صحيفة الاتحاد:
2024-11-22@13:39:31 GMT
علي يوسف السعد يكتب: يوم في قصر دراكولا
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
هل يمكن لرحلة إلى قصر دراكولا في رومانيا، أن تتحول إلى مغامرة مليئة بالمرح والفكاهة؟ حسناً، انضموا إليّ في هذه الرحلة التي لم تكن مجرد زيارة لمعلم سياحي، بل كانت رحلة عبر الزمن والخيال، حيث باتت حدود الواقع والأساطير مُبهمة.
كل شيء بدأ بحماسة الطفل الكامن في داخلي، الذي لطالما أُعجب بقصص الأساطير والمغامرات الخيالية.
منذ اللحظة الأولى التي وطئت فيها قدماي أرض القصر، شعرت بأنني انتقلت إلى عالم آخر. الضباب الخفيف الذي كان يلف المكان، والطرق الحجرية التي تمر بين الأشجار العتيقة، كل شيء كان يبدو كما لو أنه مُستل من صفحات رواية خيالية. ولكن بدلاً من الشعور بالرهبة، لم أتمكن من كبح جماح الضحكة، عندما تخيلت نفسي أدخل القصر ليس كزائر، بل كمضيف يستعد لإقامة حفل عشاء للأشباح!
لكن الحكاية لم تنته هنا. بعد الزيارة، بدأ الخيال يأخذ مجرى أكثر جنوناً في أحلامي. ليلة تلو الأخرى، كنت أجد نفسي عائداً إلى القصر كدراكولا نفسه، كنت أرتدي عباءة طويلة وأمشي بخطوات واثقة، وأتحدث بلكنة رومانية ثقيلة.
أما الأغرب فكان حلمي حيث أقيم حفل شاي، أدعو إليه السياح الذين جاؤوا لزيارة القصر، أقدم لهم الكعك المزين بأشكال خفافيش صغيرة، وأروي لهم قصصاً مضحكة عن حياة دراكولا، كيف يتعامل مع مشاكل الإنترنت في القصر، أو يحاول اختيار الزي المناسب لحفل رأس السنة، أو كيف يتفاعل مع جمهوره في التواصل الاجتماعي، لا تستغربوا فهي خيالات وتخيلات.
هذه الأحلام جعلتني أدرك أن الخيال يمكن أن يُضفي نكهة مميزة على تجاربنا، حتى تلك المتعلقة بأماكن مثل قصر دراكولا، الذي غالباً ما يُحاط بأجواء من الغموض.
في حلم آخر، وجدت نفسي أخطط لجولة سياحية داخل القصر، حيث أرتدي قبعة مرشد سياحي مزينة بأذنين خفاش، محاولاً إقناع السياح بأن دراكولا كان في الواقع مجرد هاوٍ لجمع طوابع البريد النادرة، ولديه شغف بزراعة الطماطم.
تلك الأحلام، بكل غرابتها، علمتني أنه حتى في أشد الأماكن رعباً، يمكن أن تجد مساحة للمرح. بدأت أنظر إلى قصة دراكولا من منظور جديد، مُدركاً أن الحياة مليئة باللحظات التي يمكن أن تتحول فيها الخرافات إلى مصدر للإلهام.
عندما عدت إلى الواقع، وجدت نفسي أروي أحلامي لأصدقائي، مما أثار التعجب. رحلتي إلى قصر دراكولا، والتي بدأت كمغامرة تقليدية لاستكشاف أسطورة معروفة، تحولت إلى قصة مليئة بالمواقف الكوميدية والخيال، والتي سأذكرها للأبد كواحدة من أكثر التجارب الممتعة. أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: جوهرة أرمينيا المائية علي يوسف السعد يكتب: جوهرة البرتغال الساحرة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: علي يوسف السعد
إقرأ أيضاً:
الشيخ أبي المنى: إذا كان الواقع يقتضي التّمديد لقائد الجيش... فليكن!
أسف شيخ العقل، لأنّ الحرب توسّعت مذكّراً بأنّه حذّر دوماً «من مخاطر استدراج البلاد إلى حرب موسّعة، لأنّنا نعرف إجرام العدو ومخططاته، فلماذا نستدرجه إلى حرب تدمّر لبنان وتساعده على أن تكون له مبررات ليحتل ويدمر ويقتل ويسيء إلى صيغة العيش المشترك؟ ولمَ نساعده على تنفيذ مخططه في التّغيير الديمغرافي الذي يرغب بتنفيذه. وبالتالي كان لا بد من مقاومته وردعه، لكن لكي ننتهي من الحرب ونخرج بأقل خسائر ممكنة يجب ان نتحوّل الى مقاومة سياسية، دبلوماسية».وقال «المقاومون قاموا بواجبهم لكن العدو يتفوّق بأسلحته المتطورة والفتّاكة وأيضاً التكنولوجيا لعبت دورها في هذه الحرب، اذاً لماذا نعرض أنفسنا ووطننا أكثر وأكثر الى الدّمار والانهيار؟ لذلك نقول آن الأوان لهذه الحرب ان تنتهي».
وأشار إلى أن هذا الموقف كان قد أدرج في بيان القمة الروحية في بكركي، حيث طالب حينها بالوقف الفوري للحرب، معتبراً أنّ «هذا يحتاج إلى ضغط على الدّول وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية وإيران وفي الدّاخل لكي نتفاهم على كيفية إنهاء هذه الحرب، كذلك يجب الضغط على إسرائيل لكي تتقبّل وقف الحرب بصيغة مقبولة تعطي لبنان حقه وتشيح بشبح الحرب عن وطننا». وعمّا إذا كانت مشيخة العقل تضمّ صوتها إلى صوت بكركي الداعي إلى الحياد، لفت الشيخ أبي المنى إلى أنّه منذ البدء رفع شعار «نحن مع الحياد عن كل ما يفرّق ومع الانحياز إلى كل ما يجمع»، «وعلى هذا الأساس نتصرّف، فاذا كان الحياد في مصلحة لبنان، فليكن وإذا كان الانحياز أحياناً في سبيل مصلحة لبنان والقضية، فليكن ايضاً». أضاف «لا حياد في القضايا الكبرى التي تهمنا كدول عربية، ولكن لا يمكن ان نكون منحازين إلى محاور تؤدي بنا إلى الهلاك. هناك حكمة ووعي فندرك متى يجب أن نكون على حياد وننأى بأنفسنا عن الصّراعات ومتى ننحاز إلى الحق الذي نطالب به».
وعن دعوة البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي إلى مؤتمر دولي لموضوع الحياد قال الشيخ أبي المنى «ربما هذا المؤتمر تكون فيه آراء متباينة ولكنها يجب أن تقود الى موقف واحد. صيغة لبنان يجب ان تكون مميزة ودقيقة ومتوازنة. ربما نحتاج إلى حوارات دولية أو وطنية ولكن يجب أن يكون هناك حوار وطني أوّلاً قبل أن يكون دولياً، لكي نؤكد على الطّائف وعلى الصّيغة اللبنانية».
وفي ضوء موجة النزوح التي شهدتها مناطق الجبل من قبل أبناء الجنوب الفارين من نيران الحرب، لفت شيخ العقل إلى أنّ «النزوح مؤلم وجرح عميق في جسد لبنان. أهل الجنوب يتعرّضون إلى التهجير القسري. وكنا مستعدين نفسياً واجتماعياً للأمر من خلال استشعار الزعيم القائد وليد جنبلاط بهذا الأمر والجبل يستقبل النازحين كضيوف مكرّمين. هناك هواجس تخيف أبناء الجبل ولبنان من التهجير القسري في سبيل التغيير الديموغرافي، وأي تهجير من منطقة إلى أخرى، يبقي الجنوب خالياً من سكانه وهذا أمر مرفوض وإذا تماشينا معه فنحن نساعد إسرائيل على تنفيذ مخططها».
الأزمة الرئاسية كانت أيضاً في صلب حوارنا مع الشيخ سامي أبي المنى الذي شدد على ضرورة «الاستعجال في انتخاب رئيس للجمهورية. والرئيس حاجة ضرورية فالبلاد تمر بظروف صعبة ولا يعقل أن يبقى البلد من دون رئيس. فنحن مع انتخاب رئيس فوراً، وانتشار الجيش في الجنوب فوراً ووقف إطلاق النار فوراً وبناء الدولة فوراً. كل ذلك ضروري وملح. انتخاب رئيس للجمهورية حاجة ضرورية، مثل وقف إطلاق النار. لأنه ليست هناك أولوية في القضايا التي تساعد على بناء الدولة وفي طليعتها انتخاب رئيس. لذا على المجلس النيابي أن يلتئم لانتخاب رئيس، وما حصل في الماضي كان يزعجنا بعدم التمكن من عقد جلسة انتخابية».
وسأل: «لماذا لا يستطيع مجلس النّواب أن يعقد جلسة لانتخاب رئيس؟ كان هناك تمسّك بأهمية الحوار والتّوافق على اسم رئيس يرضي جميع الفرقاء، مع الدّعوة إلى الحوار بناء على ذلك. الحوار مهم ولكن احترام الدّستور مهم أيضاً وملزم. عسى أن نصل بعد هذه المحنة إلى قناعة وجوب احترام المؤسسات الدستورية، ولكن مع الأسف هناك نوع من التّداخل بين قرارات الدّولة وقرارات قوى موجودة على السّاحة اللبنانية، فكانت قرارات الدّولة لا تُحتَرَم كما يجب، ولكن لا بدّ أن نصل الى مرحلة تنتفي فيها أي مبررات لتغييب قرار الدولة. ولو كان هناك رئيس خلال الحرب الحالية لكانت مهمة التفاوض أسهل». دعم مطلق أبداه شيخ العقل للمؤسسة العسكرية، وهو في هذا الإطار، اعتبر أنّه «لا يجوز ان يترك الجيش من دون قائد، فإذا كان الواقع يقتضي التمديد فليمدّد له. فالقائد جوزيف عون كفوء ومتميّز بطيب معدنه ووطنيته وبالتالي لا مانع من التمديد له».
وعشية عيد الاستقلال، وجّه الشيخ سامي أبي المنى رسالة في هذه المناسبة، مشيراً إلى أنّ «لبنان يستحق الاستقلال والعيش الآمن. فالشعب اللبناني خلاّق ومبدع، لماذا نعرّض الشباب اللبناني وهذه الطاقات إلى هذه الأجواء المحبطة؟ فيهاجر أبناء الوطن إلى الخارج، فيما الداخل يعاني ما يعانيه».
وختم: «الاستقلال محطة ولكن يجب أن يبنى على قواعد ثابتة كي لا يتزعزع. ولكي يبقى قائماً علينا ان نحترم الدّستور ونتمسّك بصيغة العيش الواحد وبالتضامن الوطني لإنجاز الاستحقاقات في مواعيدها، والنهوض بالبلد اقتصادياً. ويجب ان تكون مصالحة الجبل مصالحة اقتصادية ايضاً، ونحن نعمل على مشاريع استثمار أوقافنا الدرزية والاوقاف المسيحية والطوائف الأخرى، فنبني مشاريع ومؤسسات لأبنائنا لكي نخفف من الهجرة الداخلية والخارجية».