موقع النيلين:
2025-04-17@17:36:42 GMT

السيد فيصل محمد صالح والقفز فوق الحقائق

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

السيد فيصل محمد صالح والقفز فوق الحقائق:
قبل أيام نشرت مقلالا بعنون “نعم، لا للحرب ولكن” قلت فيه نعم للسلام الذي يحافظ علي سيادة الدولة السودانية ويمنع وجود الميليشيات. واليوم كتب السيد فيصل محمد صالح مقالا بعنون “للا للحرب… من دون لكن”.
مقال السيد فيصل في أول تعليق وتحته مقالي.

أعتقد أن مقال السيد فيصل لا يرد علي القضايا الحقيقية التي أثارها مقالي مثل أن السلام ممكن بان نستسلم للجنجويد ومموليهم الخارجيين.

كما أن قول السيد فيصل يناقض حقائق أساسية في الصراع السوداني حين يقول:

“السؤال الذي يهم هنا أيضاً هو: لماذا افترض هؤلاء أن من يدعون لوقف الحرب فوراً يدعمون استمرار «الدعم السريع» كقوة موازية للجيش…؟ استبطان هذا الاعتقاد من دون وجود أدلة عليه يجعله مجرد عذر لتغطية الرغبة في استمرار الحرب مع استخدام التورية. الثابت حتى الآن أن القوى المدنية التي تتبنى هذا الشعار، سواء داخل كتلة «تقدم» أو خارجها، تجهر برأي موحد ينادي بجيش قومي موحد وتصفية كل القوات والميليشيات، بمن فيها «الدعم السريع»”
مقال السيد فيصل يطرح قضيتين أساسيتين. القضية الأولي هي إذا كان من يدعون لوقف الحرب فورا (ونحن منهم) يرفضون وجود الميليشيا فلماذا لا يقولون بصوت عال لا للحرب ولا لوجود الدعم السريع حتي يكون السيد فيصل صادقا. والحقيقة أن هناك جهات تقول لا للحرب ولا تركز علي ضرورة حل الميليشيا بل أن خطها السياسي يغسل سمعة الميليشيا ويخدمها سياسيا منذ إعلان أديس بل قبله ولا داعي لاجترار شواهد وقوفها في صف المليليشيا الذي يبدو أنه لا يؤرق قلم السيد فيصل.

القضية الثانية هي أن مقال السيد فيصل يقفز فوق حقائق إرهاصات ما قبل الحرب. أن أحد أهم أسباب هذه الحرب أو القشة التي قصمت ظهر البعير هي رفض الدعم السريع للدمج في مفاوضات الإطاري إذ قال بالدمج في 22 عاما وهذا كلام من يرفض الدمج .

وقالت قحت حينها بالدمج في 10 إلي 12 عاما وهذا أيضا لا يختلف عن رفض الدمج إذ أن عقدا من الزمان أو ربعه كان سيكون كافيا لحصول الدعم السريع علي مدفعية ثقيلة وسلاح طيران وربما أدوات حرب بحرية يوفرها ذهبه وممولوه الأثرياء في الخارج تساعده علي الاستيلاء علي السلطة بعد رشوة من يرتشي أو إرهاب من يرفض جنجوة الدولة السودانية.
إذن ان زعم السيد فيصل بان “القوي المدنية” التي ترفع شعار لا للحرب ضد وجود الدعم السريع لا تسنده الحقائق إذ هو مجرد شعار وكلام مجاني خانته دعوة قحت للدمج في عشرة أعوام أكثر من كافية لتواصل النمو السرطاني للجنجويد ليلتهم ما تبقي من الدولة السودانية. كما أن الشعار أيضا يخونه اصطفاف قوي مدنية في صف الجنجويد الذي يستمر حتي يومنا هذا. ود. علاء نقد ليس حالة شاذة فهو يتطابق مع الموقف غير المعلن لجماعته. ولا ننسي أن أصوات مهمة من حزب الأمة أيضا تشير إلي تحيز جهة مدنية إلي صف الجنجويد.
ولا شك أن السيد فيصل يعرف كل هذه الحقائق واكثر ولكنه يسقطها من ذاكرة تحليله عمدا لاسباب يعلمها هو.

أما جنوح السيد فيصل إلي إتهام المخالفين بانهم دعاة حرب فهو تطفيف لا يستحق الرد في هذه العجالة ولكن من الممكن العودة إليه إن لزم.
نتمني ألا يقفز السيد فيصل فوق الحقائق مرة أخري.
معتصم اقرع معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع لا للحرب

إقرأ أيضاً:

في الذكرى الثانية للحرب .. هل ينتعش اقتصاد السودان؟

بحلول اليوم تدخل الحرب في السودان بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع عامها الثالث، الميلادي، وسط وضع اقتصادي بالغ التعقيد تبدو أثاره ظاهرة للعيان من خلال تدهور الوضع المعيشي الذي تشهده البلاد.

وأدت الحرب التي استمرت لأربع وعشرون شهرًا إلى تدهور مريع في القطاعات الانتاجية بالبلاد التي دمرت المليشيا أصولها وتعمدت إتلافها.

وبحسب المؤشرات الاقتصادية فإن الخسائر الاقتصادية للبلاد قدرت بنحو 200 مليار دولار منذ اندلاع الحرب، بالإضافة إلى أن الحرب تسببت في نزوح عدد كبير من السودانيين داخل البلاد وهجرة بعضهم إلى خارج البلاد وأكثرهم إلى البلدان المجاورة، حتى وصل عددهم إلى 8.1 مليون شخص نزحوا من منازلهم في السودان بحسب إحصائيات غير رسمية.

وشهدت المعدلات الاقتصادية للبلاد خلال العامين الماضيين تدهورًا مريعًا، حيث توقع وزير المالية السوداني د.جبريل إبراهيم أن يصل الانكماش في الاقتصاد السوداني إلى حوالي 28% في عام 2024 وقفز معدل التضخم من 83.6% في يناير 2023 إلى 146.6% في ديسمبر 2023، واستقر عند 142.34% في مارس 2025 فيما بلغ سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار 2500 جنيه مقارنة ب 560 جنيه عند إندلاع الحرب.

وفقدت المؤسسات الحكومية عددًا كبيرًا من أصولها ومواردها على الرغم من المحاولات الجادة لتسيير دولاب العمل والخدمة المدنية من العاصمة الإدارية بورتسودان شرقي البلاد.

وبالرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدها الاقتصاد إلا أن معظم المؤسسات بدأت في إعادة ترتيب أولوياتها لإنقاذ الاقتصاد من براثن الإنهيار.

إتلاف أصول المؤسسات

وقال المدير العام للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، مستشار أحمد هارون، إن مليشيا الدعم السريع أتلفت أصول الهيئة المتمثلة في مركز رصد الزلازل والمعامل الخاصة بالهيئة وخربت مقرها الذي يعود لتاريخ قديم، إلى جانب حرق برج الهيئة الجديد.

وأكد في حديثه لــ “المحقق” على سرقة عدد عشر حفارات تبلغ قيمة الواحدة منها مليون ونصف المليون دولار من الورشة المركزية بالخركوم بحري بالإضافة سرقة الآليات الثقيلة التي تسلمتها الهيئة قبل الحرب بشهرين، مبينًا أن الهيئة بدأت في شراء بعض الأصول من مواردها الذاتية واستئناف عمليات البحث والاستكشاف في كل ربوع السودان.

وما حدث للهيئة العامة للأبحاث الجيلوجية، حدث لمصفاة الخرطوم للذهب ولمطابع العملة وللمتحف القومي، ولعدد كبير من المؤسسات العامة والخاصة.

وعن تأثير الحرب على القطاع الصناعي أقرت وزارة الصناعة بتأثير الحرب على القطاع مما أدى إلى نتائج كارثية على المنظومة الهيكلية للقطاعات الصناعية في البلاد.

وكشفت دراسة صادرة عن وزارة الصناعة إطلع عليها موقع “المحقق” الإخباري عن تدهور كبير للبناء الصناعي في الولايات المتأثرة بالحرب، لاسيما ولايتي الجزيرة والخرطوم حيث تعرضت المنشآت الصناعية فِيهما إلى دمار جزئي أو كلي للعديد من المنشآت الصناعية.

وكشفت الدراسة أيضًا، عن تمكنها من حصر المنشآت الصناعية في الولايات الآمنة في مجال الصناعات الغذائية، حيث وصل عدد معاصر الزيوت إلى 143 معصرة تغطي 69% من الاستهلاك المحلي و13 مطحن دقيق يغطى 77% من الإستهلاك.

زيادة إنتاج الذهب

وبالمقابل، قال المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، محمد طاهر عمر، إنهم تمكنوا من تسيير دولاب العمل خلال عامي الحرب والعمل على زيادة إنتاج الذهب والإيرادات.

وأضاف عمر لــموقع “المحقق” الإخباري: “استطعنا أن نقفز بإنتاج الذهب خلال العام الثاني من الحرب إلى معدلات تصل إلى 64 طن”.

وتابع: “قمنا بتخفيض نصيب الدولة في شركة المخالفات من 28 % الى 20 % لتشجيع الشركات على الإنتاج في العام الحالي”.

وكشف عمر عن أن عدد الشركات العاملة في مجال التعدين وصل إلى 152 شركة من بينها أربعة شركات أجنبية منتجة.

وأوضح أن الشركة فقدت كثير من متحركاتها وتعمل بـ 30% فقط من قوتها العاملة.

أزمة اقتصادية خانقة

من جهته، يؤكد الخبير الاقتصادي د. وليد دليل، أن السودان يواجه أزمة اقتصادية خانقة فرضتها المتغيرات الإقليمية والعالمية، والحرب، فضلًا عن العيوب الهيكلية في اقتصاده المحلي.

وأكد دليل أن تفاقم الأزمة بشكل حاد مع انهيار قيمة العملة المحلية أمام الدولار، مما أدى لارتفاع غير مسبوق في معدلات التضخم وتدني مستويات المعيشة وتعثر النشاط الاقتصادي.

وقال دليل لــ( المحقق): إن مواجهة هذه التحديات تتطلب تضافر الجهود على المستويين الحكومي والشعبي، بالإضافة إلى دعم المجتمع الدولي.

وشدد الخبير الاقتصادي، على أهمية تبني سياسات اقتصادية تصحيحية جريئة تستهدف استعادة الاستقرار الكلي والتوازنات الداخلية والخارجية للاقتصاد، وذلك من خلال برنامج إصلاحي شامل بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية بجانب وضع سياسات وبرامج حماية اجتماعية فعالة للحد من تداعيات هذه الإصلاحات على الطبقات الأكثر فقرًا وهشاشة، حتى لا تتحمل الفئات الأضعف أعباء تصحيح مسار الاقتصاد بمفردها.

تآكل قدرات البلاد

وبدوره، يرى المحلل الاقتصادي، د. هيثم محمد فتحي أن الحرب أدت إلى تآكل قدرات البلاد الاقتصادية، ولم يقف تأثيرها على تدمير القطاعات الاقتصادية، وإنما طال البنى التحتية ومساكن المواطنين، والتأثير سلبًا على مقومات التنمية الاقتصادية ومعيشة الافراد وتفكك النسيج الاجتماعي.

وطالب فتحي في حديثه مع ( المحقق): بضرورة العمل على مختلف المسارات المتوازية للإنعاش والتعافي الاقتصادي ومحاولة استعادة منظومة الخدمات الأساسية، و حشد الجهود التمويلية من المصادر الخارجية لإعادة إعمار ما خلفته الحرب سواء في جانب مساكن المواطنين، أو مختلف القطاعات وأبرزها (الكهرباء، الماء، الطرق والجسور والكباري وغيرها) و التعليم والصحة والبنى التحتية والخدمات المتضررة.

المحقق – نازك شمام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مجموعة السبع تدعو إلى وقف فوري للحرب في السودان
  • في الذكرى الثانية للحرب .. هل ينتعش اقتصاد السودان؟
  • شهادات حية يرويها المتضررون.. كارثة إنسانية فى السودان بعد عامين على الحرب.. ميليشيات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية ضد مجتمع المساليت فى دارفور
  • قوات الدعم السريع تعلن قيام حكومة موازية في السودان مع دخول الحرب عامها الثالث  
  • حمدوك يطالب باجتماع لمجلس الأمن بحضور البرهان وحميدتي والجيش يستهل العام الثاني للحرب بإعلان تقدم جديد في أم درمان
  • الجيش السوداني: نفذنا ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع
  • والي الخرطوم يتحدث عن نسبة تواجد قوات الدعم السريع في العاصمة
  • في الذكرى الثانية للحرب.. قائد في الجيش السوداني يكشف عن أول مدينة قهرت الدعم السريع
  • المغرب.. مطالب بالتحقيق في كلفة دعم استيراد المواشي
  • البعثة الأممية لتقصي الحقائق في السودان تدين استهداف مخيمات نازحين