أشاد السفير العماني لدى البلاد د.صالح الخروصي بعمق العلاقات الكويتية – العمانية والتي وصفها بالممتازة والتاريخية، لافتا إلى أن البلدين يجمعهما تنسيق سياسي وديبلوماسي وتوافق في الآراء والمنطلقات، لافتا إلى وجود تعاون ونشاط اقتصادي ثنائي ملموس ومشاريع مشتركة وتبادل تجاري مميز بينهما، موضحا أن الاقتصاد بشكل عام يقود قاطرة العلاقات الثنائية بين الدول.

وأضاف، خلال مؤتمر صحافي عقده للإعلان عن فعاليات الأسبوع الثقافي العماني في الكويت الذي يبدأ اليوم الثلاثاء ويستمر حتى 5 الجاري، أن مشاريع الربط الخاص بالسكك الحديدية بين دول مجلس التعاون دخلت في مراحل التنفيذ بين الإمارات وعمان، وأيضا مشروع الربط السككي بين السعودية والكويت، موضحا أن هذا المشروع سيعزز ويسرع من وتيرة التبادل التجاري بين دول المنطقة بشكل عام ويعزز وصول بضائعها إلى أسواق أخرى إقليمية.

وحول حجم التبادل التجاري بين البلدين قال: «نود أن نشير هنا إلى ارتفاع معدلات التبادل التجاري بين البلدين، حيث كان حجم التبادل في عام 2022 نحو 282 مليون ريال عماني ليقفز في العام الماضي إلى 877 مليون ريال، فيما تشير الإحصائيات إلى أن التبادل التجاري خلال شهري يناير وفبراير من العام الحالي 2024 بلغ 400 مليون ريال، وهو معدل كبير بطبيعة الحال».

وذكر ان الاستثمار الكويتي المباشر في سلطنة عمان شهد أيضا ارتفاعا من 797 مليون ريال عماني في عام 2022 إلى 831 مليون ريال في عام 2023، لافتا إلى أن معظم الاستثمارات كانت في الصناعات التحويلية، والأنشطة العقارية، والفنادق والمطاعم، والتجارة، والوساطة المالية.

وأضاف ان هناك تقريبا من 200-300 شركة عمانية – كويتية تعمل بين البلدين في مختلف المجالات ومنها الطاقة والنفط، وأن هناك إقبالا على المنتجات العمانية.

وتابع ان اجتماع اللجنة الكويتية – العمانية المشتركة سيعقد قبل نهاية العام الحالي، مشيرا إلى وجود عدد من مشاريع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجهات المعنية في البلدين في قطاعات مختلفة لازالت قيد الدراسة، كاشفا عن انعقاد ملتقى اقتصادي بين البلدين برعاية وزارتي التجارة والصناعة وغرفتي التجارة والصناعة ورجال الأعمال وشركات من الطرفين، متوقعا أن يكون في شهر ديسمبر أو قبل نهاية العام.

وأشار إلى ان هذا العام شهد زيارتين مهمتين هما زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى عمان في فبراير، حيث شهد افتتاح مصفاة الدقم التي تعتبر من أكبر مشاريع التعاون في قطاع الطاقة بين البلدين في منظومتنا الخليجية والتي تصل إلى 9 مليارات دولار، ومن ثم كان بعد ذلك زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى الكويت في مايو، وكانت هناك محادثات رفيعة المستوى بين القيادتين، وتوجيهات مباشرة بتعزيز هذه العلاقة لما فيه خير لمصلحة البلدين ومنطقتها، وأيضا كانت هناك زيارة السلطان إلى متحف قصر السلام وأبدى إعجابه بمحتوياته وما تضمنه من مفردات ثقافية لتاريخ الكويت وأهميته الثقافية.

وحول قطاع السياحة قال الخروصي انه بانتظار نتائج الترويج السياحي الذي حدث مؤخرا، لافتا إلى ان القراءات الأولية تشير لوجود ارتفاع بأعداد السياح، موضحا انه حتى منتصف أغسطس الماضي وصل عدد السياح لنحو 816 ألف سائح، ولكن مع نهاية الشهر الجاري من المتوقع أن يزيد العدد عن مليون سائح حسب ما خططت وزارة السياحة في سلطنة عمان، مشيرا إلى زيادة أعداد السائحين الكويتيين بصورة ملحوظة.

وبالعودة للمناسبة قال الخروصي: «لدينا الاهتمام بالعلاقات الثقافية لعدة أسباب أهمها أن ما بين عمان والكويت علاقات ثقافية متطورة ومؤسسات ثقافية فاعلة بين البلدين سواء في القطاع الرسمي الحكومي أو القطاع الأهلي وبالتالي يوجد برامج تعاون مشترك بين المؤسسات الثقافية العمانية والكويتية منذ أمد بعيد».

وتابع ان لدينا الآن الأسبوع الثقافي العماني في الكويت هو واحد من بين أبرز الأشياء والفعاليات التي سنقوم بها، وسيكون الفترة من 3-5 سبتمبر من الشهر الجاري بفعاليات متعددة ما بين أمسية ثقافية وأمسية شعرية ومحاضرات وأمسية موسيقية بالإضافة إلى معرض الكتاب.

فعاليات الأسبوع الثقافي العماني في البلاد

قال السفير العماني د.صالح الخروصي إن افتتاح الأسبوع الثقافي العماني في البلاد سيكون اليوم الثلاثاء ويبدأ الافتتاح بمعرض إصدارات مشتركة بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وسفارة سلطنة عمان، وهناك عدد من المشاركين من الجمعية العمانية للأدباء والكتاب بوجود رئيس الجمعية، وبعد افتتاح المعرض سيكون هناك حفل موسيقي تحييه العازفة العمانية مريم المنجي والعازف يعقوب العاصمي وهما من أبرز العازفين بسلطنة عمان، وأتمنى أن ينال حضورهم رضا الجمهور.

وأضاف: بعد الحفل الموسيقي ستقام ندوة العلاقات العمانية ـ الكويتية وسيحييها أ.د.محسن الكندي وهو أكاديمي وباحث بالتاريخ الثقافي وحاصل على جائزة السلطان قابوس للثقافة والعلوم والآداب في أولى دوراتها في سنة 2012، وحصل على جائزة شخصية العام الثقافية في سلطنة عمان في أول دورة لها في 2021 وله أبحاث وكتب في الأدب والنقد والتاريخ الثقافي العماني، حيث سيستعرض مراحل من الإضاءات من التاريخ الثقافي المشترك بين عمان والكويت، والعلاقات الثقافية المشتركة، والعلاقات لها انعكاسات على الصحافة بفترة مبكرة في الأربعينيات والخمسينيات، ومن المؤتمرات والندوات الثقافية ومن خلال المراسلات بين الأدباء والشعراء بين الطرفين ويستعرض مجملها.

كما ستشارك في الجلسة نفسها الباحثة الكويتية آلاء المنصور، وهي كتبت كتابا أكاديميا عن العلاقات العمانية – الكويتية، ومدير الجلسة سيكون بدر الفيلكاوي.

وتابع السفير العماني: بعد هذه الندوة ستكون هناك أمسية شعرية تحييها الشاعرة العمانية بدرية البدري وهي شاعرة وروائية صدر لها العديد من الإصدارات المطبوعة في الشعر الفصيح وأدب الأطفال والعديد من القراءات النقدية وحصلت على العديد من الجوائز والشاعر يوسف الكمالي وهناك شاعر كويتي فيصل العنزي وستكون الأمسية بإدارة الشاعر الحارث الخراز، وجميع الفعاليات ستكون في المكتبة الوطنية.

وختم الخروصي: الفعالية الأخيرة ستكون محاضرة عن أنماط العمارة العمانية المحصنة للباحث العماني سعيد الصقلاوي وهو حاصل على الهندسة في التخطيط وأكمل دراساته العليا بالتصميم الحضري في جامعة ليفربول في بريطانيا ورئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وله إصدارات شعرية متعددة، وهو يجمع بين تخصص أكاديمي بالهندسة وهواياته بالشعر والأدب، وتركيزه على نمط العمران المحصن السبب أن عمان بطبيعتها الجغرافية وتراثها الثقافي بها الكثير من أنماط القلاع والقصور والأبراج، وعمان بها ما لا يقل عن 4000 معلم معروف من هذه الأنماط.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: التبادل التجاری السفیر العمانی بین البلدین سلطنة عمان ملیون ریال لافتا إلى

إقرأ أيضاً:

أنثربولوجيا القبولي العماني !

زارت صديقة لي وزوجها مسقط قبل أسبوعين. قدما من أمريكا التي يعيشان فـيها منذ عشر سنوات، بعد أن تنقلا فـي مدن عربية وغربية عديدة. لكنها زيارتهما الأولى لمسقط. تحمستُ كعادتي للعب دور المرشدة السياحية، رغم قدراتي المتواضعة، أمام ما تكشفه مسقط من جمال خلاب وأسرار لا نهاية لها، أشاهدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر أختي التي تصغرني بعامين، التي لا تكتفـي بقطع نقاط مسقط المركزية، وتذهبُ لأماكنها الأقل شهرة.

كما أنني لاحظتُ أن مسقط وجهة للكويتيين، وبسبب علاقتي الخاصة بهم لدراستي فـي الكويت، فقد لاحظتُ أن النساء تحديدًا بدأن بالاستثمار فـي الإرشاد السياحي، ومغامرات المشي الجبلية، وتنظيم جلسات رياضة اليوغا على سفوح جبالها الساحرة. وكان من بين المحطات الأساسية هي المطعم العماني.

وعندما طلبت لهم القبولي من بين وجبات أخرى، تفاجآ وقالا لي إنهما جيران فـي ولايتهما الأمريكية لمطعم أفغاني يقدم القبولي، فهل هي وجبة أفغانية؟ لم أسمح لهما -بحس فكاهي طبعا- أن يقولا ذلك بصوت عالٍ، لكن الفكرة ظلت فـي بالي حتى موعد مغادرتهما، ناقشتُ أصدقائي العمانيين حول المسألة، وقد أجابني صديق لي، أن هذا ربما يكون معقولا، وأن القبولي ربما اشتقت عن «كابول» المدينة الأفغانية، وتوسع حديثنا ليشمل علائق المطبخ الخليجي بالمطبخ الآسيوي والاختلافات بينهما.

لكن سؤالًا أكبر كان يلحّ عليّ لمعرفته. وهو فكرة المطبخ القومي أصلًا، أو لماذا بات من المفترض أن يكون هنالك مطاعم ذات هوية وطنية. وهو أمر أثار النقاش بل حتى التعصب فـي أماكن عديدة فـي العالم، فالمطبخ الشامي ربما يكون عثمانيًا أو العكس. أدرك أن دراسات المطعم والطعام هي موقع «بيني» مهم فـي العقود الماضية لدراسة التاريخ والاقتصاد والسياسة، فوصفة طعام واحدة قد تخبرنا كوسيط عن لحظة تاريخية معينة ما لا تقدر يوميات تاريخية مكتوبة مباشرة بغرض التوثيق التاريخي الحديث عنها بالجدارة نفسها.

وجدتُ طيفًا من الإجابة عن هذا السؤال فـي دراسة عن تأميم ممارسات الحياة المنزلية، أو دعوني أقول «قومنتها» ولا أدري مدى صحة هذا الاشتقاق عن القومية، أو إن كان موجودًا بالفعل، نشرت هذه الدراسة فـي هولندا لاريك ستورم وتبدأ بالحديث عن جدة فكرة الدولة القومية، فهي حديثة لم تبدأ إلا قبل نحو مائتي عام، ولم تزدهر كما حدث لها بعد الحرب العالمية الثانية، التي رسخت فكرة «الدولة» و«الأمة».

وكان ذلك بتبني السياسة والإعلام والأكاديميا خطابًا أنتج هوية وطنية جامعة. كانت الثورة الفرنسية والحملة النابليونية من قبلها قد أدخلت فكرة سيادة الأمة للخطاب السياسي. وكان من بين الأدوات التي استخدمت لتكريس فكرة القومية خلال هذه المراحل التاريخية المتقاربة توحيد اللغة الوطنية وتوثيق الحكايات الشعبية للأمة والسعي لجمع الآثار والتحف لتكريس وجود ماضٍ وطني وبطولي خاص. ومع توسيع حق الاقتراع وصعود السياسة الجماهيرية وما صاحبها من ترويج واحتفال وحملات ترشح وما إلى ذلك دخلت القومية منعطفا جديدا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وأصبح المشهد الحضري مثلًا مليئًا بالتماثيل والآثار الوطنية.

مع ذلك لم تدرس البحوث والكتب التمظهرات القومية بعيدًا عن الحقل الثقافـي والسياسي والحضري، فلم تذهب حتى وقت قريب للحيز الخاص، وإلى مساهمة الأفراد بمجالهم «الخاص» أو «الشخصي» كـ«المجال المنزلي» ودوره فـي تكريس القومية والهوية الوطنية.

وعلى ما يقوم به الأفراد بمساهماتهم التي قد لا تكون واعية أو مدروسة بالضرورة فـي رسم «تقاليد وطنية» تصبح راسخةً ومسلمًا بها مع مرور الوقت كشأن وطني فعلًا.

تنتبه الدراسة إلى دور المبادرة الفردية فـي العمارة المنزلية من قبل المعماريين المتخصصين فـي تأسيس ما سيعرف بعمارة الدولة الفلانية، أو المقاطعة العلانية، وكذلك الحال بالنسبة للمطبخ الوطني.

الروائية أميليا باردو بازان دعت صراحة لتأميم ممارسات الحياة المنزلية فـي مدرسة العلوم المنزلية التي أنشئت أثناء الحرب العالمية الأولى فـي مدريد، زعمت بازان أن الوطن كان حقيقة كبيرة وواضحة «شيئًا طبيعيًا مثل الدورة الدموية» وبالتالي فإن النساء ومن منازلهن آنذاك كن مسؤولات عن تحفـيز مظهر الأمة ورفاهها، وكانت ترى فـي ذلك حفاظًا على الوطن وتجنبًا لانحطاط العرق! لقد دعت لأن تلتزم النساء حتى فـي واجباتهن المنزلية بخدمة الوطن لا عبر خدمة رجاله المقاتلين وتربية الأطفال المقاتلين فحسب بل من خلال كل شيء يتعلق بالحياة فـي المنزل وخصوصيتها بداية من طبخ الأطباق الأسبانية وصولا لأنشطة التدبير المنزلي الأخرى.

لاحظ معي عزيزي القارئ، كيف أن المطبخ يصبح هو أيضًا حيزًا للتعبئة الداخلية الشاملة.

تتطرق الدراسة فـي هذا السياق لدراسة أجرتها نانسي ريجين حول تأميم أعمال التدبير المنزلي فـي ألمانيا أعقاب مطلع القرن العشرين، عندما رُوجَ لأساليب «سليمة» للتدبير المنزلي، وجهت للنساء عموما كن بروتستانتيات أو كاثوليكيات أو يهوديات ليصبح هنالك معايير منزلية «ألمانية».

وبغض النظر على مسألة الحكم على «القومية» والنكوص إليها، فـيما إذا كان رجعيا أو تقدميا، وهو أمر أرى أنه ينبغي التفكير فـيه باستمرار، أو على الأقل التفكير فـي «المحلية» فـي كونها «عالمية» فـي جوهرها، لكونها نتاج تفاعل عالمي تاريخي، إلا أن كل هذا مثير للاهتمام حقًا، لقد سرحتُ بتفكيري بالشباب العمانيين الذين أحب متابعتهم جدًا على وسائل التواصل الاجتماعي، المؤثرين تحديدًا فـي مجال الطهي، وبعضهم متابع من الخارج مثل معاذ البادي، أو الشيف الفلسطيني الذي يعيش ويبث وصفاته من سلطنة عمان محمد موسى واللذين يوثقان طرق طبخ وجبات «عمانية» بعضها شهير والآخر ليس كذلك. وكيف يقومان بدورهما برسم حدود وطنية واضحة، «تقومن» الطهي وتنسب وصفات دون غيرها لهوية واحدة.

ألهمني هذا السؤال للتفكير فـي القومية -وهو ليس طارئا مع تصاعد «الشعبوية» فـي العالم كله- بطريقة مختلفة، أرغب أكثر من أي وقت سابق فـي قراءة واحدة من أهم الأطروحات النظرية حول القومية فـي التاريخ وهو كتاب «الجماعات المتخيلة: تأملات فـي أصل القومية وانتشارها» لبندكت أندرسن، والنظر فـي المساهمات القادمة من «الأسفل» لصياغة الهوية الوطنية. كم أنا ممتنة للقبولي العماني لأسباب عديدة كما تتخيلون، إحداها إشعال هذا الفضول بالقومية!.

مقالات مشابهة

  • وفد سعودي يطلع على التجربة البرلمانية العمانية
  • الكويت تتبرع بقرابة مليون دولار لإنشاء مركز صحي في البصرة
  • وزير الخارجية يؤكد أهمية زيادة التبادل التجاري والاستثمارات مع لاتفيا
  • العلاقات العمانية البحرينية.. النموذج الذي يحتاجه العرب
  • أنثربولوجيا القبولي العماني !
  • روسيا وفيتنام تخططان لزيادة حجم التبادل التجاري بينهما إلى 15 مليار دولار
  • بريطانيا: حجم التجارة مع العراق سيزداد عشرة أضعاف
  • الميزان التجاري لسلطنة عُمان يسجل فائضًا بـ 6 مليارات و562 مليون ريال عُماني
  • مؤتمر بالقاهرة لتطوير التبادل التجاري بين مصر وأوكرانيا قريبا (خاص)
  • السفير "بادي" يبحث مع وزير الدولة للتعاون الدولي بقطر التعاون بين البلدين