السيد فيصل محمد صالح والقفز فوق الحقائق
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
السيد فيصل محمد صالح والقفز فوق الحقائق:
قبل أيام نشرت مقلالا بعنون “نعم، لا للحرب ولكن” قلت فيه نعم للسلام الذي يحافظ علي سيادة الدولة السودانية ويمنع وجود الميليشيات. واليوم كتب السيد فيصل محمد صالح مقالا بعنون “للا للحرب… من دون لكن”.
مقال السيد فيصل في أول تعليق وتحته مقالي.
أعتقد أن مقال السيد فيصل لا يرد علي القضايا الحقيقية التي أثارها مقالي مثل أن السلام ممكن بان نستسلم للجنجويد ومموليهم الخارجيين.
“السؤال الذي يهم هنا أيضاً هو: لماذا افترض هؤلاء أن من يدعون لوقف الحرب فوراً يدعمون استمرار «الدعم السريع» كقوة موازية للجيش…؟ استبطان هذا الاعتقاد من دون وجود أدلة عليه يجعله مجرد عذر لتغطية الرغبة في استمرار الحرب مع استخدام التورية. الثابت حتى الآن أن القوى المدنية التي تتبنى هذا الشعار، سواء داخل كتلة «تقدم» أو خارجها، تجهر برأي موحد ينادي بجيش قومي موحد وتصفية كل القوات والميليشيات، بمن فيها «الدعم السريع»”
مقال السيد فيصل يطرح قضيتين أساسيتين. القضية الأولي هي إذا كان من يدعون لوقف الحرب فورا (ونحن منهم) يرفضون وجود الميليشيا فلماذا لا يقولون بصوت عال لا للحرب ولا لوجود الدعم السريع حتي يكون السيد فيصل صادقا. والحقيقة أن هناك جهات تقول لا للحرب ولا تركز علي ضرورة حل الميليشيا بل أن خطها السياسي يغسل سمعة الميليشيا ويخدمها سياسيا منذ إعلان أديس بل قبله ولا داعي لاجترار شواهد وقوفها في صف المليليشيا الذي يبدو أنه لا يؤرق قلم السيد فيصل.
القضية الثانية هي أن مقال السيد فيصل يقفز فوق حقائق إرهاصات ما قبل الحرب. أن أحد أهم أسباب هذه الحرب أو القشة التي قصمت ظهر البعير هي رفض الدعم السريع للدمج في مفاوضات الإطاري إذ قال بالدمج في 22 عاما وهذا كلام من يرفض الدمج .
وقالت قحت حينها بالدمج في 10 إلي 12 عاما وهذا أيضا لا يختلف عن رفض الدمج إذ أن عقدا من الزمان أو ربعه كان سيكون كافيا لحصول الدعم السريع علي مدفعية ثقيلة وسلاح طيران وربما أدوات حرب بحرية يوفرها ذهبه وممولوه الأثرياء في الخارج تساعده علي الاستيلاء علي السلطة بعد رشوة من يرتشي أو إرهاب من يرفض جنجوة الدولة السودانية.
إذن ان زعم السيد فيصل بان “القوي المدنية” التي ترفع شعار لا للحرب ضد وجود الدعم السريع لا تسنده الحقائق إذ هو مجرد شعار وكلام مجاني خانته دعوة قحت للدمج في عشرة أعوام أكثر من كافية لتواصل النمو السرطاني للجنجويد ليلتهم ما تبقي من الدولة السودانية. كما أن الشعار أيضا يخونه اصطفاف قوي مدنية في صف الجنجويد الذي يستمر حتي يومنا هذا. ود. علاء نقد ليس حالة شاذة فهو يتطابق مع الموقف غير المعلن لجماعته. ولا ننسي أن أصوات مهمة من حزب الأمة أيضا تشير إلي تحيز جهة مدنية إلي صف الجنجويد.
ولا شك أن السيد فيصل يعرف كل هذه الحقائق واكثر ولكنه يسقطها من ذاكرة تحليله عمدا لاسباب يعلمها هو.
أما جنوح السيد فيصل إلي إتهام المخالفين بانهم دعاة حرب فهو تطفيف لا يستحق الرد في هذه العجالة ولكن من الممكن العودة إليه إن لزم.
نتمني ألا يقفز السيد فيصل فوق الحقائق مرة أخري.
معتصم اقرع معتصم اقرع
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع لا للحرب
إقرأ أيضاً:
أطباء بلا حدود: قوات الدعم السريع هاجمت مستشفى بالعاصمة السودانية
قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، مساء الجمعة، إن قوات الدعم السريع استهدفت مستشفى "بشائر" جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، بإطلاق جنودها الرصاص داخل المستشفى، الأربعاء الماضي.
وأوضحت المنظمة الدولية، في بيان: "أطلق المهاجمون النار داخل قسم الطوارئ، وهددوا الطاقم الطبي بشكل مباشر، وعطلوا الرعاية المنقذة للحياة بشكل خطير".
وأضافت: "ندين بشدة التوغل العنيف لقوات الدعم السريع في غرفة الطوارئ بمستشفى بشائر التعليمي في جنوب الخرطوم، الأربعاء".
ودعت المنظمة، قوات الدعم السريع، إلى "احترام حياد المرافق الطبية وسلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية".
وفي البيان، قال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان صامويل ديفيد ثيودور: "دخل العديد من جنود قوات الدعم السريع غرف الطوارئ وبدأ بعضهم في إطلاق النار على العاملين الطبيين، وهددوا المرضى وموظفي أطباء بلا حدود ووزارة الصحة".
وأضاف ثيودور: "ولحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى".
وشدد على أن "الهجمات ضد المرافق الطبية والعاملين الصحيين غير مقبولة".
وأكد ثيودور، أنه "يجب أن تظل المستشفيات أماكن آمنة وخالية من العنف والترهيب، ولا يجوز تهديد حياة الموظفين أثناء تقديم الرعاية".
وأشار البيان إلى أن مستشفى بشائر التعليمي، يعد "أحد آخر المرافق الصحية العاملة في جنوب الخرطوم وسط الصراع المستمر، حيث حافظ موظفو أطباء بلا حدود بلا كلل على الأنشطة المنقذة للحياة في ظل ظروف صعبة للغاية".
ولم يصدر تعليق من قوات الدعم السريع حتى الساعة (21:50 ت.غ).
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.