عودة وتيرة جبهة الجنوب إلى ما قبل الردّ
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
تعود الجبهة الجنوبية، يوماً بعد آخر، إلى الوتيرة العالية التي كانت عليها قبل الردّ، سواء على مستوى عمليات "حزب الله" وإطلاق الصواريخ، أو على مستوى توسّع اعتداءات الجيش الاسرائيلي . وفي ظلّ تفاقم الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو للمضي في صفقة تبادل ووقف إطلاق في غزة، عقب مقتل 6 أسرى إسرائيليين، والتظاهرات التي ملأت شوارع تل أبيب والمدن الرئيسية في اسرائيل ، مساء أول من أمس، وأمس، والإضراب الشامل الذي شلّ الكيان منذ صباح أمس حتى ظهره، خرج نتنياهو مساءً في مؤتمر صحافي ليؤكّد مواقفه السابقة، ويتحدّى معارضيه.
وفي لبنان، شدّد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، على «ضرورة التوصّل إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة»، مجدداً «تمسّك لبنان بالقرار 1701، وضرورة تطبيقه بالكامل، وانسحاب إسرائيل من باقي الأراضي اللبنانية المحتلة، وحلّ النزاعات العالقة بالوسائل الدبلوماسية». وأتى موقف بو حبيب خلال لقائه سفيرة اليونان في لبنان ديسبينا كوكولوبولو، تمهيداً للقاء مرتقب مع نظيره اليوناني، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الجاري.
وكتبت" الاخبار": في ساحة بلدة شقراء، اصطف السبت الماضي طابور من أكثر من ستين شاحنة سارت خلف دورية للجيش اللبناني، في ظل تحليق لطائرات العدو الحربية ومسيّراته التجسسية، باتجاه بلدة ميس الجبل لإخراج بضائع تجّار البلدة الحدودية ونقلها إلى مناطق أكثر أمناً. العملية التي نظمها الجيش اللبناني بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، وفقاً لبرنامج معدّ مسبقاً بالأسماء والمواقيت، جاءت بعد مساع حثيثة لبلدية ميس المشهورة بعمل أبنائها في تجارة الأدوات المنزلية. وهي ستستمر طوال الأسبوع الجاري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت عشرات المؤسّسات والمحال على طول الحدود الجنوبية.
تجربة ميس الجبل شجعت بلديات أخرى على طلب تنظيم عمليات مماثلة. في القطاع الأوسط، يوازي سوق عيتا الشعب (قضاء بنت جبيل) أهمية سوق ميس الجبل (قضاء مرجعيون). على طول الخط العام من رميش حتى مثلث القوزح، تنتشر عشرات المحال والمؤسسات على الجانبين. وقال نائب رئيس بلدية عيتا الشعب حسن طحيني لـ«الأخبار» إنه يجري التنسيق لتأمين عملية آمنة لإخراج البضائع بمواكبة الجيش اللبناني لإنقاذها من الغارات اليومية على البلدة. وأضاف: «لا أحد يمكنه التكهّن متى ستنتهي الحرب. وحتى ذلك الحين، علينا أن ننقذ أرزاقنا ونعتاش منها حيث يمكننا في الأماكن البديلة إلى حين العودة كما فعلنا عند تحرير الجنوب عام 2000 وعقب عدوان تموز 2006». فيما أشار عضو المجلس البلدي في بلدة حولا زياد غنوي إلى أن العشرات من أصحاب المنازل والمحال يستغلون مناسبات تشييع الشهداء لإخراج بضائعه، لافتاً إلى عشرات المحال البديلة التي افتتحها أبناء حولا في الأماكن التي نزحوا إليها لتأمين معيشتهم بدل انتظار المساعدات.
وقال رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير إن مساعي البلدية لمساعدة التجار رافقتها مساع مماثلة لمساعدة المزارعين، لكنها لم تثمر، مشيراً إلى أن 150 عائلة في البلدة تعتاش من تربية النحل، إلى جانب عشر مزارع للدجاج و40 مزرعة أبقار وعشرات مزارعي التبغ والزيتون والخضر والقمح والحبوب. وأوضح أن اليونيفيل عجزت عن تقديم ضمانات للسماح لمزارعي التبغ بغرس شتولهم ولمزارعي الزيتون بتحضير حقولهم للموسم المقبل ولمزارعي القمح بدرس بيادرهم. ولفت إلى أنه لا يزال ينتظر منح الضمانات لفريق متخصّص يحضر إلى البلدة لأخذ عيّنات من مياه المنازل والآبار الارتوازية والينابيع الجوفية لفحص احتمال تلوثها جراء سقوط 750 قذيفة فوسفورية على ميس ومحيطها وتعرّض البلدة لـ 125 غارة جوية.
ويقول شقير إن عدد أبناء البلدة يُقدر بنحو 30 ألف نسمة، يقيم منهم حوالي 8000 نسمة شتاء و15000 نسمة صيفاً. ويضيف: «أبناء البلدة الذين هُجّروا مراراً بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، أصرّوا دائماً على العودة وفتح المؤسسات التجارية على الحدود، حتى ذاع صيتهم في كل أنحاء الوطن. وتوجد في البلدة مصانع ومعامل ومصالح متنوّعة. في الحرب الحالية دمّر العدو العديد من الوحدات السكنية والمحالّ التجارية، وتُقدّر الخسائر المالية بملايين الدولارات، لكن ذلك لن يعيق عودة الأهالي والتجار الى البلدة بعد انتهاء الحرب». ولفت إلى أن ما أخرجه التجار من بضائع أخيراً هو لتيسير أمورهم من أجل الصمود»، فيما يؤكد المختار حمدان أن «المصانع والمعامل لا تزال في البلدة بانتظار العودة القريبة والبدء بإعادة تشغيلها».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: میس الجبل إلى أن
إقرأ أيضاً:
لبنان: العدو الصهيوني يواصل اعتداءاته في الجنوب
متابعات ـ يمانيون
يواصل جيش العدو الصهيوني اعتداءاته على بلدات جنوب لبنان لليوم الرابع على انتهاء المهلة المحددة لانسحابه وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الأربعاء، إن 36 مواطنا أصيبوا في اعتداءات الاحتلال على جنوب البلاد، يوم أمس.
وصباح اليوم الأربعاء، أصيب مواطنين اثنين جراء إلقاء مسيرة للاحتلال قنابل صوتية على تجمع للمواطنين بوادي السلوقي قرب استراحة أكاسيا.
ويواصل الاحتلال، منذ صباح اليوم، هدم البيوت والمباني والأراضي واقتلاع الأشجار في بلدة ميس الجبل.
وبحسب مصادر محلية، قامت جرافة للاحتلال بعملية تجريف عند المدخل الغربي لبلدة ميس الجبل متخطية مقر “اليونيفيل”.
كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن جيش الاحتلال يقوم بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة في كفر كلا ومحيط تلة حمامص، جنوبي لبنان، تزامنًا مع تقدم آليات عسكرية في اتجاه طريق الطيبة- القنطرة قرب مقهى الشلال، وإطلاق النار لترهيب المواطنين.
وأشارت الوكالة اللبنانية إلى أن قوات الاحتلال نفذت عملية نسف جديدة في بلدة كفر كلا، كما ألقت مسيّرة “إسرائيلية” قنابل على بلدة بني حيان.
والليلة الماضية، أصيب 24 مواطنا في غارتين للاحتلال على النبطية الفوقا وبلدة زوطر جنوب لبنان، وفق ما أفادت به وزارة الصحة اللبنانية.
وفجر الأحد الماضي، انتهت المهلة المحددة لانسحاب قوات الاحتلال المتوغلة في جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، لكن جيش الاحتلال يواصل خروقاته في انتهاك واضح للقانون الدولي.