وصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى منغوليا، الإثنين، في أول زيارة له إلى دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية منذ إصدارها مذكرة اعتقال بحقه، وذلك وسط احتمالات ضئيلة للغاية بشأن اعتقاله، وفقا لما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس، أن منغوليا "تقيم حفل استقبال" للرئيس الروسي، رغم مذكرة الاعتقال الدولية بحقه.

وفي هذا السياق، اعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، جورجي تيخي، أن عدم توقيف منغوليا لبوتين "ضربة كبيرة" لشرعية المحكمة الجنائية الدولية، مضيفا أن كييف "ستضغط من أجل معاقبة" ذلك البلد الآسيوي الفقير.

وقال تيخي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "سمحت منغوليا للمجرم المدان بالإفلات من العدالة، وبالتالي تتقاسم المسؤولية عن جرائم الحرب التي ارتكبها، وسنعمل مع شركائنا لضمان أن يكون لذلك تبعات على أولانباتار (عاصمة منغوليا)"، حسب وكالة فرانس برس.

من جانبه، قال المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية، فادي العبدالله، إنه على غرار دول أخرى وقّعت على نظام روما الأساسي الذي نص على قيام المحكمة، فإن "من واجب منغوليا التعاون" مع الأخيرة.

المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق مسؤولين روسيين أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الثلاثاء، مذكرتي اعتقال بحق وزير الدفاع الروسي السابق، سيرغي شويغو، والجنرال الروسي، فاليري غيراسيموف، بتهمة ارتكاب جرائم مزعومة خلال غزو الكرملين لأوكرانيا.

وأيدت العديد من المنظمات غير الحكومية هذه الدعوة، حيث أكدت المديرة التنفيذية لمنظمة العفو الدولية في منغوليا، ألتانتويا باتدورج، على أن البلاد "يجب أن تعتقل" بوتين "الفار من العدالة".

ورأت ماريا إيلينا فينولي من منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في وقت سابق، أن استقبال الزعيم الروسي سيكون بمثابة "إهانة للعديد من ضحايا جرائم القوات الروسية" في أوكرانيا.

لكن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أشار الأسبوع الماضي، إلى أن الكرملين "ليس لديه مخاوف" بشأن هذا الموضوع.

وأصدرت الجنائية الدولية مذكرة اعتقال في مارس من العام الماضي بحق بوتين، متهمة إياه بارتكاب جريمة حرب تتمثل في ترحيل مئات الأطفال من أوكرانيا بشكل غير قانوني. 

ورفض الكرملين هذه الاتهامات، قائلا إن وراءها "دوافع سياسية".

"يجب أن تمارس عملها دون ترهيب".. بيان من 93 دولة دعما للمحكمة الجنائية الدولية أعلنت مجموعة مكونة من 93 دولة،  عن دعمها للمحكمة الجنائية الدولية ، مؤكدة على ضرورة أن تقوم تلك الهيئة القضائية الدولية بدون "أي ترهيب"، وفقا لما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية.

وتلزم مذكرة الاعتقال الدول الأعضاء في المحكمة، ومنها منغوليا، باعتقال بوتين ونقله إلى لاهاي لمحاكمته إذا وطأت قدماه أراضيها، وفق وكالة رويتر.

وتأسست المحكمة الجنائية الدولية في عام 2002 لمحاكمة الأشخاص بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية بموجب نظام روما الأساسي، وهي معاهدة من عام 1998.

وتضم الجنائية الدولية 124 دولة، غير أنه لا يمكنها محاكمة المتهمين غيابيا وليس لديها وسيلة لإجبار المتهم على المثول للمحاكمة.

وبدلا من ذلك، تعتمد على المسؤولين في الدول الأعضاء لاحتجاز المشتبه بهم حتى يتمكنوا من المثول للمحاكمة في لاهاي. وتقول روسيا، التي ليست عضوا في المحكمة، إنها لن تسلم مسؤوليها.

وكان ديفيد شيفر، السفير الأميركي السابق والمفاوض الرئيسي للنظام الأساسي الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية، قد قال إن "من غير المرجح أن يواجه بوتين الاعتقال في منغوليا".

وأضاف في تصريحات سابقة  لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنه من المرجح أن يستخدم الرئيس الروسي الزيارة "للدعاية والسخرية من المحكمة الجنائية الدولية وأوكرانيا".

وزاد: "قد تُعرّض منغوليا بعض علاقاتها التجارية والمساعدات التنموية مع أعضاء آخرين في المحكمة الجنائية الدولية للخطر، بالإضافة إلى العقوبات الدبلوماسية، إذا استقبلت بوتين دون اعتقاله".

وكان بوتين قد ألغى زيارة إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في قمة منظمة "بريكس" في أغسطس 2023 في جوهانسبرغ، وذلك بعد أن أكدت محكمة في البلاد ضرورة اعتقاله إذا وصل إلى أراضيها.

ودعت رسالة مفتوحة من تحالف حقوق الإنسان المناهض للحرب، وقع عليها العشرات من المدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية، بما في ذلك فلاديمير كارا مورزا، أحد السجناء السياسيين الروس الذين تم إطلاق سراحهم الشهر الماضي، حكومة منغوليا إلى الوفاء بالتزاماتها واعتقال بوتين.

وقالت الرسالة: "إن مدى الدمار في أوكرانيا بعد عامين ونصف العام من الحرب يكاد يكون من المستحيل حسابه"، حسب صحيفة "واشطن بوست".

وتابعت: "كل هذه المعاناة الإنسانية ناجمة عن إرادة شخص واحد (بوتين)، ويمكن إنهاءها من خلال التمسك بالقانون.. وإذا فعلت منغوليا ذلك فإنها ستحرر 3 دول في وقت واحد، هي أوكرانيا وبيلاروس وروسيا". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة فی المحکمة

إقرأ أيضاً:

«الثقافة» تحتفل بذكرى ميلاد علي إسماعيل بحفل الفنان محمد سامي وفرقته

ينظم مركز ابداع بيت السحيمي بشارع المعز لدين الله الفاطمي- التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية حفلاً غنائياً للمطرب الفنان محمد سامي بمصاحبة فرقته الموسيقية، وذلك في الثامنة مساء الخميس المقبل، ضمن احتفال وزارة الثقافة بذكرى ميلاد الموسيقار علي إسماعيل.

برنامج احتفالية علي إسماعيل

وأضاف بيان صندوق التنمية الثقافية، أن الحفل يتضمن تقديم باقة من أشهر أعمال الموسيقار علي إسماعيل من ألحان وأغنيات وتوزيع موسيقي، كما تشارك بالغناء ضيفة الشرف الفنانة نادين العمروسي.

تخرج الفنان محمد سامي في كلية الهندسة وعمل بمجال البترول، بينما بدأ مشواره مع الموسيقى والغناء منذ الصغر، إذ تلقى العديد من الدراسات الحرة بمجال الموسيقى بمركز تنمية المواهب بدار الأوبرا المصرية وخاصة الغناء العربي والعزف على العديد من الآلات الموسيقية العود، الكلارينت والساكسفون.

شارك في العديد من المهرجانات والحفلات الموسيقية بمسارح دار الأوبرا المصرية وكذلك العديد من المراكز الثقافية بالقاهرة، وله مشاركات متميزة كضيف شرف بعدد من حفلات مراكز الإبداع التابعة لقطاع صندوق التنمية الثقافية.

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا تواصل تعاونها مع طاجيكستان في مجال الأمن على الساحة الدولية
  • عمرو خليل: نتنياهو وجالانت محاصران بملاحقات المحكمة الدولية
  • مساعد الرئيس الروسي يكشف تفاصيل مكالمة بوتين وشولتس
  • بوتين يتحدى الجنائية الدولية بجولات خارجية جديدة في يناير
  • «الثقافة» تحتفل بذكرى ميلاد علي إسماعيل بحفل الفنان محمد سامي وفرقته
  • زيارة مثيرة لمسؤول أوروبي إلى موسكو.. فيتسو يناقش مع بوتين إمداد الغاز الروسي وأزمة أوكرانيا
  • الدعم السريع تطلق سراح رئيس اتحاد ألعاب القوى السوداني بعد ستة أشهر من الاعتقال
  • أول حوار لمدعي عام «الجنائية الدولية» السابق: تعرضت للتهديدات وكنت على حق بمساءلة إسرائيل وفقا للقانون
  • مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم
  • المدعية السابقة لـ«الجنائية الدولية» لـ«الوطن»: تلقيت تهديدات أمريكية وإسرائيلية بسبب فلسطين