قالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية سابقاً، إن مصر عادت للريادة الأفريقية من جديد بتصدر تصنيف «بيزنس إنسايدر أفريقيا» فى القوة الناعمة داخل القارة.

 الحركات الإرهابية بالمنطقة مصدر خطر دائم وأدت إلى سقوط أنظمة.. ومواجهتها تتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً

وأضافت، فى حوار لـ«الوطن»، أن الحركات الإرهابية فى المنطقة مصدر خطر دائم، وأدت إلى سقوط أنظمة، ومواجهتها تتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً، مشيرة إلى أن «القاهرة» أسهمت فى تحقيق التنمية داخل القارة وأوجدت آليات للمساعدة والدعم، وأرسلت آلاف الخبراء فى كافة المجالات إلى عدة دول.

 مصر تدعم الصومال فى محاربتها ومقاومتها للإرهاب وأجرت اتفاقاً مع نيجيريا لصد الحركات المسلحة

 مصر تدعم الصومال فى محاربتها ومقاومتها للإرهاب وأجرت اتفاقاً مع نيجيريا لصد الحركات المسلحة ما رأيك فى تصدر مصر قائمة «بيزنس إنسايدر أفريقيا» فى القوة الناعمة بالقارة؟

- سعيدة جداً بأن مصر حصلت على تصنيف متميز فى هذا المجال نتيجة جهد دؤوب تم خلال السنوات الماضية، ونحن نعرف أن هناك نوعين من القوى: القوة الخشنة وهى العسكرية ومصر لا تلجأ لها، والقوة الناعمة وهى كل أنواع العلاقات الأخرى، الرياضية والثقافية والأدبية والمرأة والشباب وعمليات التنمية والمعونات التى تصدرها مصر، وبسبب دورنا فى المنطقة يشعر الأشقاء أن مصر تقف بجانب أى دولة تعانى من الكوارث.

ما الركائز التى حسمت تصدر مصر لقائمة الدول الأفريقية فى تأثير «القوة الناعمة»؟

- هناك العديد من الركائز بالطبع، مثل الأعمال والتجارة والثقافة والفنون والتراث والاتصالات، ومصر كانت تقوم بجهود كبيرة فى أسابيع ثقافية تقام فى دول أفريقيا، والجهود بالنسبة لتمكين المرأة والمساواة، وهو ما يساعد فى تقدم مصر ومؤشراتها على المستوى الدولى ويجعل صورة مصر أفضل فى أفريقيا، بالإضافة إلى النشاط المتبادل واستضافة العديد من المؤتمرات، والمنح التى تقدمها مصر للدول.

كيف ترين العلاقات المصرية الأفريقية وتطورها خلال السنوات الماضية؟

- العلاقات بين مصر ودول أفريقيا ممتدة عبر العقود الماضية، وتميزت بالصعود والهبوط، وفترات مزدهرة وفترات أخرى بها فتور، لكن آخر 10 سنوات تميزت بازدهار شديد كان واضحاً فى اهتمام بالغ بالقارة الأفريقية، والرئيس عبدالفتاح السيسى كان حريصاً على المشاركة فى كافة الفعاليات الأفريقية بنفسه، وكان هناك عدد كبير صعب حصره من الزيارات الثنائية، سواء لمصر من خلال زيارات الزعماء الأفارقة أو زيارات الرئيس لهذه الدول، وهناك دول لم يزرها رئيس مصرى قبله.

ما الطرق المناسبة لزيادة العلاقات الثقافية مع دول أفريقيا؟

- من خلال السفارات فى دول أفريقيا ودول العالم كان يتم إقامة أسبوع ثقافى مصرى، وخلاله تُعرض أفلام مصرية، سواء مدبلجة أو مترجمة، وهذا يساعد المجتمع أو الدولة الأخرى للتعرف على الفن المصرى ومدى تقدم السينما المصرية، وكانت مصر تقيم حفلات متنوعة وحفلات الفرق الأدبية والفنون الشعبية، وندوات لأديب من الأدباء للتعريف بالثقافة المصرية، ويجب أن نزيد كمصريين من معرفتنا بالأدباء الأفارقة والفن الأفريقى والتعرف على مدى التقدم فى المجالات المتنوعة هناك.

تركز مصر على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.. هل أسهم ذلك فى دعم العلاقات؟

- بالفعل أدى إلى قوة العلاقات وعدم وقوع مشكلات بيننا وبينهم، وهى سياسة حكيمة، وخاصة فى عدد كبير من النزاعات الداخلية فى أفريقيا نفسها والعالم، كما أن المشاركة بها تورط أى قوة خارجية مهما كان حجمها، فمصر تحاول المساهمة فى تحقيق السلام من خلال عضوية مصر فى مجلس السلم والأمن الأفريقى وبعض الوظائف التى تتولاها مصر فى دائرة صنع القرار، كما أن الانضمام إلى البريكس كان تطوراً مهماً خلال الـ10 سنوات الماضية، ومصر دائماً تضع ضمن أولوياتها رغبة الشعوب وما يريدونه ولا تدعم طرفاً على حساب آخر، فهى تحاول تحقيق السلم والأمن بدون انحياز.

كيف تنظرين للجهود المصرية فى محاربة الإرهاب الإقليمى والدولى؟

- تسعى مصر لمحاربة الإرهاب الدولى والإقليمى لأن ما يصيب الدول يصيبنا أيضاً، والحركات الإرهابية الموجودة فى المنطقة مصدر خطر دائم، وأدت إلى سقوط أنظمة فى بعض الدول، وكانت مصر عضواً نشيطاً فى «تجمع الساحل والصحراء»، وتحاول مقاومة حركات الإرهاب فى المنطقة، والتعاون مع دول منطقة الساحل مثل تشاد والنيجر وليبيا، بحيث تستطيع مصر بشكل جماعى وتعاونى مواجهة الخطر، وحالياً ندعم الصومال فى محاربتها ومقاومتها لحركة الشباب الإرهابية، كما أجرت اتفاقاً مع نيجيريا لصد الحركات الإرهابية، وتقدم الدعم للدول لمواجهتها، كما تساهم فى بناء قدرات المختصين فى هذه الدول لمقاومة الحركات الإرهابية، وإقامة دورات كثيرة لنقل الخبرات المصرية فى عملية مقاومة الإرهاب وتبادل المعلومات.

العلاقات مع أفريقيا

العلاقات تحسنت، خاصة علاقتنا بدول الكوميسا ودول حوض النيل، وساهمت مصر فى تحقيق التنمية، وأوجدنا آليات كثيرة للمساعدة والدعم فى تحقيق التنمية، سواء الاقتصادية أو البشرية، وأرسلنا آلاف الخبراء المصريين فى كافة المجالات لدعم عملية التنمية فى هذه الدول، وقدمنا منحاً دراسية فى الجامعات، وطبعاً كان هناك أساتذة جامعات استحدثوا جامعات فى دول أفريقية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزارة الخارجية الحركات الإرهابية الحرکات الإرهابیة القوة الناعمة دول أفریقیا فى المنطقة فى تحقیق

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية السوري: المنطقة العربية تأثرت بالإرهاب بعد ثورات الربيع الأسود

كشف وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد، عن أسس التنسيق بين القاهرة ودمشق في مختلف المجالات، موضحًا أن العلاقات المصرية السورية في قلب كل عربي ومصري وسوري.

وقال المقداد، إن «الشعب السوري لا يمكن أن ينسى دور الدولة المصرية تجاهه، كما أن القاهرة فتحت أذرعها للسوريين منذ عدة سنوات خير دليل على قوة العلاقات التي تربط الشعبين».

وأضاف فيصل المقداد خلال لقائه مع الإعلامي مصطفى بكري ببرنامج «حقائق وأسرار»، والمذاع على قناة «صدى البلد» قائلًا: «كل مواطن مصري لديه شعور محبة وأخوية تجاه المواطن السوري والعكس صحيح، موضحًا أن الأمن المصري لا يمكن أن ينقسم عن الأمن السوري».

وأكمل: «سوريا ستعود مرة أخرى ولكن بشكل أفضل وبصورة أفضل من الصورة الماضية، لافتًا إلى أن العلاقات الدبلوماسية المصرية السورية تشهد تطورا ملحوظا خلال الفترة الحالية».

ووصف فيصل المقداد، الربيع العربي بالربيع الأسود الذي أثر سلبا على كافة مناحي الحياة، وعطل قطار التنمية الاقتصادية، كما أن المنطقة تأثرت بالإرهاب خاصة بعد ثورات الربيع الأسود.

وأشار فيصل المقداد إلى أن الشعب السوري يواجه الإرهاب منذ أحداث 2011، كما أن جماعة الإخوان تلعب دورا كبيرا في تقسيم وتفكيك سوريا، منوهًا إلى أن وزارة الخارجية المصرية رفضت طلب محمد مرسى أثناء توليه الحكم بقطع العلاقات المصرية مع سوريا.

وأردف فيصل المقداد: «الوضع على الساحة العربية يزداد تعقيدا، ونعول على وعي الشعوب العربية في التصدي لكافة العراقيل، والتخلص من النفوذ وانتهاكات التي يقوم بها الغرب تجاه دولنا».

مقالات مشابهة

  • الصين في أفريقيا بين ضرورة التوسع العسكري والثوابت التاريخية
  • وزير الخارجية يتوجه إلى روسيا الاتحادية في زيارة ثنائية
  • نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق: آراء صانعو القرارات في واشنطن متضاربة
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: علينا كعرب دعم الصمود الفلسطيني أمام المحتل
  • وزير الخارجية التونسي لـ”خوري”: ندعم أي حوار يقود إلى حلّ سياسي “ليبي – ليبي”
  • وزير الخارجية الصومالي: قررنا رفع مستوى العلاقات مع مصر إلى أعلى المستويات الممكنة في كافة الأصعدة
  • وزير الخارجية السوري: الربيع الأسود دمر التنمية في المنطقة ونشر الإرهاب «فيديو»
  • وزير الخارجية السوري: العلاقات بين القاهرة ودمشق في قلب كل عربي (فيديو)
  • وزير الخارجية السوري: المنطقة العربية تأثرت بالإرهاب بعد ثورات الربيع الأسود
  • وزير الدفاع الصيني يطالب الدول الكبرى بحماية الأمن العالمي