متظاهرون سودانيون يحرقون مقرا للمخابرات.. ما حقيقة الفيديو؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
تزامناً مع احتجاجات شهدتها مدينة كسلا في شرق السودان، الأحد، إثر مقتل مدني في السجن، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنه لـ"تحرك أمام مقر جهاز المخابرات في المدينة، أُحرقت خلاله آليات عسكرية".
وجاء في التعليق المرافق: "إغلاق طرق وحرق سيارات حكومية في كسلا"، الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني.
ويأتي انتشار هذا المقطع بعد الاحتجاجات التي شهدتها كسلا إثر مقتل مواطن في أحد السجون.
ونقلت وسائل إعلام محلية، أن محتحين أغلقوا في الأول من سبتمبر الحالي طرقاً رئيسية في المدينة، "احتجاجاً على مقتل أحد أبناء المنطقة تحت التعذيب داخل سجن تابع للمخابرات".
ونشرت وكالة السودان للأنباء، أن السلطات المحلية تسلّمت المذكرة المرفوعة من المحتجين وشكّلت لجنة للمتابعة والتنسيق.
وأكدت السلطات أن المؤسسات الحكومية والأسواق لم تتعرض للتخريب خلال الاحتجاجات.
ما حقيقة الفيديو؟أرشد البحث عن لقطات من المقطع المتداول، إلى نسخة من الفيديو (أرشيف) نُشرت قبل سنوات، مما ينفي صلته بالأحداث الأخيرة.
وجاء في التعليق المرافق أنه يظهر "حرق مكاتب جهاز الأمن والمخابرات في كسلا" عام 2019.
وإثر ذلك، أرشد التعمق بالبحث إلى مشاهد (أرشيف) للحدث نفسه وصور ملتقطة (أرشيف) من زوايا مختلفة ومنشورة على حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي في أبريل 2019.
وآنذاك، هاجم متظاهرون مركز جهاز الأمن والمخابرات السوداني في مدينة كسلا، وتحديدا بتاريخ 11 أبريل 2019.
وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس يومها، أن المحتجين "اقتحموا المبنى بعد رفض القيمين على المركز الإفراج عن محتجزين".
وبعدها، أعلن جهاز الأمن والمخابرات "إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في كل أنحاء البلاد".
وفي تلك الفترة، شهدت السودان احتجاجات أطاحت بحكم عمر البشير، تشارك بعدها المدنيون والعسكريون في حكم البلاد خلال مرحلة انتقالية.
وفي أكتوبر 2021، نفذ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بمساندة نائبه آنذاك الفريق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، انقلاباً أزاح المدنيين من الحكم.
وفي 15 أبريل 2023، اندلعت الحرب بين الجنرالين اللذين يتصارعان على السلطة، مما أسفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى حتى الآن.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
مقتل وجرح العشرات بقصف لـ«قوات الدعم السريع» في السودان
أعلنت السلطات السودانية، فجر الاثنين، “مقتل 6 مدنيين وإصابة 36 آخرين بجروح، إثر قصف مدفعي نفذته “قوات الدعم السريع” على مدينة أم درمان غرب الخرطوم”.
وقالت حكومة ولاية الخرطوم في بيان: “قصفت مليشيا الدعم السريع بالمدافع الحارات الغربية بحي الثورة بأم درمان أثناء صلاة التراويح مساء الأحد، وأدت إلى استشهاد 6 مدنيين، بينهم طفلان، وإصابة 36 مدنيا بينهم 18 طفلا”.
وأضافت: “كما شمل القصف المدفعي الحارتين 29 و43 بحي الثورة، والحارة 50 بمنطقة المرخيات، أثناء تواجد الأطفال بميدان لكرة القدم، وطال القصف المواطنين داخل منازلهم”.
واستهدف الهجوم الذي وقع، الأحد، “أحياءً سكنية في شمال أم درمان، وأصاب مدنيين داخل منازلهم، وأطفالاً كانوا يلعبون كرة القدم”، حسبما أفاد المكتب الإعلامي لولاية الخرطوم.
وكان أعلن الجيش السوداني “سيطرته على مواقع استراتيجية وسط الخرطوم، ليضيق الحصار على “الدعم السريع” في القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية وسط العاصمة”.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، “بدأت تتناقص مساحات سيطرة “الدعم السريع” لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق”.
وفي ولاية الخرطوم، المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر بالكامل على “مدينة بحري” شمالا، ومعظم أنحاء “مدينة أم درمان” غربا، و75 بالمئة من عمق “مدينة الخرطوم” التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال “الدعم السريع” في أحياء شرق المدينة وجنوبها.
ومنذ أبريل 2023 يخوض الجيش و”الدعم السريع” حربا خلّفت “أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا”.
ويتقاسم طرفا النزاع السيطرة على مناطق مختلفة؛ إذ يمسك الجيش “بالشمال والشرق، واستعاد مؤخراً مساحات كبيرة من الخرطوم ووسط السودان”، بينما تسيطر “قوات الدعم السريع” على “معظم إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب”.