لبنان ٢٤:
2024-09-15@12:09:53 GMT

هل انتهت مخاطر الحرب الكبرى؟!

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

هل انتهت مخاطر الحرب الكبرى؟!

هل انتهت فعلاً مخاطر الحرب الكبرى؟ هذا هو السؤال الأبرز اليوم في ظلّ تسريبات توحي بأن مخاطر الانزلاق نحو حرب شاملة في لبنان أو حرب إقليمية كبرى تراجعت بشكل كبير خلال الأيام الماضية، وبات الحديث يتركّز حول تسوية سياسية أو وقف لإطلاق النار أكثر واقعية من الفترة السابقة. 

تقول مصادر عسكرية مطّلعة بأن الإفراط في التفاؤل بشأن اقتراب موعد التسوية ليس أمراً دقيقاً، إذ نحن نعيش اليوم في إحدى مراحل الحرب ولم نقترب عملياً من نهايتها، حيث أنه منذ اللحظة الأولى للسابع من تشرين الاول كانت أسهم الحرب الكبرى ترتفع وتنخفض ربطاً بالتطورات، وهذا ما يحصل اليوم بعد ردّ "حزب الله" الأخير على إسرائيل.



وتعتقد المصادر أن هذا الرد أعاد نوعاً من التوازن الى الساحة الميدانية، وهذا ما عكس تهدئة نسبية في الميدان أو أقلّه شبه استقرار مع تراجع التصعيد من كلا الطرفين، لكنّ الأكيد أنّ الاميركيين لم يتدخّلوا جدياً لوقف الحرب أو يضغطوا بشكل كافي من أجل إنهائها. كذلك فإنّ التحركات الشعبية الاسرائيلية قد فشلت في الضغط على رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو الذي يبدو أنه استطاع التغلّب عليها. 

كل ذلك يؤشّر الى أن مرحلة التسوية لم تَحِن بعد، بل لا تزال بعيدة المدى أقلّه من المنظور الحالي، وعليه فإنّ انتظار التسوية يدفع لبنان والمنطقة ككُل الى ترقّب الانتخابات الرئاسية الاميركية التي ستحدد مسار التطورات في فلسطين والمنطقة، وهي التي ستوضّح المشهد المتأرجح ما بين تسوية أو حرب كبرى. 

من هُنا، فإنّ كلّ ما يحصل اليوم ليس إلّا محاولات من هذا الطرف أو ذاك لتحسين شروطه، لكن عدم تمكّن الاميركيين من إيقاف الحرب، أو بمعنى أوضح عدم رغبتهم الفعلية بذلك، سيؤدي حتماً الى استمرار مخاطر تدحرج المعركة نحو حرب شاملة أو حرب اقليمية من الان وحتى حصول الانتخابات الاميركية ، وكل ما هو قبل هذا التاريخ لن يكون حاسماً بالنسبة للحرب الا في حال حصول مفاجآت.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

هل تتوسع الحرب على لبنان؟

نعم، السؤالُ أعلاه دقيقٌ، فالقصّة ليست بإمكانية وقوع الحرب، بل بتوسعها، لأن الحربَ الإسرائيلية على لبنان أمر واقع، ومنذ اندلاع حربِ غزة، والسؤال الآن هو: هل تتطوَّر لتصبحَ شاملة؟

العمليات الإسرائيلية لم تتوقَّف في لبنان، حيث الاستهداف اليومي للجنوب، وعمليات الاغتيالات المستمرة بحق قيادات ومقاتلي حزب الله، والأرقام تتجاوز الخمسمائة قتيل، وهي ليست اغتيالاتٍ بسيطة، بل نتاج خطة واضحة لإفراغ الحزب من قياداته.
وقبل قرابة الأسبوع كانَ الاعتقاد السائد بأن العملية الإسرائيلية الموسعة تجاه لبنان قادمة لا محالة، ثم بذلت جهود أمريكية حثيثة لإيقافها، والآن عادت نفس المؤشرات، فهل يفعلها نتنياهو ويوسع الحرب؟
دعك من قناعاتي، وقناعاتك، وقناعات المحللين، ولنقرأ الأحداث بدم بارد. فمنذ وقوع حرب غزة واستراتيجية نتانياهو تقوم على أسس واضحة، أهمها استغلال الأزمة لإطالة أمد حياته السياسية، وفرض نفسه قائداً "تاريخياً" لإسرائيل.
وسعيه لاستغلال كل جبهة، أو حادث، أو حدث، للعودة ليس إلى ما قبل أوسلو، وإنما أبعد، وذلك بتغيير الخرائط، وإعادة القضية إلى نقطة الصفر، وهو ما حذّرت منه بمقال هنا أول الأزمة، وسأعيد وأكرر دائماً هذه العبارة، لأنها مفتاح فهم استراتيجية نتنياهو.
خرائط غزة تغيَّرت، وتتغير، ولا حديث عن اليوم التالي، وإنما تحويل غزة لمنطقة عسكرية، ورأينا كيف تحرك نتانياهو تجاه الضفة الغربية المهددة بالانفجار، ما يعني تدمير المكتسبات الفلسطينية، وأياً كان حجمها، وبالتالي تدمير ما تبقَّى من أوسلو، وأكثر.
اليوم إحدى عقد مفاوضات الهدنة، ووقف إطلاق النار، هي تشدد نتانياهو بالمحافظة على معبر فيلادلفيا مع مصر، وبدأ الإعلام الغربي يُروّج وجهة نظر نتانياهو، وهذا يعني التعدي على اتفاقية "كامب ديفيد" مع مصر.
وبعد حادثة جسر الملك حسين من الحدود الأردنية تحرّك نتانياهو لتفقد منطقة الأغوار الفلسطينية على الحدود الأردنية، وهو الأمر الذي أثار عاصفة من الإدانات العربية، وعلى رأسها السعودية، التي اعتبرته استفزازاً يهدف إلى توسيع الاستيطان.
وهذا الاستفزاز بالأغوار هو تهديد أيضاً لاتفاقية وادي عربة عام 1994 الأردنية الإسرائيلية، كما يُهدد مشروع الدولة الفلسطينية، ويثبت أن استراتيجية نتانياهو تكمن في استغلال كل أزمة لتغيير الواقع، والعودة بالقضية إلى نقطة الصفر، مع ضرب كل الاتفاقيات بالمنطقة.
وعليه، فما الذي يجعل لبنان، أو جنوبه، مختلفاً الآن عن تلك الاستراتيجية؟ لا شيء، ولذا فمن الواضح أن نتانياهو لن يفوت فرصة الحرب الموسعة الآن مع حزب الله، ولأنَّها تخدم أهدافه الاستراتيجية، كما أسلفنا.
والحرب مع حزب الله الآن تُغير الواقع والخرائط، كما تُشعل المواجهة أكثر مع إيران، وهذا ما يريده نتانياهو، وهذا هدفه، خصوصاً أنه صرح متفاخراً، قبل فترة قريبة، بأنه هو من عطّل مشروع إيران النووي.
يفعل نتانياهو كل ذلك بانتظار الرئيس الأمريكي الجديد، فإذا كانت هاريس فستجد واقعاً عليها التعامل معه، وإذا كان ترامب فذلك يعني لنتانياهو الاستمرار باستراتيجيته. ولذلك على عقلاء لبنان الحذر، لكن السؤال هنا هو: هل هناك عقلاء في لبنان يستوعبون ذلك؟

مقالات مشابهة

  • الحكومة الأردنية بقيادة الخصاونة تقدم استقالتها للملك عبدالله الثاني
  • الدولار يشهد قفزة طفيفة اليوم: كيف تغيرت أسعاره في البنوك الكبرى؟
  • هل تتوسع الحرب على لبنان؟
  • رغم قلة أصواتهم.. المسلمون يدفعون بمرشحة ثالثة نحو الأضواء في الانتخابات الأميركية
  • اللجنة الخماسية حول لبنان تطالب بإجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت
  • الغارديان: مخاطر الحرب الإقليمية حاضرة رغم مرور 11 شهرا على حرب غزة
  • زوجة تطلب تمكينها من مسكن الزوجية بقيمة 3.4 مليون جنيه بأكتوبر.. التفاصيل
  • النائب علاء عابد يكتب: الانتخابات الأمريكية بين «غزة وأوكرانيا»
  • وزير الدفاع الصيني: الحل الوحيد للصراعات في أوكرانيا وغزة هو التسوية السياسية
  • عدم تجاوبنا مع دعوة بري غير صحيح.. جعجع: محور الممانعة يعطل في كل مرة الانتخابات