شبكة انباء العراق:
2025-05-01@20:20:14 GMT

هل هذا هو العراق ؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

العراق للنخب السياسية المنتخبة، والمجد لجيوشها الإلكترونية المشفرة، ودوام الصحة والعافية لفضائيات التضليل والتدليس. هكذا يريدك البعض ان تصدق ان هذا هو العراق. .
إذا نطقت النخبة السياسية العليا بأي كلام فهي على صواب. وإذا سكتت النخبة ولم تنبس ببنت شفة فهي أيضاً على صواب. فهي دائما وأبدا على صواب.

.
لو قرروا تنفيذ مشروع (البصرة – عقبة) لإنعاش الاقتصاد الأردني، أو قرروا تأجيل التنفيذ إلى إشعار آخر، فهم بالتأكيد على صواب. لو سكتوا عن خروقات وانتهاكات مشروع الفاو فهم على حق، ولو سمحوا للمتلاعبين بالتعاقد خارج التعليمات والضوابط فهم على حق في كل الأحوال. نحن لسنا أحراراً، وديمقراطيتنا ليست سوى صورة رمادية. فما معنى أن ننتخب الوجوه نفسها في كل المواسم ؟. .
كانت لهم زيارات مكوكية إلى الدولة الهامشية المدللة لاقناع مليكها بمشروع نقل نفطنا إلى العقبة. لكن الطامة الكبرى اننا سمعنا الأصوات الوطنية تتحدث هذه الايام عن فحوى الكتاب المرسل من مجلس الوزراء إلى وزارة النفط بالرقم 21910 بتاريخ 6 / 8 / 2024. يتناول الإسراع بتشكيل فريق عمل من المختصين بالشؤون النفطية لتثبيت المعلومات الواقعية والصحيحة حول مشروع الأنبوب النفطي وبيان جدواه الاقتصادية ومدى أهميته (وهذا يعني انهم لا يعلمون شيئا عن المشروع حتى يومنا هذا). وهنا لابد من التساؤل عن كيفية تخصيص الاموال الطائلة لمشروع مازال قيد البحث والدراسة ؟. ويتناول الكتاب بيان واقع الأنبوب القديم وتشخيص الأضرار التي لحقت به. وواقع محطات الضخ ومشاكلها الراهنة، وتحديد الطلب الحقيقي على النفط الخام لتجهيز المصافي ومحطات التوليد، وتناول الكتاب ايضاً مطالبة وزارة النفط بتقديم صورة واضحة عن رؤيتها المستقبلية للتوسع في التصدير. وبالتالي فان العراق لم يكن على علم بهذه المعلومات حتى يوم إصدار الكتاب في السادس من شهر اغسطس (آب) من هذا العام 2024. وهذه النقطة بالذات ترسم مليون علامة استفهام حول الزيارات المكوكية السابقة التي قامت بها النخبة العليا إلى الدولة الهامشية ؟. هل كانت من اجل تقاسم مستخرجات نفطنا مع الأشقاء ؟. ام كانت من اجل تشغيل محطات توليد الطاقة لإضاءة مهرجان جرش، وإنارة الجسر البري الرابط بين عمان وتل ابيب ؟. ام لتجهيز القواعد الأمريكية (16 قاعدة في الأردن) بوقود الطائرات المكلفة بقصف مدننا ؟. وهل يتعين علينا ان نصفق لمشروع تجهيز مصافي (عين السخنة) في مصر بالوقود ؟. .
فإذا كانت الدراسات لم تكتمل بعد، وإذا كانت الرؤية المستقبلية يحجبها ضباب الشرق الأوسط، فلماذا هذا التهافت نحو تحسين احوال الأردن ؟. ولماذا لم تشترك البلدان العربية النفطية الخليجية بمثل هذه المشاريع الداعمة للأردن ؟. ثم لماذا وقع علينا الاختيار نحن الذين مازلنا نعاني من عدم توفر الطاقة الكهربائية ؟. .
لماذا فقط ؟. . وفقط لماذا ؟

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات على صواب

إقرأ أيضاً:

هيئة الكتاب تُشعل المشهد الثقافي في 2025.. إصدارات تغوص في عمق التاريخ وتُعيد وهج الأدب

في وقت يتراجع فيه الاهتمام بالقراءة لصالح ثقافة الصورة والمحتوى السريع، تواصل الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، أداء دورها المحوري كحارس للوعي، ومنارة للثقافة في العالم العربي، فخلال الشهور الماضية من عام 2025، أطلقت الهيئة موجة واسعة من الإصدارات التي تنوّعت بين التاريخ والسياسة والفكر والأدب، لتفتح أمام القارئ المصري والعربي نوافذ متعددة على العالم والذات والذاكرة.

هذه الإصدارات لا تمثل مجرد كتب مطبوعة، بل تُجسد مشروعا ثقافيا ممنهجًا لإعادة تشكيل العقل الجمعي، وتحفيز النقاش المعرفي، وإحياء رموز الفكر العربي والمصري.

نبش في الذاكرة التاريخية وبناء وعي سياسي متجدد

أبرزت سلاسل الهيئة حضورها القوي بإصدارات نوعية مثل: "تاريخ بلاد ما وراء النهر في زمن المغول" للدكتور إبراهيم الشرقاوي، الذي يسلط الضوء على منطقة شكلت قلب التفاعل الحضاري بين الشرق والغرب، و"الإمبراطورية البريطانية" للدكتور فطين فريد، الذي يتناول صعود وسقوط أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ الحديث، مسلطًا الضوء على علاقاتها الاستعمارية وتداعياتها المعاصرة.

"قراءة في الفكر الاستراتيجي لليهود" للواء محمد الغباري، الذي يحلل العلاقة بين الدين والسياسة في الفكر الصهيوني من خلال التوراة والتلمود، هذه الإصدارات تعكس اتجاهًا واضحًا نحو إعادة قراءة التاريخ من زوايا استراتيجية، لا لمجرد التأريخ، بل لفهم الحاضر واستشراف المستقبل.

الأدب والفكر.. رسائل متعددة الأبعاد

لم تغفل الهيئة البعد الجمالي والإنساني، حيث أصدرت عددًا من الأعمال الأدبية التي تتنوع بين الرواية والقصة والدراسات الأدبية: "عرافة هافانا" لغدير أبو سنينة، مجموعة قصصية تدور بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي، مفعمة بالرمز والغموض، "شمشون وتفاحة" لأمير تاج السر، رواية تلامس قضايا المرأة والحب والهوية، "النساء لن تدخل الجحيم" لسليمان العطار، تعبير عن فلسفة وجودية تنحاز للحياة والتأمل، "من الماء إلى عنان السماء" مذكرات السباحة المصرية نجوى غراب، التي تتجاوز السيرة الذاتية إلى تأريخ اجتماعي وسياسي.

أما في حقل الفكر، فقد صدر: "الخيال عند ابن عربي" لسليمان العطار، دراسة فلسفية عميقة لنظرية الخلق الإبداعي عند أحد أعلام التصوف الإسلامي، "دراسات في الأدب الفارسي المعاصر" لسامية شاكر، تسلط الضوء على تحولات المجتمع الإيراني من خلال الأدب.

حضور قوي للرموز والذاكرة الثقافية

أطلقت الهيئة عدة إصدارات احتفالية وسيرية، تُعيد الاعتبار لشخصيات كان لها الأثر في تشكيل الوعي الجمعي، منها: "حافظ إبراهيم.. شاعر النيل" لعبد السلام فاروق، قراءة ممتعة في مسيرة شاعر مصر القومي، "د. أحمد مستجير.. رائد التكنولوجيا الحيوية"، الذي يقدم شخصية نادرة جمعت بين العلم والشعر، "سيدات من مصر": سيرة جماعية لرائدات غيرن وجه الثقافة والمجتمع المصري، وإعادة إصدار "صوت أبي العلاء" لطه حسين، في مشروع طموح لاستعادة إرث عميد الأدب العربي.

تنوع جغرافي وزمني وشمولي في الطرح

لم يقتصر الاهتمام على مصر والمنطقة العربية، بل امتد ليشمل مناطق حضارية كبرى مثل آسيا الوسطى (بلاد ما وراء النهر)، وإيران، وأمريكا اللاتينية، كما شهد المزج بين التاريخ القديم (إقليم باثيريتيس في العصر البطلمي) والتاريخ المعاصر (الحرب الأوكرانية ونظام عالمي جديد).

في عالم تتزايد فيه الضوضاء الرقمية، تبدو الهيئة المصرية العامة للكتاب كمؤسسة تقاوم التفاهة بالمعلومة، وتواجه الضحالة بالعمق، والتسطيح بالتأصيل.

إصدارات الشهور الأولى من 2025 تمثل حالة ثقافية تستحق الدعم والمتابعة، وتؤكد أن مصر ما زالت تنبض فكرًا، وتكتب مستقبلها بحبر المعرفة، لا بهوامش النسيان.

طباعة شارك الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين حارس للوعي منارة للثقافة العالم العربي تشكيل العقل الجمعي

مقالات مشابهة

  • خلال الاحتفال بعيد العمال.. احتجاجات غاضبة بتونس ضد الرئيس قيس سعيد
  • هيئة الكتاب تُشعل المشهد الثقافي في 2025.. إصدارات تغوص في عمق التاريخ وتُعيد وهج الأدب
  • ماذا بعد معرض الكتاب؟!
  • لماذا تأجّل مشروع العملة الموحدة لدول بريكس وما علاقة ترامب؟
  • هل نحتاج الكتاب اليوم؟
  • معرض الكتاب العربي العاشر في صور.. ثقافة تقاوم الدمار الإسرائيلي
  • إذا كانت فيك هذه الصفة فلا تتعجبي من صمت زوجك!
  • الرقابة الإدارية تكشف مخالفات جسيمة في طباعة الكتاب المدرسي
  • «إقليم باثيريتيس في مصر».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • مجموعة مصرية تتفاوض على مشروع عمراني ضخم في العراق بمبيعات متوقعة 17 مليار دولار