لم تمض سوى سويعات معدودات على إقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لا يفعل ما يكفي للتوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحرير الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، حتى خرج الأخير في مؤتمر صحافي مساء أمس الإثنين يستعرض فيه أهمية بقاء القوات الإسرائيلية، من وجهة نظره، في محور فيلادلفيا بين القطاع ومصر.

ويرى مراقبون أن تمسك نتانياهو بموقفه من هذه المسألة ربما وأد "المقترح الأخير" الذي تحدث بايدن عن أن واشنطن "قريبة جداً" من الإعلان عنه بهدف التوصل إلى اتفاق.

فإصرار نتانياهو على وجود قوات إسرائيلية في هذا المحور يعد عقبة رئيسية أمام إحراز أي تقدم على صعيد إنهاء الحرب التي شارفت على إتمام عامها الأول، في ظل رفض حركة حماس ومصر التام لذلك.

وقال نتانياهو إنه "يجب أن يكون هناك حضور فعلي للجيش في محور فيلادلفيا، لا مجسات إلكترونية ولا وسائل تكنولوجية"، واصفاً هذه المسألة بأنها "ليست أمنية بل سياسية استراتيجية".

وتابع: "الأجهزة الأمنية تطالب بانسحاب مؤقت من محور فيلادلفيا لكن إذا انسحبنا سنتعرض لضغوط ولن نعود... حددنا أربعة أهداف، هي القضاء على حماس وضمان ألا تشكل غزة خطراً على إسرائيل وإعادة المحتجزين وإعادة السكان إلى الشمال، 3 من هذه الأهداف مرتبطة بمحور فيلادلفيا".

وأضاف نتانياهو:" نحن في خضم حرب وجودية أمام محور الشر الإيراني".

بعد أن طلب الصفح من عائلات الرهائن..نتانياهو: لا تنازلات لحماس من أجل إنهاء الحرب https://t.co/rfBkP4s5m9

— 24.ae (@20fourMedia) September 2, 2024 نتانياهو متشبث بـ"فيلادلفيا"

وألقت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بظلال من الشك على إمكانية نجاح جهود الوساطة في تحريك مياه التفاوض الراكدة، ورأى محللون أنها ربما تمثل دليلاً جديداً على تشبث نتانياهو بموقف اليمين المتطرف في حكومته وصمه آذانه عن الاستماع لرؤية المؤسسة الأمنية في هذا الصدد ممثلة في وزير الدفاع يوآف غالانت، أو أصوات المظاهرات الحاشدة التي غصت بها ميادين تل أبيب ومدن أخرى على مدار اليومين الماضيين للمطالبة بسرعة إبرام صفقة تضمن تحرير من تبقى من الرهائن أحياء.

وفي معرض رده على سؤال بشأن ما يتعين فعله إزاء المفاوضات في ظل موقف نتانياهو، قال الرئيس الأمريكي: "نحن في خضم المفاوضات... ليس معه، ولكن مع نظيري في قطر ومصر"، حسبما أعلن البيت الأبيض.

ونقلت قناة "إن بي سي" عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين أن بايدن قد يقدم العرض الأخير لحماس وإسرائيل في أقرب وقت هذا الأسبوع.

وأوضح أحد المصدرين أن بايدن بحث الإثنين مع فريقه تقديم عرض نهائي عبر الوسيطين القطري والمصري.

واعتبرت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية أن رد بايدن المقتضب بكلمة واحدة هي "لا" عندما سئل عما إذا كان نتانياهو يفعل ما يكفي لإتمام صفقة الرهائن، جاءت متسقة مع "إحجام" الرئيس الأمريكي عن انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكنها عكست كذلك حجم "الإحباط العميق" داخل البيت الأبيض بشأن كيفية تعامله مع الصراع ومحادثات الرهائن.

وبينما كان نتانياهو يعدد أسباب تمسكه بالبقاء في محور فيلادلفيا، اندلعت مصادمات بين محتجين في الشارع الإسرائيلي والشرطة وجرت حملة اعتقالات، وسط اتهامات لنتانياهو بعدم الاكتراث بحياة الرهائن.

#بايدن يتهم نتانياهو بالتقصير..لا يعمل لإطلاق سراح الرهائن في #غزة https://t.co/z61R8z2rhK

— 24.ae (@20fourMedia) September 2, 2024

كما انتقد معارضو الحكومة اليمينية توجه نتانياهو، وقال زعيم المعارضة يائير لابيد: "لقد قال نتانياهو حقيقة واحدة على الأقل، إنه لا يريد إنهاء الحرب، مما يعني أنه لا يريد إبرام صفقة، فهو يريد حرباً إلى الأبد. ما قاله الليلة له معنى واحد: إنه لن يبرم صفقة".

وأضاف لابيد: "ما سمعناه من نتانياهو هو خدعة سياسية لا أساس لها. ما قاله نتانياهو عن محور فيلادلفيا لا علاقة له بالواقع، لا أحد يمكنه تصديق ذلك لا رجال الأمن ولا المجتمع الدولي ولا حتى المقاتلين الموجودين في غزة... إسرائيل أخلت محور فيلادلفيا منذ 19 عاماً ونتانياهو نفسه وافق على ذلك وصوت لصالح قرار الإخلاء".

واعتبر لابيد أن ما قاله نتانياهو "يظهر فشله وضعفه. محور فيلادلفيا لا يزعجه حقاً، بل محور (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير - (ووزير المالية بتسلئيل) سموتريتش. وهذه هي حيلته الجديدة لمنع تفك ائتلافه".

Live update: Lapid slams Netanyahu for ‘shameful press conference of a prime minister without a soul’ https://t.co/hzxQY3z1St

— ToI ALERTS (@TOIAlerts) September 2, 2024 رسالة حماس

وبالتزامن مع تصريحات نتانياهو والمظاهرات في الشارع الإسرائيلي، بعثت كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة حماس برسالة عبر الناطق باسمها أبو عبيدة حمل فيها نتانياهو والجيش الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن مقتل الأسرى "بعد تعمدهم تعطيل أي صفقة لتبادلهم لمصالح ضيقة، علاوة على تعمدهم قتل العشرات منهم من خلال القصف الجوي المباشر".

وأضاف أبو عبيدة: "صدرت تعليمات جديدة للمجاهدين المكلفين بحراسة الأسرى بخصوص التعامل معهم حال اقتراب جيش الاحتلال من مكان احتجازهم... إصرار نتانياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري بدلا من إبرام صفقة سيعني عودتهم إلى أهلهم في توابيت، وعلى عوائلهم الاختيار إما قتلى وإما أحياء".

حماس تنشر آخر فيديو للرهائن قبل مقتلهم https://t.co/CGYbGrK0kA

— 24.ae (@20fourMedia) September 2, 2024

وتأتي هذه الرسالة في وقت اكتسبت فيه جهود إطلاق سراح الرهائن زخماً خلال الأيام القليلة الماضية مع العثور على جثث ست رهائن في نفق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، ومن بينهم المواطن الإسرائيلي الأمريكي هيرش جولدبرج بولين.

وأجج مقتل هؤلاء الرهائن الغضب داخل إسرائيل، وأدى إلى احتجاجات ضخمة وإضراب عام يوم الاثنين، حيث دعا المتظاهرون نتانياهو إلى تنحية طموحاته السياسية جانباً من أجل التوصل إلى اتفاق يسمح بالإفراج عن ما تبقى من الرهائن.

وفي ظل تباين المواقف، قلل مراقبون من احتمال حدوث انفراجة على المدى القريب، لاسيما وأن الإدارة الأمريكية الحالية تلملم أوراقها استعداداً للانتخابات الرئاسية.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت عن مصادر أن الولايات المتحدة تناقش مع مصر وقطر الخطوط العريضة النهائية لـ"عرض أخير" ، مشيرةً إلى أنه "إذا لم يتم قبول العرض فإن ذلك سيمثل نهاية الاتصالات على المدى القريب".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية نتانياهو بايدن حماس إسرائيل غزة وإسرائيل نتانياهو إسرائيل غزة حماس بايدن محور فیلادلفیا September 2

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يكشف عدد الأنفاق المدمرة على حدود مصر

أعلن الجيش الإسرائيلي "هزيمة لواء رفح" التابع لحركة حماس، مشيرا إلى عدم العثور على أي أنفاق "نشطة" في المنطقة الواقعة أقصى جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤولين عسكريين في تصريحات للصحفيين برفح، الخميس، إنه "تم تدمير لواء رفح، حيث قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 2308 من عناصره، وتم تدمير نحو 13 كيلومترا من الأنفاق".

ويسيطر الجيش الإسرائيلي حاليا على رفح الفلسطينية، والمنطقة الحدودية مع مصر، التي تشمل محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، فيما لفتت الصحيفة إلى أن القوات "تستكمل عملياتها للبحث عن أنفاق حماس التي لم يتم تدميرها بعد، وهي عملية لن تستغرق أكثر من بضعة أسابيع".

وقال القائد المسؤول عن العمليات في رفح، العميد إيتسيك كوهين، خلال جولة للصحفيين في محور فيلادلفيا: "هُزم لواء رفح. دمرنا كتائبهم الأربع، وأكملنا السيطرة على المنطقة الحضرية بالكامل".

"تهريب الرهائن" إلى مصر.. ماذا تقول تقديرات الجيش الإسرائيلي؟ قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الجيش لا يجد مؤشرات على محاولة حركة حماس تهريب الرهائن لديها إلى مصر عبر الأنفاق تحت محور فيلادلفيا، على عكس ما يقوله رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو.

وتابع كوهين حديثه بالقول إن القوات "حددت 203 أنفاق منفصلة لكنها مترابطة، في منطقة محور فيلادلفيا، تمتد من الحدود المصرية إلى 300 متر تقريبا على مشارف مدينة رفح".

وأضاف: "دمرنا معظمها، ونعمل في مواقع أخرى للبحث فيها، وحينما ننتهي من البحث سيتم تدميرها جميعا".

وكشف كوهين أن الجيش حدد حتى الآن "9 أنفاق من بين الـ203 الذين تم تدميرهم، كانت تمتد إلى داخل مصر، وجميها تم إغلاقها قبل وصول الجيش الإسرائيلي، إما من قبل السلطات المصرية أو حماس نفسها".

وطالما أكدت مصر على تدميرها جميع الأنفاق على حدود قطاع غزة، وتنفي اتهامات إسرائيل بأن الحدود المصرية مع القطاع هي التي يتم تهريب الأسلحة منها إلى حماس.

تقرير: فرص الوصول إلى اتفاق هدنة في غزة "تقترب من الصفر" قالت تقارير إسرائيلية إن فرص الوصول إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح المختطفين ووقف إطلاق النار في غزة على أساس مقترح مايو "تقترب من الصفر"، في وقت تزداد فيه الشكوك في البيت الأبيض بشأن طرح مقترح جديد.

وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بعرقلة التوصل إلى اتفاق هدنة، في وقت يواجه فيه نتانياهو ضغوطا داخلية لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن الذين اختُطفوا خلال هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى).

وطالما أكدت القاهرة رفضها أيضًا وجود أي قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا أو في الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الحدودي، بين مصر وغزة.

وواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، انتقادات في إسرائيل بسبب تمسكه بمحور فيلادلفيا، بعضها من مسؤولين أمنيين كبار في حكومته، الذين يعتقدون أن القوات الإسرائيلية "قادرة على التدخل بشكل محدد الأهداف إذا لزم الأمر لمنع أي تهريب".

كما واجه رئيس وزراء إسرائيل اتهامات من عائلات الكثير من الرهائن، بما في ذلك بعض عائلات الست الذين تمت استعادة جثثهم من نفق في جنوب غزة، الأسبوع الماضي، بـ"التضحية بأحبائهم" بإصراره على إبقاء القوات في محور فيلادلفيا.

وأدى هجوم حماس في السابع من أكتوبر، إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.

وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، وترد منذ ذلك الحين بقصف وعمليات برية في قطاع غزة تسبّبت بمقتل ما لا يقل عن 40861 شخصا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

مقالات مشابهة

  • عائلات المحتجزين بغزة: تمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا يعرقل صفقة التبادل
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: تمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا يعرقل صفقة التبادل
  • مصر تجدد رفضها للوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح
  • عاجل|وزير الخارجية: مصر ترفض الوجود العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا
  • وزير الخارجية يؤكد رفض مصر للتواجد العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا
  • وزير الخارجية يؤكد رفض مصر للتواجد العسكري الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا
  • وزير الخارجية يجدد رفض مصر للتواجد العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا
  • الجيش الإسرائيلي يكشف عدد الأنفاق المدمرة على حدود مصر
  • مراسلون عسكريون إسرائيليون يدعمون الانسحاب من محور فيلادلفيا
  • الاحتلال يزعم تدمير 80% من الأنفاق بمحور فيلادلفيا