أفادت دراسة فلسطينية بأن 87% من كهرباء فلسطين مستوردة من شركة الكهرباء الإسرائيلية، مشيرة إلى الحاجة لتطوير قطاع الطاقة المستدامة لتقليص هذه النسبة.

جاء ذلك في دراسة لمعهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) حول "التحول إلى الطاقة المتجددة في فلسطين من خلال تقديم توصيات سياسية وإطلاق حوار مستنير في وسائل الإعلام الوطنية" وصل الجزيرة نت نسخة منها.

وتأتي الدراسة ضمن مشروع يهدف إلى تعزيز التحول إلى الطاقة المتجددة في فلسطين، وتوفير توصيات سياسة قابلة للتنفيذ لصناع القرار في القطاعين الوطني والمحلي.

وذكرت دراسة "ماس" أن اعتماد فلسطين بشكل شبه كامل (87%) على الكهرباء المستوردة من شركة الكهرباء الإسرائيلية، "يعزز التبعية الاقتصادية ويثقل كاهل الحكومة الفلسطينية بسبب تحكم الشركة الإسرائيلية في الإمدادات، وعدم توافقها مع الاحتياجات المحلية".

ووفق الدراسة، فإن الحكومة الفلسطينية تسعى لتطوير الإطار التنظيمي والسياسات وتحسين قطاع الطاقة المستدامة وتقليل الاستيراد بنسبة 50% بحلول 2030.

تعتمد الحكومة الفلسطينية بشكل شبه كامل على الكهرباء المستوردة من شركة الكهرباء الإسرائيلية (الجزيرة) إيرادات أفضل

وتستنتج أن الإيرادات الفلسطينية ستكون أكثر بـ4 أضعاف ونصف بالمقارنة عند توليد الكهرباء محليا من محطات الطاقة الشمسية عبر اتفاقيات شراء الطاقة، بالمقارنة مع تكلفة استيراد الكهرباء من شركة الكهرباء الإسرائيلية.

مع ذلك أشارت إلى تحديات تواجه هذا القطاع أبرزها القيود الجيوسياسية، بما في ذلك تقسيمات أوسلو للأراضي الفلسطينية وصعوبة الاستفادة من المنطقة "ج" التي تشكل نحو 61% من الضفة، وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، وفجوات في البيئة التشريعية المعقدة، الأمر الذي يؤثر على هيكل القطاع مما يزيد من تعقيداته ويعيق الاستثمار فيه.

ومن التحديات المتعلقة بسيطرة الاحتلال على المنطقة "ج" مسألة بناء خطوط النقل المرور، كونه يتطلب موافقات من الاحتلال الذي يمنع أو يماطل بناء خطوط جديدة أو حتى يمنع إجراء أعمال الصيانة للخطوط القائمة.

واستنادا إلى معطيات سلطة الطاقة والموارد الطبيعية لعام 2022، بلغت كمية الطاقة الكهربائية المستوردة والمنتجة محليا حوالي 7,923.74 غيغا وات/ساعة، تم استيراد حوالي 86.4% منها من شركة الكهرباء الإسرائيلية، بينما تم إنتاج 7.7% من محطة الطاقة في قطاع غزة و3.6% من مصادر الطاقة المتجددة، وتم شراء 2.3% من الأردن.

إنتاج محدود

وتعد الطاقة الشمسية من أهم مصادر الطاقة المتجددة في فلسطين، حيث تشكل حوالي 63% من إجمالي الطاقة المتجددة المنتجة في عام 2021، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

إمكانات توليد الطاقة الشمسية في فلسطين تقدر بحوالي 4174 ميغاوات (بيكسابي)

ورغم أن فلسطين تتميز بعدد ساعات سطوع شمس عالية تقارب 3000 ساعة في السنة، وإمكانية توليد كميات أكبر للطاقة المتجددة، فإن الإنتاج يقتصر بشكل محدود على مشاريع الطاقة الشمسية الصغيرة والمتوسطة التي تم تنفيذها في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتوضح أن كمية الطاقة المنتجة من هذه المشاريع في عام 2022 بلغت حوالي 287.6 غيغاوات/ساعة، بواقع 230 غيغاوات ساعة في الضفة الغربية و57.6 غيغاوات/ساعة في قطاع غزة، وفق معطيات سلطة الطاقة والموارد الطبيعية لعام 2023، فإن إمكانات توليد الطاقة الشمسية في فلسطين تقدر بحوالي 4174 ميغاوات.

ووفق الدراسة، فإن الطلب على الطاقة سيتضاعف تقريبا ليصل إلى 12.85 تيرا وات/ساعة عام 2030 تقريبا، مقارنة مع ما هو متاح عام 2021 (6.93 تيرا وات/ساعة). وبالتالي سيكون هناك فجوة كبيرة بين كمية الكهرباء المزودة والكمية المطلوبة لسد الحاجة خاصة في قطاع غزة، مشيرة إلى زيادة في الطلب على الكهرباء بمقدار 7% سنويا.

وأوصت الدراسة بـ "تقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة، وتعزيز الإطار التشريعي، وتكامل نظم الطاقة المركزية واللامركزية، وتطوير أدوات جديدة لدعم مشاريع الطاقة المتجددة".

ووفق معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2015، فإن أكثر من 60% من المنازل الفلسطينية لديها أنظمة سخانات شمسية، وهي أعلى نسبة تركيب في الشرق الأوسط.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الطاقة المتجددة الطاقة الشمسیة فی فلسطین قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بطاريات الجاذبية.. ثورة في تخزين الطاقة المتجددة

#سواليف

يشهد العالم تحولا سريعا نحو #الطاقة_المتجددة، ما يفرض تحديات جديدة في كيفية #تخزين_الكهرباء الناتجة عن مصادر متقطعة مثل #الشمس والرياح.

ومع تزايد الطلب على الطاقة وضرورة توفيرها بشكل مستمر، يظهر هذا الحل الحيوي للحفاظ على استقرار الشبكات الكهربائية.

وأوضح الخبراء أن مصادر الطاقة المتجددة توفر كميات كبيرة من الطاقة، لكن إنتاجها يظل متقلبا، حيث ينخفض إلى مستويات منخفضة أو ينعدم عندما لا تكون الشمس مشرقة أو الرياح ضعيفة. علاوة على ذلك، يزداد الطلب على الكهرباء مع تزايد أعداد المركبات الكهربائية وانتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تتطلب طاقة حوسبة ضخمة.

مقالات ذات صلة كروم يوقف الأدوات الإضافية.. ما العمل؟ 2025/03/15

وتعد #شبكات_الكهرباء التقليدية في خطر بسبب هذه التقلبات في الإنتاج وزيادة الطلب، ما يجعل من الضروري وجود حلول لتخزين الطاقة على نطاق واسع مثل الميغاواط ساعة (MWh) أو الغيغاواط ساعة (GWh) لضمان استقرار إمدادات الطاقة.

وبهذا الصدد، تظهر تقنية جديدة ومبتكرة تتمثل في ” #بطاريات_الجاذبي ة”، التي تعتمد على استخدام قوة الجاذبية لتخزين الطاقة وتحويلها عند الحاجة. وتعد هذه التقنية بفرص كبيرة لخلق حلول مستدامة ومرنة بعيدا عن الاعتماد على البطاريات التقليدية مثل بطاريات الليثيوم أيون.

وتعتمد بطاريات الجاذبية على مبدأ الطاقة الكامنة، فعندما يتم رفع كتلة كبيرة إلى ارتفاع معين، يتم تخزين الطاقة في الكتلة بفضل الجاذبية. وعندما تنخفض الكتلة، يتم تحويل الطاقة الحركية الناتجة إلى كهرباء بواسطة مولدات أو توربينات.

وتعتبر طاقة الجاذبية أكثر استدامة من البطاريات الكيميائية، حيث لا تتعرض للتدهور مع مرور الوقت طالما أن الأجزاء الميكانيكية تعمل بكفاءة. وهذه الخاصية تجعلها خيارا مناسبا لتخزين الطاقة على المدى الطويل.

وفيما يلي مشاريع رائدة في تقنية بطاريات الجاذبية

مشروع EVx في الصين

تعد الصين واحدة من الدول الرائدة في استخدام هذه التقنية من خلال مشروع EVx، الذي تم تطويره بالتعاون بين شركة Energy Vault والحكومة الصينية.

ويتم رفع كتل عملاقة تزن 24 طنا على برج ميكانيكي ضخم يبلغ ارتفاعه 120 مترا، وذلك في أوقات فائض الطاقة. وعندما تحتاج الشبكة إلى المزيد من الكهرباء، يتم خفض الكتل، ما يحول طاقتها الكامنة إلى كهرباء.

وهذه التقنية تتمتع بكفاءة تزيد عن 80% وتبلغ السعة الإجمالية للمشروع 100 ميغاواط ساعة. كما أن عمرها التشغيلي المتوقع يصل إلى 35 عاما، ما يجعلها حلا طويل الأمد واقتصاديا.

مشروع Gravitricity في اسكتلندا

اختبرت شركة Gravitricity الناشئة منصة تخزين طاقة باستخدام أوزان ثقيلة، حيث تم رفع وخفض كتل تزن 25 طنا في ميناء “ليث”، ما أظهر قدرة على تحسين استقرار الشبكة وتحقيق كفاءة في تخزين الطاقة.

وتخطط الشركة لتوسيع هذه التقنية باستخدام المناجم المهجورة، حيث يمكن تعليق أوزان ضخمة تحت الأرض، ما يتيح زيادة سعة التخزين. كما أن استخدام البنية التحتية للمناجم يخفض التكاليف الرأسمالية وينعش الاقتصادات المحلية.

وعلى الرغم من إمكانياتها الواعدة، تواجه بطاريات الجاذبية بعض التحديات، مثل التكلفة الأولية الكبيرة والتآكل الميكانيكي للأجزاء المتحركة على المدى الطويل.

لكن مدافعون عن هذه التقنية يشيرون إلى أن الصيانة الدورية لهذه الأنظمة أسهل مقارنة بتحديات إعادة تدوير البطاريات الكيميائية. كما أن توفر المساحة الرأسية في المواقع المناسبة يشكل عاملا آخر في نجاح هذه التقنية.

ومع أن بطاريات الجاذبية ما زالت في مرحلة التطوير، فإن المشاريع مثل EVx وGravitricity تظهر إمكانيات كبيرة لتحقيق استقرار الشبكات الكهربائية على المدى الطويل.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: إسرائيل أبلغت إدارة ترامب بشأن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
  • وزير الكهرباء: الالتزام بالجودة ومواجهة سرقة التيار الكهربائي
  • “بلومبرغ”: إسرائيل وأذربيجان توقعان اتفاقا لاستكشاف الغاز
  • عرقاب يتفقد مشاريع حيوية في بشار
  • وزير الكهرباء يستعرض أهمية الوقود الحيوي في تعزيز أمن الطاقة وتنوع مصادرها
  • وزير الكهرباء:صرفت على كهرباء العراق(98)مليار دولار والبلد بلا كهرباء ونرجو من تركيا تجهيز العراق بـ600 ميغاواط
  • «الخارجية» الفلسطينية: إسرائيل تتعمد إطالة أمد الحرب عبر سلاح التجويع
  • وزارة الكهرباء والطاقة والمياه تُدين العدوان الأمريكي على محطة كهرباء ضحيان
  • وزارة الكهرباء والمياه تُدين العدوان الأمريكي على محطة كهرباء ضحيان
  • بطاريات الجاذبية.. ثورة في تخزين الطاقة المتجددة