حرب سريّة.. وثائق حماس تكشف استراتيجية معركة "مترو غزة"
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
أمضى قادة حركة حماس سنوات في تطوير خطة حرب سرية، حيث تظهر السجلات من ساحة المعركة في قطاع غزة استعدادات عناصرها، بما في ذلك تفخيخ الأبواب بالمتفجرات للحماية من القنابل والجنود الإسرائيليين.
ويصف دليل حماس للقتال تحت الأرض، بتفصيل دقيق، كيفية التنقل في الظلام، والتحرك خلسة تحت القطاع وإطلاق الأسلحة الآلية في الأماكن الضيقة لتحقيق أقصى قدر من الفتك والدمار، وفقا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
ويقول التقرير "حتى إن قادة ساحة المعركة تلقوا تعليمات وقتية أي ثانية بثانية، كم من الوقت استغرق مقاتلوهم للتنقل بين نقاط مختلفة تحت الأرض".
‘Moving in the Dark’: Hamas Documents Show Tunnel Battle Strategy - Hamas leaders spent years developing an underground warfare plan. Records from the battlefield show the group’s preparations, including blast doors to protect against Israeli bo… @nytimes:https://t.co/HSd4GqV39K
— Olav Mitchell Underdal (@omunderdal) September 2, 2024 سنوات من العملكان دليل عام 2019، الذي استولت عليه القوات الإسرائيلية وراجعته "نيويورك تايمز"، جزءاً من جهد استمر لسنوات من قبل حماس، قبل وقت طويل من صدوره في أكتوبر (تشرين الأول) بعد الهجوم والحرب الحالية، لبناء عملية عسكرية تحت الأرض يمكن أن تصمد أمام الهجمات المطولة وتبطئ القوات البرية الإسرائيلية داخل الأنفاق المظلمة.
وقبل عام واحد فقط من مهاجمة إسرائيل، وافق يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة، على إنفاق 225000 دولار لتركيب أبواب مفخخة بالمتفجرات لحماية شبكة الأنفاق التابعة للحركة من الغارات الجوية والهجمات البرية الإسرائيلية.
وجاء في الوثيقة أن قادة كتائب حماس راجعوا الأنفاق تحت غزة وحددوا أماكن وصفت بالحرجة تحت الأرض وعلى السطح تحتاج إلى تحصين.
Hamas leaders spent years developing an underground warfare plan. Records from the battlefield show the group’s preparations, including blast doors to protect against Israeli bombs and soldiers. https://t.co/2Tzx25bZnh
— New York Times World (@nytimesworld) September 2, 2024وتساعد السجلات، إلى جانب المقابلات مع الخبراء والقادة الإسرائيليين، في تفسير السبب الذي دفع إسرائيل، بعد مرور عام تقريباً على الحرب، إلى تحقيق هدفها المتمثل في تفكيك حماس.
وأمضى المسؤولون الإسرائيليون سنوات في البحث عن الأنفاق التي يمكن أن تستخدمها حماس للتسلل إلى إسرائيل لشن هجمات، وتدميرها. لكن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً قال حينها إن تقييم الشبكة السرية داخل غزة ليس أولوية، لأن الغزو والحرب الشاملة هناك يبدو أمراً مستبعداً.
الاستعداد للمواجهةلكن الآن يدرك المسؤولون أن حماس كانت تستعد لمثل هذه المواجهة. ولولا الأنفاق، كما يقول الخبراء، لكانت أمام حماس فرصة ضئيلة أمام الجيش الإسرائيلي المتفوق بكثير عنها.
ويحتوي دليل القتال تحت الأرض على تعليمات حول كيفية تمويه مداخل الأنفاق، وتحديد موقعها باستخدام البوصلات أو نظام تحديد المواقع العالمي، والدخول بسرعة والتحرك بكفاءة.
وجاء في الوثيقة المكتوبة باللغة العربية: "أثناء التحرك في الظلام داخل النفق، يحتاج المقاتل إلى نظارات للرؤية الليلية مزودة بالأشعة تحت الحمراء. يجب ضبط الأسلحة على الوضع الأوتوماتيكي وإطلاقها من الكتف. هذا النوع من إطلاق النار فعال لأن النفق ضيق، لذا فإن الطلقات تستهدف مناطق القتل في الجزء العلوي من الجسم".
وكان المسؤولون الإسرائيليون يعرفون قبل الحرب أن حماس لديها شبكة أنفاق واسعة، لكنها أثبتت أنها أكثر تطوراً واتساعاً مما أدركوا.
ففي وقت مبكر من الحرب، قدروا أنها امتدت لحوالي 250 ميلاً، أما الآن يعتقدون أنها تصل إلى ضعف المساحة.
After 70+ days, Israel discovered a 4k.m long, 50m tunnel just 400 meters from the border.
Wait till Israel finds out 80m deep tunnel which even US most advanced bunker buster bombs can't damage or destroy. The new metro is much more complex, unlike the old tunnels. pic.twitter.com/YZbdm0L9dp
ويواصل قوات الجيش الإسرائيلي اكتشاف أنفاق جديدة. ففي الأسبوع الماضي فقط، أنقذت قوات الكوماندوز الإسرائيلية رهينة أخرى من لارهائن المحجوزين لدة حماس، وهو رجل من عرب 48 تم العثور عليه بمفرده في نفق تحت الأرض. وقالت الحكومة يوم الأحد إنه تم العثور على 6 رهائن ميتين في نفق آخر.
كما تظهر السجلات كيف كان على كلا الجانبين تكييف تكتيكاتهم في الحرب. ومثلما قللت إسرائيل من شأن الأنفاق، استعدت حماس لمعارك تحت الأرض لم تتحقق.
كانت إسرائيل مترددة، خاصة في وقت مبكر من الحرب، في إرسال قوات تحت الأرض حيث قد يواجهون القتال ويقتلون. ونصبت حماس في المقام الأول كميناً للجنود بالقرب من مداخل الأنفاق، لتجنب المواجهات المباشرة.
وقد ترك ذلك فرصة لحماس لاستخدام الأنفاق لشن هجمات الكر والفر فوق الأرض، والاختباء من القوات الإسرائيلية وتفجير المتفجرات باستخدام مشغلات عن بعد وكاميرات خفية، وفقاً لمسؤولين عسكريين إسرائيليين ومراجعة للصور ومقاطع الفيديو في ساحة المعركة.
Aerial photos shows the massive destruction in Beit Hanoun and Shejaeya neighborhoods in Gaza city. pic.twitter.com/oASy7nqimd
— Eye on Palestine (@EyeonPalestine) January 10, 2024 إطالة الحربوأدت هذه المناورات إلى إبطاء الهجوم الإسرائيلي، لكن الجيش ما زال يهلك صفوف حماس، ويطردهم من معاقلهم ويجبرهم على التخلي عن مساحات شاسعة من شبكة الأنفاق التي استثمروا بكثافة في بنائها.
وقال مسؤولون إن عناصر من الجيش الإسرائيلي اكتشفوا وثيقة حرب الأنفاق في حي الزيتون بمدينة غزة في نوفمبر (تشرين الثاني). وتم العثور على رسالة من السنوار إلى قائد عسكري في نفس الشهر جنوب المدينة.
وقال متحدث عسكري إن "حقيقة أن حماس تختبئ في الأنفاق وتدير الكثير من القتال من هناك تطيل الحرب".
وتتوافق العلامات على الوثائق مع مواد حماس الأخرى التي تم نشرها أو فحصها من قبل الصحيفة. وقد وصف الجنود الإسرائيليون تفاصيل، مثل مداخل الأنفاق المموهة والأبواب المفخخة التي تم تركيبها مؤخراً، والتي تتوافق مع وثائق حماس.
استراتيجية قتاليةكما تصف الوثائق أيضاً استخدام أجهزة الكشف عن الغاز ونظارات الرؤية الليلية، وهي معدات عثرت عليها القوات الإسرائيلية داخل الأنفاق.
وقال تامير هايمان، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، إن "استراتيجية حماس القتالية تقوم على تكتيكات سرية.. هذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تمكنهم من الصمود في وجه إسرائيل حتى الآن".
The recent rescue of a hostage held in Gaza has boosted Israel's assessments that Hamas leader Yahya Sinwar is under growing pressure and could be captured soon, @BenCaspit writes.https://t.co/ShPP9p5vwz
— Al-Monitor (@AlMonitor) August 29, 2024ومنذ بدء الحرب، تم الكشف عن الكثير من الأنفاق، والتي سميت بـ"مترو غزة". وتستخدم حماس بعض الأنفاق البدائية ببساطة لشن هجمات، بينما هناك أنفاق أخرى هي مراكز قيادة وتحكم متطورة أو شرايين تربط مصانع الأسلحة تحت الأرض بمرافق التخزين وتخفي البنية التحتية العسكرية لحماس بأكملها. في بعض الحالات، استخدمت حماس الألواح الشمسية المثبتة على أسطح المنازل الخاصة لتوفير الطاقة تحت الأرض.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حماس إسرائيل السنوار غزة غزة وإسرائيل غزة حماس إسرائيل السنوار داخل الأنفاق تحت الأرض
إقرأ أيضاً:
ثغرة إدارية استغلها الآلاف.. «المالية» الإسرائيلية تواجه طوفان احتيال ينذر بفشل الوزارة| عاجل
بينما تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي إنفاق مليارات الدولارات على حربها في غزة، كشف تقرير حديث من الصحيفة الإسرائيلية يديعوت أحرنوت، عن عمليات احتيال واسعة نفذها آلاف المستوطنين الإسرائليين من سكان الشمال ضد الحكومة الإسرائيلية، حيث ادعى عدد كبير من المستوطنين أن مستوطنتهم تدمرت أثناء الحرب وقاموا بتغير عناوينهم وحصلوا من الحكومة على منح سكنية كبيرة، ما أثار حالة من الغضب والفوضى داخل وزارة المالية.
كيف تم الاحتيال؟وبحسب مسؤول كبير في وزارة المالية، سمح خلل إداري في نظام تسجيل السكان لأي شخص بتحديث عنوانه إلى مستوطنة تم إخلاؤها دون إثبات أنه كان يعيش فيها قبل 7 أكتوبر 2023، مؤكدا أن هذا الفشل أدى إلى قفزة غير طبيعية في عدد سكان كريات شمونة وميتولا، حيث تم تسجيل أكثر من 2000 مستوطن إضافي في عام واحد فقط، رغم أنهم لم يكونوا من سكانها بالفعل، وأكد المسؤول أن الكارثة تم اكتشافها موخرًا بعد أن استغل المستوطنون الثغرة، وتمكنوا من الاحتيال على الحكومة الإسرائيلية، حسب ما نشرته الصحيفة العبرية.
غضب المستوطنين رغم تورطهم في السرقةوخلال الأيام السابقة، تلقى المستوطنون الذين غيروا عناوينهم إشعارات رسمية برفض طلباتهم للحصول على منحة السكن، وبالفعل البعض اعترف بأنه لم يكن يعيش في المستوطنة قبل الحرب، لكنه دافع عن فعلته بحجة أن «الجميع يفعل ذلك» وإنهم يعتمدون على هذه الأموال ولا يعرفون كيف يدبرون أمورهم الآن.
محاولة لامتصاص الغضبوفي محاولة لتهدئة الأمر وتصحيح الفشل الحكومي، زعمت حكومة الاحتلال أنها ستدشن «لجنة استثناءات» للنظر في الحالات المتضررة، لكن تحقيقا صحفيا كشف أن هذه اللجنة لم تُشكل أصلًا في الواقع، وتتبادل الوزارات الاتهامات حول الجهة المسؤولة عن معالجة الأزمة، وألقت وزارة المالية المسؤولية على هيئة السكان وطالبتها بحل الأزمة، بينما ألقت المالية المسؤولية على وزارة الداخلية وطالبتها بسد الثغرة ووقف عمليات الاحتيال، حسب ما نشرته يديعوت أحرنوت.
العملية ليست الأولى من نوعهاوبينما تتقاذف الجهات المختلفة الكرة، أزداد غضب آلاف المستوطنين في الداخل الإسرائيلي، وهذه الفضيحة ليست الأولى من نوعها ف على مدار العقود الماضية، حيث كشفت العديد من التقارير عن مستوطنات وهمية أُنشئت فقط للحصول على دعم حكومي، ومشاريع إسكان تلقت تمويلًا رغم أنها غير مأهولة، وبرامج دعم زراعي استفاد منها أفراد لم يعملوا يومًا في الزراعة، وبينما يحاول الاحتلال تبرير أزماته الاقتصادية بحجة الإنفاق على الحرب في غزة، فإن الحقيقة الواضحة هي أن مستوطنيه أنفسهم يمتصون خزينة الدولة.