الثورة نت:
2025-02-07@11:34:06 GMT

كيف تطورت المقاومة في شمال الضفة الغربية؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

كيف تطورت المقاومة في شمال الضفة الغربية؟

 

الثورة / وكالات

في اجتياح عسكري هو الأضخم منذ عام 2002، تُظهر مجموعات المقاومة تطور في المواجهة يزداد وقعه يوماً بعد يوم منذ منتصف عام 2021، فمن عمليات إطلاق النار التي استهدفت الحواجز إلى عمليات التصدي لاقتحامات جيش الاحتلال بالاشتباكات المسلحة وصولاً إلى رحلة تطوير العبوات الناسفة ونصب الكمائن، بات جيش الاحتلال يواجه صعوبةً في مواجهة المقاومة هناك، فضلاً عن تصاعد الهجمة الاستيطانية على الفلسطينيين والتي باتت تفرض وجود حاجة للمقاومة الشعبية.


بدأت مجموعات المقاومة في العمل في محافظة جنين ثم توسعت مساحة العمل المقاوم إلى محافظاتٍ أخرى في شمال الضفة وهو ما اعتبره الاحتلال خطراً استراتيجياً يؤرق مشروعه الاستيطاني في الضفة، تعكس هذه المرحلة تطوراً تدريجياً نسلط الضوء عليه في هذا التقرير.
سيف القدس ونفض الغبار
كانت معركة سيف القدس التي اندلعت في مايو 2021 إيذاناً بمرحلة جديدة في الضفة المحتلة في حين تصدرت مدينة جنين هذه المرحلة عندما أسس الشهيد جميل العموري “كتيبة جنين” وشرع بتنفيذ عمليات إطلاق نار تستهدف قوات الاحتلال المقتحمة لمحافظة جنين، وحواجز الاحتلال، ما شكل حالة نفضِ للغبار عن واقع الضفة الذي اتسم بالركود النسبي.
ارتكزت كتيبة جنين في بداية إنطلاقها على عمليات إطلاق نار استهدفت حاجزي الجلمة ودوتان قرب المدينة، وبعد استشهاد المؤسس جميل العموري باتت الكتيبة تعمل على تطبيق حالة “إرباك ليلي” من خلال إلقاء عبوات بدائية الصنع “أكواع” على الحواجز، مع ازدياد حدة الاشتباكات عند كل اقتحام لجيش الاحتلال، واستمرت هذه الحالة حتى عام 2022 تصاعد معها العمليات الفردية، وإنشاء مجموعات مقاومة في مدينة نابلس ومخيم بلاطة على ذات نسق كتيبة جنين.
سياسة الاغتيالات قابلها تطور الأدوات
أطلق جيش الاحتلال عمليات اغتيال استهدفت المقاومين في جنين ونابلس، عن طريق الوحدات الخاصة التي كان يتم اكتشافها بالغالب ومواجهتها بالرصاص، وعلى الرغم من تكثيف الاغتيالات، لم تنجح هذه السياسة بإنهاء الظاهرة بل شكلت حافزاً بزيادة أعداد المقاومين والسعي لتطوير العبوات الناسفة.
وتطورت هذه العبوات الصغيرة إلى عبوات أكبر حجماً تُزرع في طريق آليات الاحتلال وتنفجر بها، بالتزامن مع ذلك اتسعت رقعة العمل المقاوم لتشمل مدينة طولكرم ومخيماتها، في حين نُفذت عدة عمليات إطلاق نار استهدفت المستوطنات في شمال الضفة.
وتناقلت مجموعات المقاومة خبرة التصنيع العسكري لتنتشر في مخيمات بلاطة شرق نابلس ومخيمي طولكرم ونور شمس في محافظة طولكرم، وأصبحت آليات الاحتلال تواجه صعوبةً في اقتحام أزقة هذه المخيمات، حيث يتم إعطاب الجيبات العسكرية بفعل هذه العبوات، فبات تحرك جيش الاحتلال في هذه المناطق أكثر صعوبة وتكلفة مادية.
عبوات مُدمرة وكمائن مُحكمة
في أحد اقتحامات مدينة جنين وتحديداً في 19 يونيو 2023، كانت مصفحة “النمر” العسكرية تسير بجبروتها على أطراف مخيم جنين، وسرعان ما استُهدفت بانفجارٍ ضخم حرفها عن مسارها وتطايرت أجزاء منها جراء مرورها فوق عبوة ناسفة ضخمة زُرعت في باطن الأرض، فأصيب 6 جنود بداخلها ولحق بها أضرار جسيمة، كانت هذه العملية الحدث الذي أظهر ثِقل العبوات الناسفة وجدواها في تدمير أعتى الآليات المصفحة، وعن حجم إمكانيات المجموعات المقاومة في شمال الضفة الغربية، بفرض عوائق لا يستطيع جيش الاحتلال اجتيازها في عملياته العسكرية في الضفة الغربية، إذ أصبح لا يمر اقتحام لمدينة جنين أو طولكرم إلا ويصطحب جيش الاحتلال الجرافات التي تحفر الشوارع وتدمرها لتأمين جيبات الاحتلال من العبوات الناسفة.
أظهرت هذه العملية وغيرها في عدة مناطق، عن تطور أساليب المقاومة واتساع بؤرها، فيما استطاعت عبوات المقاومة التغلب على جرافات الاحتلال العسكرية وناقلات جنده المصفحة، حيث وثقت مشاهد مصورة العديد من هذه العمليات تضمنت اشتعال النيران في جرافات الاحتلال وآلياته وإعطابها على الفور.
فيما نجحت هذه العبوات بإلحاق الخسائر في صفوف جنود الاحتلال، حيث اعترفت وسائل إعلام عبرية بمقتل مجندة إسرائيلية وإصابة عدة جنود، بعد استهداف جيب عسكري كان يقلهم، بعبوة ناسفة ضخمة أثناء اقتحام مدينة جنين في يناير 2024، تبعه عدة أخبار عن إصابات في صفوف الجنود أثناء اقتحامات مخيمات نور شمس وطولكرم وبلاطة، إضافة للكمين النوعي الذي استهدف جيش الاحتلال بسهل مرج ابن عامر قرب جنين حيث قتل ضابط في جيش الاحتلال وأصيب 17 جندياً في تفجير عبوتين ناسفتين أثناء اقتحام المدينة.
في حين نجحت المقاومة في مخيمي طولكرم ونور شمس بإيقاع جيش الاحتلال في كمائن قاتلة خلال الاقتحامات المتتالية لها.
جبهة الضفة واستنزاف جيش الاحتلال
بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى تبنت حكومة الاحتلال استراتيجية حسم الصراع بدلاً من إدارته، في حين روج وزراء الاحتلال عدة مرات إلى الخطورة التي باتت تشكلها مجموعات المقاومة في الضفة على المشروع الاستيطاني خاصة في شمال الضفة، مع فقدان الأمن لدى المستوطنين مع تكثيف عمليات المقاومة هناك، وقد تجلى ذلك بوضوح في عدة تصريحات لوزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش التي دعا بها لتطبيق ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة إلى مدن شمال الضفة.
ومع تكرار الاقتحامات لشمال الضفة واتساع نشاط المقاومة بها مع تطور وسائل المقاومة وإدارتها للقتال، باتت هذه الاقتحامات تُشكل استنزافاً إضافياً لجيش الاحتلال بالتزامن مع استمرار القتال في قطاع غزة والجبهة الشمالية ضد حزب الله.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يواصل عدوانه العسكري على مدن شمال الضفة الغربية

 تواصل قوات العدو الإسرائيلي عدوانها في شمال الضفة الغربية، وسط تعزيزات عسكرية مستمرة، وعمليات تجريف للشوارع والبنية التحتية، وإجبار السكان على النزوح، وشن حملات مداهمات واعتقالات.

وفي طوباس، يواصل العدو عدوانه لليوم الرابع على التوالي، ويفرض حصارا على مخيم الفارعة وبلدة طمون، ويشن حملة اقتحامات واعتقالات، عدا عن تحويل منازل إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على مغادرتها.

واعتقلت قوات العدو أمس الثلاثاء، 14 فلسطينيا من بلدة طمون، خلال مداهمة منازلهم، بينهم سيدتان، فيما بلغ عدد المعتقلين الإجمالي من البلدة منذ بداية الحصار حتى الآن 28 معتقلا، فيما تواصل قوات العدو عمليات الاحتجاز والتحقيق الميداني لعشرات المواطنين.

ومع استمرار اقتحام وحصار البلدة، أجبرت 25 عائلة حتى الآن على النزوح من مساكنها خاصة في أطراف البلدة، حيث اتخذها جنود العدو ثكنات عسكرية.

كما نفذت قوات العدو الصهيوني أمس 8 عمليات قصف عبر الطائرات المسيرة على مناطق مختلفة من البلدة، ولم تسفر عن وقوع إصابات.

وفي طولكرم، تواصل قوات العدو الإسرائيلي عدوانها المستمر على المدينة ومخيمها لليوم العاشر على التوالي، وسط تعزيزات عسكرية ونزوح قسري لمئات العائلات من المخيم تحت التهديد.

ويعيش مخيم طولكرم أوقاتا صعبة مع استمرار حصار العدو، وتدمير كامل البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، وما رافقه من مداهمة للمنازل وطرد سكانها تحت تهديد السلاح، والاستيلاء عليها وتحويلها لثكنات عسكرية.

ودفعت قوات العدو  بمزيد من آلياتها الى المخيم، ونشرت دوريات المشاة داخل كافة حاراته، ومحيطه، في الوقت الذي استولت على مزيد من المنازل والمباني التجارية المتاخمة له، وتحديدا في الحي الشرقي للمدينة، وشارع نابلس المحاذي لمدخله الشمالي.

وفي جنين، تتواصل عمليات العدو وعدوانه العسكري لليوم السادس عشر على التوالي، حيث ارتقى لغاية الآن 25 شهيدًا، وتم تدمير 100 منزل على الأقل، وتجريف كبير في البنية التحتية وتخريب خطوط المياه والكهرباء وشبكات التصريف.

ويشهد مخيم جنين دمارًا هائلا، والتهجير القسري ما زال مستمرًا على الأهالي، عدا عن استمرار الاعتقالات.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة عن هجوم حاجز تياسير شمالي الضفة الغربية
  • إسرائيل تعزل جنين ومخيمها وتواصل عمليات التهجير
  • تفاصيل وأهداف عملية السور الحديدي الإسرائيلية شمال الضفة الغربية
  • WSJ: هل تؤشّر عمليات الهدم في جنين لـنهج إسرائيلي جديد بالضفة الغربية؟
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على شمال الضفة الغربية
  • العدو الصهيوني يواصل عدوانه العسكري على مدن شمال الضفة الغربية
  • الأونروا: الوضع في مخيم جنين شمال الضفة كارثي وجميع سكانه نزحوا
  • المقاومة تتصدى لجرائم الاحتلال وتفجير المنازل في الضفة الغربية
  • جيش الاحتلال: عمليتنا العسكرية في شمال الضفة الغربية متواصلة
  • التوتر يخيم على الضفة الغربية.. الاحتلال ينسف عشرات المنازل ‏في مخيم جنين