كتب- محمد شاكر:
أيام قليلة تفصلنا عن انتهاء الإجازة المدرسية، وهو الوقت الذي تستغله الأسر المصرية في الاستمتاع بهذه الأيام قبل بدء الدراسة.

وفيما يلي نستعرض أحد أهم الأماكن الأثرية، المفتوحة أمام الجمهور بشكل مجاني، ويمكن من خلال زيارتها قضاء وقت ممتع عبر استعادة جزء من تاريخ مصر، وهو معبد بن عزرا، وفيما يلي نقدم أبرز المعلومات حول تاريخه.

.

كنيس بن عزرا هو أحد المعابد اليهودية المصرية، ويقع في منطقة الفسطاط (حي مصر القديمة)، ويعد واحد من أكبرها وأهمها، وخصوصا مع تولي الحكومة المصرية له بالرعاية وترميمه، وتحويله لأثر ومزار سياحي، نظرا لاحتواء مكتبته على نفائس الكتب والدوريات اليهودية التي تؤرخ لوجود طائفة اليهود في مصر.

وأعاد افتتاحه بعد الانتهاء من أعمال ترميمه، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، ورافقه أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار السابق، واللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية السابق، واللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة السابق، منذ عام في يوم ١ سبتمبر ٢٠٢٣.

المعبد في الأساس كان كنيسة تسمى «كنيسة الشماعين» وقد باعتها الكنيسة الأرثوذكسية للطائفة اليهودية، عندما مرت بضائقة مالية نتيجة لزيادة الضرائب التي فرضت عليها وقتها، وسمي المعبد بهذا الاسم نسبة إلى «عزرا الكاتب» أحد أجلاء أحبار اليهود، ويسمى أحيانا بمعبد الفلسطينيين، أو معبد الشوام.

يروي اليهود أن هذه البقعة هي مكان كان سيدنا موسى عليه السلام، قد استخدمها للصلاة بعد أن أصاب البلاد الطاعون وفقا للقصة المعروفة. وتروي قصص أخرى أن النبي إيليا (إلياهو) كان قد تجلى للمصلين هناك أكثر من مرة، وأن المعبد يحوي رفات النبي إرميا، فضلا عن قصة مخطوطة التناخ القديمة العروفة الآن بـمجلد حلب (Aleppo Codex) التي كتبها الماسورتي موشي بن آشير، ابنه أهارون بن آشير من طائفة اليهود القرائين وقام بتنقيطها لكي تنطق صحيحًا بدون تحريف ونقلت بطريقة ما إلى طائفة اليهود بحلب الشام، ويقال أن هذه النسخة هي التي تم بها ضبط وتنقيح نسخ التناخ الحالية.

وقد استخدمت المعبد على مر التاريخ غالبية طوائف اليهود في مصر، فاستخدمه اليهود العراقيين، وهم اليهود القرائين واليهود الشاميين، والأشكناز، والسفرديم، وانتهى به الحال كمعبد لليهود الربانيين بعد انتقال طائفة اليهود القرائين إلى قاهرة المعز في العصر الفاطمي وهم الذين يتحدثون العربية كلغتهم الأصلية.

المعبد مكون من طابقين شأن عدد كبير من المعابد والمحافل اليهودية، الأول يستخدم للمصلين من الرجال والثاني لصلاة السيدات، والمعبد يستقبل القدس، ويحوي صفين من الأعمدة الرخامية ذات التيجان البديعة، وينقسم إلى ثلاثة أقسام، أكبرهم هو الأوسط الذي تعلوه (شخشيخة) أو فتحة الإنارة والتهوية وفي وسطه منصة الوعظ وحولها مقاعد المصلين، والهيكل في الجانب الشرقي، ويحوي تابوت العهد ولفائف التوراة.

ولا زال هناك إقبال كبير على زيارة المعبد من مختلف سياح العالم، على اختلاف دياناتهم واتجاهاتهم، لما له من قيمة جمالية، وتاريخية.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: حادث طابا هيكلة الثانوية العامة سعر الدولار إيران وإسرائيل الطقس أسعار الذهب زيادة البنزين والسولار التصالح في مخالفات البناء معبر رفح تنسيق الثانوية العامة 2024 سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان معبد بن عزرا لأسر المصرية طائفة الیهود

إقرأ أيضاً:

لأول مرة نقوش ملونة بسطح معبد إدفو -تفاصيل وصور

كتب- أحمد السعداوي:

نجحتِ البعثةُ الأثريةُ المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة فورتسبورج الألمانية، في الكشف عن الألوان الأصلية لمعبد إدفو وعدد من النقوش التي تظهر لأول مرة، وذلك أثناء أعمال مشروع ترميم سطح المعبد المكرس لعبادة الإله حورس، والذي بدأ عام 2021 بتمويل من مؤسسة جيردا هينكل الألمانية.

وأشاد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، بالدور الذي يقوم به المرممون؛ خصوصًا المصريين، في الحفاظ على تراث مصر الحضاري، وما يبذلونه من جهد رائع ومحاولتهم الدؤوبة للكشف عن كل النقوش الموجودة بالمعابد المصرية واستعادة الألوان الأصلية التي كانت تزينها منذ آلاف السنين، واصفاً إياه بالجهد الرائع، موجهًا بضرورة الإسراع في إتمام الأعمال؛ استعداداً للموسم السياحي الشتوي واستقبال الزائرين المصريين والسائحين من كل دول العالم.

وأوضح د.محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن مشروع ترميم المعبد يأتي في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار في الحفاظ على تراث مصر الحضاري والثقافي والذي هو إرث للإنسانية جمعاء، ويهدف المشروع إلى تنظيف جدران المعبد وإعادة نشر النصوص والمناظر الخاصة بها وتوثيقها توثيقًا رقميًّا في إصدارات جديدة تحمل ترجمات ودراسات أكثر دقة من الإصدارات السابقة التي نشرت خلال القرن الماضي، كما يتضمن المشروع أيضًا ترميم وتنظيف المقاصير والجدران الداخلية للمعبد، فضلاً عن تثبيت الألوان، وإزالة السناج، وعمل دراسات مفصلة للنصوص والمناظر الموجودة بجدران قدس الأقداس والغرف المجاورة لها.

وأشار الأمين العام إلى أنه خلال ترميم سقف وجدران قدس الأقداس بالمعبد تم الكشف عن بقايا مناظر ملونة وكتابات للكهنة مدونة بالخط الديموطيقي، بالإضافة إلى آثار ألوان ذهبية كانت تُستخدم لتذهيب النقوش البارزة من مجوهرات وشارات ملكية وكذلك أجساد الآلهة.

وأثنى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على الجهود المبذولة في المشروع؛ من أجل إظهار النقوش والألوان، والتي ستعمل بشكل كبير إلى عودة المعبد لما كان عليه عند بنائه، الأمر الذي من شأنه الحفاظ على المعبد ونقوشه، والمساهمة في تحسين التجربة السياحية لزائري المعبد.

وقال د.أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إن النصوص الموجودة بالمعبد تشير إلى أن بعض المباني به كانت مغطاة بطبقات من رقائق معدنية سميكة مصنوعة من النحاس (المُذهّب) والتي لم يتبقَّ منها إلا مجموعات من الثقوب في الجدران، الأمر الذي أدى إلى ندرة توثيقها في السجلات الأثرية، لافتًا إلى أن فريق العمل المصري- الألماني نجح في الكشف عن هذا النوع من التذهيب في أماكن عديدة في الأجزاء العلوية من جدران مقصورة القارب المقدس بالمعبد.

وأشار أحمد عبد النبي، المشرف على المشروع، إلى أن فريق العمل قام بإزالة الاتساخات العالقة بالأسطح وفضلات الطيور والأتربة والسناج وكذلك تكلسات الأملاح؛ مما أسفر عن ظهور بقايا الألوان الأصلية التي كانت تغطي النقوش البارزة بأكملها، موضحاً أنه جاري حاليا فحص وتحليل الألوان المستخدمة وترميمها، لعودة المناظر إلى صورتها الأصلية عند تشييد المعبد.

وقال الدكتور مارتن أ. شتادلر، رئيس المشروع ورئيس قسم المصريات بجامعة يوليوس ماكسميليان بفورتسبورج، إن جودة الألوان بالمعبد تعكس مدى تقدم الفن المصري، لافتًا إلى العثور على نص ديموطيقي مرسوم بالحبر كان مختفيًا تمامًا تحت العوالق، يتحدث عن دخول الكهنة إلى قدس الأقداس وهو نقش فريد؛ حيث إنه من المعروف أن الكتابات الشخصية تظهر دائمًا في المحيط الخارجي للمعبد أو على المداخل وليس في المقصورة الرئيسية أو قدس الأقداس، حيث يوجد القارب المقدس وتمثال الإله، مؤكداً أن هذه النصوص المُكتشفة، ستسهم في تشكيل رؤى جديدة حول الممارسات الدينية للكهنة في هذا الوقت.

وقالت فكتوريا ألتمان فيندلنج مديرة المشروع والباحثة بجامعة يوليوس ماكسميليان بفورتسبورج، إن الكشف عن الألوان الأصلية للنقوش أسهم بشكل كبير في معرفة مزيد من تفاصيل المناظر والكتابات الهيروغليفية التي لم تظهر في النقوش البارزة، بالإضافة إلى إضفاء طابع فريد على قدس الأقداس؛ خصوصًا عند دخول أشعة الشمس له.

ويعد معبد "حورس بحدتي" في إدفو أحد أفضل المعابد المحفوظة في مصر؛ فهو يضم مجموعة من النقوش والرسومات التي تسجل معلومات مهمة عن اللغة المصرية القديمة والأساطير المصرية القديمة والعقائد الدينية وممارسات العبادة، وهو ثاني أكبر معابد مصر القديمة حجماً.

وشُرعّ في بناء المعبد في عهد الملك بطليموس الثالث إيرجيتيس، واكتمل في عهد الملك بطليموس الثاني عشر.

ويعد المبنى نصبًا فريدًا من نوعه للدين والعمارة القديمة، بالإضافة إلى الألوان الزاهية البرَّاقة ذات السحر الخاص.

مقالات مشابهة

  • مشروع ترميم معبد إدفو يكشف عن نقوش ملونة لأول مرة بسطح المعبد
  • لأول مرة نقوش ملونة بسطح معبد إدفو -تفاصيل وصور
  • اتفرج ببلاش.. طريقة مشاهدة مباراة الأهلي وجورماهيا بدوري أبطال إفريقيا
  • 10 علامات من السماء: المعجزات التي شهدها العالم يوم ميلاد النبي
  • “الأم والأقارب قـتـلـوهـا” مفاجأة صادمة في القضية التي شغلت تركيا .. صورة
  • «لو عايز تشتري شقة».. تفاصيل برامج التمويل العقاري من 5 بنوك
  • ترامب يُنذر اليهود الأميركيين: إذا لم أفز بالرئاسة ستنتهي إسرائيل
  • لجان المقاومة: الفيديو الذي نشرته الجماعات اليهودية يهدف للسيطرة على المسجد الأقصى
  • أول الصور التي توضح تصميم هاتف Galaxy S25 المرتقب
  • رئيس الشاباك السابق: لو كنت فلسطينيا لحاربت ضد الذي ينهب أرضي