صحيفة صدى:
2024-09-15@11:12:16 GMT

تزوجوا الودود الولود

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

تزوجوا الودود الولود

إن الله عزوجل لما خلق آدم عليه السلام كان وحيداً ثم خلق حواء زوجة له لكي تؤنسه وتقضي حاجاته ويتناسلوا ، وهذا بلا شك من سنن الله الكونية فالعنصر البشري هو المكون الأساسي للمجتمعات ولا يمكن للأمم أن تتقدم إلا بهذا العنصر ولا يمكنها الحفاظ على جنسها وقيمها الحضارية إلا بالتكاثر من خلال تكوين الأسرة .

وانطلاقاً من هذه الحقيقة حثت الشريعة الإسلامية على الزواج وحددت للفرد الصفات التي يجب أن تكون عليها الزوجة الصالحة والتي من أهمها أن تكون ودودة ولطيفة في قولها ومعاملتها ومعاشرتها وبشاشتها، فهذه الصفات مدعاة لديمومة العلاقة ولإنجاب الأولاد الصالحين المفيدين لأمتهم ، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ) .

إن الزواج فطرة إنسانية وركيزة أساسية لإيجاد الفرد الصالح والذي يكون النواة الأولى لإنشاء الأسرة ومن ثم المجتمع الكبير ولا يمكن لأي مجتمع أن يقوم بجنس واحد دون الآخر، والإنسان بطبعه مدني لا يمكن أن يستغني عن شريكة حياته مهما كانت الطبائع، فلا مفر لأحدهما عن الآخر؛ بل كل منهما يكمل الآخر ولهذا يجب أن تفهم عقولنا هذه الحقيقة، كما يجب أن نتفهم الطبيعة البشرية التي جعلها الله في خلقه وضرورة التكيف معها حتى لا يختل التوازن الكوني فيحدث الاختلاف والتفرقة التي تؤدي إلى تشتت الأسرة، فتطغى اللغة الفردانية والشخصية النرجسية والتي من الصعب أن تستمر بها الأسرة في ثبات ووئام.

إن دورة الحياة لا يمكن أن تستمر وتسير بتوازن من غير وئام وتوافق وتكاثر للعنصر البشري، ومن هنا يجب أن ندرك أنه لا يمكن للمرأة أن تعيش بدون الرجل وكذا الرجل لا يمكنه أن يستغني عنها مهما بلغا من الجاه والمال والعزة بالنفس، كما يجب أن يعملا على حل خلافاتهما بصورة حضارية وتحويل كل الظواهر السلبية إلى طاقات إيجابية حتى تستقيم الحياة، كما يجب عليهما التفكير في تنمية الأوطان وعمارة الأرض ،ولهذا يجب أن يكون الزواج هدفاً للجنسين ومن أولوياتهما في الحياة باعتبار أن الزواج مصدر من مصادر السعادة في الأرض وعنوان للاستقرار والرحمة والسكن والمودة والتعايش والتكامل ، كما تعد مرحلة الزواج مرحلة مهمة في حياة الإنسان فهو ينتقل من مرحلة الاعتماد على الوالدين والأسرة إلى مرحلة الاستقلالية، فيعتمد على نفسه وبالتالي يستطيع أن يخطط لحياته وأسرته الصغيرة ومن ثم الإحساس بالاستقرار النفسي والعقلي فتنفجر طاقته الإبداعية فيفيد أسرته ومجتمعه .

إن ميثاق الزواج هو من أوثق العقود ولذلك سماه القرآن الكريم ميثاقاً غليظاً، يقول تعالى في سورة النساء الآية ٢١(وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) وذلك لعظمته ومدى أهميته وهو عهد أخذ على الزوج والزوجة في حق الصحبة والمعاشرة بالمعروف، ومن مقتضيات الميثاق الغليظ حسن المعاشرة بين الزوجين، والصدق، والتضحية، والبذل، والوفاء والحب، والتفاهم ، ولين الجانب ،والابتسامة ، وحسن الظن ، ولنا في نبي الهدى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وزوجاته قدوة في تعامله ولطفه ، كما لنا في آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا قدوة في التعامل ونراهم كيف يراعي بعضهم بعضاً إذا بلغ الكبر أحدهما واحتاج من يخدمه فتكون في المقدمة تلك الزوجة الحنون ، وكذلك تجد الزوجة ذلك الرجل الذي يفديها بنفسه وماله وكل عزيز لديه ، فنسأل الله أن يغفر لآبائنا وأمهاتنا كما ربيانا صغاراً، وأن يجعلهم في جنات النعيم ،

كما نسأل الله أن يحفظ شبابنا وبناتنا وأن يكتب لهم التوفيق وأن ييسر لهم الزواج ويكتب لهم الوفاق ليكاثر بهم نبينا صلى الله عليه وسلم الأمم يوم القيامة.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: لا یمکن یجب أن

إقرأ أيضاً:

ماذا يمكن أن نفعل في شهر المولد النبوي تقربًا لله؟

وضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق عدة أمور يمكن أن نقوم بها خلال شهر ربيع الأول، كونه ربيع الأنور، شهر ميلاد سيد الخلق أجميعًا محمد صلى الله عليه وسلم الصادق الوعد الأمين.

المولد النبوي الشريف.. تعلم المُروءة من رسول الله علي جمعة يوضح طريقة الأدب مع الله عند الدعاء ما الذي يمكن أن نفعله في هذا الشهر الأنور الكريم

 

قال جُمعة أن رسول الله ﷺ يقول: (أنا وكافل اليتيم في الجنةِ هكذا)، وأشارَ بالسبابة والوُسطى وفَرَّجَ بينهما شيئًا من شدة قرب كافل اليتيم به ﷺ ، فمن استطاع منكم أن يكفل يتيمًا فليفعل، فإن لم يستطع يقول رسول الله ﷺ : (من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات) سواء أكان ذلك اليتيم من قرابته أم من غيره من الأجانب، لا يبتغي إلا وجه الله ولكن يفعل هذا الفعل من الرحمة، لا لأن يقال إنه رحيم، ولا لأجل أن يأخذ جائزة من أحد، ولا مدحًا من مخلوق، بل هو يفعل ذلك لله رب العالمين (كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات) انظر إلى واسع فضل الله كل ذلك من الإيمان برب قد خلق وكلف وأمر ونهى نعود يوم القيامة إليه - سبحانه وتعالى - للحساب نرجو ثوابه ونخاف عقابه. 

 

واضاف جُمعة يقول النبي ﷺ : (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائمِ الليلَ، الصائمِ النهار) ، فلئن حيل بيننا وبين الجهاد في سبيل الله؛ حتى يرى الله منا مواطن الصدق، ولتحرير القدس الشريف، إلا أن الساعي على الأرملة والمسكين، والذي يفرِّج عنهم كرب الدنيا كالساعي في سبيل الله؛ وفي رواية أخرى متفق عليها يقول الراوي بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : أحسبه قال: (كالقائم لا يفتر والصائم لا يفطر) أي أن الذي يسعى على الأرملة والمسكين فكأنما يقوم الليل ولا يمل ولا ينتهي، وكأنه يصوم النهار من غير انقطاع أبدًا؛ فأي ثواب لهذا ؟! هو ثوابك للأرملة والمسكين.

وانتهى جُمعة موصيًا بفعل الخير في هذا الشهر؛ فإن هذا الشهر يذكرك ببدء الرسالة.وكما نحتفل به سرورًا وحبورًا بالحلواء وغيرها، فإنه ينبغي علينا أن نحتفل به في أنفسنا، وأن نغير أحوالنا إلى الصالح الأصلح.

مقالات مشابهة

  • سيدة تلاحق زوجها بدعوى طلاق بعد عام من زواجهما.. اعرف التفاصيل
  • ‏الخارجية الروسية: أمريكا وبريطانيا تدفعان إلى تصعيد بأوكرانيا لا يمكن السيطرة عليه
  • أمين عام الناتو: يمكن إجراء حوار مع روسيا في مرحلة معينة لإنهاء الحرب
  • تعديلات قانون الأحوال الشخصية تثير جدلاً واسعاً ونواب يرجحون التصويت عليه
  • ماذا يمكن أن نفعل في شهر المولد النبوي تقربًا لله؟
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • بدء استقبال طلبات التسجيل لـ«نمو الأسرة الإماراتية» في أبوظبي
  • فضائل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • رغم الهجوم والتهكم.. ما زلت مناصرًا
  • البحوث الإسلامية يختتم مرحلة الاختبارات الشفوية بالمسابقة العامة للابتعاث لدول العالم