صحيفة الاتحاد:
2024-09-15@09:26:54 GMT

علي يوسف السعد يكتب: يوم في قصر دراكولا

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

هل يمكن لرحلة إلى قصر دراكولا في رومانيا، أن تتحول إلى مغامرة مليئة بالمرح والفكاهة؟ حسناً، انضموا إليّ في هذه الرحلة التي لم تكن مجرد زيارة لمعلم سياحي، بل كانت رحلة عبر الزمن والخيال، حيث باتت حدود الواقع والأساطير مُبهمة.
كل شيء بدأ بحماسة الطفل الكامن في داخلي، الذي لطالما أُعجب بقصص الأساطير والمغامرات الخيالية.

وما الذي قد يُثير حماسة هذا الطفل أكثر من زيارة قصر الشخصية الأيقونية دراكولا، ذلك الكائن الغامض الذي ألهم الكثير من القصص والأفلام.
منذ اللحظة الأولى التي وطئت فيها قدماي أرض القصر، شعرت بأنني انتقلت إلى عالم آخر. الضباب الخفيف الذي كان يلف المكان، والطرق الحجرية التي تمر بين الأشجار العتيقة، كل شيء كان يبدو كما لو أنه مُستل من صفحات رواية خيالية. ولكن بدلاً من الشعور بالرهبة، لم أتمكن من كبح جماح الضحكة، عندما تخيلت نفسي أدخل القصر ليس كزائر، بل كمضيف يستعد لإقامة حفل عشاء للأشباح!  
لكن الحكاية لم تنته هنا. بعد الزيارة، بدأ الخيال يأخذ مجرى أكثر جنوناً في أحلامي. ليلة تلو الأخرى، كنت أجد نفسي عائداً إلى القصر كدراكولا نفسه، كنت أرتدي عباءة طويلة وأمشي بخطوات واثقة، وأتحدث بلكنة رومانية ثقيلة.
أما الأغرب فكان حلمي حيث أقيم حفل شاي، أدعو إليه السياح الذين جاؤوا لزيارة القصر، أقدم لهم الكعك المزين بأشكال خفافيش صغيرة، وأروي لهم قصصاً مضحكة عن حياة دراكولا، كيف يتعامل مع مشاكل الإنترنت في القصر، أو يحاول اختيار الزي المناسب لحفل رأس السنة، أو كيف يتفاعل مع جمهوره في التواصل الاجتماعي، لا تستغربوا فهي خيالات وتخيلات.
هذه الأحلام جعلتني أدرك أن الخيال يمكن أن يُضفي نكهة مميزة على تجاربنا، حتى تلك المتعلقة بأماكن مثل قصر دراكولا، الذي غالباً ما يُحاط بأجواء من الغموض.
في حلم آخر، وجدت نفسي أخطط لجولة سياحية داخل القصر، حيث أرتدي قبعة مرشد سياحي مزينة بأذنين خفاش، محاولاً إقناع السياح بأن دراكولا كان في الواقع مجرد هاوٍ لجمع طوابع البريد النادرة، ولديه شغف بزراعة الطماطم.
تلك الأحلام، بكل غرابتها، علمتني أنه حتى في أشد الأماكن رعباً، يمكن أن تجد مساحة للمرح. بدأت أنظر إلى قصة دراكولا من منظور جديد، مُدركاً أن الحياة مليئة باللحظات التي يمكن أن تتحول فيها الخرافات إلى مصدر للإلهام.
عندما عدت إلى الواقع، وجدت نفسي أروي أحلامي لأصدقائي، مما أثار التعجب. رحلتي إلى قصر دراكولا، والتي بدأت كمغامرة تقليدية لاستكشاف أسطورة معروفة، تحولت إلى قصة مليئة بالمواقف الكوميدية والخيال، والتي سأذكرها للأبد كواحدة من أكثر التجارب الممتعة.

أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: جوهرة أرمينيا المائية علي يوسف السعد يكتب: جوهرة البرتغال الساحرة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: علي يوسف السعد

إقرأ أيضاً:

الرياضة العراقية .. هيمنة التقوقع واشكالية الواقع !

بقلم : حسين الذكر ..

في العراق الجديد .. وفقا للمصطلح المتداول ويعني فيه فترة ما بعد نيسان 2003 ظلت الكثير من الأمور تسير على ذات المنوال الذي كانت عليه قبل ذلك التاريخ في التعاطي مع المؤسسة باعتبارها مصدر للارتزاق الشخصي المادي والمعنوي والعلاقاتي .. لم تتغير تلك النقط الا في الزي والشكل.. فالجوهر – للأسف -لم يرتق بل انحدر اكثر سيما في فهم معنى الرياضة واثرها في عالم اليوم .
ظلت الأصوات الوطنية تنادي على طول الخط بعيدا عن امراض العصور المتمثلة بالطائفية والتقوقعية وبراثن المصلحة الخاصة بشكل يسهم بأنحراف بوصلة القلم الذي يعد أداة رسالية ينبغي لها ان تتغلغل بهموم الامة وتحصر نفسها وادائها ونتاجها من خلال حاجات الامة والا تصبح مجرد آلة ارتزاقية ووسيلة عمياء طيعة بيد الاخر الجاهل المتمصلح يديرها ويركبها كما يشاء .
قطعا اتخذت عدت إجراءات حكومية لفك اسر المؤسسات الرياضية الاهلية والرسمية من هيمنة البعض الذي سخرها لنفسها او جماعته او حزبه … او أي عنوان اخر يستقوي فيه ويغطي على ذاته المريضة التي جميع مفرداتها تدور حول افراغ المؤسسة من أي عقل واعي وبعد وطني وحصرها باطار غنيمي ومكسبي ضيق .
فكلما اتخذت الجهات المعنية خطوة بالاتجاه الوطني .. تم استيعاب وتطويع القرارات وتجميدها بل افراغها من محتواها حتى ان البعض دخل للرياضة مصلحا وتحول لاحقا الى مفسد .. بعد ان تمكنوا من ربط مصالحهم وكيانهم بمصالح ذات الجهات المسيطرة .. النتيجة واحدة على طول الخط .. الا في حالات نادرة تستحق الاحترام وتبقى علامة الصح وانموذج التغير المنعقدة عليه النية في الإصلاح المؤسساتي وصناعة الفرد الرسالي .
الرياضة والشباب للأسف لم توليها الحكومات المتعاقبة الوعي والاهتمام المطلوب برغم وجود ارادة ونوايا حسنة واتخاذ قرارات تعد مصيرية .. لكنها جميعا ظلت معطلة بسبب التعاطي الجزئي الترقيعي بلا فكر استراتيجي مستند الى ادواته الصحيحة .
ذلك القصور لا اظنه يدخل اجندة التهديم الوطني التي يعمل عليها البعض لكن اختلاط الحابل بالنابل أضاع بوصلة الإصلاح الاستراتيجي .. والمقصود بالمصطلح البحث عن اليات عمل جديدة ومشاريع بديلة عما كنا نخوض فيه خلال عقدين من زمن ولى .. جميعها يجب ان تتجه للفضاء الوطني يضمن مصالح الجميع ويعيد الأمور لنصابها ويكون الرجل المناسب في المكان المناسب فعليا وليس شعاراتيا .. وهذا بحد ذاته هم رسالي ينبغي ان نتحرك فيه بهدوء وخلف أبواب مستترة للوصول الى صيغ تنفيذ ممكنة والبحث عن مخارج وحلول واقعية متمكنة .

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • الحواط: ماذا يبقى من لبنان عندما تهدّد قوة الأمر الواقع بالقتل والتصفية؟
  • الصين تستعد للاحتفال بمرور 75 عاماً على تأسيسها
  • الرياضة العراقية .. هيمنة التقوقع واشكالية الواقع !
  • قصور الثقافة تختتم الأنشطة الصيفية للأطفال والشباب بأسيوط
  • روضة الحاج: فداكَ نفسي أنا البنتُ التي احتشدتْ لمدحِكم فاعتراها الخوفُ والرَهَبُ وكلَّما قلَّبتْ طرفاً بسيرتِكُمْ تسربلتْ حزنَها تبكي وتنتحبُ
  • الأمير هاري يحتفل بميلاده الأربعين بعيدا عن القصر وقلوب أفراد العائلة
  • ملالا يوسف زاي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • مريومة. التي حملت (برمتها) على رأسها ووضعتها في مزيرة صديق يوسف
  • أحمد سعد يطرح أغنية «برج الروقان» بالتعاون مع أبلة فاهيتا (فيديو)
  • مدير محاكم دبي يناقش مع قيادات حكومية سبل تحسين أوضاع القصر