الثورة نت:
2024-09-15@09:23:59 GMT

كيف تطورت المقاومة في شمال الضفة الغربية؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

كيف تطورت المقاومة في شمال الضفة الغربية؟

 

الثورة / وكالات

في اجتياح عسكري هو الأضخم منذ عام 2002، تُظهر مجموعات المقاومة تطور في المواجهة يزداد وقعه يوماً بعد يوم منذ منتصف عام 2021، فمن عمليات إطلاق النار التي استهدفت الحواجز إلى عمليات التصدي لاقتحامات جيش الاحتلال بالاشتباكات المسلحة وصولاً إلى رحلة تطوير العبوات الناسفة ونصب الكمائن، بات جيش الاحتلال يواجه صعوبةً في مواجهة المقاومة هناك، فضلاً عن تصاعد الهجمة الاستيطانية على الفلسطينيين والتي باتت تفرض وجود حاجة للمقاومة الشعبية.


بدأت مجموعات المقاومة في العمل في محافظة جنين ثم توسعت مساحة العمل المقاوم إلى محافظاتٍ أخرى في شمال الضفة وهو ما اعتبره الاحتلال خطراً استراتيجياً يؤرق مشروعه الاستيطاني في الضفة، تعكس هذه المرحلة تطوراً تدريجياً نسلط الضوء عليه في هذا التقرير.
سيف القدس ونفض الغبار
كانت معركة سيف القدس التي اندلعت في مايو 2021 إيذاناً بمرحلة جديدة في الضفة المحتلة في حين تصدرت مدينة جنين هذه المرحلة عندما أسس الشهيد جميل العموري “كتيبة جنين” وشرع بتنفيذ عمليات إطلاق نار تستهدف قوات الاحتلال المقتحمة لمحافظة جنين، وحواجز الاحتلال، ما شكل حالة نفضِ للغبار عن واقع الضفة الذي اتسم بالركود النسبي.
ارتكزت كتيبة جنين في بداية إنطلاقها على عمليات إطلاق نار استهدفت حاجزي الجلمة ودوتان قرب المدينة، وبعد استشهاد المؤسس جميل العموري باتت الكتيبة تعمل على تطبيق حالة “إرباك ليلي” من خلال إلقاء عبوات بدائية الصنع “أكواع” على الحواجز، مع ازدياد حدة الاشتباكات عند كل اقتحام لجيش الاحتلال، واستمرت هذه الحالة حتى عام 2022 تصاعد معها العمليات الفردية، وإنشاء مجموعات مقاومة في مدينة نابلس ومخيم بلاطة على ذات نسق كتيبة جنين.
سياسة الاغتيالات قابلها تطور الأدوات
أطلق جيش الاحتلال عمليات اغتيال استهدفت المقاومين في جنين ونابلس، عن طريق الوحدات الخاصة التي كان يتم اكتشافها بالغالب ومواجهتها بالرصاص، وعلى الرغم من تكثيف الاغتيالات، لم تنجح هذه السياسة بإنهاء الظاهرة بل شكلت حافزاً بزيادة أعداد المقاومين والسعي لتطوير العبوات الناسفة.
وتطورت هذه العبوات الصغيرة إلى عبوات أكبر حجماً تُزرع في طريق آليات الاحتلال وتنفجر بها، بالتزامن مع ذلك اتسعت رقعة العمل المقاوم لتشمل مدينة طولكرم ومخيماتها، في حين نُفذت عدة عمليات إطلاق نار استهدفت المستوطنات في شمال الضفة.
وتناقلت مجموعات المقاومة خبرة التصنيع العسكري لتنتشر في مخيمات بلاطة شرق نابلس ومخيمي طولكرم ونور شمس في محافظة طولكرم، وأصبحت آليات الاحتلال تواجه صعوبةً في اقتحام أزقة هذه المخيمات، حيث يتم إعطاب الجيبات العسكرية بفعل هذه العبوات، فبات تحرك جيش الاحتلال في هذه المناطق أكثر صعوبة وتكلفة مادية.
عبوات مُدمرة وكمائن مُحكمة
في أحد اقتحامات مدينة جنين وتحديداً في 19 يونيو 2023، كانت مصفحة “النمر” العسكرية تسير بجبروتها على أطراف مخيم جنين، وسرعان ما استُهدفت بانفجارٍ ضخم حرفها عن مسارها وتطايرت أجزاء منها جراء مرورها فوق عبوة ناسفة ضخمة زُرعت في باطن الأرض، فأصيب 6 جنود بداخلها ولحق بها أضرار جسيمة، كانت هذه العملية الحدث الذي أظهر ثِقل العبوات الناسفة وجدواها في تدمير أعتى الآليات المصفحة، وعن حجم إمكانيات المجموعات المقاومة في شمال الضفة الغربية، بفرض عوائق لا يستطيع جيش الاحتلال اجتيازها في عملياته العسكرية في الضفة الغربية، إذ أصبح لا يمر اقتحام لمدينة جنين أو طولكرم إلا ويصطحب جيش الاحتلال الجرافات التي تحفر الشوارع وتدمرها لتأمين جيبات الاحتلال من العبوات الناسفة.
أظهرت هذه العملية وغيرها في عدة مناطق، عن تطور أساليب المقاومة واتساع بؤرها، فيما استطاعت عبوات المقاومة التغلب على جرافات الاحتلال العسكرية وناقلات جنده المصفحة، حيث وثقت مشاهد مصورة العديد من هذه العمليات تضمنت اشتعال النيران في جرافات الاحتلال وآلياته وإعطابها على الفور.
فيما نجحت هذه العبوات بإلحاق الخسائر في صفوف جنود الاحتلال، حيث اعترفت وسائل إعلام عبرية بمقتل مجندة إسرائيلية وإصابة عدة جنود، بعد استهداف جيب عسكري كان يقلهم، بعبوة ناسفة ضخمة أثناء اقتحام مدينة جنين في يناير 2024، تبعه عدة أخبار عن إصابات في صفوف الجنود أثناء اقتحامات مخيمات نور شمس وطولكرم وبلاطة، إضافة للكمين النوعي الذي استهدف جيش الاحتلال بسهل مرج ابن عامر قرب جنين حيث قتل ضابط في جيش الاحتلال وأصيب 17 جندياً في تفجير عبوتين ناسفتين أثناء اقتحام المدينة.
في حين نجحت المقاومة في مخيمي طولكرم ونور شمس بإيقاع جيش الاحتلال في كمائن قاتلة خلال الاقتحامات المتتالية لها.
جبهة الضفة واستنزاف جيش الاحتلال
بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى تبنت حكومة الاحتلال استراتيجية حسم الصراع بدلاً من إدارته، في حين روج وزراء الاحتلال عدة مرات إلى الخطورة التي باتت تشكلها مجموعات المقاومة في الضفة على المشروع الاستيطاني خاصة في شمال الضفة، مع فقدان الأمن لدى المستوطنين مع تكثيف عمليات المقاومة هناك، وقد تجلى ذلك بوضوح في عدة تصريحات لوزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش التي دعا بها لتطبيق ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة إلى مدن شمال الضفة.
ومع تكرار الاقتحامات لشمال الضفة واتساع نشاط المقاومة بها مع تطور وسائل المقاومة وإدارتها للقتال، باتت هذه الاقتحامات تُشكل استنزافاً إضافياً لجيش الاحتلال بالتزامن مع استمرار القتال في قطاع غزة والجبهة الشمالية ضد حزب الله.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أهالي شهداء جنين: نحيّي عائلات الخليل وعشائرها ونطالبهم بإسكات كل المزاودين على المقاومة

الضفة الغربية - صفا

طالبت لجنة أهالي شهداء محافظة جنين في مؤتمر صحفي عقدته بمقبرة الشهداء مساء السبت، بـ"إسكات كل الأصوات التي تطاولت على المقاومة والتي خرج بعضها في لقاء مع وزير الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية وممثلي عن عشائر محافظة الخليل".

وقالت لجنة أهالي الشهداء في كلمة ألقاها نيابة عنها عضو اللجنة أسامة أبو عرب: "إن محاولات الإساءة للشهداء والمقاومة مرفوضة جملة وتفصيلاً ومن يحاول الترويج لذلك يستمرئ الذل وعليه أن يراجع نفسه".

وأضاف أبو عرب في بيان لجنة أهالي شهداء محافظة جنين: "يجب أن أذكر موقف العشائر والأحرار في الخليل التي قدمت ومازالت تقدم التضحيات والشهداء، وأتوجه لهم بتحية عظيمة".

وتابع "أقول لهم أخرسوا هذه الأصوات التي تسيء للخليل وتضحيات الخليل وعظمة أهلها الشرفاء".

وأكد أسامة أبو عرب "أن عمليات التدمير التي تقوم بها قوات الاحتلال تزيدنا قوة وبأساً وإصراراً ولا نجعلها مبرراً للخضوع والخنوع والضعف".

وذكر "أن الشهداء أعظم وأكرم منا جميعاً، ولهم قدسيتهم، وهم الذين عبدوا ويعبدوا بدمائهم طريقنا للحرية والانتصار، وهؤلاء الشهداء ليس كما يقول البعض إن لديهم مشاكل اقتصادية، وليس لديهم العلم والفكرة والمبدأ".

ورداً على من قال إن "مليونين أو ثلاثة ملايين من الشواقل تنهي المقاومة"، رد أبو عرب باسم أهالي شهداء محافظة جنين: "أنا أقول إن الشهيد أيهم العامر أنهى دراسته الجامعية، وداود الزبيدي لديه منزل فاخر ويستطيع أن يؤوي عدة عائلات فيه لسعته، وهؤلاء الشهداء لديهم الفكرة، فكرة التحرر وليس أدل على ذلك من الدكتور الشهيد عبدالله أبوالتين".

كما تحدث والد الشهيد أمجد العزمي حسينية، وقال: "نحن نلاحظ أن هناك ألسنة بدأت تتطاول على المقاومة، وكأن الشعب أو المقاومة هم المعتدين".

وأضاف حسينية: "لقد قام الرئيس في العام 2007 بحل جميع الكتائب، وجنح إلى السلام"، متسائلا "منذ 2007  حتى اليوم، ما الذي ناله دعاة السلام، لم يعيدوا لنا جثمان شهيد واحد".

وطالب والد الشهيد أمجد حسينية بـ"ترك الجيل يأخذ فرصته، فهو الذي أبى إلا أن يعيش بعزة وكرامة، ولا يقبل الذل، ولا يقبل الخنوع".

وأضاف "أما بالنسبة للأصوات التي تزاود وتقول إنهم معوزين اقتصادياً، فأذكر لهم الشهيد محمد زكريا الزبيدي ابن الأسير زكريا الزبيدي، هذا الفتى، يملك سيارة فارهة وخيلاً أصيلة وهو سليل عائلة مناضلة، رفض أن يعيش بخنوع، ورفض أن يعيش تحت بساطير الاحتلال، هو وجميع من معه".

وختم والد الشهيد أمجد عزمي حسينية كلمته بالقول: "نحيي كل ركن في الخليل، و نذكر البطولات التي  خرجت من الخليل، ولكن نقول لهم ولعشائرهم، إن خرج سفيه فداروه عن الإساءة لكم والإساءة لدماء الشهداء".

كم تحدث أحد المقاتلين في معركة مخيم جنين عام 2002 وقال: "رسالتنا إلى كل العالم الذي ينظر إلينا بصمت، وكل من راهن أن ينهي هذه الثورة الوطنية، هذه الثورة لن تنتهي، ولا يمكن أن تنتهي، مادام هناك احتلال، ومن يريد أن ينهي المقاومة، عليه أن ينهي الاحتلال".

وكانت الأجهزة الأمنية ووزير الداخلية عقدوا لقاءً قبل أيام مع شيوخ عشائر بمحافظة الخليل، وعناصر من قيادات الأقاليم بحركة فتح في محافظة الخليل، وهاجم بعض قيادات حركة فتح من أبناء عشائر الخليل، المقاومة والمقاومين في الضفة الغربية، ما أثار ضجة كبيرة على الأرض، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: تطور لافت في إستراتيجيات المقاومة بالضفة الغربية
  • أهالي شهداء جنين: نحيّي عائلات الخليل وعشائرها ونطالبهم بإسكات كل المزاودين على المقاومة
  • «القسام» تستهدف اللواء الغربي لـ الاحتلال شمال فلسطين
  • الفلاحي: المقاومة في الضفة قادرة على الاشتباك وإيلام الاحتلال
  • الاحتلال يعتقل 10 فلسطينيين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية
  • ماذا يخطط نتنياهو للضفة الغربية؟ محللان يجيبان
  • الجيش الإسرائيلي يقتل موظفاً في أونروا بالضفة الغربية
  • لأول مرة.. الجيش الإسرائيلي يعثر على نفق شمال الضفة الغربية
  • قائد الشرطة في الضفة الغربية يتقدم باستقالته من منصبه
  • معتقلو دعم المقاومة في الأردن.. ظروف بائسة وتجريم على أفعال مشروعة