حققت محافظة المنيا إنتاجية عالمية من فول الصويا، الذى زاد الطلب عليه بعد ارتفاع أسعاره فى أعقاب نشوب الأزمة «الروسية - الأوكرانية»، حتى باتت بعض القرى تزرع المحصول مرتين فى العام الواحد بدعم من مبادرة «ازرع» التى أطلقها التحالف الوطنى لدعم العمل الأهلى التنموى، وتنفذها الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بالتعاون مع وزارة الزراعة، حيث تساعد صغار المزارعين على التوسع فى إنتاج المحاصيل المهمة، خاصة الزيتية التى تدخل فى صناعة الزيوت والسمن والصابون والأعلاف، من خلال تقديم الإرشاد الزراعى، وتطبيق الزراعة التعاقدية.

وقد تربعت قرية صفط اللبن، التابعة لمركز المنيا، على عرش إنتاج المحصول على مستوى المحافظة التى يمتلك مزارعوها خبرة كبيرة فى زراعة فول الصويا.

«عطية»: الفدان يحقق 1.5 طن ويستهلك 750 كيلو سماد

وقال محمد عطية، من مزارعى فول الصويا بقرية زهرة التابعة لمركز المنيا، إن فول الصويا من المحاصيل القومية، وتتم زراعته خلال الفترة من 15 أبريل حتى 15 مايو، ويتم الحصاد من 15 أغسطس وحتى 15 سبتمبر، ومدة اكتمال نمو المحصول حوالى 150 يوماً من وقت زراعته. وأضاف «عطية» أن إنتاج المحصول يبلغ نحو طن ونصف للفدان الواحد، ويتم تسميد الفدان بـ750 كيلو من السماد، وتتم عملية الحصاد على مراحل تبدأ بجمع فول الصويا بأغصانه من الأرض وتركة حتى الجفاف التام لمدة أسبوع تقريباً، ثم درسه باستخدام الآلات الزراعية.

«ماجدة»: تفعيل «الزراعة التعاقدية» للقمح والقصب يُحسن دخل المزارعين

وقالت ماجدة عزت بهجات، من مزارعى قرية أبوقرقاص بالمنيا، إن الزراعة التعاقدية مكّنت صغار المزارعين من زراعة محصول فول الصويا مرتين فى العام، وأشادت «عزت» بإطلاق مبادرة التحالف الوطنى «ازرع»، التى ساعدت على نجاح زراعة فول الصويا مرتين خلال العام، وقد حقق المحصول إنتاجية تراوحت بين طن و800 كيلو، و2 طن فى المرة الأولى، وطن واحد فى المرة الثانية، ليصل الإجمالى إلى 3 أطنان للفدان الواحد فى العام.

وأوضحت «ماجدة» أن تفعيل نظام الزراعة التعاقدية فى المحاصيل الزراعية، خاصةً فيما يتعلق بمحصول فول الصويا والقمح والقصب، ضمن للمزارعين الثبات على أسعار المحاصيل وتحسين دخلهم، كما أن زراعة محصول فول الصويا أصبحت مربحة بفضل التحولات الزراعية التى تمت فى الفترة الأخيرة، خاصةً توفير البذور المناسبة والأسمدة العضوية والكيماوية والمبيدات الحشرية الآمنة، وكذلك تحسين تقنيات الرى والحصاد، متوقعة زيادة إنتاجية محصول فول الصويا مستقبلاً، ما يسهم فى تحقيق الأمن الغذائى وتوفير فرص عمل جديدة فى القطاع الزراعى.

وشهدت محافظة المنيا، قبل أسبوعين، احتفالية يوم حصاد للفول الصويا بقرية صفط اللبن، بمشاركة مركز البحوث الزراعية والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى والهيئة القبطية الإنجيلية، وذلك ضمن مبادرة «ازرع».

وقال المهندس ماجد بولس، مسئول التنمية الريفية بالهيئة الإنجيلية، إن الاحتفالية تحت رعاية علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، وإشراف عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، بمشاركة علاء خليل مدير معهد المحاصيل الحقلية ووكلاء معهد المحاصيل الحقلية ورئيس قسم المحاصيل البقولية. وقال الدكتور خالد جاد، وكيل معهد المحاصيل، إن هذا النموذج الإرشادى يهدف إلى زيادة إنتاجية الفدان من فول الصويا ومجابهة التغيرات المناخيه وتوفير ٢٥% إلى ٣٠% من المياه فى تجربة جديدة عن طريق زراعة الصنف عالى الإنتاج واختيار ميعاد الزراعة والزراعة على مصاطب، وأدى إلى إنتاجية تزيد على ٢ طن للفدان مع تكرار الزراعة مرة أخرى فى نفس الأرض من ٢٥ يوليو إلى نهاية أكتوبر، ومن المتوقع إنتاجية طن للفدان خلال الزراعة فى المرة الثانية، وذلك فى ظل توجيهات القيادة السياسية بالاهتمام بالفلاح المصرى وتعظيم دور الإرشاد الزراعى لخدمة الزراعة فى ظل تحديات صعبة من تغيرات مناخية شديدة ومتزايدة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: موسم الحصاد الزراعة التعاقدیة محصول فول الصویا

إقرأ أيضاً:

ارتفاع جنونى فى أسعار الأسمدة

فى البداية كل عام والفلاح المصرى بألف خير بمناسبة العيد الوطنى لفلاحى مصر الذى حل خلال الأيام الماضية وتحديدا فى 9 سبتمبر الحالى. وبهذه المناسبة هناك مشاكل يواجهها الفلاح ويأتى على رأسها الارتفاع الجنونى فى أسعار الأسمدة الزراعية، التى باتت تشكل عبئًا كبيرًا على المزارعين بشكل يفوق الخيال مما اضطر كثيرون إلى العجز عن شراء الأسمدة وعدم تسميد المحاصيل. وكلنا يعلم أن معظم الأسمدة مستورد من الخارج، إلا أن ذلك ليس مبررًا لأن يواجه المزارعون مشاكل فيما يتعلق بالحصول عليها. وهذا الأمر يجعل الفلاح أمام موقف صعب وهو عدم تسميد المحاصيل وبالتالى يكون المحصول هزيلًا ولا تحقق الأرض الإنتاج المطلوب. ويتعرض الفلاح لخسائر فادحة ولا يعطى المحصول ثمن التكلفة التى صرفها طوال فترة النمو وحتى الحصاد.. وهناك كارثة أخرى وهى هجران الفلاح الأرض وتبويرها.. وفى كلتا الحالتين تحل الكوارث، على المزارع!.

وهنا يجب على وزارة الزراعة أن تقوم بسياسة زراعية جديدة تواكب الواقع الجديد الذى تعيشه البلاد وتقوم بإنشاء المزيد من مصانع الأسمدة لمواجهة قلة إنتاج المحاصيل، وتقليل الاستيراد من الخارج. ويجب أن يكون هناك تجديد فى الفكر الزراعى. المزارع الذى يمتلك مساحة قليلة من الأرض أو يؤجرها للعمل فيها، لم يعد يحتمل أبدًا الارتفاعات الباهظة فى الصرف على المحصول منذ وضع البذرة وحتى إنتاج المحصول. البذرة غالية وتكاليف الرى باهظة والسماد يرتفع بشكل مبالغ فيه، وحتى السماد البلدى زاد سعره بشكل خطير، ما جعل الفلاح يصاب بحالة سيئة.

كما أن سعر توريد المحاصيل الزراعية بلا استثناء قليل، والرابح الوحيد فى هذا الأمر هم التجار الجشعون الذين يشترون الإنتاج بسعر منخفض، ويعرضونه على المواطنين بأثمان باهظة ولا أحد يحاسب هؤلاء التجار الجشعين المحتكرين الذين يمصون دماء الفلاح والمواطن على السواء.

يجب ألا تكون السياسة طاردة للفلاح من الأرض الزراعية، ولا بد من ضرورة إعادة الفكر مرة أخرى مع السياسة الزراعية الحالية التى لم تعد تواكب الواقع المعاش حاليًا، فما أصعب ما يعانيه الفلاح وأسرته حاليًا، ويرحم الله المقولة الشهيرة التى كان المصريون يتغنون بها «ما أحلاها عيشة الفلاح».

مصر تحتاج إلى تغيير فى السياسة الزراعية، وبناء الدولة الحديثة لا يتحقق إلا بتطوير السياسة الزراعية، وتوفير الراحة للفلاح الشقيان بطبيعة الحال، فى كل ما يتعلق بشئون الزراعة، ما يتسبب فى تبوير الأراضى أو تصحرها.

يجب على وزارة الزراعة ألا تقف متفرجة أمام أزمة ارتفاع أسعار الأسمدة التى أصبحت عبئا ثقيلا على الفلاح. والمعروف أن الدولة المصرية حريصة جدا على الاهتمام بالفلاح ومن باب أولى توفير الأسمدة بسعر مقبول حتى يتسنى للمزارعين شراءه وتسميد المحاصيل.

إن الاهتمام بالزراعة قضية أمن قومى لأسباب كثيرة أولها زيادة الإنتاج من المحاصيل التى يستهلكها المواطنون، إضافة إلى تقليل الفجوة الغذائية. ولذلك فإن هناك ضرورة إلى التوسع فى إنشاء مصانع الأسمدة للتقليل من عمليات الاستيراد من الخارج.

 

 

مقالات مشابهة

  • ضوابط القبول ببرنامج الهندسة الزراعية بالإنجليزية جامعة الإسكندرية
  • ارتفاع جنونى فى أسعار الأسمدة
  • تعليق دعم الأسمدة لسارقي الكهرباء والمتعدين على الأراضي الزراعية حتى يبت القضاء
  • ضمن الموجة 23.. المنيا تزيل 159 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية
  • محافظ المنيا: إزالة 159 تعديا على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة
  • تكنولوجيات زراعة حديثة ومنحة يابانية.. تفاصيل استقبال وزير الزراعة السفيرَ الياباني بالقاهرة
  • مقياس فيضان النيل.. مصمم من العهد العباسي من أجل المحاصيل الزراعية
  • أنشطة ثقافية لقصور الثقافة بأسوان
  • الزراعة: المباشرة بحملة توسيع زراعة النباتات الطبية والعطرية
  • تلف 90 فدان ذرة شامية بسبب فساد التقاوى بالدقهلية