وحدة عسكرية إسرائيلية نخبوية، تأسست عام 1986، على يد رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إيهود باراك. من أهم وحدات الجيش الإسرائيلي الخاصة، ونخبة النخبة فيه، يعوِّل عليها الاحتلال في تنفيذ مهام استخباراتية وأمنية وعسكرية سرية وعلنية، تتضمن مداهمات واعتقالات واغتيالات في صفوف المقاومة في العمق الفلسطيني.

ودوفدفان إحدى وحدات المستعربين، التي تعمل بشكل أساسي في الضفة الغربية، لا سيما المناطق المدنية المكتظة بالفلسطينيين، ويمتاز عناصرها بملامح شرقية ويتقنون اللهجة المحلية، بغرض الاندساس بين الفلسطينيين، وتنفيذ مهامهم دون الكشف عن هويتهم.

النشأة

تأسست وحدة دوفدفان -أو الوحدة (217)- في يونيو/حزيران 1986، بتوجيه من باراك، الذي كان آنذاك قائد المنطقة العسكرية الوسطى في جيش الاحتلال، لتكون وحدة متخصصة في مكافحة ما تسميه قوات الاحتلال الإسرائيلي بـ"الإرهاب".

وكان الهدف من إنشائها منع نشاط المقاومة الفلسطينية، وإحباط العمليات المسلحة، وملاحقة عناصر المقاومة في منطقة الضفة الغربية، وعلى وجه الخصوص، المناطق المدنية السكنية المكتظة بالفلسطينيين.

وضمت عند تشكيلها عناصر من وحدات الكوماندوز البرية والبحرية، ووحدات الجيش الإسرائيلي الأخرى، وقد اختارهم الاحتلال بدقة، وأخضعهم لتدريبات استخباراتية خاصة من قبل جهاز الأمن الداخلي "الشاباك".

يعتمد عمل وحدة دوفدفان على التخفي والمفاجأة، وهو ما يتلاءم مع الواقع الأمني في الضفة الغربية، ويقوم على التنكر بمظهر عربي، والاندساس بين المواطنين الفلسطينيين، لإنجاز مهام معقدة مثل الاغتيال والخطف والهجوم المفاجئ، بأقل قدر من القوات الميدانية والمعدات، وفي سرية.

عناصر وحدة دوفدفان في الجيش الإسرائيلي يتنكرون ويندسون وسط الفلسطينيين (مواقع التواصل الاجتماعي)

لذلك يتمتع أفرادها بمواصفات خاصة، منها: الملامح الشرقية، والقدرة على استخدام اللهجة المحلية وتقليد تصرفات السكان، والاندماج في المجتمع العربي، وارتداء ملابس مدنية معتادة محليا، واستخدام سيارات مدنية، والاستعانة بخبراء متخصصين في التنكر والمكياج.

وكان وجود الوحدة سريّا في أول نشأتها، ولم يكشف عنه حتى عام 1988، حين بدأت الصحافة بتسريب معلومات تتعلق بها، ووصفتها حينذاك بـ"وحدة الاغتيالات" التابعة للجيش الإسرائيلي.

وتحرص قوات الاحتلال بشكل صارم على التكتم على أسماء وهويات عناصر الوحدة والعاملين في صفوفها، لضمان سلامتهم ونجاح عملياتهم.

وقد أُطلق عليها اسم "دوفدفان"، وهي كلمة عبرية تعني "الكرز" كناية على "تفوقها"، وتشبيها لها بالكرز الذي يزين الكريمة ويستقر دائما في القمة.

التدريب والتسليح

قبل الانضمام لوحدة دوفدفان يخضع المرشحون إلى فحوصات بدنية وعقلية، ومن يتأهل منهم يخضع لاختبارات قاسية، يتم من خلالها قياس قدرته على تحمل الأنشطة الشاقة والإجهاد البدني والنفسي، واختبار مهاراته في العمل الجماعي، ومن ثم يلتحق الأكفاء بدورة شاقة وطويلة تمتد نحو سنة ونصف السنة.

وتشمل الدورة تدريبات المشاة الأساسية والمتقدمة، واستخدام مختلف الأسلحة، والتدريب على المظلات والعمل الاستخباراتي وجمع المعلومات، ونظرا لطبيعة مهامهم الخاصة، التي تتطلب العمل في مجموعات صغيرة داخل المدن المزدحمة، فإن التدريب العادي للمشاة والدوريات بعيدة المدى يتم تقليصه إلى أسبوعين أو 3 كحد أقصى.

عناصر وحدة دوفدفان يتلقون تدريبات على الأسلحة الخفيفة (صفحة الوحدة على فيسبوك)

ويخضع المنضمون إثر ذلك، لتدريبات خاصة إضافية، تركز على الملاحة البرية المتقدمة دون استخدام أنظمة التحديد الإلكتروني العالمية، ثم يلتحق المرشحون لمدة 6 أسابيع بمدرسة مكافحة الإرهاب التابعة للجيش الإسرائيلي في قاعدة "ميتكان آدم"، حيث يتم تدريبهم على القتال الهجومي لتخليص الرهائن، والقيام بالعمليات السرية والمداهمات والتفتيش والخطف.

ويكتسي القتال اليدوي أهمية خاصة في التدريبات، وكذا التدرب على الركض بين الحشود، وتحمل الضرب الحقيقي مع الاستمرار في القتال، وإصابة الأهداف أثناء الركض عبر العوائق.

كما تقدم الوحدة شهرا تدريبيا متقدما في مجال مكافحة الإرهاب، يتم التركيز فيه على تعلم حرب العصابات، ومن ثم يلتحق المجندون بدورة المستعربين لمدة 4 أشهر، لتعزيز قدراتهم على الاندماج بالمجتمعات العربية.

يتلقى المستعربون دروسا في اللغة المحلية والعادات والتقاليد العربية والتعرف إلى طريقة تفكير العرب وتقليد سلوكهم، وتدريبهم على التنكر بارتداء الملابس الاعتيادية في البيئة المحلية، وصبغ الشعر واستخدام العدسات اللاصقة، والتنكر على شكل نساء أو مسنين أو باعة وأطباء وغيرهم.

وتتبع ذلك كله دورات إضافية متخصصة لمدة شهر واحد لكل منها، مثل: القنص والإسعاف والتفجير والقيادة. وكذلك يتم إدراج المجندين في برامج تُدرب على المرونة العقلية، يقوم عليها أطباء نفسيون وخبراء أجانب، تهدف لرفع مستوى القدرات النفسية للجنود قبل القتال، وتأهيلهم للتعامل مع المشكلات الميدانية وإيجاد حلول لها.

ويستخدم عناصر الوحدة غالبا أسلحة صغيرة يسهل إخفاؤها، وأحيانا بنادق قنص عند الحاجة لنيران أقوى، ويتم تدريبهم على استخدام جميع مسدسات "غلوك" ومسدسات "سيج 228" وبنادق "إم 16" وإصدارات المسدسات الرشاشة أوزي، وبنادق ريمنغتون عيار 12، إضافة إلى استخدام السكاكين، لا سيما القابلة للطي.

نشاط استخباراتي وعملياتي

تقع وحدة دوفدفان تحت قيادة فرقة "يهودا والسامرة" (أي الضفة الغربية)، وينفذ أفرادها عمليات عسكرية وأمنية خاصة في المنطقة، يُقدر عددها بالمئات سنويا، وتتضمن جمع المعلومات الاستخباراتية، وتخليص الرهائن الإسرائيليين، وملاحقة المجموعات الفلسطينية المسلحة، والعمل على إحباط عملياتها العسكرية، والقضاء على المقاومة عن طريق تنفيذ حملات اعتقال واختطاف وتصفية المقاومين.

ويقوم عملها على مهام يومية محددة، وتنفيذ عمليات موجهة ضمن مجموعات صغيرة، مما يجعلها قادرة على العمل في أكثر من موقع في البلاد في آن واحد، كما يمكنها العمل بشكل مستقل، فهي قادرة على إنجاز العمليات الاستخباراتية بنفسها، وكذلك القيام بعمليات الدعم والإنقاذ والمهام الطبية والاستخراج والقنص والهدم، ونحوها.

وقد تنامى نشاطها العملياتي مع اندلاع الانتفاضة الأولى نهاية العام 1987، واعتمدها جيش الاحتلال باعتبارها القوة الرئيسية لاغتيال قادة الانتفاضة الميدانيين، حيث كانت تقتحم البيوت وتنفذ عمليات تصفية في الغالب، إضافة إلى الاعتقالات.

وقد تعاظمت أهمية تلك الوحدة في أعقاب اتفاقيات أوسلو عام 1993، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق الضفة الغربية التي وُضعت تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية.

فقد تلقت الوحدة دعما كبيرا لتوسيع نشاطاتها، وذلك لأهمية دورها، وقدرتها على دخول التجمعات السكانية الفلسطينية بشكل سري، والقيام بعمليات استخباراتية وعسكرية، لا سيما تصفية قادة المقاومة.

ومع اندلاع الانتفاضة الثانية في 28 سبتمبر/أيلول 2000، زاد نشاط دوفدفان العسكري، فقادت الحرب ضد العمليات الفدائية، ونفذت حملات اعتقال واسعة وتصفيات لعناصر المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وشاركت كذلك في عملية "الدرع الواقي" التي اجتاح فيها جيش الاحتلال الضفة الغربية في آذار/مارس 2002، وكانت وحدة دوفدفان أول من اقتحم مقر السلطة الفلسطينية في رام الله أو ما يُطلق عليه "المقاطعة".

وفي ذلك العام مُنحت دوفدفان جائزة من قبل رئيس الوزراء تقديرا لدورها الأكثر تأثيرا في الحرب على ما يسميه الاحتلال بالإرهاب.

إعادة تشكيل الوحدة

واجهت الوحدة خلال مسيرتها انتكاسات وتوترات داخلية وعمليات فاشلة، وكان أشدها تعرض عدد من جنودها للقتل بما سُمي بـ"نيران صديقة"، ففي يوليو/تموز 1992، في قرية برطعة، قتل الرقيب أول إيلي إيشا بـ7 رصاصات، أطلقها عليه رفاقه، ظنا منهم أنه عربي.

وفي عام 2000، تكررت الحادثة بوتيرة أشد، حين تبادل أفراد الوحدة نفسها إطلاق النار، إذ أطلقوا النار خطأ على 5 من زملائهم، ونجم عن ذلك مقتل 3 رقباء وإصابة آخر، وذلك أثناء محاولة فاشلة لاغتيال الشهيد محمود أبو هنود، أحد قادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وكان أبو هنود آنذاك المطلوب الأول للاحتلال في الضفة الغربية، ولكنه تمكن من الانسحاب أثناء العملية بعد إصابة في كتفه.

وفي عام 2002، قُتل المقدم إيال فايس، قائد وحدة دوفدفان، حين انهار عليه سقف منزل هدمته الجرافات الإسرائيلية، أثناء عملية نفذتها الوحدة لإلقاء القبض على مطلوبين من عناصر المقاومة.

وبسبب تلك الأحداث ونحوها، والتحديات التي واجهت الوحدة أثناء عملها، تقرر عام 2002 إجراء تغييرات كبيرة فيها وفي تكتيكات عملها، فأعيد تنظيمها، وتم تشكيل وحدات خاصة داخلها لم يتم الإعلان عنها.

وبُنيت قاعدة سرية مستقلة للوحدة، كما تم نقل التدريب الأساسي الذي كان يُجرى في قاعدة "ميتكان آدم" إلى قاعدة المظليين، عقب وفاة جنديين أثناء التدريب.

ومنذ عام 2008، توسع نطاق عمليات وحدة دوفدفان، وبدأت بتنفيذ مهام داخل قطاع غزة، ففي نهاية ذلك العام ومطلع العام الذي تلاه، شاركت الوحدة في عملية "الرصاص المصبوب"، التي شنتها قوات الاحتلال على غزة، وقد كانت تلك المرة الأولى التي تشارك فيها الوحدة في عملية داخل القطاع.

وفي عام 2011، حاول بعض عناصرها الدخول إلى قطاع غزة بسيارة مدنية، متظاهرين بأنهم فلسطينيون، ولكن العناصر الأمنية لكتائب القسام استطاعت كشفهم واشتبكت معهم، مما أدى إلى مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين، بمن فيهم قائد الكتيبة.

وقد شاركت الوحدة لاحقا في عمليتي "عامود السحاب" و"الجرف الصامد" اللتين شنتهما قوات الاحتلال على غزة في العامين 2012 و2014، على التوالي.

عناصر وحدة دوفدوفان يقتحمون بيوت الفلسطينيين ويعتقلون المطلوبين أو يغتالونهم (مواقع التواصل الاجتماعي) تشكيل لواء عوز

قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت في 27 ديسمبر/كانون الأول 2015، تشكيل لواء عوز، المشهور باسم لواء الكوماندوز، تحت قيادة الفرقة 98 في القيادة المركزية، بهدف تشكيل قوة نخبوية ضاربة، تضم 4 وحدات خاصة من النخبة في الجيش الإسرائيلي، وهي: إيغوز وريمون وماجلان ودوفدفان، بغرض إتاحة فرص تعاون أكبر بينها، ودمجها ضمن جميع قطاعات القتال.

وعقب انضمامها للواء، بدأت الوحدة بالتماهي مع الأساليب الديناميكية للعمل الجماعي ضمنه، وتوسيع نطاق أنشطتها العملياتية، لا سيما أثناء التوترات الأمنية التي شهدتها الضفة الغربية في العامين 2015 و2016.

وشاركت الوحدة في مئات العمليات لاعتقال مطلوبين، والعمل على إحباط هجمات المقاومة المسلحة، ومحاولة تفكيك خلاياها.

وكان للوحدة دور كبير في اعتقال شخصيات فلسطينية مطلوبة لدى الاحتلال، وصرحت مصادر إسرائيلية بأن معظم الاعتقالات المهمة خلال تلك الفترة تنسب إلى الوحدة، منها اعتقال قتلة الزوجين هنكين، واعتقال قاتل دفنة مائير، واعتقال قتلة الحاخام ليتمان وابنه.

ومن أبرز عملياتها في تلك الفترة، اعتقال عزام شلالدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أثناء تلقيه العلاج في المستشفى الأهلي بالخليل، وقتل مرافقه عبد الله شلالدة، إذ دخل عناصرها فجرا متنكرين، أحدهم في شكل امرأة حامل، وآخر على كرسي متحرك، مع آخرين بلحى طويلة.

وبعد نحو شهر من ذلك التاريخ تسلل 5 أفراد من دوفدفان إلى فندق الوحدة بمدينة رام الله، واعتقلوا باسم النعسان، الذي كان مصابا جرّاء عملية مسلحة نفذها ضد جنود الاحتلال في مفترق تفوح بمدينة الخليل.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016 منح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق أول غادي آيزنكوت، الوحدة وساما تقديريا لنشاطاتها الأمنية، مشيدا بجهودها خلال الفترة المضطربة التي استمرت نحو عام.

وقد حظيت الوحدة بمئات الجوائز والأوسمة على مدى سنين عملها، وتم إنتاج مسلسل تلفزيوني طويل مستوحى من تاريخها، عنوانه "الفوضى"، عُرض على 4 مواسم في إسرائيل منذ عام 2015، يكشف عن طبيعة عمل عناصر الوحدة، وعرض بعض تفاصيل حياتهم اليومية.

وفي عام 2018، نفذت الوحدة عمليات اعتقال في مخيم الأمعري، بحجة اعتقال خلية إرهابية، وأثناء ذلك، قُتل أحد جنودها، واسمه رونين لوبارسكي، حين أُلقيت عليه بلاطة رخام من فوق سطح.

وفي العام نفسه، قُتل أحد جنودها، أثناء ممارسة عناصر الوحدة لعبة مميتة، مما أدى إلى فرض سلسلة من العقوبات عليها، من ضمنها فصل قائد سرية وقائد فصيل وإلغاء تعيين قائد وحدة.

ومنذ عام 2021، كثفت الوحدة نشاطها لمنع نشوء خلايا فلسطينية مسلحة في الضفة الغربية، وشاركت في عمليات الجيش الإسرائيلي في المنطقة خلال الأعوام اللاحقة، بما فيها عملية "كاسر الأمواج" التي أطلقتها قوات الاحتلال في مارس/آذار 2022، بعد سلسلة من العمليات المنفصلة نفذها فلسطينيون.

وقد حازت الوحدة على ثاني أعلى وسام من قبل رئيس القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي، تكريما لها على مشاركتها الفعالة أثناء تلك العملية التي استمرت شهورا.

وذكرت تقارير إعلامية أن هذه الوحدة هي المسؤولة عن اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في مايو/أيار 2022، حيث أطلق قناص إسرائيلي رصاصة مباشرة على رأسها، أودت بحياتها، بينما كانت تستعد مع مجموعة من الإعلاميين لتغطية مداهمة قوات الاحتلال لمدينة جنين.

العدوان على غزة عام 2023

بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، انتقلت وحدة دوفدفان للعمل في غزة، وبدأ عملها بإخلاء منازل في البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع، وخوض اشتباكات مع عناصر المقاومة.

واستمر عملها في القطاع نحو 3 أشهر، وتركز في منطقة خان يونس، وكانت من بين القوات التي اخترقت خطوط دفاع لواء خان يونس. وبحسب المصادر الإسرائيلية عملت الوحدة على تدمير أنفاق للمقاومة وبناها التحتية في المدينة، بما في ذلك، منشأة مخصصة لإنتاج طائرات بدون طيار ومنصات إطلاق الصواريخ.

وقد تكبدت الوحدة خسائر غير مسبوقة في صفوفها، إذ فقدت 10 مقاتلين، منهم 4 ضباط بمراتب مرموقة، في حين -ووفقا لمصادر إسرائيلية- لم تفقد منذ تأسيسها حتى معركة "طوفان الأقصى" سوى 18 عنصرا.

وعلى الرغم من أهميتها باعتبارها سلاحا فعالا في المعارك في القطاع، سارع جيش الاحتلال الإسرائيلي في منتصف يناير/كانون الثاني 2024، إلى إعادة وحدة "دوفدفان" إلى مركز عملها في الضفة الغربية، على إثر تصاعد التوترات الأمنية فيها، وخشية تفاقم الأوضاع واندلاع انتفاضة مسلحة.

وعاودت الوحدة نشاطها في الضفة الغربية بشراسة، في محاولة منها للحد من العمل المسلح، وشاركت في عملية عسكرية موسعة للاحتلال في فبراير/شباط، في منطقتي طوباس والفرعة، لاعتقال مطلوبين.

وكان أبرز ضحايا الاجتياح أحمد دراغمة مؤسس "كتيبة طوباس" التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، كما استشهد شابان آخران، وأصيب 3 آخرون.

وقد نشر الجيش الإسرائيلي في أبريل/نيسان 2024 تسجيلات لجنود من الوحدة وهي تطلق النار وتدهم البيوت خلال اقتحامات في طولكرم. وفي يونيو/حزيران من السنة نفسها حاصر مقاتلو دوفدفان مبنى للمقاومة في قباطية بجنين، وأعلنت حركة الجهاد أن عضوين في المجلس العسكري، هما: محمد جابر شلبي ومحمد عصري، قتلا في العملية.

وفي أواخر أغسطس/آب 2024، شاركت الوحدة بضراوة في عملية عسكرية واسعة للاحتلال، أطلق عليها اسم "مخيمات صيفية"، وأعاد احتلال شمالي الضفة الغربية، وشمل الهجوم محافظات جنين وطولكرم وطوباس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة عناصر المقاومة قوات الاحتلال الإسرائیلی فی جیش الاحتلال الوحدة فی فی عملیة لا سیما وفی عام

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على مخيمات الفلسطينيين شمال الضفة.. 40 ألف نازح

منذ 100 يوم يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية المحتلة التي انطلقت من مخيم جنين في 21 كانون الثاني/ يناير.

العملية العسكرية التي أطلق عليها الجيش اسم "السور الحديدي" حولت مخيم جنين بمحافظة جنين ومخيمي طولكرم ونور شمس بمحافظة طولكرم إلى مدن أشباح، وأسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيا منذ 21 كانون الثاني/ يناير، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

ودمر الجيش منذ بدء العملية مئات المنازل وأجبر نحو 40 ألف فلسطيني على النزوح من منازلهم، وفق بيانات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".



ووفق "نادي الأسير الفلسطيني" فإن الجيش شن منذ 21 كانون الثاني/ يناير حملة اعتقالات واسعة بالمحافظتين أسفرت في جنين عن اعتقال 600 شخص، وفي طولكرم عن 260، يشمل ذلك من يُعتقل ويُفرج عنه لاحقا.

ويقول خبراء إن العدوان الإسرائيلي تسبب بتغيير جغرافية المخيمات عبر هدم منازل وشق طرقات فيها.

بداية العملية
بدأ العدوان ظهر 21 كانون الثاني/ يناير في مخيم جنين بقصف نفذه الجيش الإسرائيلي بمسيرات قتل خلالها 12 فلسطينيا خلال يومين وأصاب نحو 40 آخرين.

واصل الجيش عمليته التي شملت أحياء وبلدات مجاورة تزامنا مع فرض حصار بمنع دخول المخيم.

وبحسب بيانات وزارة الصحة، أسفرت العملية بمحافظة جنين حتى اليوم الأربعاء عن استشهاد 39 فلسطينيا وإصابة عشرات.

وتشير تقديرات رسمية أن جميع منازل ومنشآت المخيم تعرضت لضرر كامل أو جزئي جراء العدوان الإسرائيلي والتدمير والتجريف المتواصلين.

وقالت بلدية جنين إن 800 وحدة سكنية بالمدينة تعرضت لضرر جزئي، بالإضافة إلى هدم الجيش 15 مبنى في المدينة، وتركزت أغلبية الأضرار في المباني والمساكن على الحي الشرقي وحي الهدف.

في السياق، قال مراقبون إن "إسرائيل" تستنسخ تجربة الإبادة الجماعية التي تمارسها بقطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث شهد مخيم جنين في 21 شباط/ فبراير نسف 21 منزلا، وفق شهود عيان.

عمليات النسف هذه مارسها الجيش في غزة في عملية وصفها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بسياسة "إبادة المدن" لفرض التهجير القسري والدائم على الفلسطينيين ومنع عودتهم إلى أراضيهم ومنازلهم، وفق بيان نشره في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2024.

كما شق جيش الاحتلال الإسرائيلي طرقا واسعة في المخيم قسمته إلى مربعات، في عملية قال خبراء فلسطينيون للأناضول إنها تستنسخ شق محور "نتساريم" الذي فصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.

وصعد الجيش من عملياته العسكرية بمدينة جنين ومخيمها حيث اقتحمهما بدباباته في 23 شباط/ فبراير وذلك لأول مرة منذ عام 2002.

فيما نصب في 23 نيسان/ أبريل الجاري بوابات حديدية على كافة مداخل المخيم المغلقة بسواتر ترابية في خطوة يقول الفلسطينيون إنها تسعى لفصل المخيم عن المدينة.

وبسبب استمرار العملية، تواصل العائلات الفلسطينية نزوحها القسري من المخيم، وتشير تقديرات البلدية أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألفا.

توسيع العملية
وفي 27 كانون الثاني/ يناير وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه إلى محافظة طولكرم حيث قُتل 5 فلسطينيين في حينه، فيما وصل في 9 شباط/ فبراير لمخيم نور شمس شرق المدينة.

وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل حتى الأربعاء عن استشهاد 13 فلسطينيا بينهم طفل وسيدتان، إحداهما حامل، بالإضافة إلى إصابة واعتقال عشرات، وفق بيانات رسمية.

كما تسببت العملية بنزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، إلى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي والحي الشرقي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية، بحسب محافظة طولكرم.

وخلف العدوان خلف دمارا كبيرا في البنى التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والسرقة من قوات الجيش.

وقال نهاد الشاويش، رئيس اللجنة الشعبية بمخيم نور شمس إن الجيش سرق مقتنيات النازحين التي بقيت في منازلهم وعجزوا عن اصطحابها معهم.

وتظهر الأرقام الرسمية أن الجيش الإسرائيلي دمر 396 منزلا بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.

وفي 21 شباط/ فبراير، اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحد المنازل في مخيم طولكرم بعد ساعات من خطوة مماثلة أقدم عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

ونشرت هيئة البث العبرية الرسمية صورة لنتنياهو وعدد من ضباط الجيش الإسرائيلي وهم داخل منزل فلسطيني في مخيم مدينة طولكرم.



مخيما الفارعة وطمون
في 2 شباط/ فبراير، وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه ليصل بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون، فيما انسحب من مخيم الفارعة بعد 10 أيام.

ولأول مرة استخدم الجيش الإسرائيلي مدرعات من نوع "إيتان" في عملياته البرية، حيث رصدت في بلدة طمون قبل أن تستخدم في عدة مواقع في شمال الضفة الغربية لاحقا.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 958 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • 26 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال 48 ساعة
  • عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية
  • قيادي بحركة فتح: الاستيطان الإسرائيلي دمر حل الدولتين بالكامل
  • شهيد وإصابات والاحتلال يقرر هدم 106 منازل بالضفة الغربية
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • الجيش الإسرائيلي يقرر هدم أكثر من 100 منزل بالضفة الغربية
  • حماس تحذر من مخطط الاحتلال لتغيير معالم شمال الضفة الغربية
  • الجيش الإسرائيلي يهدم منزلي عائلتين في قرية قبيا شمال الضفة الغربية المحتلة
  • عضو كنيست إسرائيلي يوجه إنذاراً لنتنياهو: مطلوب طوق أمني واسع في الضفة الغربية فوراً
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على مخيمات الفلسطينيين شمال الضفة.. 40 ألف نازح