ما يقال في سجود الشكر وسجود السهو
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: "ماذا يقول الإنسان في سجود الشكر لله تعالى وفي سجود السهو؟".
لترد دار الإفتاء، أن إذا سجد الإنسان شكرًا لله تعالى استحب له أن يقول ما يقوله في سجود التلاوة فيقول: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ» رواه أبو داود والترمذي وصححه والنسائي من حديث عائشة رضي الله عنها، زاد الحاكم: ﴿فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾، ويُستحب أن يقول أيضًا: «اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ» رواه الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وصححه الحاكم، كما يُستحب له أن يقول ما يقوله في سجود الصلاة مع الإكثار من حمد الله وشكره.
وأضافت دار الإفتاء أن سجود السهو فيأتي فيه بذكر سجود الصلاة أيضًا، واستحب بعض أهل العلم أن يقال فيه: "سبحان من لا ينام ولا يسهو" إن كان سجوده للسهو بسببٍ غير متعمد، فإن كان متعمدًا فاللائق به الاستغفار.
أنواع سجود السهو وأسبابهيعتبر سجود السهو، سجدتان بينهما جلسة يُقال فيهما ما يُقال في السجود للصلاة، ولكنّ موضعه قد يختلف باختلاف المذهب، ولذلك تعدّدت آراء العلماء في مَحلّ سُجود السَّهو؛ إن كان آخر الصلاة، أم بعدها، وبيان أقوالهم في المسألة.
وجاء ذلك على حسب أنواع المذاهب المختلفة:
مذهب الشافعية ورد عن الإمام الشافعيّ -رحمه الله- أنّ سُجود السَّهو يكون قبل السلام من الصلاة، وبعد التشهُّد مهما اختلف سببه، وتلزم نيّةٌ له، لكلٍّ من الإمام والمنفرد على حدٍّ سواءٍ، أمّا المأموم فلا يحتاج إلى النيّة؛ اكتفاءً بنيّة إمامه، وتجدر الإشارة إلى أنّ محلّ النيّة هو القلب.
مذهب الحنفيّة ورد عنهم أنّ سُجود السَّهو يكون بعد السلام مُطلقاً، واشترطوا النيّة له؛ إذ اعتبروه صلاةً لا بدّ فيها من تحقُّق النيّة، وقياساً على اشتراط النيّة في سجود التلاوة، وسجود الشُّكر.
مذهب المالكيّة قالوا بأنّ سُجود السَّهو يكون قبل السلام إن كان سببه النقص، ويكون بعد السلام إن كان بسبب الزيادة، أمّا فيما يتعلّق بالنيّة، فلا حاجة لها إن كان سُجود السُّهو قبل السلام؛ إذ تكفي نيّة الصلاة باعتباره جزءاً منها، إمّا إن كان بعد الصلاة فلا بدّ من النيّة؛ لأنّه خرج عن الصلاة.
مذهب الحنابلة قالوا بأنّ سُجود السَّهو يكون قبل السلام من الصلاة مُطلقاً، وفي جميع الحالات باستثناء حالَتين؛ الأولى: نقص ركعةٍ، أو أكثر من الصلاة؛ فإن نقصت عدد الركعات، فإنّ المُصلّي يأتي بالنقص، ثمّ يسجد للسَّهو بعد السلام، والثانية: الشكّ في شيءٍ من أعمال الصلاة؛ فالمُصلّي حينها يبني صلاته على غلبة ظنّه، ويُتمّ الصلاة بناءً عليها، ثمّ يسجد للسَّهو بعد السلام، واشترط الحنابلة التشهُّد بعد سجود السَّهو وقبل السلام منه إن كان بعد الصلاة.
أسباب سجود السهو يجبُر سُجود السَّهو ويسدّ الخلل الذي غفل عنه المُصلّي في صلاته؛ سواءً كانت فرضاً، أم نفلاً، وسببه واحدٌ من ثلاثةٍ، الزيادة في الصلاة، أو النّقص منها، أو الشّك بين الزيادة والنّقص، وبيان كلّ حالةٍ والأحكام المترتبة عليها فيما يأتي: الشكّ في الصلاة شكّ المُصلّي في صلاته يترتّب عليه إصلاح الخطأ، أو الخلل الذي شكّ فيه، وللعلماء في المسألة ثلاثة أقوال، بيانها فيما يأتي:
مذهب المالكيّة والشافعيّة ذهب المالكية والشّافعية إلى أنّ من شكّ في صلاته فلم يعلم إن سجد مرّةً واحدةً، أمّ مرّتين، فإنّه يُتمّ صلاته بناءً على ما تيقّن
لديه، ثمّ يؤدّي ما شكّ فيه، ويسجد للسّهو؛ استدلالاً بما رواه عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا سَها أحدُكُم في صلاتِهِ فلم يَدْرِ واحدةً صلَّى أو اثنتَينِ؟ فليبنِ علَى واحِدةٍ فإن لم يَدرِ ثِنتينِ صلَّى أو ثلاثًا فليبنِ علَى ثنتينِ فإن لم يَدرِ ثلاثًا صلَّى أو أربعًا؟ فليَبنِ علَى ثَلاثٍ، وليَسجُدْ سَجدَتينِ قبلَ أن يسلِّمَ).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سجود السهو سجود الشكر سجود الصلاة الإفتاء دار الإفتاء بعد السلام قبل السلام سجود السهو السلام م سجود الس فی سجود هو یکون النی ة إن کان
إقرأ أيضاً:
صلاة التراويح.. وزير الأوقاف يُعلن إقامة الصلاة بـ20 ركعة بالمساجد الكبرى
صلاة التراويح.. أعلن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أنّ ضمن خطة الوزارة خلال شهر رمضان، إقامة صلاة التراويح بـ 20 ركعة في المساجد الكبرى، ومنها مساجد سيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وغيرها من المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، في حين تقام صلاة التراويح 8 ركعات في باقي المساجد.
ونكشف لكم حكم الشرع الحنيف في صلاة التراويح، وما عدد ركعاتها في شهر رمضان المعظم، وهل تصح صلاتها بثماني ركعات كما هو شائع في المساجد الآن:
أجاب الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق على السؤال، وجاء الرد المنشور على صفحة دار الإفتاء كما يلي: «صلاة التراويح سُنَّةٌ نبويَّةٌ في أصلها، وعُمَريَّةٌ في كيفيتها.
وأضاف المفتي السابق، أن ما عليه جماهير العلماء وعامَّة الفقهاء، والاقتصار فيها على ثماني ركَعَات والإيتار بعدها بثلاثٍ -كما عليه الغالب من عادة الناس- مجزئٌ وموافقٌ لأصل السُّنَّة من قيامه صلى الله عليه وآله وسلم، على ما ذهب إليه جماعة من الفقهاء، ويثاب المصلي على ذلك ثواب كونها من التراويح حتى وإن نقص عن الثمانية، على ما ذهب إليه فقهاء الشافعية.
صلاة التراويح من النوافليقول الدكتور شوقي علام: من المقرر شرعًا أنَّ الإكثار من النوافل سبب لمحبة الله تعالى، فقد روى الإمام البخاري في «صحيحه» عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ربِّ العزة، أنه قال: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ».
ومن هذه النوافل والسنن التي رغَّب سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاتها والمحافظة عليها: صلاةُ التراويح في شهر رمضان المبارك، وهي سنةٌ مؤكدة للرجال والنساء، وقد سنَّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله وفعله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفقٌ عليه.
ويضيف مفتي جمهورية مصر العربية السابق أن، عدد ركعات صلاة التراويح، اتفق جمهور الفقهاء، من الحنفية، والمالكية في المشهور، والشافعية، والحنابلة على أن صلاة التراويح عشرون ركعة مِن غير الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهو معتمد المذاهب الفقهية الأربعة، وهناك قول نُقِل عن المالكية خلاف المشهور أنها ستٌّ وثلاثون ركعة، ونُقل في عمل بعض البلاد أنهم يقومون بإحدى وأربعين ركعة، يوترون منها بخمسٍ.
وصرح الحنابلة بأن المختار عند الإمام أحمد أنها عشرون ركعة، وقال مالك: ستٌّ وثلاثون. وزعم أنه الأمر القديم، وتعلق بفعل أهل المدينة، فإن صالحًا مَولى التَّوأَمةِ قال: أدركت الناس يقومون بإحدى وأربعين ركعة، يوترون منها بخمس].
اختيار الفقهاء لعدد ركعات التراويحوما اختاره الفقهاء من أن الأصل في صلاة التراويح أن تصلى عشرون ركعة، هو الموافق لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصحابته رضي الله عنه، وما جرى عليه فعل الخلف والسلف من بعدهم من غير نكير.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَالْوِتْرَ» أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، والطبراني في «معجميه: الأوسط والكبير» بلفظ: «يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً سِوَى الْوِتْرِ»، وعند حميد في «المنتخب من المسند» بلفظ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً، وَيُوتِرُ بِثَلَاثٍ».
يقول الدكتور شوقي علام أنه بالنسبة للغالب من عمل الناس اليوم من الاقتصار في صلاة التراويح على ثماني ركَعَات، والإيتار بعدها بثلاثٍ، فهو صحيحٌ، لأنه وافق أصل السُّنَّة من قيامه صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك على ما ذهب إليه جماعة من الفقهاء من جهة، ومن جهة أخرى فقد نصَّ الشافعيةُ على أن ذلك يجزئه ويُثاب على ما أتى به منها ثوابَ كونها من التراويح، ولا يؤثر في ذلك قصدُ الاقتصار على ثمانيةٍ ابتداءً.
وأضاف أنه ذكر فقهاء المذاهب الأربعة القول بمشروعية صلاتها ثماني ركعات، والأصل في ذلك عموم ما ورد عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تَسَل عن حُسنِهنّ وطُولِهنّ، ثم يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ فقال: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي» رواه البخاري ومسلم.
ويدلُّ على أصل القول بجواز صلاتها ثمان ركعات: ما أخرجه الإمام مالك في «الموطأ» عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد أنه قال: «أمر عمر بن الخطاب أبيَّ بن كعب وتميم الداري رضي الله عنهم أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، قال وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنَّا نعتمد على العصي، من طول القيام، وما كنَّا ننصرف إلا في بزوغ الفجر».
وخلص الدكتور شوقي علام في النهاية أن صلاة التراويح سُنَّةٌ نبويَّةٌ في أصلها، وعُمَريَّةٌ في كيفيتها وعدد ركعاتها (الثلاث والعشرين بالوتر)، وهو ما عليه جماهير العلماء وعامَّة الفقهاء، وأن الاقتصار فيها على ثماني ركَعَات والإيتار بعدها بثلاثٍ -كما عليه الغالب من عادة الناس- مجزئٌ وموافقٌ لأصل السُّنَّة من قيامه صلى الله عليه وآله وسلم، على ما ذهب إليه جماعة من الفقهاء، ويثاب المصلي على ذلك ثواب كونها من التراويح حتى وإن نقص عن الثمانية، على ما ذهب إليه الشافعية.
أوضح وزير الأوقاف، أنه سيجري تنفيذ برنامج صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- بمشاركة نخبة من القراء، إذ يقرأ الشيخ أحمد أحمد نعينع يوم الجمعة من كل أسبوع، والشيخ عبد الناصر حرك يوم السبت، والشيخ أحمد تميم المراغي يوم الأحد، والشيخ أحمد عوض أبوفيوض يوم الاثنين، والشيخ السيد عبد الكريم الغيطاني يوم الثلاثاء، والشيخ عبد الفتاح الطاروطي يوم الأربعاء، والشيخ طه النعماني يوم الخميس، فيما يؤدي أئمة المسجد صلاة العشاء وركعتي الشفع وركعة الوتر يوميًّا طوال الشهر الكريم.
كما تطلق وزارة الأوقاف -أيضًا- برنامج صلاة التهجد بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- وفق رواية قالون بقصر المنفصل مع صلة ميم الجمع، بمشاركة القراء الشيخ محمود على حسن، والشيخ عبد المطلب البودي، والشيخ محمود عبد الباسط الحسيني.
اقرأ أيضاًقبل بدء الشهر الكريم.. ضوابط صلاة التراويح بالمساجد الكبرى رمضان 2025
ضوابط صلاة التراويح في شهر رمضان 2025
الأوقاف: بث صلاة التراويح من مسجد الحسين بمشاركة كبار الأئمة في رمضان.. فيديو
السعودية تمنع بث ونقل صلاة التراويح عبر التلفزيون وتحظر التصوير بهواتف المحمول