في ذكرى وفاة محمود الجوهري.. لمحات من حياة الجنرال الكروية والأسرية
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
كان مثالًا للمدرب المتميز الدءوب، صنع الكثير من اللاعبين الموهبين، كان يهتف له الجمهور حبًا، درب المنتخب المصري وناديي الأهلي والزمالك، وحصل على العديد من البطولات، وأدخل العديد من التعبيرات المميزة إلى قاموس الكرة المصرية والتي تستخدم حتى اليوم، إنه الجنرال الكابتن محمود الجوهري الذي عشق كرة القدم منذ الصغر حتى احترف اللعب والتدريب، وذلك كان نابعًا من جديته في الحياة الشخصية والعمل، فكيف كان روتينه اليومي؟ وما هي علاقته بأسرته؟، هو ما نلقي الضوء عليه اليوم تزامنًا مع ذكرى وفاته في 3 سبتمبر عن عمر يناهز الـ74 عامًا.
وُلد في 20 فبراير عام 1938 في منطقة حلوان، أحب كرة القدم وكانت حياته وبدأها ناشئًا في صفوف النادي الأهلي، ثم انضم إلى منتخب مصر عام 1958، ولعب في كأس الأمم الإفريقية عام 1959، وحصل على لقب الهداف برصيد ثلاثة أهداف، واعتزل عام 1966، وبدأ في الانخراط في مجال التدريب منذ عام 1973، ثم عمل مساعدًا مع محمد عبده صالح الوحش في الأهلي، وذهب للعمل في العديد من الدول العربية.
ويعد الجوهري من أشهر المدربين المصريين، إذ أنه من أوائل المدربين الذين قادوا منتخب بلادهم إلى الفوز بكأس الأمم الإفريقية، كما كان أول مدرب مصري يصل بالمنتخب إلى نهائيات كأس العام بعد 56 عاما من مشاركة مصر في مونديال إيطاليا عام 1934، وأيضًا أول مدرب مصري درب الأهلي عام 1982 وحصل معه على بطولة الأندية الإفريقية الأولى للنادي، ودرب الزمالك وحصل على كأس السوبر الإفريقي، إذ حصد المركز الأول في المباريات المحلية والإقليمية والدولية.
اتسم الكابتن محمود الجوهري بجديته وانضباطه، وطوال تاريخه كان يمارس ما يؤديه باحتراف حقيقي وأكثر طاقة ممكنة، وفي لقاء سبق جمع بين الكابتن محمود الجوهري وابنه في برنامج صالون المستكاوي تحدث الابن عن والده قائلا إنه يعشق مهنته ومؤمن برسالته في كرة القدم: «بابا مدرب ومفكر، كان بيحب الكرة وقدم فيها كتير بكل الأشكال من اللعب والتدريب وكتابة الكتب مع أنه مر بصعوبات كبيرة جدًا».
وأضاف أنه دائمًا يشجعه: «لما بتفرج عليه كان بيشغلني فوز الأب وكنت معاه مرة أهلاوي ومرة زملكاوي ومرة أردني»، كما أنه حببه في كرة القدم أيضًا حتى عمل في أحد الأندية بالإدارة والتسويق، وعن علاقته بهم: «هو منظم جدًا في كل حاجة وعلاقته بأخواتي ووالدتي قوية، وبيحب يكتب ويفكر في جو هادي».
كان مهتمًا بالإعلام الرياضي وشرايط كرة القدم، بحسب حديث ابنه عن عاداته اليومية، كما أنه يحب الاستيقاظ مبكرًا ويحب الساعات الأخيرة قبل النوم، وقاطعه الكابتن أحمد الجوهري للحديث عن روتينه اليومي واهتماماته قائلا: «بحب أروح الشغل وأرجع أفكر واكتب وبسمع الموسيقى بجميع أشكالها من عمرو دياب إلى عبد الحليم وعبد الوهاب وبشعر بالرُقي لأنها أغاني خفيفة سريعة»، كما أنه كان يحب الذهاب إلى الإسماعلية للاسترخاء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: منتخب مصر كرة القدم کرة القدم
إقرأ أيضاً:
النصر الكاذب
كالحمل الكاذب، الذي يوهم الحامل المزعومة بأعراض حقيقية لا تلبث أن تزول، وهنا نعود لمقولة المفكر والباحث السوداني عبد المنعم سليمان عطرون، رئيس مركز دراسات السودان المعاصر، (الجيش السوداني ضب أسود رأسه أحمر) ويعني اختلاف قيادته عن قاعدته جهوياً وعرقياً، إلّا من بعض الرموز التضليلية في القيادة العليا، الخلل البنيوي الذي جعل المؤسسة التي يفاخر المنتسبون إليها ببلوغها المائة (سن اليأس)، تخوض حروبها ضد السودانيين – جنوبيين – نوبة – غرّابة – انقسنا – وليس من أجل تحرير حلايب، بعقلية عنصرية لم يتعظ أصحابها من ويلات الحروب، طيلة سبعين عام من عمر دولة السادس والخمسين، وما يزال كبار جنرالات هذه المؤسسة ذات السقف الأحمر والقاعدة السوداء، يكذبون ويزعمون نصراً متخيلاً بدخول القصر، دون أثر لطعنة رمح أو ضربة سيف على جسد جنرال، من الجنرالات السمان العاشقين لالتقاط الصور، وهم وقوف على ركام المباني التي دمرتها الحرب، فهؤلاء القادة المزيفون يعلمهم أهلنا البيادق على رقعة شطرنج الجيش الأحمر الرأس، فمنذ زمان حرب الجنوب كان يقص علينا أهلنا هؤلاء القصص الساخرة، عن الجنرالات اللائذين بالفرار داخل المدرعات إلى حين انجلاء غبار المعارك، كما جرى في حامية "رمبيك" عندما جبن الجنرال الأحمر وأصدر تعليماته بالانسحاب، فزج به مساعد الكتيبة داخل المدرعة ثم قام بالواجب بدلاً عنه.
لقد كشفت التسريبات بعض المعلومات الفاضحة للجيش الأحمر الرأس، وأكدت على أن هنالك ترتيباً أممياً تم بموجبه انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم، ومن الضروري أن يقابل ذلك استحقاقاً تفي به الرؤوس الحمراء، التي لا تخشى غير العصا الغليظة ولا يسيل لعابها إلّا للجزرة العليفة، فهي رهينة لمؤشر السبابة البيضاء العالمة ببواطن أمور هذا الجيش خاطف اللونين، وما صدر عن الجنرال "الديناري" المغرور المنتفش الريش كالقط الذي يحاكي صولة الأسد – "خاسر العصا"، من إعلان حرب على الدولة الجارة والشقيقة، يشرح بجلاء الجهل المعشعش في رأسه، جهل الضابط "الديناري" في الجيش السوداني بالمعلومات عن جيش تشاد، الذي الحق الهزيمة النكراء بملك ملوك إفريقيا معمر القذافي، واسترد قطاع أوزو وأسر خليفة حفتر القائد الميداني آنئذ وأرسله مخفوراً إلى العاصمة، أين مكانة الجريبيع ذي الرويس الأحيمر "خاسر العصا" من قائد الجيش الوطني الليبي المشير حفتر؟، وهل يعلم الجنرال الآخر "بكراوي" أن الدولة التي يريد أن يغزو عاصمتها ليدق مسماراً على رأس قائدها، لها جيش شرس أدخل إرهابيي بوكو حرام في جحورهم؟، وقضى على كتائب الإسلاميين المتطرفين بمالي والنيجر؟، فقبل أن تخوض هذه الرؤوس الحمراء اليانعة القطاف في شئون الدول الأخرى، عليها معرفة البلدان ودراسة ماضيها وحاضرها، فانتفاش الريش لا يجعل من القط أسداً.
القتال من وراء زجاج المدرعات الحصينة لا يأتي ببطولة، والحرب بالتقاط الصور من أمام عدسات الكاميرات التلفزيونية الحديثة لا تحرر قصراً، فقد ولى زمان التعتيم الإعلامي الذي قادته كاميرا "ساحات الفداء" في (الحرب المقدسة) بجنوب السودان، حينما حصد الجيش الشعبي ارواح آلاف الشباب المغرر بهم في عمليات "الأمطار الغزيرة"، السيناريو الذي تكرر في العمليات العسكرية بمقرن النيلين – الخرطوم، التي أرسل منها الأشاوس قائمة طويلة للرتب الصغيرة "الملازم والملازم أول" إلى جهنم وبئس المصير. من حسنات هذه الحرب أنها فضحت ميثولوجيا "العرضة" و"الدلّوكة"، وكشفت مبالغة هذه الميثولوجيا والخيال الواسع لمعتنقيها في صناعة الأوهام البطولية، فالحرب قدمت نوع جديد وواقعي من الشجاعة وفنون القتال تقوده "النقارة"، والحروب كما هو معلوم تعيد صياغة المجتمعات وتسهم في فضح الأساطير المتوارثة، وتبيّن المنطلقات الثقافية والمفاهيم الخادعة عن الذات والادعاء الأجوف بالتفوق، وحرب الكرامة (الندامة) صدمت المجتمعات السودانية، بتحطيم الطوطم الذي صنعه جهاز الدولة المنحاز اجتماعياً وثقافياً وسياسياً، منذ ميلاد الجنين المشوه لدولة السادس والخمسين، ولن تفيق المجتمعات السودانية من الصدمة إلّا بعد ميلاد الجمهورية الأخيرة – منظومة الحكم الضامنة حقوق المواطنة، والكاسرة لشوكة الهوس الديني والدجل السياسي.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com