قطب صناعة السوشيال ميديا وتجارة البيانات والتفاعلات، مارك زوكربيرغ، كشف بعد مرور عاصفة كورونا بحوالي 3 سنوات عن ضغوط الإدارة "الديمقراطية" عليه وعلى موظفيه لـ"ضبط" المحتوى و"ربط" الآراء غير المتفقة مع السردية الحكومية الرسمية تحت توجيه فاوتشي الذي قال هو أيضاً إنه كان يتصرف بشكل سياسي أكثر منه بنهج مهني بحت.
ووفق رسالة زوكربيرغ، التي نشرتها اللجنة القضائية في الكونغرس عبر صفحتها على "فيسبوك"، فإنه "في عام 2021 دأب مسؤولون كبار من إدارة بايدن، منهم مسؤولون من البيت الأبيض، لشهور، على الضغط على طواقم (ميتا) من أجل تقييد محتوى بعينه يتعلق بـ(كوفيد - 19)، بما في ذلك الفكاهة والسخرية، وعبّروا عن غضب شديد لموظفي (ميتا) عندما لم يوافق هؤلاء على ذلك".
من طرفها، سارعت إدارة بايدن للرد، وتحدث الناطق باسم البيت الأبيض في بيان مقتضب عن أن "موقف الرئاسة الأمريكية كان واضحاً وثابتاً... نعتقد أن على مجموعات التكنولوجيا والجهات الخاصة الأخرى الخاص أن يأخذوا في الاعتبار تبعات أعمالهم".
هذا السجال بين زعيم شركة "ميتا" التي تملك "فيسبوك" و"واتساب" وغيرهما، وإدارة بايدن، يفتح على مشكلة أو إشكالية أكبر، وفق المنظور الغربي لحرية التعبير، أتحدث عن المنظور الغربي بالنهج الليبرالي بنسخته الأوبامية... هل ينسجم التنظير الليبرالي الأمريكي حول حرية التعبير ومديح منصات السوشيال ميديا، مع الضبط والربط الذي قامت به إدارة بايدن مع منصات السوشيال ميديا لفرض الرواية الرسمية أثناء عاصفة "كورونا"؟
نحن نحاكم القوم إلى معاييرهم وسقوفهم، فهم من وبخ حكومات العالم، التي حاولت أن تفعل مثلهم في الضبط والربط، ليس في أزمة يرى البعض أنه مبالغ فيها كأزمة "كورونا"، بل حول قضايا تخص "بقاء" الأوطان والسلم الأهلي!
يظل السؤال، هل ستظل هذه المنصات وأصحابها من عمالقة الديجتال، بمنأى عن ظل الحكومات الطويل؟!
حول كلام زوكربيرغ، الأخير هذا، قال أنس بنضريف، الصحافي المغربي المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، لـ"الشرق الأوسط" إن "جدل ضبط محتوى المنصات لن يُحسم في القريب العاجل، والمشهد المقبل سيحكمه مَن يصل إلى البيت الأبيض، لا سيما أن شركات التكنولوجيا قد تتماهى مع السلطة حفاظاً على أرباحها".
إذن في نهاية اليوم، وبعد كل ضجيج الميديا الليبرالية والتيار الأوبامي، خصوصاً أيام "الربيع العربي"، عن الحريات المطلقة، لا يوجد شيء اسمه مطلق، إلا أسماء بعض البشر في دول الخليج العربي، هناك فقط يوجد شيء أو إنسان اسمه مطلق!
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ميتا إدارة بایدن
إقرأ أيضاً:
إذا انتظرت وصول ترامب إلى البيت الأبيض.. إسرائيل قد ترتكب خطأ كبيراً في لبنان ما هو؟
ذكر موقع "الميادين" أنّ محللة الشؤون السياسية في "القناة الـ12 الإسرائيلية" دانا فايس، قالت إنّ "هناك تفاؤلاً في إسرائيل بخصوص احتمال الوصول إلى تسوية واتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان".
وأشارت فايس إلى أن "واشنطن أرسلت أمس إشارات إلى إسرائيل بأن هناك ضوءاً أخضر من جهة الحكومة اللبنانية للتقدم، وآموس هوكشتاين وصل إلى لبنان".
وأضافت: "في إسرائيل، يتوقعون أن هوكشتاين سيكون قادراً على الوصول إلى إسرائيل يوم الأربعاء بعد الحصول على المعطيات الإيجابية في لبنان. وحينها، سيكون ممكناً الوصول إلى التوقيع على الاتفاق".
وفي السياق عينه، دعا المسؤول الكبير في الشاباك سابقاً عادي كرمي، إسرائيل إلى المبادرة والدفع نحو التسوية مع لبنان، "لأنها في نهاية المطاف ستصل إلى تسوية"، معتبراً أن إسرائيل الآن "في مرحلة ما بعد الذروة في لبنان".
وتساءل: "ماذا سيكون الثمن حتى الوصول إلى هذه التسوية؟"، وتابع: "الاختبار سيكون بعد التسوية كيف سنردّ ونفرض ونقبل تعاظماً معيناً في المنطقة القريبة من الحدود".
من جهته، رأى محلل الشؤون السياسية في موقع "والاه" العبري باراك رافيد أن "إسرائيل ستقع في خطأ كبير في حال انتظرت ترامب للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار مع لبنان، لأنه لا يريد أن يبقى هذا الأمر قائماً عند تقلده منصبه".
وتابع: "وإذا انتهت غزة أيضاً فهذا جيّد، ولكنه غير ممكن كما يبدو، لكن لبنان ممكن".
وتطرق إلى التصعيد الأخير، مشيراً إلى أن ما يحصل هو "تصعيد مهم في الهجمات يقوم به الجيش الإسرائيلي وحزب الله قبيل إمكانية حصول اتفاق، ويكفي حادثة كتلك التي في رمات غان، وهي حادثة خطيرة، فلو أصاب الصاروخ مبنى، لكان الاتفاق اختلف تماماً، لذلك هذه الأمور تشكل خطراً".
ودعا إلى الحذر، لافتاً إلى أن "جولة هوكشتاين في لبنان وإسرائيل قد تنتهي من دون اتفاق، لأن جواب حزب الله ولبنان أعطي بصيغة جديدة مع توضيح عدة نقاط، ولكن هذا الجواب لا يزال "نعم ولكن"، وبقيت على الأقل نقطتان أو ثلاثة، وهي ليس نقاطاً صغيرة، بل مركزية".
وأقر بأن "حزب الله يعتد بأنه يستطيع الاستمرار في إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية كل يوم، وحتى الساعة لا يبدو أن صواريخهم انتهت".
وأضاف: "لذلك، حزب الله لديه حق الفيتو على كل هذا الاتفاق، سواء أحببنا ذلك أم لا، وسواء أردنا ذلك أو لا".
وختم قائلاً: "لنضع جانباً كل الضجيج والحديث عن آلية اشراف وحرية عمل لإسرائيل وكل هذه الأمور. في النهاية، هذا الاتفاق سيكون على الأرض: هدوء مقابل هدوء، إضافة الى انتشار 5 آلاف جندي من الجيش اللبناني على الحدود، هذا ما سيحدث". (الميادين)