الثورة نت:
2024-09-15@09:17:58 GMT

البردوني.. فيلسوف الشعر والأدب

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

 

 

25عاما مضت على رحيل فيلسوف الشعر والأدب والثقافة، شاعر اليمن الكبير الأستاذ الراحل عبدالله البردوني، كان عملاقا من عمالقة الشعر العربي بإمتياز، وكان منارة للألق والإبداع الشعري الذي كان سمة طاغية على معلقاته وفرائده الشعرية التي تشكل حالة نادرة في فضاء الشعر والأدب، عاش الأستاذ عبدالله البردوني حياة صعبة ومريرة، رغم المكانة التي كان يحتلها في الوسط الثقافي والأدبي محليا وعربيا، ولم ينل الدعم والتشجيع الرسمي من قبل النظام السابق ؛ لأنه لم يسقط في مستنقع النفاق والمديح والتمجيد والتطبيل له، والثناء عليه، وتقديم قرابين الولاء والطاعة له، و لم يسبح بحمد الحاكم ويقدسه كما صنع ويصنع شعراء ( الملوك والأمراء والسلاطين )، ولم ينظم في ( فخامته ) القصائد العصماء، ولم يتغنى بمنجزاته ( العملاقة ) وأعماله ( الخارقة للعادة )، رغم صعوبة ومرارة الظروف التي عاشها، وهو ما أكسبه احترام السواد الأعظم من اليمنيين.


لقد ظل شاعرنا الكبير عبدالله البردوني محترما لقلمه وإسمه ومكانته ولشعره البالستي المجنح العابر للحدود، الذي ينفح من أبياته عبق الحرية والعزة والكرامة والشموخ والإباء والعنفوان، فقد عُرف عنه أنه كان يمثل ضمير الشعب الحي، والمعبر الصادق عن لسان حاله، لم ينافق أو يداهن أو يجامل أو يدلس، كان حزبه الوطن، وكان سلاحه الشعر، وكانت ثروته هي شعره و مؤلفاته التي قام بطباعتها بصورة شخصية عقب حصوله على جائزة العويس في الشعر، والتي سخرها لطباعة أعماله الشعرية والأدبية، والتي حرص على أن تكون قيمتها محدودة جدا، كي تكون سهلة الشراء و الإقتناء من قبل مختلف شرائح المجتمع، والذي كان ينشد لهم الرفعة والسمو والتقدم في شتى مجالات الحياة.
واليوم وبعد 25عاما على رحيل هذه الشخصية الفريدة، أجدها فرصة لأن أضع على طاولة وزير الثقافة والسياحة الأستاذ علي قاسم حسين اليافعي ونائبه الأستاذ عبدالله حسن الوشلي، أهمية وضرورة العمل على ترميم منزل الأستاذ البردوني الذي ولد ونشأ فيه بمسقط رأسه بقرية البردون بمديرية الحدا محافظة ذمار، وكذا ترميم وصيانة منزله بالعاصمة صنعاء بما يليق ومكانة شاعرنا الكبير، كونهما من أبرز الأماكن التي تخطر على بال كل محبيه ومعجبيه من داخل الوطن وخارجه لزيارتها، بالإضافة إلى ضريحه بمقبرة خزيمة والذي طاله الضرر جراء قصف طائرات العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي عليها في سياق عدوانه الهمجي على يمن الإيمان والتاريخ والحضارة والأصالة، والذي يمثل شاعرنا الكبير امتدادا له وعنوانا بارزا من عناوينه، والذي يمثل مصدر فخر واعتزاز لكل اليمنيين.
فمن الطبيعي جدا عقب إستقرار الأوضاع في البلاد، وعودة الرحلات الجوية لمختلف شركات الطيران عبر مطار صنعاء الدولي من مختلف دول العالم، أن تكون اليمن وجهة نشطة للزائرين لها من السياح والأدباء والمفكرين والسياسيين، وخصوصا بعد أن أثبتت اليوم أنها باتت رقما صعبا في المنطقة والعالم، وصار الكثير يمنون أنفسهم بزيارتها، والإطلاع على معالمها وآثارها، والتعرف عن قرب على شعبها الذي أذهل العالم بصموده وثباته ومواقفه، وبطولاته الأسطورية، التي باتت مضربا للمثل، وبدون شك فإن شاعرنا الكبير الراحل عبدالله البردوني سيكون مقصدا لزيارة الكثير من الأدباء والشعراء والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي، وهذا أقل ما يمكن القيام به وفاءً لهذه الشخصية الفريدة، والذي يمثل علامة فارقة في تاريخ الشعر والأدب العربي.
وأتطلع أيضا في سياق الإهتمام الرسمي إلى أن تكون هنالك جائزة رسمية سنوية تحمل إسم شاعر اليمن الكبير الراحل عبدالله البردوني، تمنح للمبدعين في مجال الشعر والأدب، تكريما لهذه الشخصية الوطنية الإستثنائية التي أثرت المكتبة الأدبية والثقافية العربية بالكثير من الأعمال الشعرية والأدبية التي تمثل إضافة نوعية للشعر والأدب العربي، الذي كان شاعرنا الراحل أحد أبرز فرسانه وعمالقته، مع التأكيد على ضرورة مواصلة الجهود الحكومية المشكورة في جانب طباعة الأعمال الشعرية للفقيد الراحل، والعمل على طباعة أعماله الشعرية الكاملة لضمان حفظ هذا الإرث الشعري والأدبي الزاخر بالألق والإبداع والتميز المنقطع النظير.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما هذا العراق الذي لا يثق به أحد

آخر تحديث: 15 شتنبر 2024 - 9:45 صبقلم:فاروق يوسف أما أن رجال الدين في العراق قد تأخروا في إعلان دولتهم الدينية فذلك ذكاء منهم. بعد 2003 لم يشهد العراق صراعا بين دعاة الدولة المدنية ودعاة الدولة الدينية. كانت الدولة المدنية يتيمة. لقد حسمت الولايات المتحدة الأمر حين سلمت السلطة لنوري المالكي وهو المعروف بتطرفه الديني الطائفي. كان المالكي يعرف بسبب حنكته الحزبية التآمرية أنه سيدير مطحنة تقع بين عدوين. الولايات المتحدة وإيران. ذلك ما كان. حرب أهلية قُتل فيها الآلاف من الأبرياء وحرب هُزمت فيها القوات العراقية قبل أن تجرّب أسلحتها في القتال. لقد خسر العراق الكثير من ثرواته مقابل أن يقيم المالكي دولته التي لا تزال مستمرة حتى اليوم. كل القوانين الاستثنائية التي سنها المالكي من أجل خدمة مصالح فئات موالية له لا تزال سارية المفعول. حين حاول مصطفى الكاظمي إعادة النظر في جزء بسيط من تلك القوانين قصفت الميليشيات بيته. في مشهد مضحك خرج المالكي ببندقيته محاطا بحرّاسه حين اقتحم أنصار التيار الصدري المنطقة الخضراء. لقد انحصر الصراع بين القوى الدينية. أسوأ ما في الأمر أن مفكرين يساريين صاروا يقيمون مقارنة بين الصدر والمالكي. ذلك عراق خرافي. أما علماء الاجتماع الجدد فقد كانوا أشبه بكتّاب تقارير، اعتقدوا أنها ستفيد الأميركان في مشروعهم. هل كانوا غافلين عن المشروع الأميركي؟ لا أعتقد أنهم كانوا سذجا إلى الدرجة التي تخيلوا فيها أن العراق سيصبح يابانا أخرى. في السنوات الأخيرة صمتوا واختفوا لأن مهمتهم انتهت. لقد وصل المشروع الأميركي إلى غايته. أن يكون العراق ولاية إيرانية. ليست الجغرافيا الطبيعية مهمة. الأهم هي جغرافية القرار السياسي. عراق اليوم يفكر بطريقة إيرانية. وهو إذا ما شنت إيران الحرب عليه فإنه سيقف معها. تلك معادلة غرائبية لا يقبل بها عاقل. ولكنّ بلدا ينفق على زواره الحسينيين ثلاثة مليارات دولار لا يصلح العقل مقياسا فيه. وإلا فما معنى أن يتفقد الرئيس الإيراني المنتخب مؤخرا المحافظات الرئيسة في العراق ليطمئن على أحوال المواطنين فيها؟ إنهم بطريقة مواربة مواطنوه أيضا.تلك وجهة نظر مقبولة في ظل تراجع الوعي الوطني لدى الكثير من العراقيين منذ أن صارت الوطنية العراقية تهمة يُحاسب عليها الفرد. الإعلام “الحر” في العراق لم يستنكر جولة مبعوث المرشد الأعلى الذي وُضعت صوره في الطرق. ما هذا العراق الذي يتطلع حكامه إلى أن يقوموا بدور الوسيط بين إيران والدول العربية؟ في حالة من هذا النوع لا يمكن لأحد أن يثق به. حين يتم ذكر الأحزاب الشيعية الحاكمة في العراق تُوصف دائما بالموالية لإيران. تلك صفة تعريفية لا أذكر أن الجهات الرسمية في الدولة العراقية قد أنكرتها واستنكرتها يوما ما. فالعبارة تعبّر عن الواقع الذي صنعته تلك الأحزاب وصارت تفخر به.ما من خطأ إذاً في أن يكون حكام العراق عملاء تابعين لإيران. هم في ذلك يشبهون حسن نصرالله زعيم حزب الله في لبنان. ولكن هناك فرق كبير ما بين زعيم ميليشيا تنفق إيران عليه وعلى جنوده أموالا طائلة وبين حكام دولة ذات سيادة، ثراؤها يمكن أن يبني بترف أربعة بلدان بحجم العراق من غير الحاجة إلى إيران التي لا تملك خبرة إلا في الفوضى. ولكن الأمور لا تُقاس بتلك الطريقة. لقد جرّت الولايات المتحدة العراق إلى الفخ الطائفي. السقوط في ذلك الفخ يسبب العمى. مَن يسقط في ذلك الفخ لا يرى الواقع ولا يحب أن يتعامل مع الحقيقة وسيعزف عن استعمال عقله في النظر إلى المسافة التي تفصل بين الواقع والحقيقة. لذلك فإن كل الحقائق التي يتداولها العراقيون هي حقائق زائفة تم استلهامها من واقع زائف أقامته الأحزاب التي قبضت على السلطة بإرادة أميركية ومشورة إيرانية منذ 2005 أي بعد عامين من الغزو الأميركي. وإذا ما عدت إلى مسألة الدولة الدينية فقد تتدخل إيران لمنع قيامها. لن تكون تلك الدولة نافعة للإيرانيين. سيقاطعها العالم باعتبارها بؤرة جديدة للتعصب والإرهاب. أفغانستان ثانية. الأفضل بالنسبة إلى إيران أن يبقى العراق كما هو. يجلد رجال الدين المؤمنين بفتاواهم نهارا وفي الليل يذهب المؤمنون للقاء الحوريات محاطين بأنهار من الخمر.العراق هو نافذة إيران المفتوحة على العالم. أما بالنسبة إلى أبنائه فهو الجحيم بعينه لما ينطوي عليه العيش فيه من إذلال.

مقالات مشابهة

  • السجن 7 سنوات لـ 3 متهمين  بالتنقيب عن الآثار في باب الشعرية
  • السجن 7 سنوات لـ عصابة التنقيب عن الآثار في باب الشعرية
  • ما هذا العراق الذي لا يثق به أحد
  • من هو الشخص الذي أثار غضب الشارع اليمني على الفنان الكبير ”أيوب طارش” وما علاقة المليشيات؟
  • دردور: الصديق الكبير غير مطلع على مدى كره الليبيين له
  • العناية بالشعر وكيفية الوقاية من تساقطه
  • نجاح كبير للمؤتمر والمعرض الدولي لإدارة المرافق 2024 برعاية كريمة من معالي وزير البلديات والإسكان الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل اختتمت فعاليات المؤتمر والمعرض الدولي لإدارة المرافق 2024، والذي أقيم في مدينة الرياض خلال الفترة من 8 إلى 10 سبتمبر و شهد الم
  • طرق فعّالة لتحسين سرعة نمو الشعر
  • إخماد الحريق الكبير الذي اندلع في مطمر برج حمود.. ياسين: سنقوم بفتح تحقيق
  • مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة