تقرير أمريكي: صنعاء نجحت في فرض نوع من العقوبات الاقتصادية المركزة على السفن الإسرائيلية والأمريكية
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
أثبتت الضربات اليمنية ضد السفن المتجهة أو المرتبطة بالكيان الصهيوني نجاحها المتنامي في فرض حصار مطبق على الموانئ الإسرائيلية، في مختلف المراحل التصاعدية التي أعلنتها القوات المسلحة اسنادا لغزة، هذا ما تؤكده التقارير الغربية والإعلام العبري نفسه، حيث يؤكد معهد “بيكر” للسياسة العامة، إن قوات صنعاء نجحت في فرض نوع من العقوبات الاقتصادية المركزة والمخصصة، من خلال حملة الهجمات الانتقائية على السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة، وهو ما أجبر هذه السفن على تحويل مسارها ورفع أسعار التأمين عليها، مشيراً إلى أن هذه الهجمات اكتسبت تأييداً جماهيرياً كبيراً.
الثورة / أحمد المالكي
لا يزال ميناء إيلات المتوقف بسبب الحصار المفروض من قبل القوات المسلحة اليمنية يطالب وزارة المالية الإسرائيلية بتعويضات كاملة عن أجور العمال، بعد أن أصبح الميناء مهجوراً ومشلولاً كلياً منذ قرابة 9 أشهر نتيجة عمليات صنعاء المساندة لغزة ، والتي تمنع السفن الإسرائيلية والمرتبطة بـ إسرائيل من العبور.
ووفقاً لتقرير حديث ، للموقع الإسرائيلي كالكاليست، فإن الوضع الصعب في ميناء إيلات يخلق نزاعات ويسبب توتراً كبيراً بين إدارة الميناء والحكومة الإسرائيلية والهستدروت (الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية).
وبعد قرابة عام على الحرب الإسرائيلية على غزة، تواجه إسرائيل مشاكل في استيراد المواد الغذائية والأساسية وغيرها من المواد الهامة للقطاعات الإسرائيلية مثل مواد الصناعة ومواد البناء وقطع غيار السيارات، مع استمرار قطع القوات اليمنية الطريق على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر_الأحمر والذي عطَّل ميناء إيلات بالكامل، ما أثر على الناتج القومي، وحتى على الصادرات.
و أفادت تقارير إسرائيلية بأن الحرب أدت إلى تباطؤ نمو ناتج الاقتصاد الإسرائيلي في الربع الثاني من 2024 مع تباطؤ الصادرات والاستثمارات، وذكر مكتب الإحصاء الإسرائيلي أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 1.2 % على أساس سنوي في الفترة “أبريل – يونيو 2024″، ويقل ذلك عن تقديرات استطلاع لوكالة رويترز لنمو نسبته 4.4 %، وتقديرات خبراء الاقتصاد في بلومبيرغ الذين توقعوا نمواً بنسبة 5.9 %.
وانخفاض النمو يؤدي بالنتيجة إلى تأثر الاقتصادي وتراجع الخدمات المقدمة للسكان، وكذلك خطر إغلاق المصانع والبيوت التجارية وتسريح العمال -كما تقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في تقرير لها .
تعطيلات انتقائية
ونشر المعهد الأمريكي “بيكر” للسياسة العامة الذي يقع مقره في تكساس تقريراً أكد فيه أن “حملة الحوثيين ضد السفن نجحت في فرض تعطيلات انتقائية على السفن والبضائع المرتبطة بإسرائيل وأنصارها، في حين سمحت لشركات النقل غير المرتبطة بهم بالمرور الحر”.
وأضاف: “على هذا النحو، فإن هذه الهجمات تشبه شكلاً جديداً وربما فريداً من أشكال العقوبات الاقتصادية المركزة”.
وذكر التقرير أن “الاستجابة الدولية للهجمات فشلت في وقفها وقد لا تنجح حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة” في إشارة إلى الجهود العسكرية الأمريكية والبريطانية والأوروبية التي حاولت وقف هجمات قوات صنعاء.
إعادة توجيه
وأشار التقرير إلى أنه “منذ بدء الهجمات اليمنية قامت العديد من السفن، وخاصة تلك التابعة لإسرائيل أو الولايات المتحدة أو دول أوروبا الغربية، بإعادة توجيه نفسها إلى رأس الرجاء الصالح، مما يضيف أسبوعين من وقت العبور ويزيد من تكاليف الوقود”.
وأضاف أن “خطر الهجوم أدى إلى زيادة أقساط مخاطر الحرب بنسبة تصل إلى 250 ٪ للسفن التابعة لإسرائيل، وكذلك زيادة تكاليف الطاقم وأسعار الشحن، حيث تعتمد السفن التي تعبر، مع العلم بالمخاطر، على عقد كل سفينة، وما إذا كان يحتوي على بند الحرب وما إذا كان المالك على استعداد لدفع علاوة الحرب المتزايدة بشكل حاد”.
الحلول
وقال التقرير إنه “فيما يتصل بالحلول، فإن وقف إطلاق النار في غزة قد يؤدي إلى توقف هجمات الحوثيين ــ وحزب الله ــ وعلى الرغم من أن بعض المحللين يرفضون هذا الادعاء، فإنه من غير المرجح أن يدعم أنصار الله الحوثيون، استمرار الهجمات على الشحن بعد وقف إطلاق النار”.
واعتبر التقرير أن “حملة الحوثيين ضد الشحن أدت إلى رفع مكانة الجماعة كمعارض لإسرائيل على استعداد للتحرك رداً على الضربات الإسرائيلية غير المتناسبة على غزة”.
وقال التقرير : إن “الولايات المتحدة أو حلفاءها قد يكونون حذرين من مهاجمة الحوثيين بشكل مباشر في هذه المرحلة لأن هذه الإجراءات قد تزيد من شرعية حركتهم وشعبيتهم” حسب وصف التقرير الأمريكي .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بعد رحيل البابا فرنسيس... كاردينال أمريكي مؤقت يتسلّم مفاتيح الفاتيكان | تقرير خاص
في مشهد درامي يكتنفه الغموض ويستدعي التأمل، دخلت الكنيسة الكاثوليكية واحدة من أكثر مراحلها حساسية وإثارة منذ عقود، بعد إعلان وفاة البابا فرنسيس فجر الاثنين، وبدء الكاردينال كيفن فاريل مهامه كحاكم مؤقت للفاتيكان.
لم يكن صباح 21 أبريل 2025 يوماً عادياً في قلب العالم الكاثوليكي. فمع حلول الساعة 7:35 صباحًا، توقف قلب البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الـ266، إثر سكتة دماغية مفاجئة أعقبها فشل قلبي حاد. كان قد خرج لتوه من معركة صحية شرسة مع التهاب رئوي، ليعود إلى دار القديسة مارتا، حيث أسلم روحه وسط حالة من التكتم الرسمي والإثارة الإعلامية التي بدأت تشتعل.
لكن الإثارة لم تكن فقط في خبر الوفاة، بل في الشخصية التي ستتولى الأمور مؤقتًا: الكاردينال كيفن فاريل، الكاميرلنغو. رجل غامض، معروف بمواقفه الحادة، وماضيه المثير للجدل. إيرلندي المنشأ، فاتيكانياً حتى النخاع، ذو وجه صارم ونبرة حاسمة، وهو الآن الرجل الأقوى في الكرسي الرسولي حتى موعد الانتخاب.
في أعقاب وفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل 2025 عن عمر يناهز 88 عامًا، تولّى الكاردينال كيفن فاريل، الإيرلندي المولد، منصب الكاميرلنغو، ليصبح المسؤول المؤقت عن إدارة شؤون الفاتيكان خلال فترة "الكرسي الشاغر" حتى انتخاب بابا جديد.
وُلد فاريل في دبلن عام 1947، وانضم إلى جماعة "الفيلق المسيحي" قبل أن يُرسم كاهنًا في عام 1978.
خدم في المكسيك والولايات المتحدة، حيث شغل منصب أسقف دالاس من 2007 إلى 2016، ثم عُيّن كاردينالًا في 2016.
الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرانسيس
ويشغل حاليًا منصب رئيس دائرة العلمانيين والأسرة والحياة، بالإضافة إلى رئاسته للجنة الاستثمار البابوية.
وعُيّن فاريل كاميرلنغو في عام 2019، وهو المنصب الذي يجعله مسؤولًا عن إدارة شؤون الفاتيكان خلال فترة خلو الكرسي الرسولي.
وتتضمن مهامه التأكد من وفاة البابا رسميًا، وختم غرفه الخاصة، وإدارة الشؤون المالية والإدارية للفاتيكان حتى انتخاب بابا جديد.
وفاة البابا فرنسيس وترتيبات الجنازةتوفي البابا فرنسيس بعد معاناة طويلة مع مشاكل في الرئة، حيث قضى 38 يومًا في المستشفى بسبب التهاب رئوي مزدوج. كان آخر ظهور علني له في عيد الفصح، حيث ألقى تحية قصيرة على الحشود في ساحة القديس بطرس، وفقا لصحيفة ذا جارديان.
ووفقًا لرغبة البابا الراحل، ستُقام جنازته بطقوس مبسطة، حيث سيتم دفنه في بازيليك سانتا ماريا ماجوري في روما، ليكون أول بابا يُدفن خارج الفاتيكان منذ عام 1903.
ومن المتوقع أن تُقام الجنازة خلال أربعة إلى ستة أيام من وفاته، بحضور شخصيات دولية بارزة، بما في ذلك الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تحديات أمام الكاردينال فاريليواجه فاريل تحديات كبيرة خلال فترة إدارته المؤقتة، أبرزها تنظيم مجمع الكرادلة لانتخاب بابا جديد، وضمان استقرار الشؤون المالية والإدارية للفاتيكان.
كما يُنتظر منه مواصلة الإصلاحات التي بدأها البابا فرنسيس، خاصة فيما يتعلق بصندوق التقاعد البابوي، الذي يعاني من اختلالات مالية تتطلب إصلاحات عاجلة.
رغم خبرته الواسعة، يواجه فاريل بعض الانتقادات، خاصة فيما يتعلق بعلاقاته السابقة مع شخصيات كنسية مثيرة للجدل، مثل الكاردينال ثيودور مكاريك، الذي أُدين بارتكاب انتهاكات جنسية.
نفى فاريل علمه بهذه الانتهاكات، وأعاد الأموال التي تلقاها من مكاريك بعد الكشف عن الفضيحة.
نحو مستقبل الكنيسة الكاثوليكيومع وفاة البابا فرنسيس، الذي كان يُعتبر من أبرز القادة الإصلاحيين في تاريخ الكنيسة، تتجه الأنظار إلى الكاردينال فاريل لقيادة الفاتيكان خلال هذه المرحلة الانتقالية.
وسيكون عليه ضمان استمرارية الإصلاحات، والحفاظ على وحدة الكنيسة، والاستعداد لانتخاب بابا جديد يُكمل مسيرة التحديث والانفتاح التي بدأها سلفه.