قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، ردا على سؤال «ما حكم الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل»، إن الأصل في الصلاة الفريضة، وهي ركن من أركان الإسلام، ومنزلتها من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وقد عُنِي الإسلام في كتابه وسنته بأمرها، وشدَّد كل التشديد في طلبها وتقييد إيقاعها بأوقات مخصوصة؛ قال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا.

الإسلام حذَّر من ترك الصلاة

وأضاف أمين الفتوى عبر صفحة دار الإفتاء على موقع «يوتيوب»، أن الإسلام حذَّر أعظم التحذير من ترك الصلاة؛ ففي الصحيحين - واللفظ لمسلم - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ.

وأشار، إلى أنه قد بلغ من عناية الإسلام بالصلاة أن أمر المسلمين بالمحافظة عليها في الحضر والسفر، والأمن والخوف، والسلم والحرب، حتى في أحرج المواقف عند اشتداد الخوف حين يكون المسلمون في المعركة أمام العدو؛ قال تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ، وأيضا قوله تعالى، «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ» [البقرة: 238-239]، أي: فَصلُّوا حال الخوف والحرب، مشاة أو راكبين كيف استطعتم بغير ركوع ولا سجود بل بالإشارة والإيماء، وبدون اشتراط استقبال القبلة؛ قال تعالى: «وَللهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» [البقرة: 115]».

جمع الصلوات للعذر

وأوضح أنه قد شرّع جمع الصلوات للعذر؛ فتؤدي الظهر مع العصر تقديمًا أو تأخيرًا، وتؤدي المغرب مع العشاء، بشرط أن ينوي ذلك قبل دخول وقت العصر أو العشاء، ومن هذه الأعذار الوحلُ؛ قياسًا على السفر بجامع المشقة في كل؛ فلقد أخرج الإمامان البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا"، وما أخرجه الإمام مسلم عن معاذ رضي الله عنه قال: "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَكَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإفتاء جمع الصلوات الله ع

إقرأ أيضاً:

سماحة المفتي يوجه بمواصلة العمل بفروع الإفتاء بالمناطق

وجه سماحة المفتي العام للمملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ بتكليف مفوضي الإفتاء بمواصلة العمل في فروع الإفتاء بالمناطق لتقديم الفتاوى الشرعية خلال العشر الأواخر من رمضان المبارك وأيام العيد.
ويأتي توجيه سماحته في إطار تحقيق رسالة الإفتاء في خدمة المجتمع، ونشر التوعية الصحية بالأحكام الشرعية التي تهم المسلمين لاسيما في هذه الليالي المباركة وأيام العيد.

مقالات مشابهة

  • 4 ركعات في آخر جمعة من رمضان تعوض صلواتك الفائتة.. الإفتاء توضح
  • آخر موعد لـ إخراج زكاة الفطر 2025.. دار الإفتاء توضح التفاصيل
  • كم باقى على عيد الفطر 2025؟ رسميا دار الإفتاء تحدد أول أيام العيد ومواقيت الصلاة
  • كيفية صلاة عيد الفطر .. اعرف موعدها في كل محافظة
  • هل يجوز إخراج زكاة الفطر عن الغير؟.. الإفتاء توضح الضابط الشرعي
  • سماحة المفتي يوجه بمواصلة العمل بفروع الإفتاء بالمناطق
  • الجندي: سيماهم في وجوههم تشمل كل من يسجد لله ولا تعني زبيبة الصلاة
  • هل تبطل مشاهدة الأفلام والمسلسلات الصيام؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي
  • صلاة التسابيح وكيفية أدائها في رمضان.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز العمل في البنوك؟.. أمين الفتوى يجيب