مسؤول أمريكي سابق: قمة جدة حول أوكرانيا أزعجت روسيا وأفادت السعودية
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
اعتبر السفير ويليام "بيل" رويبوك، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد دول الخليج العربية في واشنطن، والمسؤول السابق بالإدارة الأمريكية، أن قمة جدة التي استضافتها السعودية، وناقشت الأزمة الأوكرانية الروسية، أزعجت روسيا، رغم أنها لم تحقق اختراقات دبلوماسية مهمة، وعززت الثقة في "فن الحكم" و "الدبلوماسية السعودية الصاعدة، وقدمت منافع لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال رويبوك، في تحليل نشره "معهد دول الخليج العربية في واشنطن"، وترجمه "الخليج الجديد"، إن 40 دولة حضرت قمة جدة، بما فيها الصين، حليفة روسيا، والهند، صديقة موسكو المقربة، وكذلك قوى إقليمية مثل البرازيل وجنوب أفريقيا، وهما أعضاء بتكتل "بريكس"، الذي يضم روسيا، وهو ما يمكن اعتباره بداية حراك أوكراني ناجح لإضعاف روسيا دبلوماسيا، من المتوقع أن يتصاعد خلال الأسابيع المقبلة، عبر تحركات بالأمم المتحدة وقمم أخرى.
وأضاف أن أوكرانيا كانت تريد من قمة جدة بالأساس الحصول على "تمثيل قوي" مع دول جنوب الكرة الأرضية ، أو البلدان النامية ، التي حافظ الكثير منها على موقف محايد في الصراع، وهو ما يبدو أنه حدث بنجاح.
اقرأ أيضاً
هل رسمت قمة جدة حدود الصراع في أوكرانيا؟
مشاركة الصينويلفت السفير رويبوك إلى أن الصين أظهرت، في بياناتها وأفعالها بعد القمة، رغبة في السير على خط دقيق، حيث أعربت عن دعمها المحسوب لمحادثات جدة في المساعدة على "تعزيز الإجماع الدولي" على إيجاد حل سلمي للنزاع.
لكن وزير الخارجية الصيني تحدث هاتفياً مع نظيره الروسي بعد ذلك بقليل، في إظهار للتشاور والوحدة المستمرة في النهج مع حليفها الرئيسي.
ومع ذلك، أشار دبلوماسيون غربيون إلى أن الصين كانت مشاركًا نشطًا في القمة وأعربوا عن دعمهم لقمة المتابعة في وقت لاحق في الخريف.
ورفض محللون صينيون أي فكرة حول أن حضور الصين يشير إلى تحول في موقفها بشأن قضية أوكرانيا، مشيرين إلى أن الصين كانت على الأرجح تستخدم فقط حضورها في القمة والبيانات الداعمة نسبيًا لزيادة نفوذها بين دول الجنوب العالمي.
اقرأ أيضاً
لعبة القوى تتغير.. اجتماع جدة شاهد على صعود الجنوب العالمي
انزعاج روسيوعلى الرغم من مكالمتها الهاتفية مع الصينيين، أصدرت روسيا سلسلة من البيانات عبرت بدرجات متفاوتة من الانزعاج من القمة.
ورفض نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف الاجتماع باعتباره جزءًا من "جهود الغرب المحكوم عليها بالفشل" لإقناع دول الجنوب العالمي بدعم موقف أوكرانيا.
إنجاز سعوديويرى الكاتب أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استخدم الحدث للمساعدة في إبراز نفسه كقائد عالمي واثق له تأثير يتجاوز المملكة العربية السعودية وكوسيط أقام علاقات مثمرة ومستقلة مع البلدان التي تغطي الانقسامات.
كما أظهر الاجتماع قدرة المملكة العربية السعودية كسلطة تجمع، قادرة على الجمع بين قادة العالم ، حتى في قضية أدت إلى انقسام المجتمع الدولي بشكل صارخ.
بالإضافة إلى ذلك، سلطت السعودية التي استضافت القمة الضوء على سياسة خارجية سعودية تتبنى البراجماتية والحسابات والتوازن الدقيق بين التحالفات والعلاقات مع الشركاء الرئيسيين.
اقرأ أيضاً
تفوق على كوبنهاجن.. انتقاد روسي وإشادة أوكرانية باجتماع جدة
بدوره، يقول السفير الأمريكي السابق في مصر وإسرائيل دانيال كيرتزر، في مقابلة، إنه كان من المفيد أيضًا النظر إلى القمة، التي ترمز إلى السياسة الخارجية الناشطة الأخيرة للسعودية، باعتبارها امتدادًا للأجندة المحلية التي تم السعي وراءها بقوة والتي نفذتها الدولة كجزء من رؤية 2030.
ويختم الكاتب بأن الحضور الأمريكي البارز في القمة، مستشار الأمن القومي، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، ومنسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكجورك، يشير إلى الجهود المتزايدة لإدارة بايدن للانخراط في علاقات متطورة مع السعودية، وإكساب زخم للتحركات التي بدأت بزيارة الرئيس الأمريكي للمملكة في يوليو/تموز 2022.
المصدر | السفير ويليام "بيل" رويبوك / معهد دول الخليج العربية في واشنطن - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قمة جدة أزمة أوكرانيا العلاقات السعودية الأمريكية العلاقات السعودية الروسية قمة جدة
إقرأ أيضاً:
الصحف العربية.. تفاؤل أمريكي ــ حمساوي بالمحادثات المباشرة.. عنف الساحل السوري يثير هواجس الحرب الأهلية.. وطهران تدرس التفاوض مع واشنطن
تناولت الصحف العربية اليوم الإثنين مجموعة متنوعة من القضايا والأحداث في ظل التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية.
على الصعيد السياسي، تطرّقت الصحف إلى الأوضاع في غزة، إضافة إلى تطورات الأوضاع في سوريا ولبنان ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة.
وفي هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز الموضوعات التي تناولتها الصحف العربية.
تفاؤل أمريكي ــ «حمساوي» بالمحادثات المباشرة
تحت عنوان "تفاؤل أمريكي ــ «حمساوي» بالمحادثات المباشرة" تناولت صحيفة "الشرق الأوسط، تطورات الأوضاع في غزة، وقالت إنه قبل ساعات من انطلاق جولة جديدة لمحادثات الهدنة في غزة، تستضيفها الدوحة، أظهر مسؤولون أمريكيون ومن حركة «حماس»، أمس، تفاؤلاً بمسار المحادثات المباشرة بينهما.
ونقلت الصحيفة تصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، التي قال فيها إن الاجتماعات الأميركية مع «حماس» بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة «كانت مفيدة جداً». ولم يستبعد عقد لقاءات إضافية مع ممثليها.
وأوضح بوهلر أنه يتفهم «الفزع والقلق الذي عبَّر عنه المسؤول الإسرائيلي رون ديرمر، بشأن التواصل المباشر مع (حماس)»، لكنه أكد أنه كان لديه «هدف واضح» في محادثاته. وأضاف: «نحن الولايات المتحدة. نحن لسنا عملاء لإسرائيل... لدينا مصالح محددة في اللعبة».
كما نقلت تصريحات طاهر النونو، القيادي بحركة «حماس»، أمس، أن اللقاءات مع بوهلر تركزت على «إطلاق سراح أحد الأسرى مزدوجي الجنسية، وتعاملنا بإيجابية ومرونة كبيرة». وقال إن الاجتماعات كانت «إيجابية ويمكن البناء عليها».
عنف الساحل السوري يثير هواجس الحرب الأهلية
من جانبها سلطت صحيفة "الخليج" الإماراتية الضوء على الأوضاع في سوريا وكتبت تحت عنوان "عنف الساحل السوري يثير هواجس الحرب الأهلية"، وقالت الصحيفة إن أحداث مدن الساحل الغربي، تثير هواجس الحرب الأهلية، حيث تسببت اشتباكات دامية بين قوى الأمن وجماعات متهمة بالولاء للرئيس السابق بشار الأسد، عن سقوط مئات القتلى جلهم من المدنيين.
وقالت مصادر متطابقة إن حصيلة القتلى ارتفعت إلى أكثر من 1000 قتيل، وأشارت إلى أن «830 مدنياً علوياً قتلوا في مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية من جانب قوات الأمن ومجموعات رديفة» منذ الخميس الماضي، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية إلى 1311 قتيلاً على الأقل، بينهم 231 عنصراً من قوات الأمن و250 من المسلحين، وفق المرصد السوري.
طهران تدرس التفاوض مع واشنطن
وفي الشأن الإقليمي كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تحت عنوان "طهران تدرس التفاوض مع واشنطن"، وقالت الصحيفة إنه من أجل تبديد المخاوف من إنتاج سلاح نووي فأن إيران تدرس التفاوض مع واشنطن.
ونقلت الصحيفة تصريحات البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بشأن استعداد طهران للتفاوض مع واشنطن بشأن المخاوف من الأبعاد العسكرية لبرنامجها النووي، لكنها ترفض أي محادثات لتفكيكه.
جاء ذلك بعد رفض المرشد الإيراني علي خامنئي الحوار مع «الدول المستبدة»، رداً على رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب تدعو للتفاوض.
وقال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في اتصال مع رئيس وزراء النرويج، يوناس غار ستوره، إن سياسة بلاده المبدئية هي «خفض التوتر»، مضيفاً أن إيران «لم ولن تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية».
بدوره، قال رئيس البرلمان، محمد باقر قالیباف، إن دعوة ترمب للحوار «خدعة سياسية»، تهدف إلى نزع سلاح إيران تحت غطاء «تفاوض شكلي».
أما المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، براين هيوز، فحذر من أن إيران ستواجه «عواقب أخرى»، بما في ذلك خيارات عسكرية، إذا رفضت التفاوض.