رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: مسلسل العميل وأزمتي مع المسلسلات المعربة
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
هذا المقال بقلم سامية عايش، صحفية مستقلة تكتب عن السينما العربية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
قبل 30 عاماً، لمع نجم الفنان السوري القدير أيمن زيدان في مسلسل "نهاية رجل شجاع"، وقدم بعده أدواراً لا تنسى في "الجوارح"، و"أخوة التراب"، و"أيام الغضب" وغيرها.
هذه هي التجربة الأولى لزيدان في المسلسلات المعربة، ويشارك فيها إلى جانبه كل من يارا صبري، وسامر اسماعيل، ووسام فارس، وأيمن رضا، وفادي صبيح وغيرهم. وباعتقادي، وبرغم محدودية الأدوار التي تقدم في هذا النوع من المسلسلات، إلا أن أيمن زيدان يقنعك، ويذكرك أنه بطل لا ينسى من هذا الزمان.
وجدت في مسلسل "العميل" مستوى أفضل من ناحية القصة، والشخصيات مقارنة بمسلسلات معربة أخرى، والتي كان فيها الاستعراض، والأحداث غير المقنعة هي الأساس. مسلسلات كانت تحبس المشاهد في فقاعة تجعله يعتقد أن هذا هو الواقع، وأن فكرة اللازمان، واللامكان، تأخذه إلى حيز جديد ومختلف، يهرب فيه من واقعه اليومي الصعب.
في "العميل"، تغيرت المعايير قليلًا. فرأينا في المشاهد الأولى تكريماً لضباط من أفراد الجيش اللبناني، وكان واضحاً من خلال العلم الذي يرفرف فوق رؤوس الجالسين. كانت الإشارة المكانية والجغرافية واضحة أيضاً من خلال "أم أمير"، التي تقدمها القديرة يارا صبري، وذكرت، أنها وبعد سجن زوجها، انتقلت إلى سوريا لتربي ابنها، ومن ثم عادت إلى لبنان (لا نفهم الظروف التي عادت من خلالها إلى لبنان; هل هي الحرب أم أسباب أخرى، ولكن لا بأس، هذه تفصيلة صغيرة قد نتطرق لها لاحقاً).
إذاً، لبنان موجود، وسوريا أيضا موجودة، وبالتالي، وجود شخصيات تتحدث أياً من اللهجتين هو أمر منطقي، بخلاف مسلسلات أخرى، كنت دائما أتساءل فيها عن منطقية وجود اللهجتين من دون أدنى إشارة إلى أسباب الانتقال بين البلدين.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: مسلسلات
إقرأ أيضاً:
هبة أمين تكتب: «وين صرنا؟» فيلم يخطف القلب غابت عنه الرؤية الإخراجية
«وين صرنا؟» واحد من الأفلام المنافسة ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائى، وهذا الفيلم بالتحديد كان محاطاً بالمتابعة والاهتمام لأكثر من سبب، من بينها أنه عن الحبيبة «فلسطين» ورصد للمعاناة التى يعيشها أشقاؤنا فى قلب غزة.
والسبب الآخر أنه أول تجربة فى عالم الإخراج والإنتاج للفنانة التونسية درة، التى قررت الانتقال من ممثلة «تعيش الدور» أمام الكاميرات، إلى مخرجة تعطى «أوردرات» وتوجه الآخرين وهى تقف خلف الكاميرات.
«وين صرنا؟» هو فيلم وثائقى يدور أمامك على الشاشة فى 79 دقيقة، من المفترض أن تعيش خلالها مع أسرة منكوبة جاءت من غزة إلى مصر بحثاً عن الأمان المفقود، وكما جاء على لسان إحداهن بالفيلم أنها أخذت وقتاً لتتعود على أصوات الطائرات فى سماء القاهرة وأنها تحمل مسافرين بشكل طبيعى ولم تأتِ خصيصاً للقصف والدمار!
مراحل عمرية مختلفة للأسرة الفلسطينية التى تعيش فى شقة واحدة على أرض الكنانة، حكايات كثيرة على الألسنة عن الألم والغضب والحزن على وطن أصبح تحت الركام ونزوحهم إلى مختلف البلدان للدرجة التى جعلتهم يحسدون الشهداء لأنهم لا يعيشون كل هذا الوجع على فراق الأحبة وضياع الأماكن ودفن الذكريات.
كل ما يخص «فلسطين» يخطف القلب، تلقائياً تتعاطف مع القضية وتبكى مع ما يحدث للأشقاء فى غزة، ومن ثم الرهان على الموضوع فى حد ذاته يضمن الوصول إلى المتفرج بدون عناء، ولكن فى الوقت نفسه لا يضمن النجاح لصانع العمل الفنى إذا لم تكن هناك رؤية لتقديم ما يريده.
«وين صرنا؟» حكى أبطاله من الكبار إلى الصغار بإسهاب شديد ما اقترفته أيادى الاحتلال الآثمة فى حق الأبرياء، استمرار فى الحديث دون توقف، وتكرار الكلمات والمواقف، الأمر الذى تشعر معه أن المخرج غائب لم يحضر التصوير!
«درة» فى تجربتها الأولى بعالم الإخراج «لعبت على المضمون» واختارت «القضية» التى ننحاز إليها ونؤمن بها، ومن ثم انتزاع التصفيق هنا أمر سهل لدعم الأبطال ومناصرتهم فى محنتهم، لكن على المستوى الفنى لم يتولد شعور بأى لمسات جمالية ولكن مجرد «كادرات صماء» إلا ما رحم ربى.
الحكم على «درة» المخرجة مع هذا الفيلم ليس مطلوباً الآن، ومحاولات وصم تجربتها بالفشل ليست منصفة، من حقها أن تخوض تجربة أخرى وتتعلم من أخطاء التجربة الأولى حتى تتكون شخصيتها القيادية خلف الكاميرا، ومن يدرى قد تكون يوماً ما فى عالم الإخراج صاحبة بصمة لا يُشبهها أحد.