صحيفة البلاد:
2025-04-29@03:30:20 GMT

في الحديد بأس شديد

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

في الحديد بأس شديد

كم كان صاعقاً، نبأ موت أحد الأطفال في حادث اصطدامه بسيارة مسرعة، وهو يهمُّ بالتقاط طابته التي تدحرجت بعيداً إلى الشارع ، خارج حرم الحديقة التي كانت مساحته للعب والاستمتاع ، وصارت مكاناً خطراً أنهت حياته في لمح البصر ، حيث لا سياج لها من خرسان يحميه، ولا شبك فيها من حديد يصدّه عن قدره المحتوم !

لقد دُهس الطفل بدم بارد ، وثكلته أمه ، وافتقده رفاقه، وبكاه المجتمع، وخسره الوطن ، مات الطفل لأننا لم نحمه كفاية ، ولم نصن حقوقه كفاية، ولم نحسب المخاطر التي تحفّه من كل جانب ، ولم نجنبه شر الوقوع بها .

حوادث الأطفال مأساوية ، هناك من الأطفال من يختنق جراء ابتلاعه أجساماً قاسية ، وهناك من يتسمّم جرّاء تذوقه الأدوية المبعثرة، ومستحضرات التنظيف مثل ( الكلور )، الذي يُصعِب التنفس ويتلف أنسجة الجسم . يحترق الطفل جرّاء عبثه بعلب الكبريت، والولّاعات الغازية، والشموع المضيئة، وحين يعض الأسلاك الكهربائية، ويقترب من آلات الكوي الساخنة ، وحين يُترك لفترة طويلة تحت أشعة الشمس الحارة ، يغرق الطفل جرّاء تركه وحيداً في حمامات السباحةً، أو تائهاً بجوار مجاري المياه الآسنة ، تكسر أطراف الطفل جرّاء ركضه حافي القدمين على أرض مبلّلة بالماء ، أو نتيجة استخدامه أحذية غير مضادّة للانزلاق، أو بسبب التدافع في المدارس، أو التحشُّد في الملاعب ، يمرض الطفل، وتزداد خطورة إصابته بالربو، نتيجة استنشاقه لروائح الدخان الضار، ولهواء البيئة الملوَّث ، يتوحّد الطفل نتيجة نسيانه في غياهب الغرف المظلة مع شاشة الكترونية صماء لا تلبي احتياجاته الحركية والذهنية ، وهناك الكثير والكثير من الأسباب والمسبِّبات التي تصيب الأطفال في مقتل ، وهم في غفلة عنا فتحرمنا وجودهم أصحاء متألقين بيننا .

يقول المولى عز وجل : ” وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس” . لقد وجد الحديد لينفع بني البشر وينتصر لهم بلا حدود ، فلم لا نسعى إلى امتلاك سبل الدفاع القوية والمناعة الهجومية ، ونسيّج حدائق الأطفال وبواباتها بالحديد، فنضمن لهم البقاء الآمن واللعب المريح ، ولم لا نرفع قضبان الحديد على الأسطة والنوافذ التي تحميهم من التسلق والسقوط ، ولم لا نبذل كثيراً من الجهود في سبيل معيشتهم الصحية، ولياقتهم البدنية وقدراتهم العقلية؟ فهم رواد المستقبل، وشبابه الذي لا يلين ، وهم الصفاء، والنقاء، وكل شيء جميل.

bahirahalabi@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

أدباء وباحثون: أدب الطفل يبني الهوية ويزرع القيم الإنسانية في الأجيال

أكد عدد من الكتّاب والباحثين في أدب الطفل أن القراءة وأدب الطفل يشكلان أدوات أساسية لبناء شخصية الطفل وتعزيز هويته الثقافية، مشيرين إلى أهمية غرس القيم العربية والإنسانية في سن مبكرة، وإلى دور الأدب في معالجة القضايا الاجتماعية بطريقة تناسب وعي الأطفال، وتشجعهم على التفكير النقدي والانفتاح على التنوع. وشددوا على أهمية تمثيل مختلف الخلفيات والثقافات في كتب الأطفال لتعزيز الشعور بالانتماء والاحترام المتبادل، مؤكدين أن الأدب يسهم في بناء مجتمعات أكثر تماسكاً، ويُعد وسيلة فعّالة لتجاوز الاختلافات الثقافية وتعزيز القيم المشتركة مثل الصداقة والتسامح.

جاء ذلك خلال ندوة حوارية بعنوان "قصص توحدنا"، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025، وتحدث فيها كل من: الكاتبة الإماراتية بدرية الشامسي، وروندا روماني، مؤلفة وصحفية أمريكية من أصل سوري، والكاتب المغربي الحسن بنمونة، والباحث والأكاديمي التونسي الدكتور نزار القمري، وأدارتها الإعلامية عائشة المازمي، من إذاعة بلس 95 في الشارقة.

 

خصوصيات ثقافية

بدرية الشامسي، تحدثت عن اختفاء الفروق بين الفئات العمرية في تلقي المعرفة، تماماً كذوبان الحدود الثقافية العالمية في ظل وفرة المعرفة وسرعتها، مؤكدة أهمية توعية الطفل في سن مبكرة لتكون عنده حصانة ثقافية ومعرفية، وتعزيز القيم العربية لأن شخصية الطفل تبنى خلال السنوات الخمس الأولى، مشيرة إلى أهمية الأدب في معالجة كل هذه القضايا الاجتماعية والثقافية، حيث يمكن لأدب الطفل أن يكون أداة قوية لمناقشة القضايا الهامة بطريقة مناسبة للأطفال، مما يشجعهم على التفكير النقدي وتطوير وعي اجتماعي، إضافة إلى تأثير القصص على الهوية والانتماء وتعزيز التراث المحلي أو من ثقافات أخرى.

 

زرع الأمل

بدورها، تحدثت روندا روماني عن كتاباتها وحضور الهوية وقضايا الحرب والسلام، ومحاولتها زرع الأمل من خلال هذه الكتابات في نفوس الأطفال، كما أشارت إلى أهمية تمثيل التنوع والشمولية في أدب الطفل، وضرورة وجود شخصيات وقصص متنوعة تمثل مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية والقدرات في كتب الأطفال، ما يساعدهم في الشعور بالانتماء والتقدير لذواتهم وللآخرين، مبينة أن أدب الطفل يلعب دوراً رئيساً في الوحدة والتنوع وبناء جيل أكثر انفتاحاً وتقبلاً للآخر. كما تحدثت عن تجربتها الشخصية مع القصص وكيف تؤثر الكتب في حياة الأطفال ونظرتهم للعالم، وكيف يمكن لهم أن يترجموا هذه التجارب في أعمالهم وحياتهم.

 

مشتركات إنسانية

أما الحسن بنمونة فأصَّل لمفهوم الاختلافات الثقافية، خاصة بين الشرق والغرب، مؤكداً ضرورة التركيز على المشتركات الإنسانية التي يقدم الأدب، حيث تتكرر الموضوعات المشتركة منذ فجر التاريخ، مثل الصداقة، والتعاون، والرحمة، والتسامح، والعدالة، ويعيد الكتّاب كتابتها بطرق مختلفة وجديدة، لذلك عليهم إعادة إنتاج هذه القيم التي تمثل البعد الإنساني للأدب والقوة الحقيقية للقصص بأساليب جديدة، وتمكين الأطفال من معرفة اللغة وتذوق الأدب، لافتاً إلى أن مهمة الكاتب ليست بناء المجتمع فقط، بقدرما هي صناعة الأدب وتكييف كل الموضوعات لجعلها متلائمة مع البيئة الثقافية وبناء مجتمعات أكثر تماسكاً ووحدة، إضافة إلى استكشاف قوة القصص في جمع الناس وتجاوز الاختلافات.

 

أدوار علمية

من ناحيته، قال الدكتور نزار القمري: "تلعب القراءة دورًا علميًا مهمًا لا يمكن تجاهله؛ فالقصة يمكن قراءتها في أي زمان ومكان، وتُسهم في تنمية اللغة وتوسيع الخيال. كما أن تأثير القراءة على الطفل كبير، فهي تحفزه على التفكير وتساعده على تكوين صور ذهنية تعزز قدراته الإدراكية". كما أشار إلى دور القصص في بناء الجسور الثقافية وتعريف الأطفال بثقافات وعادات وتقاليد مختلفة، مما يعزز التفاهم والاحترام المتبادل بينهم وبين أقرانهم من خلفيات متنوعة، وكسر الصور النمطية وتعزيز التعاطف مع الآخر.

وتندرج هذه الجلسة ضمن ندوات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، والذي يضم إضافة للجلسات مجموعة واسعة من الإصدارات الجديدة المخصصة للأطفال واليافعين إلى جانب برنامج حافل بالفعاليات التفاعلية والعروض والأنشطة التثقيفية والترفيهية التي تستمر على مدار 12 يوماً.

مقالات مشابهة

  • «عين للطفل» .. حاضنة رقمية لهوية الناشئة في سلطنة عُمان
  • كيف نُعيد الطفل إلى الطبيعة؟
  • تدشين كتيّب "أنا واعٍ" للتوعية بحقوق الأطفال الجسدية
  • جديد اختطاف رضيع بالقبة.. الخاطفة تنشط مع شبكات إجرامية مغربية لسرقة الرُضّع
  • الطفل الزجاجي.. حين يصير الإهمال الأسري طريقًا للموت الرقمي|تفاصيل
  • «الشارقة القرائي للطفل» يستعرض التفكير النقدي وأدب الطفل والرويات المصورة
  • أدباء وباحثون: أدب الطفل يبني الهوية ويزرع القيم الإنسانية في الأجيال
  • بلاغ غرق يحرك أجهزة بورسعيد.. والمفاجأة: الطفل كان بيلعب استغماية!
  • خبيران في "أدب الطفل": الكتابة للأطفال تستلزم جذب الانتباه بالصور والحبكة والأسلوب
  • علي فرج .. طفل قذفته صواريخ الاحتلال إلى منزل مجاور .. هذه حالته الصحية / فيديو