لبنان ٢٤:
2024-09-15@11:47:27 GMT

ما بين بري وجعجع... رئاسة وأكثر

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

ما بين بري وجعجع... رئاسة وأكثر

اختتم الأسبوع الماضي بلوحتين سياسيتين متناقضتين. الأولى من خلال الكلمة المتلفزة لرئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغيب الامام موسى الصدر. والثانية لرئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في قداس شهداء المقاومة اللبنانية. وقد جاءت اللوحة الثانية ردّا على ما قيل في اللوحة الأولى، وما بينهما من لوحات تبدأ بالجنوب اللبناني ولا تنتهي بالقصر الجمهوري في بعبدا.

ففي خلفيات اللوحة الأولى يقف لبنان منذ أحد عشر شهرًا تقريبًا على فوهة بركان لا يعرف أحد متى يثور ومتى تصل حممه وشظاياه إلى أبعد من حدود لبنان. أما حدود اللوحة الثانية فهي لا تتعدّى بضعة أمتار من الحدود الطبيعية لقصر من دون رئيس منذ ما يقارب السنتين. إلاّ أن ما يجمع بين اللوحتين، مع ما فيهما من خطوط سوريالية، هو اتفاق كل من الرئيس بري، ومعه محور "الممانعة"، والدكتور جعجع، ومعه محور "المعارضة"، على أن "ساحة النجمة" هي الممر الطبيعي والالزامي للوصول إلى بعبدا، وليس أي ساحة أخرى، وذلك "تحت سقف الدستور وبالتشاور بين الجميع دون إملاء أو وضع فيتو على أحد". هذا ما قاله بري الذي دعا "كافة الأطراف السياسية والبرلمانية الى التقاط اللحظة الراهنة التي تمر بها المنطقة من أجل المسارعة الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأقصى سرعة ممكنة"، وأضاف: "واليوم نعود ونؤكد على ما طرحناه في 31 آب من العام الماضي في مثل هذا اليوم، هو لا يزال دعوة مفتوحة للحوار أو التشاور، لأيام معدودة يليها دورات متتالية بنصاب دستوري دون إفقاده من أي طرف كان. تعالوا غداً إلى التشاور تحت سقف البرلمان، وصولاً الى رئيس وطني جامع يستحقه لبنان واللبنانيون في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه".   أمّا جعجع فاعتبر أنّ "انتخاب رئيس الجمهورية يجبْ ألّا يكون موضع مساومةٍ، بلْ يجبْ أنْ يبقى مستنداً الى قواعد دستوريةٍ واضحة لا لبْس فيها ولا تخضع لأيّ اجتهاد. وعلى الرئيس نبيه بري أنْ يدعو وكما نصّ الدستور إلى جلسة انتخابٍ مفتوحةٍ بدوراتٍ متتاليةٍ حتى التوصّل إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. ولْيفزْ منْ يفزْ ويلْقى التهنئة والمباركة من الجميع بدلاً منْ أنْ نظلّ في دوّامة التعطيل والدعوات العقيمة إلى حوارٍ، جرى ويجري كلّ يومٍ ومنْ دون أنْ يؤدّي إلى أيّ نتيجة. على الرئيس بري أنْ يفكّر ويتصرّف من موقعه الدستوريّ المسؤول كرئيسٍ لمجلس النواب وليس منْ موقعه السياسيّ كطرفٍ وحليفٍ لحزبٍ لديه حساباتٌ ابعد منْ رئاسة الجمهوريّة وأبْعد منْ لبنان حتّى".   وأوضح أننا "لنْ نقبل وتحت ايّ ظرفٍ من الظروف بأنْ يفْرض فريقٌ لبنانيٌّ موقفه ومرشّحه على كلّ الآخرين، وأنْ يضع يده على رئاسة الجمهوريّة وأنْ يمْعن في التّعطيل والتزوير. الطريق إلى قصر بعبدا لا تمرّ في حارة حريك، والدخول إلى قصر بعبدا لا يكون من بوابة عين التينة ووفْق شروطها وحوارها المفْتعلْ. الطريق الى قصر بعبدا تمرّ فقطْ في ساحة النّجمة ومنْ خلال صندوق الاقتراع. إنّ مسألة رئاسة الجمهوريّة تعني جميع اللبنانيين والمسيحيين منْهم بشكلٍ خاص عملاً بقواعد النّظام. ولا يمكن لأيّ فريقٍ مهْما جبر وتجبّر ورفع الصوت وتوعّد أنْ يحتكر ويتحكّم وينسف التوازنات والشراكة الوطنيّة ويبتدع سوابق ويستحدث اعرافاً تصبح اقوى من الدستور وفروعاً تصبح هي الأصل والأساس".   فما بين هاتين اللوحتين، وفق بعض الأوساط السياسية المراقبة، مساحة مشتركة لم تكن متوافرة قبل هذا التاريخ، على رغم أن ما بين هذين المحورين السياسيين الكثير من نقاط خلافية يجب وضعها على طاولة التشريح، وفي إطار حوار جدّي وفاعل، يُعقد في قصر بعبدا بعد انتخاب رئيس جديد، وذلك من أجل التفكير في العمق ومرّة أخيرة وبكل شفافية وموضوعية وجرأة وصراحة، ومن دون لفّ ودوران، عن "أي لبنان يريد اللبنانيون"، لبنان المقاوم أو لبنان المحايد، لبنان يحتكر فيه قسم من أبنائه قرار الحرب والسلم، أو لبنان المشاركة الحقيقية في القرارات الصعبة وفي السلطة المتوازنة، بعيدًا عن "سطوة" السلاح تارة، والتلويح بالعدد طورًا؟
فجديد ما هو مشترك في كلام كل من الرئيس بري والدكتور جعجع هو الاحتكام إلى الدستور في الاستحقاق الرئاسي. فالأول دعا إلى انتخاب رئيس "تحت سقف الدستور وبالتشاور بين الجميع دون إملاء أو وضع فيتو على أحد". والثاني طالب الرئيس بري بأنْ يدعو وكما نصّ الدستور إلى جلسة انتخابٍ مفتوحةٍ بدوراتٍ متتاليةٍ حتى التوصّل إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. "ولْيفزْ منْ يفزْ ويلْقى التهنئة والمباركة من الجميع بدلاً منْ أنْ نظلّ في دوّامة التعطيل والدعوات العقيمة إلى حوارٍ، جرى ويجري كلّ يومٍ ومنْ دون أنْ يؤدّي إلى أيّ نتيجة".
ولكن، وكما هو ظاهر حتى الآن، فإن لتفسير الدستور في الاستحقاق الرئاسي أكثر من اجتهاد، ولكل من هذه الاجتهادات نظرته، ومنطقه، ومبرراته، وحججه. وحتى تنجلي غبار الحرب الدائرة في غزة وفي الجنوب، وحتى جلاء المعركة الرئاسية الأميركية، وما ستكون عليه حال المفاوضات الأميركية – الإيرانية فإن قصر بعبدا سيبقى فارغًا حتى إشعار آخر. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: انتخاب رئیس الرئیس بری قصر بعبدا ما بین

إقرأ أيضاً:

الخماسيةتحفّز النواب على الاسراع بانتخاب الرئيس.. ورصد لتحرك هوكشتاين

بدت التحركات الديبلوماسية ذات الصلة بالاستحقاق الرئاسي العالق منذ نحو سنتين كأنها أحيت امالاً ولو واهية وضعيفة على إحياء دور المجموعة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية، على رغم استبعاد أي خرق جدي وشيك في أزمة الفراغ الرئاسي وسط الظروف اللبنانية والإقليمية والدولية الحالية.
وبات في حكم المؤكد في هذا السياق أنّ السفراء الخمسة ممثلي هذه المجموعة سيعقدون اجتماعاً لهم الأسبوع المقبل على الأرجح إيذاناً بعودة تحريك الدور المحفز للقوى اللبنانية على تجاوز العقبات والخلافات والانقسامات وانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت.
وكتبت" النهار": تعتقد أوساط معنية بأنّ تحرك اللجنة الخماسية التي تضم سفراء المجموعة الخماسية لا يعني إطلاقاً أن ثمة توافقاً حصل على شيء ما جدي وجديد من بعيد أو قريب بل ان المعنى البارز للتحرك المرتقب يتعلق بتحفيز وتشجيع النواب والكتل النيابية كافة على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لان المضي في تعقيد الأزمة سيضع لبنان أمام محاذير احتمال مرجح لترحيل إضافي طويل المدى للازمة الى ما بعد نهاية السنة الحالية ربطا بتطورات الحرب في غزة وجنوب لبنان والانتخابات الرئاسية الأميركية.
 وفي سياق التطورات المتعلقة بالوضع المتفجر على جبهة جنوب لبنان يبدو أنّ الأوساط المعنية ترصد ما إذا كان الموفد الأميركي إلى لبنان واسرائيل اموس هوكشتاين سيزور بيروت بعد إسرائيل في سياق مهمته الحالية التي ذكر انها تضمنت نقل رسالة أميركية إلى تل أبيب تحذرها من شن حرب على لبنان.
وأفاد موقع "أكسيوس" أمس أنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيزور إسرائيل الإثنين لمناقشة التوتر مع لبنان. وأشار الموقع إلى أنّ المسؤولين الأميركيين قلقون من تصريحات إسرائيلية بشأن الحرب مع لبنان.
أمّا في التحركات الداخلية فواصل السفير المصري لدى لبنان علاء موسى تحركه وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري وأوضح أنّه "كان من الضروري إطلاع دولته على التطورات بما يتعلق بالمفاوضات حول غزة وتحدثنا أيضاً بملف الرئاسة بشكل تفصيلي بما يخص الأفكار التي طرحها دولة الرئيس منذ فترة وأعاد طرحها مرة أخرى بشكل متقدم أكثر في الأسبوع الماضي، كما تحدثنا عن كيفية كسر حالة الجمود في الملف الرئاسي، وأتصور أنّنا جميعاً ندرك، أنّ إنتخاب رئيس للجمهورية مسألة في غاية الاهمية، والجميع يدرك أن اليوم قبل الغد يجب أن نُحدث الفارق بما يخص هذا الملف". أضاف أنّ بري "أكد له مرة أخرى إصراره وتمسكه بفصل مسار ما يحدث في غزة عن المسار الرئاسي، وهذا شيء في غاية الأهمية لأنه إذا ما استطعنا فعلاً عمل هذا سنتمكن بعض الشيء من إحداث حلحلة في الملف الرئاسي، كما تحدثنا أيضاً عن جهود الخماسية وإجتماعاتنا في الفترة القادمة وما نرجو إليه، وأكدت للرئيس بري بأننا سنبقى على تواصل بما يخص تحركات الخماسية، وأن الحوار ما بين الخماسية والأطراف اللبنانية هو الشيء المهم وهو الذي سيؤدي إلى إنفراج في هذا الملف".
عن الإجتماعات المقبلة للجنة الخماسية قال: "سنلتقي في الخماسية بعدما كان الإهتمام الأكبر في الفترة السابقة منصب على تهدئة الجبهة في الجنوب، الآن عدنا مرة أخرى للتركيز على الملف الرئاسي، سنلتقي لأن السفراء لم يكونوا متواجدين في لبنان، هم عادوا إلى لبنان سنجتمع من أجل التداول في التقييمات للأوضاع وما حدث في الفترة السابقة وما يمكن إتخاذه في المستقبل، لن نتحدث عن أفكار الآن إلا بعد التداول مع أعضاء الخماسية".
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن زيارة السفير المصري علاء موسى إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري هي تمهيدية قبل استئناف اللجنة الخماسية حراكها، واعتبرت ان السفير المصري استفسر من الرئيس بري حول المناخ السائد وإمكانية وجود فرصة جدية للملف الرئاسي خصوصا بعد كلام رئيس المجلس حول  دورات متتالية في جلسة واحدة. 
وأكدت أن هناك أسئلة طرحت حول قرب الدعوة وماذا عن التشاور وما هي احتمالات تلقّف القوى المسعى الجديد للجنة الخماسية، مشيرة إلى أنه في كل الأحوال اللجنة الخماسية ستنشط مجددا، كما ان زيارة موفد الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان مرجحة في وقت قريب.
 

مقالات مشابهة

  • بين خماسية مفككة وهوكشتاين عاجز: لا انتخاب لرئيس ولا وقف للنار
  • ما موقف حزب الله من فك ارتباط انتخاب الرئيس عن حرب غزّة؟
  • رئيس السنيغال يهنئ الرئيس تبون 
  • اللجنة الخماسية حول لبنان تطالب بإجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت
  • المفتي دريان: الفرج آتٍ لانتخاب رئيس
  • الخماسيةتحفّز النواب على الاسراع بانتخاب الرئيس.. ورصد لتحرك هوكشتاين
  • الفتح يتحدث عن قرب جلسة انتخاب رئيس البرلمان ويؤكد: المشهداني الاقرب للمنصب
  • الفتح يتحدث عن قرب جلسة انتخاب رئيس البرلمان ويؤكد: المشهداني الاقرب للمنصب - عاجل
  • خلف: التأخير في انتخاب رئيس سوف يُسرع في اقامة جزر طائفية
  • حالات الكوليرا بالسودان تقترب من الـ8 آلاف وأكثر من 200 وفاة