بين لبنان وسوريا.. هكذا يتحرّك سلاح حزب الله!
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
استمرار الجبهة القتالية في جنوب لبنان دفع "حزب الله" لاتخاذ قراراتٍ جديدة على صعيد إمداداته العسكرية وتحركاته الميدانية، وتحديداً عقب الرّد الذي نفذه ضدّ إسرائيل يوم 25 آب الماضي انتقاماً لاغتيال القياديّ الكبير في صفوفه فؤاد شكر. بين سوريا ولبنان، كان "التغيير"، فمسألة الإمداد تعتبرُ محورية لـ"حزب الله" في الوقت الراهن وتحديداً في ظلّ الرقابة الصارمة التي تفرضها إسرائيل في أجواء لبنان امتداداً من الجنوب وصولاً إلى البقاع.
ما يسعى "حزب الله" لضمانه الآن هو عدم تعريض أي قوافل للاستهداف الإسرائيليّ، وذلك بعكس ما حصل في رسم الحدت – شعث الأسبوع الماضي، حينما طال قصف إسرائيلي شاحنة صواريخ تابعة للحزب.
تقول المعلومات إنّ "حزب الله" وضع خُططاً ميدانية مختلفة لنقل أسلحته وصواريخه بين البقاع والجنوب، ما يضمنُ أمناً وأماناً لعملية النقل، مشيرة إلى أنَّ الحزب يغير خططه باستمرار فيما بات يستخدم نقاطاً جديدة لتخزين صواريخه المختلفة منها الدقيقة.
أحد المصادر المعنية بالشأن العسكري كشف عبر "لبنان24" أنّ "حزب الله" يعتمدُ أسلوب تضليل وتمويه مُشفر لا يمكن كشفه بسهولة، مشيرا إلى أنّ الحزب يأخذُ بعين الاعتبار الرقابة الجويّة الإسرائيلية، وبالتالي يتعاطى مع عمليات النقل بحذر شديد.
وفقاً للمصادر، فإنّ التفوق الإستخباراتيّ الإسرائيلي في بعض المجالات لم يؤثر أبداً على آلية خطوط الإمداد التابعة لـ"حزب الله"، والدليل الأكبر على ذلك هو أنَّه لم نسمع سوى مرة واحدة عن استهداف شاحنة قيل إنها محملة بصواريخ معطوبة أي معطلة، وذلك منذ بدء الحرب عند جبهة جنوب لبنان في تشرين الأول الماضي.
تكشف المصادر أيضاً أنّ "حزب الله" شدّد رقابته العسكرية على عمليات نقل الصواريخ خصوصاً بين المخازن التي أنشأها في مختلف المناطق، موضحة أن آليات استخباراتية يفرضها الحزب لتمويه كل نقلياته ما يجعل من الصعب كشفها بسهولة.
ما تبيّن، بحسب المصادر، هو أنّ "حزب الله" لا يستخدم أنفاقه فقط لشنّ عمليات هجومية، فهي أيضاً مجهزة ومهيّأة لتخزين صواريخ ثقيلة على غرار مُنشأة "عماد 4" التي كشف الحزبُ عنها خلال شهر آب الماضي. المصادر تقول إنّ عمليات نقل الأسلحة والصواريخ يمكن أن تجري من خلال الأنفاق الممتدة بين المناطق الجنوبية والبقاعية، مشيرة إلى أن مشهد الشاحنات في نفق "عماد 4" يكشف عن هذه الآلية والإمكانية، في حين أن هذه الإمدادات تكونُ محصنة، وبالتالي يُصبح عمل "حزب الله" بشكلٍ كبير تحت الأرض ويصعبُ استهدافه أو إحباطه بسهولة من قبل الإسرائيليين.
تقرأ المصادر هذا الأمر بأنه "تكتيك" من التكتيكات العسكرية التي يعتمدها "حزب الله"، فالمعدات والأسلحة الإستراتيجية كلها ترتبطُ بمنشآت تحت الأرض، ما يعني أن سلاح الجو الإسرائيلي سيخسر معركة الإنقضاض على الأصول الاستراتيجية والعسكرية للحزب، باستثناء تلك الظاهرة والمكشوفة فوق الأرض والتي يمكن قصفها بسهولة.
ماذا عن خط الإمداد بين سوريا ولبنان؟
وبالإنتقال من داخل لبنان إلى خط الإمداد مع سوريا، تلفت مصادر مقربة من "حزب الله" إلى أنَّ الأخير لم يتوقف حتى هذه اللحظة عن نقل صواريخ وأسلحة من سوريا إلى لبنان، كاشفة أن خطوط الإمداد بأكملها مستمرة بالعمل حتى بعد ردّ الأحد.
وأشارت المصادر إلى أن الخطط العسكرية التي وضعها "حزب الله" تشمل كافة محاور خطوط الإمداد، موضحة أن آليات النقل بين البلدين تجري بناء لتحديثات جديدة تتولاها فرق متخصصة من الحزب مهمّتها فقط تأمين خطوط الإمداد.
عملياً، فإن إسرائيل تُهدّد مراراً وتكراراً باستهداف هذا الخط، وما يتبين من خلال التقارير الإعلامية الإسرائيلية إن هناك نوايا لدى تل أبيب ببدء استهداف خطوط السلاح والصواريخ بين سوريا ولبنان أو حتى ضمن الداخل السوري.
المسألة هذه ليست جديدة لكنها تتكرر بشدّة خلال الآونة الأخيرة خصوصاً بعدما أعلن أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله خلال خطاب له يوم الأحد 25 آب عقب الرّد الذي نفذه "الحزب"، أنه جرى سحب الصواريخ الدقيقة من الجنوب.
صحيحٌ أن نصرالله لم يُحدّد وجهة تلك الصواريخ بكل الأحوال، لكنّ إسرائيل تخشى هذه الصواريخ من جهة، وتجهد في المقابل لإحباط وصولها إلى "حزب الله" أو بالحد الأدنى ضرب خطوط الإمداد المرتبطة بموادها وتقنياتها بين سوريا ولبنان.
لهذا السبب، تُعدّ طريق سوريا – لبنان أساساً لدخول التقنيات الصاروخية لـ"حزب الله" إن سلّمنا جدلاً عدم وصول صواريخ كاملة.. لكن السؤال الأبرز هنا يتمحور في التالي: لتجنب الاستهدافات على هذا الخط الحيوي.. هل بادر حزب الله لحفر أنفاقٍ بين لبنان وسوريا مثل منشأة "عماد 4"؟ كل شيء وارد، وفق ما تقول المصادر. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بین سوریا ولبنان خطوط الإمداد حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
بيربوك : ينبغي نزع سلاح الجماعات الكردية المسلحة في سوريا
أنقرة – وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إنه يتعين نزع سلاح الجماعات الكردية المسلحة في سوريا وضمها إلى القوات الأمنية للحكومة الجديدة في البلاد.
وأشارت بيربوك في مؤتمر صحفي بعد محادثاتها مع نظيرها التركي هاكان فيدان في أنقرة يوم أمس الجمعة إلى أن “أمن الأكراد ضروري لسوريا حرة، لكن يتعين أيضا معالجة المخاوف الأمنية التركية لضمان الاستقرار”.
وأضافت: “يتعين نزع سلاح الجماعات الكردية ودمجها في هيكل الأمن الوطني”.
وبحسب وكالة “رويترز” تقول تركيا إن “وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تقاتل منذ سنوات إلى جانب القوات الأمريكية، هي امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الدولة التركية وتصنفه أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية”.
وفي وقت سابق أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أن المقاتلين الأكراد الذين قدموا إلى سوريا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط لدعم القوات الكردية السورية سيغادرون إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المواجهة مع تركيا بشمال سوريا.
ويمثل انسحاب المقاتلين الأكراد غير السوريين أحد المطالب الرئيسية لتركيا، التي تعتبر الجماعات الكردية في سوريا تهديدا لأمنها القومي وتدعم حملة عسكرية جديدة ضدهم في الشمال، بحسب وكالة “رويترز”.
وكان عبدي قد أعلن قبل ذلك، الاستعداد لتقديم مقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح في كوباني (عين العرب)، مع إعادة توزيع القوات الأمنية تحت إشراف وتواجد أمريكي.
واتهمت القيادة العامة لـ”قسد”، في بيان لها الجانب التركي باستغلال التطورات من خلال “مهاجمة مناطق شمال شرق سوريا، وإرسال مرتزقتها إلى منبج”، مشيرة إلى أن تركيا “شاركت بشكل سري في الهجوم” على منبج.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي بتمديد وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا حتى نهاية الأسبوع.
وتواجه قوات “قسد” ضغطا متزايدا من الحكومة التركية والفصائل السورية العاملة بإمرتها، والتي شنت في الأيام الأخيرة هجمات دامية على منطقتي منبج وتل رفعت اللتين كانتا تحت سيطرة “قسد” التي أجلت مقاتليها منهما تباعا.
المصدر: “رويترز” + RT