق.. و.. صوت اللوري، وقد أتى.. يشق صمت القرية، موات القرية.. وابنك الصغير: دعيه.. يتحمّل برد الصيف، في هذه الليلة الغريبة. فغداً، ستأتين له بالتمر من "سوق التلاتة" .

omeralhiwaig441@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: محمد الجزار فی شتاء لن یعود لا أحد

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: وقف إطلاق النار في لبنان قد لا يتحقق قبل دخول ترامب البيت الأبيض

قال الكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة، إنّ وقف إطلاق النار في لبنان قد لا يتحقق قبل دخول ترامب للبيت الأبيض.

وأضاف «أبو شامة»، في تصريحات مع الإعلامية فيروز مكي، مقدمة برنامج «مطروح للنقاش»، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ لبنان يعيش الساعات الأخيرة ما بين أمرين متناقضين، الأول هو استراتيجية الضاحية، والثانية هدية ترامب.

الاحتلال يريد تطبيق استراتيجة 2006 على الضاحية الجنوبية

وتابع أن استراتيجية الضاحية طبقتها قوات الاحتلال على لبنان في حرب 2006 ويبدو أنها تريد تكرارها بتركيزها على ضربات صاروخية وتستخدم السلاح الجو لإحداث دمار كبير من أجل ردع وإرهاب حزب الله والتأثير بمزيد من الدمار في لبنان على معنويات الشعب اللبناني.

وأوضح أن هدية ترامب بشرت بها صحيفة واشنطن بوست صباح اليوم، بأن إسرائيل تنوي بشكل أو بآخر إحلال هدنة أو وقف القتال في لبنان كهدية تقدمها لساكن البيت الأبيض الجديد في 20 يناير المقبل، ويبدو أنها تمهد الأرض خلال الأيام المقبلة لتنفيذ هذا الوعد أو هذه الهدية، وهي تصريحات نُسبت من مسؤولين إسرائيليين.

مقالات مشابهة

  • قصة قصيرة : رحلة عبد الشافي الأخيرة إلى الداخل
  • أمير منطقة الرياض يرعى حفل سباق الخيل على كأس الأمير محمد بن سعود الكبير “كأس الوفاء”
  • أمير الرياض يرعى حفل سباق الخيل على كأس الأمير محمد بن سعود الكبير “كأس الوفاء”
  • الجواد” فرع” بطلاً لكأس الأمير محمد بن سعود الكبير
  • تركيا تشهد الصيف الأكثر سخونة خلال الـ 54 عامًا الماضية
  • إيجابية تخرق جدار الحرب… هل يتحقق وقف اطلاق النار؟!
  • برلمانية: الحسابات الإلكترونية الوهمية تهدد المجتمع وتحتاج إلى تشريعات جديدة
  • كاتب صحفي: وقف إطلاق النار في لبنان قد لا يتحقق قبل رئاسة ترامب
  • كاتب صحفي: وقف إطلاق النار في لبنان قد لا يتحقق قبل دخول ترامب البيت الأبيض
  • سرقة الهواء سلطان .. المؤلفة رشا الجزار تتقدم بشكوى إلى النقابة