الثورة نت../

بثت الأجهزة الأمنية مساء اليوم الجزء الثاني من الاعترافات الموسعة لخلية التجسس الأمريكية، الإسرائيلية حول استهداف الواقع التعليمي في الجمهورية اليمنية.

وكشفت اعترافات خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، عن مراحل الاستهداف الأمريكي للعملية التعليمية في اليمن منذ أربعين عاماً، والجهات التي استهدفت قطاع التعليم بصورة عامة، والمتمثلة في الشراكة العالمية، ومشروع “CLB”، والوكالة الأمريكية للتنمية، والمنظمة الألمانية “GIZ”، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة البحث عن أرضية مشتركة.

وحرصت المخابرات الأمريكية منذ مراحل مبكرة على التحكم بالعملية التعليمية في اليمن، خاصة في إعداد وتأليف المناهج اليمنية، فمنذ مرحلة ما بعد 1990م، كان مكتب الـ EDC التابع للمخابرات الأمريكية، يدير من الأردن إعداد الكتب للصفوف (1 – 3) ويمرر عبر فرق الإعداد كل المفاهيم الأمريكية بغية العبث بمخرجات التعليم في اليمن وإفراغه من محتواه.

الشراكة العالمية تنفذ المؤامرات الأمريكية لضرب التعليم:

يؤكد الجاسوس عامر الأغبري، جندته المخابرات الأمريكية عام 1987م، أن الأجندة الأمريكية بدأت ضرب التعليم وإفراغه من محتواه باستهداف معلمات الريف بعد اختيار ألفين و300 معلمة لتدربيهن في مختلف المحافظات عن طريق مجموعة من المدربين لمعلمات الريف، للخروج بنتائج ضعيفة في عملية التدريس في الأرياف.

وأوضح أن من ضمن الأنشطة التي تم العمل فيها في إطار أهداف المخابرات الأمريكية، هي عملية الإشراف التربوي، الذي تم استهدافه بشكل منظم، وإيقاف جميع المبالغ المالية المحددة للنزول الميداني لكافة الموجهين، للإشراف على العملية التربوية والتعليمية.

وقال “من ضمن إستراتيجية استهداف التعليم، عملية استقطاب وإخراج كبار المدربين ما يسمى بـ “ترينر أوف ترينر” مدربي المدربين وعملنا على إضعافهم واختيارهم من العناصر الضعيفة بالتنسيق مع قطاعي التدريب والتعليم بوزارة التربية، وإدخال الرموز المسيحية “البابا نويل”، في القرائية للأطفال كصورة في رياض الأطفال”.

وأشار الجاسوس الأغبري، إلى أنه تم إيجاد بيئة طاردة للطلاب، من خلال عدم توفير وبناء أي فصول إضافية بالمدارس المستهدفة لتعمل على ازدحام الطلاب في مراحل التعليم، وعدم زيادة بناء مرافق صحية خاصة بمدارس الفتيات ونشر الأمراض بين الأطفال، ما أدى ذلك إلى عزوفهم الأطفال عن الالتحاق بالمدارس.

وأضاف “لا أنسى أنه كان هناك دور فعال في تسهيل تنقل موظفي الشراكة العالمية وتنفيذ الأجندة الأمريكية بوزارة التربية والتعليم التي كان يعمل كستار لنا وتغطية تحركاتنا بسهولة جداً وصراحة كان هناك تقليص لنفوذ المشاريع الأجنبية بالوزارة بعد ثورة 21 سبتمبر، فكان يسهل لنا باحتوائه مالياً بمبالغ ليسهل تحرك الشراكة العالمية وموظفيها لتدمير التعليم”.

وتابع الجاسوس الأغبري “بعدما عملنا إعادة البرمجة الأولى نتيجة ضعف تنفيذ الأنشطة في 2015م – 2016م، أعدنا البرمجة، والحكومة اليمنية، أو وزارة التربية والتعليم طلبّت إلغاء تطوير القرائية وبقية المواد ألغوها ومشينا في العلوم والرياضيات قبل أن نبدأ في النشاط، ثم التنسيق مع العنصر المجند في قطاع المناهج في وزارة التربية والتعليم”.

ووفقاً لاعترافات خلية التجسس الأمريكية، الإسرائيلية في استهداف التعليم باليمن، تجاوز ذلك حد المناهج التعليمية وتغيير دروس في مادتي العلوم والرياضيات، بهدف صعوبة فهمها من قبل الطلاب، بهدف تجهيلهم وإخراجهم من المدارس وعزوفهم عن التعليم.

ذلك ما ذهب إليه الجاسوس الأغبري الذي أكد أنه تم اختيار عناصر خبيرة في مجال تطوير المناهج ومنها “العلوم، الرياضيات”، ممن لهم سوابق في العمل مع الوكالة الأمريكية، مقابل استلام ثمانية آلاف دولار عن كل مادة بهدف عمل تغييرات في مادة الرياضيات بتغيير القسمة للصفين الأول والثاني حتى لا يفهمها الطلاب، وكذا بالنسبة للكسور العشرية بعمل ترميز بدلاً عن المكعب، لطلاب الصف الرابع، وتغيير الأرقام في الرياضيات حتى يحصل لخبطة للطلاب”.

وقال “كذلك بالنسبة لمادة العلوم، تم عمل بعض الخطوات العلمية في بعض التجارب، من خلال عملية تغييرها كخطوة أولى، تكون (الرابعة والثالثة والرابعة) وتنقيص بعض المتطلبات في هذه التجربة ونتائجها، ما يؤدي إلى عمل لخبطة لدى الطالب في تلك التجربة”.

تفكير استباقي لتمويل مؤامرات تدمير التعليم:

كان تدخل المخابرات الأمريكية في العملية التعليمية، متغلغلاً من خلال المشاريع التي تنفذها عبر الوكالة الأمريكية للتنمية والشراكة العالمية والبنك الدولي واليونيسف وشخصيات ساهمت في استهداف التعليم في الجمهورية اليمنية وتدميره مقابل الحصول على أموال.

يقول الجاسوس الأغبري “لا أنسى التفكير الاستباقي لنا والمخابرات الأمريكية مع آدم سميث في واشنطن عبر الفيديو كونفرس والمخابرات أيضاً في الخارجية للبحث عن مصادر مالية، لأن مشروع الشراكة العالمية للتعليم، سينتهي كان في ديسمبر 2021م، فعملنا قبلها بثلاث سنوات على إعداد مشروع متكامل والبحث عن مصادر مالية وتم الحصول على 153 مليون دولار من الوكالة الأمريكية والشراكة العالمية والبنك الدولي”.

ويضيف “فوافقوا على المشروع وبدأ عبر الشراكة العالمية للتعليم عن طريق الوحدة التي كنت أديرها نفس الاستراتيجية إلى حد ما وأكثر، يعني الأعداد كلها تضاعفت التدخلات أكبر في أعوام 2022 و2023 و2024م، و2025م، المفروض أربع سنوات إذا استمر بدون توقف، لأنه ينفذ من جهات “اليونيسف من سيف شيلدرين واليونسكو عن طريق التعليم عن بُعد بإذاعة من خارج اليمن”.

لم يقتصر تدمير التعليم على توفير التمويلات اللازمة لخلية الجواسيس في الداخل، لتغيير المناهج الدراسية وتنفيذ مشاريع وهمية لإنهاء التعليم في الجمهورية، لكنه تعدّى ذلك لشراء الذمم بمقابل فتات من المال مقابل استغلالهم في تنفيذ الأجندة الأمريكية خارج إطار وزارة التربية والتعليم المعنية بقطاع التعليم في البلاد.

وفي ظل الفساد المالي والإداري بوزارة التربية والتعليم آنذاك، استخدمت المخابرات الأمريكية عبر خلية الجواسيس عدة وسائل لتنفيذ استراتيجية ضرب التعليم في الجمهورية اليمنية، من خلال مشاريع تنموية تابعة لمنظمات تابعة للأمم المتحدة العاملة في اليمن، بما فيها “اليونيسف، giz، والمنظمة الدولية للإغاثة والغذاء العالمي”.

وأفصح الجاسوس الأغبري عن الوسائل التي تم استخدامها في تنفيذ استراتيجية ضرب التعليم في الجمهورية اليمنية والمتمثلة في استخدام التمويل الأجنبي خاصة من برنامج الشراكة العالمية للتعليم ومن بعض المشاريع التنموية الأخرى مثل اليونيسف، الـ جي آىي زد، وسيف شيلدرين، والمنظمة الدولية للإغاثة والغذاء العالمي”.

وأضاف “استغلينا الفساد المالي والإداري بوزارة التربية والتعليم لشراء الذمم باستقطاب عدد كبير جداً إلى جانب العملاء المستقطبين سابقاً تم استقطاب عدد كبير لتنفيذ هذه الاستراتيجية بالمال بحسب الأنشطة تدفع له مبالغ مالية وهو ينفذ”.

وبين أنه بتعاون كامل من اليونيسف، وخاصة بوجود أندريا كانت الخبيرة السويسرية التي ساعدتنا أكثر في تنفيذ الإستراتيجية برفع التقارير الدورية إلى واشنطن عبر اليونيسف.

تحركات تآمرية لمنظمة “GIZ”:

ويتابع الجاسوس عامر الأغبري “المنظمة الألمانية “GIZ” تعمل بطريقة منفصلة بذاتها، مستقلة لكن من باب أنه تشغر الوزارة أنا بعمل كذا وكذا إشعار، ولكن يتم التنفيذ مباشرة من عندهم عبر كادر في المنظمة إلى جانب استغلال الخبراء وعناصر كثيرة جداً موجودة في وزارة التربية والتعليم وكلية التربية بجامعة صنعاء يتم استغلالهم وهناك عناصر في كل محافظة يعملوا على تنفيذ الأنشطة بمعزل عن وزارة التربية، مقابل مبالغ مالية وحوافز يومية مع توفير إمكانيات لهم”.

وتحدث عن إبلاغه بأنه سيتم إنشاء وحدة مستقلة عن وزارة التربية والتعليم على أساس تبقى تشتغل بأريحية كاملة ولكن تبقى ضمن مظلة الوزارة، وإشراف منظمة اليونيسف الجهة التي سيتم تمويل المشاريع أو الأنشطة لمدة أربع سنوات، يديرون المشروع سبعة أشخاص بمبلغ 72 مليون دولار، ولكن نتيجة أحداث القصف تم تمديد المشروع إلى 2021م”.

وأضاف “عام 2013م، تم التنسيق للقاء مع نائبة السفير الأمريكي في السفارة الأمريكية، وقابلتها واثنين من ضباط الاستخبارات وكانت أيضاً في رئيسة القسم السياسي والاقتصادي أولفا رومانوفا، التي طلبت مني بأنه تم استدعائي على أساس إبلاغك بوجود وظيفة لك في مشروع الشراكة العالمية للتعليم، ممول من الوكالة الأمريكية والاستخبارات إلى جانب خمس دول أجنبية، فقلت خلاص أنا أعطيك نسخة أولية موجودة معي وفعلاً أعطيتها النسخة”.

واختتم الجاسوس الأغبري حديثه بالقول “أنا بأخذ هذه النسخة الأولية واطلع عليها وأبدأ التنسيق مع ضباط الاستخبارات اللي أتبعه وهو آدم سميث في واشنطن على أساس كيفية العمل على خروج باستراتيجية متكاملة حول إضعاف التعليم في اليمن بالمشروع الجديد التابع للشراكة العالمية للتعليم”.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الشراکة العالمیة للتعلیم وزارة التربیة والتعلیم فی الجمهوریة الیمنیة التعلیم فی الجمهوریة المخابرات الأمریکیة الوکالة الأمریکیة استهداف التعلیم بوزارة التربیة خلیة التجسس فی الیمن من خلال

إقرأ أيضاً:

في يومه العالمي.. التعليم باليمن يكابد أصعب حقبة في تاريخه

صنعاء- "نحاول قدر المستطاع تعليم الطلاب في ظل ظروف بالغة الصعوبة، بينها انعدام الكتاب المدرسي والرواتب الضئيلة لا تفي بأدنى متطلبات الحياة". بهذه الكلمات يصف عادل أحمد قائد -وكيل مدرسة الثورة- بريف محافظة تعز واقع التعليم في اليمن.

ويواجه هذا البلد حربا مستمرة بين القوات الحكومية والحوثيين منذ نحو 10 سنوات، أثّرت على مختلف جوانب الحياة ودفعت ملايين الأطفال إلى خارج المدارس.

ويعمل قائد في قطاع التعليم منذ 28 عاما، ويرى أن الواقع الحالي يقاسي تحديات كبيرة بينها انحسار الكادر التعليمي المؤهل، وغياب الكتاب المدرسي، وضآلة راتب المعلمين الذي لا يكفي حتى لشراء الدقيق، كما يقول.

وصادف الجمعة الموافق 24 يناير/كانون الثاني "اليوم العالمي للتعليم"، في وقت يواجه فيه هذا القطاع الحيوي باليمن أصعب حقبة في تاريخه.

ويضيف قائد (54 عاما) أن "التعليم في بلاده بات متدهورا جدا، وأصبح بعض الطلاب لا يستطيع حتى كتابة اسمه بالشكل الصحيح ولا يجيد القراءة، جراء ازدحام التلاميذ وضيق الفصول الدراسية، وعدم توفر الكتاب المدرسي".

يحرص المعلمون على استمرار التعليم رغم الظروف الصعبة المعقدة جراء تدهور وضعهم المعيشي (الجزيرة) احتجاجات

وخلال الفترة القليلة الماضية، شهد عدد من مدن اليمن احتجاجات على تدهور الوضع المعيشي للمعلمين والأكاديميين نتيجة تراجع قيمة رواتبهم بنحو 10 أضعاف جراء تدهور العملة.

إعلان

ولأول مرة منذ سنوات، تأخّر تسليم رواتب الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2024، مما أدى إلى إضراب في المدارس والجامعات الحكومية قبل أن يتم استئناف التعليم خلال الأيام الماضية بعد وعود من السلطات بتحسين أوضاع الكادر التعليمي.

وحسب رصد الجزيرة نت، تراجعت رواتب الأكاديميين إلى أقل من 120 دولارا بعد أن كانت بمعدل 1500 دولار مطلع العام 2015، بينما راتب المعلمين أصبح بالمتوسط نحو 40 دولارا هبوطا من قرابة 400 دولار قبل الحرب.

وفي سبتمبر/أيلول 2024، أعلن ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في اليمن، بيتر هوكينز، وجود 4.5 ملايين طفل خارج المدرسة في البلاد، معتبرا ذلك "قنبلة موقوتة".

وحذّر، في حوار صحفي نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، من أنه "ما بين خمس وعشر سنوات، ربما يكون الجيل القادم أميا، وربما لا يعرف الحساب، ولديه القليل جدا من المهارات الحياتية والتأسيس، وهذا سيكون أمرا إشكاليا أكثر وأكثر مع انتقال البلاد إلى المرحلة التالية مع جيل جديد".

ويوم الاثنين الماضي، عقد وزير التربية والتعليم اليمني طارق سالم العكبري، اجتماعا موسعا في مدينة عدن لبحث سير العملية التربوية والتعليمية في البلاد. وشدد في بيان لوزارته، على أهمية تضافر الجهود من الجميع لاستقرار العملية التربوية والتعليمية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بالبلاد".

وسبق أن شكَت الحكومة مرارا من صعوبات مالية كبيرة منعت من مواجهة متطلبات القطاع التعليمي، خصوصا تحسين أوضاع المعلمين والأكاديميين.

مستقبل كارثي

يقول المعلم الخمسيني عبده أحمد صالح، الذي يعمل  في مدرسة التصحيح بمنطقة بني بكاري التابعة لمديرية جبل حبشي غربي محافظة تعز، إن "استمرار تدهور التعليم في اليمن ينبئ بمستقبل كارثي للأجيال".

وفي حديثه للجزيرة نت يشكو من أن "المعلم اليمني أصبح غير قادر على توفير أدنى متطلبات الحياة لأفراد أسرته خاصة مع استمرار تدهور العملة".

إعلان

وأضاف أن وضع التعليم في بلاده أصبح مأساويا، وواقع المعلمين يتدهور باستمرار، مشيرا إلى أن راتبه لا يصل إلى 50 دولارا ولا يكفي لتوفير أدنى متطلبات الحياة لأسرته المكونة من 8 أفراد.

وتابع" بعض المعلمين اتجهوا إلى الإضراب بسبب عدم صرف رواتب أشهر سابقة، واستمرار غلاء المعيشة، وتدهور الأوضاع الاقتصادية للكادر التعليمي، وهذا الأمر يؤثر على مستوى الطلاب".

التعليم في الخيام نتيجة قلة الفصول الدراسية في ريف اليمن (الجزيرة) العمل بدل المدرسة

بدوره، يعزو الناشط المجتمعي عبد الله البركاني تدهور التعليم إلى انهيار الأوضاع المعيشية للمعلمين والطلاب. وأضاف للجزيرة نت أن "ثمة معلمين يتسلمون راتبا شهريا لا يوازي 20 دولارا، وهو مبلغ ضئيل جدا، لا يمكن أن يوفر أدنى مقومات الحياة".

وتابع "العديد من المعلمين يذهبون إلى المدارس دون أن يتناولوا طعام الإفطار بسبب تدني مستوى دخلهم المعيشي، مما يؤثر على جودة التعليم".

ويلاحظ البركاني أيضا أن الكثير من الأسر أصبحت تُلقي بأطفالها إلى سوق العمل عوضا عن المدرسة، بهدف توفير متطلبات العيش جراء الفقر المدقع وتدهور الأوضاع.

وطالب الناشط اليمني الحكومة بصرف رواتب الكادر التعليمي بما يوازي قيمة رواتبهم مطلع 2015، حتى يتم الاهتمام بالتعليم بشكله المطلوب.

المرأة اليمنية حاضرة في التعليم الطوعي نتيجة قلة الكادر في العديد من المدارس (الجزيرة) من الرمضاء للنار

ودفع التدهور الكبير في التعليم بعض الأسر اليمنية إلى تسجيل أولادهم في مدارس خاصة رغم الكثير من التحديات.

وفي حديثه للجزيرة نت، يقول المواطن محمد إسماعيل، إنه سجّل أولاده الثلاثة في مدرسة خاصة بمدينة تعز، بعد أن شهد الإهمال الكبير في المدارس الحكومية. وأضاف "كنت أظن أن التعليم الخاص سيكون منقذا لأطفالي، لكن وضعي أصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار".

إعلان

وتابع "طرق التعليم أصبحت غير مجدية في المدارس كافة، فالوضع العام أثر على كل مناحي الحياة، ولولا حرصي الكبير على تعليم أطفالي في المنزل لما تعلموا حتى الإملاء".

وأردف "المدارس الخاصة تطلب مبالغ مالية كبيرة، لكن كفاءة المعلمين تتراجع نتيجة الرواتب الزهيدة التي تعرضها على الموظفين لديها، ما يجعل المخرجات غير جيدة".

ومضى قائلا "رغم كل هذه الصعوبات والتحديات لجأنا إلى التعليم الخاص كونه أفضل نسبيا إذا ما تمت مقارنته بالقطاع العام الذي يعاني من إضراب متكرر وتعليم جزئي لبعض الحصص فقط".

بعض الفصول الدراسية يتكدس فيها نحو 100 طالب مما يؤثر على طبيعة التعليم (الجزيرة) دمار واسع

في أكثر من بيان، سبق أن أعلنت الأمم المتحدة تدمير أو تضرر آلاف المدارس في اليمن جراء الحرب، وأن 8 ملايين طالب بحاجة ماسة إلى دعم تعليمي.

وفي السياق، يقول أمين عام نقابة المعلمين بمحافظة تعز عبد الرحمن المقطري إن الحرب تسببت بدمار أكثر من 10 آلاف مدرسة على مستوى اليمن، مع نهب العديد من المؤسسات التعليمية ومعامل المعاهد التطبيقية والتقنية والعلوم، فضلا عن وقف طباعة الكتب وتسرب أكثر من 2.5 مليون طالب وطالبة من التعليم، وتضرر آلاف المعلمين، مما خلق مأساة كبيرة في الجانب التعليمي.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال إن عدد المعلمين الرسميين في مديرية واحدة كبيرة بمحافظة تعز هي "صالة" 2500 معلم، لكن إجمالي المعلمين مع المتطوعين الموجودين حاليا لا يتجاوز ألفا، مشيرا إلى أن الطلاب قبل الحرب في المديرية ذاتها كان عددهم 88 ألف طالب وطالبة، وحاليا لا يصل عددهم إلى النصف.

ولفت النقابي اليمني إلى تدهور الاقتصاد وتراجع الريال اليمني بشكل كبير، خاصة مع شح الموارد، والإنتاج المحلي، ما تسبب بتفاقم الأوضاع المعيشية لدى المعلم  والطالب.

وأوضح أن "المعلم أصبح يذهب إلى المدرسة حافي القدمين، وشارد الذهن، ومهموما بحال أسرته، ولا يستطيع تقديم التعليم الجيد للطلاب، مما يسبب كارثة للتعليم في المستقبل".

إعلان

وحول الحلول لهذا الوضع يقترح المقطري أنه "يجب على أفراد المجتمع خصوصا الآباء والمجالس المحلية وبعض التجار الميسورين الاتفاق مع المعلمين وتقديم رواتب شهرية، لهم بحدود 50 ألف ريال (24 دولارا)، وتوفير بعض الحصص الغذائية لهم كما جرى في بعض المناطق، كحل مؤقت حتى تنتهي الأزمة".

وشدد على ضرورة أن "تتخذ الدولة كل الوسائل من أجل حل هذه القضية من خلال التعاون مع الأشقاء والمنظمات الدولية لحل معاناة التعليم".

معاناة التعليم الجامعي

ألقت تداعيات الحرب بثقلها على التعليم الجامعي في اليمن الذي بات يعاني واقعا مزريا، بينما تم إغلاق بعض الأقسام نتيجة عدم الإقبال عليها وهجرة العديد من الأكاديميين بحثا عن معيشة أفضل.

يقول رئيس قسم الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة تعز الدكتور منير التبعي، إن "وضع الأكاديميين اليمنيين بات مزريا وكارثيا للغاية، مشيرا إلى أن الأستاذ الجامعي اليوم لا يستطع أن يفي بأبسط احتياجاته الضرورية للحياة خاصة أن راتبه لا يساوي إيجار شقة، فضلا عن احتياجاته الأخرى من غذاء ودواء".

وأضاف للجزيرة نت أن "راتب الأستاذ الجامعي كان قبل عشر سنوات ما يعادل 1500دولار، واليوم لا يساوي 120 دولارا، ومع ذلك يستمر الأكاديميون في التدريس من منطلق الواجب الوطني والإنساني".

وأردف التبعي "قبل 10 سنوات كان الأستاذ يطالب بتحسين مستحقاته المالية، أما الآن لم يعد يطالب بأكثر من أن يعود إليه الراتب السابق، خاصة مع استمرار العملة المحلية في التراجع وغلاء الأسعار".

وشدد التبعي على ضرورة  تحسين مستوى الراتب ورفعه بما يساوي قيمته قبل اندلاع الحرب، وإيقاف الانهيار المتسارع للعملة الوطنية أمام العملات الأجنبية والارتفاع الجنوني للأسعار ومحاسبة المتلاعبين بها.

وشدد قائلا "إذا تحققت هذه الحلول سوف يعود الأستاذ الجامعي إلى عمله وهو قادر على دفع الإيجار والاهتمام بأولاده، وتعليم طلابه، بالإضافة إلى عودة  كرامته وقيمته ومكانته في هذا المجتمع".

إعلان

مقالات مشابهة

  • حكم قضائي بإلغاء قرار وزير التربية والتعليم لإجبار الطالب على تسليم التابلت « ننشر الحيثيات»
  • وزير التربية والتعليم يبحث التعاون مع مفوض الحكومة الألمانية
  • وزير التربية والتعليم يزور مدرسة "كومينيوس" في ألمانيا
  • المصريين الأحرار يناقش أبرز القضايا المطروحة في مؤتمر التربية والتعليم أمن قومي
  • التعليم باليمن يكابد أصعب حقبة في تاريخه
  • في يومه العالمي.. التعليم باليمن يكابد أصعب حقبة في تاريخه
  • وزير التربية والتعليم يبحث مع مسئول ألماني سبل تطوير التعليم قبل الجامعي
  • حميد الأحمر: ''الظروف والجهات التي أوصلت الحوثيين إلى صنعاء وتواطئت معهم قد تغيرت ومأرب عصية عليهم''
  • وظائف جديدة لصالح وزارة التربية والتعليم بمحافظة الشرقية | تفاصيل
  • التربية والتعليم تكرم مدير الشئون القانونية لبلوغه سن التقاعد