يعيش الأفراد في عالم مليء بالتفاعلات الاجتماعية، والعلاقات الإنسانية، يمكن أن يكون الظن السيء أحد أكثر المشاعر تدميرًا. يتجلّى هذا الظن في اعتقاد الشخص بأن الآخرين يدبرون له مكيدة، ممّا يؤدي إلى شعور دائم بعدم الأمان والقلق. يمكن أن يؤثر هذا النوع من التفكير بشكل منقطع النظير على حياة الفرد.
يتخيل الشخص تخيلات لا تمتّ للحقيقة بصلة، إنما تخيلاته التي أصبحت تسيطرعليه، ليست إلا أفكاره المكبوته داخله، ثم يعيش في حالة من التوتر المستمر، حيث يعتقد أن كل من حوله يخطط لإيذائه.
عندما يسيطر الظن السيء على عقل شخص ما، فإن ذلك يؤثر بشكل كبيرعلى علاقاته، ليس هذا فحسب، بل يمرضه، لأنه يبدأ في تفسير تصرفات الآخرين بشكل سلبي، مما يؤدي إلى سوء الفهم، وارتفاع نسبة النزاعات بينه و بين الآخرين . كما أن هذا النوع من التفكير، يمكن أن يدمِّر الصداقات والعلاقات العائلية، وقبل ذلك فإنه يدمِّرالحالة النفسية لدى الفرد، حيث يستمر شعوره بالإحباط بسبب الآخرين.
للتغلب على الظن السيء، يتطلب على الفرد أن يكون واعيًا ذاتيًا، و لديه رغبة في التغيير. من المهم أن يتعلم الفرد كيفية التعرف على أفكاره السلبية وتحدّيها. يمكن أن تساعد تقنيات مثل التأمل، والكتابة اليومية، في تعزيز الوعي الذاتي، وتخفيف القلق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعده الحديث عن أفكاره مع الأشخاص الداعمين، في التغلُّب بشكل كبير.
يعدّ الظن السيء، عائقًا كبيرًا في حياة الفرد، حيث يؤدي إلى العزلة، وفقدان الثقة في النفس، وفي الآخرين.
ومن خلال الوعي الذاتي، والتواصل المفتوح، يمكن للشخص أن يتجاوز هذه المشاعر السلبية، ويعيد بناء علاقاته مع ذاته، ومع من حوله، ولا ننسى أن الثقة، هي أساس العلاقات الإنسانية، ومن المهم أن نتعلم كيف نثق بذواتنا، ومن ثم بالآخرين مرة أخرى.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: یؤدی إلى یمکن أن
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: "سن الرشد والأمم"
ماذا لو وصل شاب أو شابة إلى مرحلة "سن الرشد" أى أصبح عاقلًا ومسئولًا عن تصرفاته،وله الحق فى التوقيع أمام الجهات الرسمية،ويُطْلَبْ للشهادة وتُعَتمْد أقواله، "سن الرشد" ينطبق على الفرد كما ينطبق على المجتمعات، وأيضًا على الدول،فهناك دول وصلت إلى "سن الرشد" منذ زمن طويل تعدى عمرها الألف سنة، وهناك دول أخرى وصلت "سن الرشد" منذ مئات السنين ودول أخرى وصلت إلى "سن الرشد" منذ عشرات السنين!!.
والملاحظ، وهذا يستدعى الباحثين فى علم الإجتماع والتاريخ أن يفردوا فى بحوثهم عن سر هذه الملاحظة، وهى أن "سن الرشد" يبدأ لدى الفرد أو الأمة (الدولة) بثورة وحركة سريعة، "ونمو مضطرد" وإن كانت الفروق النسبية تختلف من فرد إلى فرد أو أمه إلى أمة لكى نتفق على أن البداية تكون سريعة ومتلاحقة، خاصة إن كان هناك نية وإخلاص فى المجتمع وإصرار على النمو والإزدهار والتقدم، ولكن فى سن الشيخوخة، وهو عكس "سن الرشد" ينكسر المنحنى ويتجه لأسفل، إن لم يكن الفرد قد أعد عدته لمثل هذه المرحلة السنية، من أعمال وأبناء وأحفاد يشدون أوصاله ويشيدون بأفعاله، ويمجدون أسمه وأيضًا ينطبق هذا التفسير على الأمم والدول.
فالآمة التى تشيخ دون أن تعد أبنائها وبنيتها الأساسية،فهى أمة "غلبانة مسكينة" !! تستحق الرحمة والترحم عليها، يارب لا تجعلنا من الأمم التى تستجدى الرحمة والترحم عليها أبدًا !!.
ولكن أجمل منها أمة تجدد دائمًا فى "عمرها وفى شبابها" ، وفى إستغلال كل طاقات أبنائها.
ولعلنا ونحن نتجول بأبصارنا حولنا سوف نجد أمم صغيرة للغاية تقدم صفوفها صفوة أبنائها والمخلصين فيها، والأكفاء منهم فإستحقت تلك الأمم أن تنمو وأن تحافظ على شبابها وعلى حيويتها، لأن أبنائها أخلصوا فى إختيار أفضلهم لتقدم صفوفهم.
ليتنا نتعلم، مين يختار مين !! هذا المهم !!
يارب إرحمنا، ويسر أمورنا، وبصرنا بما لنا وما علينا.
"إنك نعم المولى ونعم النصير" صدق الله العظيم.
[email protected]