DW عربية:
2025-03-04@14:03:11 GMT

انقلاب النيجر: معضلة سياسية وهواجس أمنية واقتصادية تقلق الجزائر

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

أعلن الجنرال عبد الرحمن تشياني تنصيبه رئيسا "للمجلس الوطني من أجل حماية النيجر"

 عقب الإنذار الذي أصدرته المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) ضد المجلس العسكري، الذي قاد الانقلاب في النيجر، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (السبت 5 أغسطس / آب) إن بلاده ترفض أي تدخل عسكري في النيجر.

مختارات عشية قمة إيكواس.

. الانقلابيون يتهمون فرنسا بزعزعة استقرار النيجر تحليل: طوق أزمات حول الدول المغاربية يشتدّ بانقلاب النيجر هل تستطيع إيكواس التدخل عسكريا ضد قادة انقلاب النيجر؟ جحيم الصحراء.. دور أفريقيا في عمليات ترحيل المهاجرين

وقال تبون في مقابلة مع وسائل إعلام محلية "نحن مستعدون لمد يد المساعدة للنيجر، والجزائر لن تستعمل القوة مع جيرانها. الجزائر ترفض التدخل في أي حرب، وترفض أن يُراق أي دم لدول شقيقة أو صديقة".

وقبل ساعات من انتهاء مهلة الإنذار الذي أصدرته إيكواس، شدد تبون على أن أزمة النيجر تُمثل "تهديداً مباشراً للجزائر" وأن "أي تدخل سيشعل منطقة الساحل".

وكانت الحكومة الجزائرية قد أدانت الانقلاب في النيجر، إذ نُقل عن مصادر حكومية قولها إنه يتعين "وضع حد فوري للهجوم غير المقبول على النظام الدستوري إذ لا يزال محمد بازوم الرئيس الشرعي للنيجر".

يتزامن هذا مع عقد رؤساء إيكواس قمة (اليوم الخميس 10 أغسطس/ آب) من أجل الاتفاق على خطة عمل تجاه النيجر؛ عقب رفض قادة الانقلاب الخروج من السلطة وسط توقعات باتخاذ خطوات قد تشمل التدخل العسكري لإعادة النظام الديمقراطي في النيجر.

وعشية القمة اتهم المجلس العسكري في النيجر فرنسا بخرق المجال الجوي المغلق وإطلاق سراح "إرهابيين"، الأمر الذي سارع مصدر حكومي فرنسي بنفيه لوكالة الأنباء الفرنسية.

وشكلت السلطات العسكرية المنبثقة عن الانقلاب في النيجر حكومة تتألف من 21 عضوا بقيادة علي الأمين، رئيس الوزراء الذي سبق أن عينه الانقلابيون، فيما تولى الجنرال محمد تومبا من المجلس العسكري الذي استولى على السلطة منصب وزير الداخلية والأمن العام وإدارة الأقاليم.

الجزائر أمام معضلة

وفيما يتعلق بالجزائر، ترى هاجر علي، الخبيرة في العلوم السياسية بالمعهد الألماني للدراسات العالمية والمناطقية (GIGA) ومقره هامبورغ، أن الجزائر تواجه "معضلة وهو ما أنعكس على موقفها تجاه تهديد إيكواس بشن تدخل عسكري محتمل في النيجر بعد الانقلاب".

وفي مقابلة مع DW، قالت إن الرئيس الجزائري يمضي قدما في السياسة الخارجية التقليدية للبلاد التي ترتكز على عدم الانحياز التقليدي، مضيفة: "سوف يمكّنه هذا من البقاء على مسافة واحدة من كل من روسيا والولايات المتحدة رغم أن الغزو الروسي لأوكرانيا جعل من الصعب على الجزائر الحفاظ على هذا المسار".

لاقت زيارة الرئيس الجزائري تبون إلى روسيا في يونيو / تموز الماضي ترحيبا كبيرا (13/6/2023)

وعزت هاجر علي ذلك إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا "غيرت الدور الجزائري إذ أضحت مصدرا هاما للطاقة للدول الغربية، حيث تعد دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب الولايات المتحدة وكندا شركاء التبادل التجاري الرئيسيين للجزائر."

ووفقا لبيانات جمعية التجارة الخارجية الألمانية، فقد حققت شركة "سوناطراك" الجزائرية للطاقة المملوكة للدولة عائدات تصدير غير مسبوقة بلغت حوالي 60 مليار دولار خلال العام الماضي.

وأضافت هاجر علي أن "الإصرار على تطبيق مبدأ عدم الانحياز في ظل الظروف الراهنة كما تفعل بلدان إيكواس الأخرى يعد أمرا صعبا"، مشيرة إلى أن إعطاء الضوء الأخضر للتدخل العسكري في النيجر من شأنه أن يسبب توترا في العلاقات مع روسيا رغم أن قادة الانقلاب في النيجر لم يؤكدوا بعد مسار العلاقات مع موسكو.

بيد أن هذا لا ينفي أن وسائل إعلام روسية تشير إلى تقارب بين قادة الانقلاب والكرملين.

وأشارت هاجر علي، التي قامت بأبحاث عن النظم الاستبدادية وآثار الانقلابات العسكرية، إلى أن الجزائر "لا تستطيع تحمل تبعات أي توتر في العلاقات مع روسيا بسبب علاقاتهما القوية إذ تعد موسكو مصدر أكثر من ثلثي الأسلحة الجزائرية، فضلا عن كون الجيش الروسي يقدم تدريبات رئيسية للجيش الجزائري."

وقالت إنه رغم ذلك، فإن أي "قرار ضد التدخل العسكري من قبل إيكواس يحمل في طياته مخاطر توتر العلاقات بين الجزائر والغرب". وتابعت: "يتمثل المسار الأكثر أمانًا للجزائر بما يحافظ على مصالحها في الوقت الحالي، في إدانة المجلس العسكري مع وضع حد للمشاركة في أي عملية عسكرية كبيرة".

أفادت منظمات حقوقية بزيادة كبيرة في ترحيلات المهاجرين من الجزائر إلى النيجر

تزايد القلق في منطقة الساحل

ويرى مراقبون أن العلاقات بين الجزائر والبلدان الغربية تشهد تعقيدا على وقع ما يفسره البعض من أن الموقف الجزائري يتهاون مع الحكومات الداعمة للانقلاب في النيجر.

الجدير بالذكر أن مالي وبوركينا فاسو وهما بلدان مجاوران للنيجر قد أعلنا دعمهما لمنظمي القمة، فيما أعلنت حكومة غينيا بيساو استعدادها لدعمهم أيضا.

وتدير شؤون الدول الثلاثة حكومات عسكرية منذ عام 2021، ما يعني أن مسار الديمقراطية في منطقة الساحل بات معرضا للخطر.

وتراقب دول أوروبية وخاصة ألمانيا، التي دعمت النيجر في السابق باعتبارها واحدة من الدول الديمقراطية القليلة في منطقة الساحل، المسار الذي سوف تسلكه الجزائر حيال الأزمة في النيجر.

الهاجس الأمني

يعتقد مراقبون أن الموقف الجزائري المنتظر حيال الأزمة في النيجر لن يتوقف على إصرارها على سياسة عدم الانحياز والوضع السياسي في منطقة الساحل، بل سوف يأخذ في الحساب الهاجس الأمني.

وتراقب الحكومة الجزائرية بقلق حالة انعدام الأمن وعدم الاستقرار التي انزلقت إليه دول الجوار ولا سيما ليبيا ومالي، وهو ما أشارت إليه مجلة "جون أفريك" بقولها: "الجيش وأجهزة الأمن الجزائرية يواجهان بالفعل ضغوطا إضافية مصدرها شبكات التهريب والجماعات الجهادية."

وهذا الأسبوع، شدد رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول السعيد شنقريحة، على أن الجيش الجزائري "سيبقى دائما على استعداد لمواجهة أي خطر قد يمس بأمن وسلامة الجزائر، مهما كان نوعه وحجمه".

ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية (الثلاثاء 8 أغسطس/ آب) عن شنقريحة قوله: "إن تعزيز قدراتنا الدفاعية الوطنية وعصرنة وتطوير مختلف مكونات قواتنا المسلحة، يبقى شغلنا الشاغل، ويشكّل أحد الركائز الأساسية، التي نبني عليها في الجيش الوطني الشعبي (..) استراتيجيتنا بعيدة النظر، التي تأخذ في الحسبان جميع التعقيدات والسياقات والظروف الأمنية التي يعرفها العالم وتحيط بمنطقتنا الإقليمية، بما في ذلك التهديدات المزمنة والمتعددة الأشكال التي استفحلت خلال السنوات الماضية، على غرار انتشار الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والتهريب والاتجار بالمخدرات".

يروانيوم النيجر بعد الانقلاب وتأثيره على أوروبا وروسيا

الجدير بالذكر أن الجزائر تواجه أيضا تدفقا في عمليات الهجرة غير القانونية إذ ذكرت شبكة "ألارم فون" أو "هاتف الإنذار" أن الجزائر أعادت أكثر من 11 ألف شخص إلى النيجر في الفترة ما بين يناير / كانون الثاني وأبريل / نيسان الماضي فيما تتم عمليات الترحيل بموجب اتفاقية تعاون أمني تم توقيعها في أكتوبر / كانون الأول عام 2021.

وتنص الاتفاقية على اتخاذ إجراءات مشتركة ضد الحركات الجهادية والجريمة المنظمة العابرة للحدود.

وفي تعليقها، قالت هاجر علي: "إذا حدث أي تدخل في النيجر، فمن شأن ذلك أن يفاقم الوضع الأمني المتدهور في منطقة الساحل، لذا فإن أي تدخل ستكون عواقبه غير محسوبة".

القلق الاقتصادي

البعد الاقتصادي، يدخل أيضا في اعتبارات الجزائر بشأن وضع الأزمة في النيجر، إذ يمكن أن يؤدي أي تدخل إقليمي إلى التأثير على إنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي عبر الصحراء بين نيجيريا والنيجر والجزائر ، يهدف إلى تعزيز صادرات الغاز إلى أوروبا عبر منطقة الساحل.

وسوف تؤدي الخط عند اكتماله إلى نقل ما يصل إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، فيما تصل تكلفته إلى 13 مليار دولار.

وقالت مجلة "جون أفريك" إن "أي تدهور للوضع الأمني سيكون له عواقب غير متوقعة على إنشاء الخط".

وعلى الرغم من مساعيها إلى دعم أسعار المواد الغذائية المرتفعة بفضل عائدات الغاز؛ تواجه الحكومة الجزائرية ضغوطا اقتصادية، ولذلك فإنها تعلق الكثير من الآمال على الانتهاء من إنشاء هذا الخط.

وفي هذا السياق، قالت هاجر علي إن تبون يحاول تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد، لكن "التدخل في النيجر قد يعيق تحقيق هذا الهدف. وهذا ليس بالضرورة أفضل سيناريو سياسي قد يواجه تبون؛ خاصة مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية عام 2024".

كيرستن كنيب/ م. ع

 

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: النيجر الرئيس محمد بازوم الانقلاب العسكري في النيجر التهديد بالتدخل العسكري في النيجر الانقلابات في منطقة الساحل أخبار النيجر الجزائر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون النيجر الرئيس محمد بازوم الانقلاب العسكري في النيجر التهديد بالتدخل العسكري في النيجر الانقلابات في منطقة الساحل أخبار النيجر الجزائر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الانقلاب فی النیجر فی منطقة الساحل المجلس العسکری أن الجزائر أی تدخل

إقرأ أيضاً:

هل انقلب رئيس غينيا بيساو على منظمة إيكواس؟

قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إن بعثتها في غينيا بيساو قد غادرت البلاد يوم السبت الأول من مارس/آذار الجاري بعد تهديد الرئيس عمر سيسكو إمبالو بطردها.

وكانت إيكواس قد أعلنت أنها أرسلت بعثة إلى غينيا بيساو بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لإيجاد حل يجمع بين المعارضة والحكومة بعد تصاعد الخلافات بشأن توقيت الانتخابات الرئاسية المرتقبة.

وفي الأسابيع الماضية ارتفعت حدة التوتر السياسي في غينيا بيساو بعدما أعلن الرئيس إمبالو أن الانتخابات ستنظم في 30 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أي بعد 10 أشهر من انتهاء ولايته.

وتقول المعارضة إن هذا القرار مخالف للدستور الذي ينص على أن ولاية الرئيس مدتها 5 سنوات، وقد استلم إمبالو السلطة في يوم 27 فبراير/شباط 2020 وعليه أن يغادر في نفس التاريخ من الشهر الماضي.

وبعد تصاعد الخلاف، حكمت المحكمة العليا في البلاد بتنظيم الانتخابات في يوم 4 سبتمبر/أيلول المقبل، لكن الرئيس يقول إنه يتمسك بقانون الانتخابات الذي ينص على أنه " تنظم الانتخابات التشريعية أو الرئاسية في الفترة الواقعة بين 23 أكتوبر/تشرين الأول و25 نوفمبر/تشرين الثاني".

(الجزيرة) تهديد الحلفاء

وتزامنت مغادرة بعثة إيكواس مع رجوع الرئيس إمبالو من زيارة قام بها إلى موسكو يوم الثلاثاء الماضي، حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين وتباحث معه الأوضاع في البلاد والمنطقة بشكل عام، حسب ما أعلنت الصحافة الرسمية للدولة.

إعلان

وفي الوقت الذي أشاد فيه إمبالو بالعلاقات الجيدة التي تربط بلاده مع موسكو، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن الشركات الروسية تظهر اهتماما متزايدا بالعمل في سوق غينيا بيساو.

وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا شريكا أساسيا في العملية السياسية في غينيا بيساو، وهي أول من اعترف بنتائج الانتخابات التي نجح فيها الرئيس إمبالو سنة 2020، حيث كان خصومه يرفضون فوزه والقبول به رئيسا منتخبا.

وقد تدخلت إيكواس لاستعادة الأمن والنظام في غينيا بيساو 3 مرات، كان آخرها عام 2022 حيث قامت بنشر قوة لبسط الاستقرار بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة على نظام عمر سيسكو.

وسبق للرئيس إمبالو أن تولى رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في الفترة الممتدة بين يوليو/تموز 2022 إلى غاية منتصف 2023.

تأجيل الانتخابات

وخلال ولايته الحالية، قام الرئيس إمبالو بحل البرلمان في غينيا بيساو مرتين الأولى في 2021، والأخرى كانت في ديسمبر/كانون الأول 2023، وذلك بعد اشتباكات مسلحة وقعت في العاصمة قيل إنها كانت محاولة للانقلاب على الحكم، واتهم النظام شخصيات من المعارضة السياسية في البرلمان بالوقوف وراءها.

وكان الرئيس إمبالو قد وعد بتنظيم انتخابات تشريعية نهاية عام 2024، لكنه عاد وأعلن تأجيلها بسبب ما قال إنها صعوبات لوجستية ومالية.

ومع انتهاء ولايته، وقرار المحكمة العليا بتاريخ 4 سبتمبر/أيلول كآخر أجل قانوني، قرر أيضا إرجاء الانتخابات حتى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ولا يزال موقف إمبالو المتعلق بترشحه للانتخابات يلفه الغموض، فقد قال سابقا إنه لن يترشح لمأمورية ثانية بناء على نصيحة من زوجته، لكنه في تصريحات أخرى أكد أنه في خدمة شعبه وإذا طُلب منه شيء فقد لا يمانع.

ومنذ استقلالها عن البرتغال عام 1974 عرفت غينيا بيساو توترات سياسية كثيرة تسببت في 4 انتخابات ناجحة و11 انقلابا فاشلا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • السفير الفرنسي السابق بالجزائر يتهم رئيس البرلمان الجزائري بتهريب العملة لشراء شققة فاخرة بباريس
  • تحقيق فرنسي يكشف انتشار المخابرات الجزائرية في فرنسا لإقناع أعضاء “حكومة القبايل” بالتخلي عن الإستقلال والعودة للجزائر
  • روتايو “الحاقد” يوجّه تهديدات للجوية الجزائرية
  • هل انقلب رئيس غينيا بيساو على منظمة إيكواس؟
  • وكالة الأنباء الجزائرية: روتايو يجعل من حقده على الجزائر عنوانا لحساباته السياسية
  • سلاح المقاومة وإدارة غزة.. معضلة أمام قمة القاهرة
  • قرب حدود الجزائر.. مقتل 11 جندياً من النيجر في هجوم إرهابي
  • إيطاليا تعزز قواتها في النيجر بـ 300 جندي.. ماذا تخطط روما؟
  • النيجر تودّع أبطالها.. تفاصيل هجوم للقاعدة أسفر عن مصرع 11 جنديًا قرب حدود الجزائر
  • إجراءات وتدابير أمنية لتأمين المصلين خلال صلاة التراويح بجامع الجزائر