هل تسعى تركيا إلى بريكس لتبتعد عن الغرب؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
تسعى تركيا لتوسيع تحالفاتها العالمية وتطوير علاقاتها مع القوى الصاعدة عبر الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، وهي مجموعة اقتصادية تضم بعضًا من أكبر الاقتصادات الناشئة في العالم.
تأتي هذه الخطوة -وفق بلومبيرغ- في وقت تشهد فيه العلاقات التركية الغربية بعض التوتر، خاصة مع بطء التقدم في محادثات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.
وقدمت تركيا طلبًا رسميًا للانضمام إلى "بريكس" منذ عدة أشهر، وهو ما يعكس التغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم.
وتقول بلومبيرغ إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته يرون أن مركز الثقل الجيوسياسي ينتقل تدريجيًا بعيدًا عن الاقتصادات المتقدمة نحو الاقتصادات الناشئة مثل تلك الموجودة في "بريكس".
وترى تركيا، التي تشهد توترات مع بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب علاقاتها الوثيقة مع روسيا، في "بريكس" فرصة لتعزيز نفوذها العالمي وفقا للوكالة.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته يرون أن مركز الثقل الجيوسياسي ينتقل تدريجيًا بعيدًا عن الاقتصادات المتقدمة نحو الاقتصادات الناشئة (رويترز)وتضم مجموعة "بريكس" البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، وقد انضمت إليها مؤخرًا دول جديدة مثل إيران، الإمارات العربية المتحدة، إثيوبيا، ومصر.
ومن المتوقع أن تتم مناقشة المزيد من التوسعات في القمة القادمة التي ستُعقد في كازان بروسيا في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ويشير محللون إلى أن توسع "بريكس" قد يمنح الدول الأعضاء وصولا إلى تمويلات جديدة عبر بنك التنمية التابع للمجموعة، إضافة إلى تعزيز علاقاتها التجارية والسياسية.
بين الشرق والغرببالرغم من مساعي تركيا للانضمام إلى "بريكس"، فإنها لا تزال تسعى لتعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما أكده وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وأشار فيدان إلى أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لا يزال "هدفًا إستراتيجيًا" لتركيا، لكنه أكد أيضًا على أهمية تطوير العلاقات مع تكتلات أخرى مثل "بريكس" على أساس "مكاسب متبادلة".
وقد يمنح الانضمام إلى "بريكس" تركيا فرصة لتحسين تعاونها الاقتصادي مع روسيا والصين، وتعزيز دورها كممر تجاري بين الاتحاد الأوروبي وآسيا.
وتسعى الحكومة التركية أيضًا -وفقا للوكالة- إلى جذب الاستثمارات من شركات السيارات الكهربائية الصينية، التي قد تستفيد من الاتحاد الجمركي التركي مع الاتحاد الأوروبي لزيادة وصولها إلى الأسواق الأوروبية.
وتعول تركيا على "بريكس" لتوسيع خياراتها الاقتصادية والسياسية، حيث ترى أن الانضمام إلى هذا التكتل يمكن أن يعزز من قدراتها التنافسية على الساحة العالمية. لكن في الوقت ذاته، يبقى الحفاظ على علاقات قوية مع الاتحاد الأوروبي والناتو جزءًا أساسيًا من إستراتيجيتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاتحاد الأوروبی الانضمام إلى
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: لا قرارات بشأن أوكرانيا دون إشراكها
أكد قادة الاتحاد الأوروبي أمس الخميس على أنه لا يمكن اتخاذ أي قرارات بشأن مستقبل أوكرانيا التي دمرتها الحرب دون موافقتها أو من وراء ظهور شركائها في أوروبا، وذلك قبل أقل من شهر من تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه.
ويعتبر وضع أوكرانيا هشاً، وذلك بعد مرور أكثر من ألف يوم على الحرب. وتواصل روسيا إحراز تقدم على الأرض، مما يدفع خط الجبهة تدريجياً نحو الغرب رغم تكبدها خسائر فادحة. كما أن شبكة الطاقة في أوكرانيا مدمرة، ومن الصعب العثور على مجندين عسكريين.
وفي إظهار للتضامن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمة في بروكسل، كرر العديد من قادة الاتحاد الأوروبي عبارة أصبحت شائعة: "لا شيء عن أوكرانيا دون أوكرانيا، ولا شيء عن الأمن في أوروبا دون الأوروبيين".
وقال أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، في نهاية اجتماع دول التكتل الـ27 الذي استمر طوال اليوم: "فقط أوكرانيا كدولة معتدى عليها يمكنها بشكل شرعي تحديد ما يعنيه السلام- وإذا كان قد تم تلبية الشروط لإجراء مفاوضات ذات مصداقية".
وأضاف كوستا: "لذا، الوقت الآن ليس للتكهن بشأن سيناريوهات مختلفة. الآن هو الوقت لتعزيز أوكرانيا لجميع السيناريوهات".
يشار إلى أنه في 20 يناير(كانون الثاني) المقبل، يعود ترامب إلى البيت الأبيض بعد أن وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة وتحدث عن علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويشعر العديد من الأوروبيين بالقلق من أن هذا قد يؤدي إلى صفقة سيئة لأوكرانيا.
والقلق الكبير الآخر هو أن بوتين سيستغل أي فترة انتقالية لإعادة تسليح نفسه ويتسبب في المزيد من الاضطرابات.
وهناك شائعات تدور في أوروبا حول محادثات سلام محتملة في أوائل 2025، وما إذا كان قد يكون من الضروري وجود قوات حفظ سلام أوروبية لتنفيذ أي تسوية، ولكن قادة الاتحاد الأوروبي يحاولون كبح التكهنات بشأن ما هم مستعدون للقيام به حتى لا يكشفوا أوراقهم امام روسيا.
The European Union stands united in its support to Ukraine for a comprehensive, just, and lasting peace.
The EU is ready to do whatever it takes, as long as necessary, to put #Ukraine in a position of strength for what comes next. #EUCO pic.twitter.com/yEJoQAE3Pf
ويقولون إن الأولوية الآن يجب أن تكون لتقوية موقف أوكرانيا، في حال قرر زيلينسكي أن الوقت قد حان للتفاوض.