لجريدة عمان:
2024-09-15@08:25:42 GMT

المصرف المركزي الليبي قد يزيد المشكلات!!

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

على مدى الأسابيع والأيام الأخيرة اتجهت الأوضاع في ليبيا الشقيقة نحو مزيد من التدهور ليس فقط في غرب ليبيا -في طرابلس- ولكن أيضا في شرقها -في بنغازي- وازدادت التحذيرات المباشرة وغير المباشرة من داخل ليبيا وخارجها، مما يمكن أن تتطور إليه الأوضاع، وأعرب كثير من الأطراف المحلية والإقليمية والدولية عن قلقها مما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع الليبية خاصة في هذه الظروف الراهنة التي تعاني من الانقسامات والاستقطاب وتعدد وتضارب التدخلات الخارجية التي تضع مصالحها الخاصة قبل المصالح الليبية، بغض النظر عن الشعارات التي يرفعها كل طرف في الظروف والمواقف المختلفة، وهذا الوضع هو في الواقع نتيجة لما شهدته ليبيا من أحداث منذ عام 2011 على الأقل والنهاية المأساوية لحكم العقيد القذافي، وفي ظل التدهور السريع للأوضاع الداخلية وكجزء منها نشطت اتصالات ومقابلات ولقاءات بين مسؤولين ليبيين وأجانب في محاولة لاحتواء تدهور الموقف والحد من إمكانية اتجاهه إلى الأسوأ، ومما لا شك فيه أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين محاولة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إنهاء ولاية رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة المعترف بها دوليا والاعتراف فقط بحكومة أسامة حماد التي عيّنها مجلس النواب باعتبارها الحكومة الشرعية في ليبيا، وهو ما رفضه عبد الحميد الدبيبة استمرارا لموقفه السابق، وبين ظهور مشكلة المصرف المركزي ومحاولة السيطرة عليه بالقوة المسلحة من جانب عناصر خارجة على القانون حسبما وصفها مجلس النواب الليبي في بيانه في 25 أغسطس الماضي.

وتتجسد أهمية موقف مجلس النواب في لجوئه إلى الخيار الأسهل بأن قرر وقف إنتاج وتصدير النفط في الحقول الليبية خوفًا من محاولات اقتحام المصرف المركزي الليبي من جانب عناصر خارجة على القانون، بدلا من تكليف قوات الأمن والجيش بممارسة دورها ومهامها في حماية المصرف المركزي والعاملين فيه تحت كل الظروف. ولعل ما يؤكد هذا الارتباط بين الحدثين أنهما جاءا متعاقبين من ناحية وعدم الإفصاح عن هوية الميليشيات التي هددت باقتحام المصرف المركزي الليبي ومارست التهديد ضد محافظ المصرف المركزي صادق الكبير وعدد من كبار العاملين في المصرف في نهاية الأسبوع الماضي لدرجة أنهم قرروا مغادرة ليبيا إلى الخارج خوفًا على حياتهم، وبالتالي تم وقف العمل في المصرف المركزي مؤقتًا في نهاية الأسبوع الماضي انتظارا لما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا، وما إذا كان المصرف سيستأنف عمله أم سيواصل توقفه عن العمل اكتفاء بالأداء الإلكتروني من ناحية ثانية. وفي هذا الإطار فإنه من الأهمية بمكان في هذه الظروف الإشارة إلى قوة الطرف الذي يحرك الميليشيات للقيام بهذه الأعمال أو التهديد بها، ولعل من أهم هذه الجوانب أولا، أن ظهور مشكلة إدارة المصرف المركزي الليبي في هذه الظروف وبهذه السرعة تعبر في الواقع عن قوة الجهة المحركة للميليشيات التي مارست التهديد ضد المصرف المركزي وهو تهديد ليس معارضا للإدارة السابقة للمصرف التي أخذ عليها ملاحظات مختلفة منها الارتباط الوثيق مع رئيس الوزراء الدبيبة وتنفيذ قراراته بشأن الميزانية والإنفاق المالي العام ووضع أموال في بنوك لا تتمتع بقوة أو مصداقية كبيرة مما يؤثر على أموال المودعين وقد يؤثر على سمعة المصرف في خارج ليبيا.

وعلى ذلك فإنه من المفهوم أن الدبيبة سارع إلى تحريك إحدى ميليشياته لخلط الأوراق ولتعقيد الأحداث في الواقع ولعرقلة عملية أو محاولة الإطاحة به، والرجوع فيها وهو ما حدث في الواقع. جدير بالذكر أنه في الوقت الذي أطلقت فيه الميليشيات سراح أحد موظفي المصرف المركزي الذي اختطفته الأسبوع الماضي كما أن أعضاء الإدارة السابقة للمصرف المركزي قررت السفر إلى الخارج خوفا على حياتها وهو بمثابة هروب ولا يعبر عن إدارة مستقرة وسليمة للمصرف المركزي الليبي من ناحية، ويجعل سيف التهديد مسلطًا على رقاب الإدارة السابقة أو كبار عناصرها على الأقل من ناحية ثانية. كما يجعل تعيين إدارة جديدة مسألة تخضع لجدل وشد وجذب وإلى ضرورة توافق لا غنى عنها بين مجلس النواب ومجلس الدولة والمجلس الرئاسي ولا يجوز حصار أحدهما للأخرى لأي سبب؛ لأن ذلك يعرقل في الواقع عمل القيادة الليبية في النهاية.

ومن هنا فإن عقيلة صالح دعا إلى عودة المحافظ السابق -الذي غادر البلاد- وأكد أن المصرف المركزي سيظل مغلقا حتى يعود المحافظ السابق إلى منصبه السابق فضلا عن استمرار إغلاق حقول النفط الليبية حتى هذه العودة كذلك، وبالفعل انخفض إنتاج النفط الليبي بنحو النصف تقريبا. وقد تردد أن هناك تعليمات باستئناف الإنتاج في 3 حقول نفطية وهو مؤشر إيجابي. ولعل ما يسهل عودة محافظ المصرف المركزي السابق لمنصبه أنه كان قد رفض قرار إقالته من منصبه السابق، وأن المحافظ الجديد محمد شكري كان قد تم تعيينه من جانب المجلس الرئاسي وهو ما اعترض عليه مجلس النواب ومجلس الدولة باعتبار أنه ليس من حقه المشاركة في هذه العملية، ومن ثم اكد مجلس النواب ومجلس الدولة بقاء المحافظ السابق في منصبه ويعد هذا مدخلا ممكنا للتوافق والخروج من هذا المأزق الذي كان يمكن أن يتطور إلى مشكلة أكبر تؤثر على المصرف المركزي وممارسته لدوره، خاصة وأن ليبيا تستورد أكثر من 99% من احتياجاتها السلعية وأي ارتباك في هذا المجال ستكون عواقبه مؤثرة على الاقتصاد الليبي.

ثانيا: إن الصراع على السلطة والتشبث بالبقاء في مواقعهم الحالية هو القاسم المشترك بين رئيس حكومة لا توجد لديه حماسة كافية لحكومة منتخبة رغم كل تأكيداته السابقة بالتحضير للانتخابات. والشخصية الثانية عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي وهو الهيئة الليبية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي وهو يستمد من انتخابات مجلس النواب قوته وتأثيره. والشخصية الثالثة هي رئيس المجلس الأعلى للدولة والذي يضم شخصيات ممثلة للأقاليم الليبية وهي من أهم المقومات الاجتماعية الليبية وللقبائل الليبية باعتبارها من ركائز المجتمع الليبي. وخالد المشري هو رئيس المجلس الأعلى للدولة ويعارض عقيلة صالح في أي دور للمجلس الأعلى للدولة والمشاركة في مناقشة أدوار المؤسسات الأخرى ومنها على سبيل المثال قرار تعيين محمد الشكري محافظًا جديدًا للبنك المركزي والذي اعترض عليه كل من عقيلة صالح رئيس مجلس النواب ومحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي.. الشخصية الرابعة هي محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي وهو يميل إلى الحلول الوسطية وإلى التوافق بين القيادات الليبية حتى يمكن الوصول إلى حلول تحظى بأكبر قدر من التوافق والاتفاق فيما بينها. وفي ضوء ذلك وبرغم وجود شخصيات أخرى تتطلع إلى خوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلا أنه رغم أن الجميع يكرر دوما الحديث عن الانتخابات غير أنه لا توجد حماسة كافية لإجراء الانتخابات بشكل يجعل منها إضافة لصالح ليبيا اجتماعيا وسياسيا وأن الجميع يرضى بالأمر الواقع الراهن؛ لأنه لا يوجد من يملك القوة أو القدرة على تغييره وأن الميليشيات تريد دوما ثمن خدماتها ممن تقدمها إليه.

ثالثا: إنه إذا كان المصرف المركزي الليبي قد قام بدور مؤثر لصالح عبد الحميد الدبيبة من واقع سيطرته الفعلية كرئيس وزراء لحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا خاصة في العام الأول لتوليه السلطة كحكومة شرعية، وهو ما استمر حتى الآن، فإن ظهور مشكلة المصرف المركزي وتفكير بعض الأطراف في اللجوء إلى السلاح وأعمال الترهيب يشير بوضوح إلى الأهمية الكبيرة للمصرف المركزي وللدور الذي يقوم به في ظل العائدات الضخمة لصادرات النفط الليبي والتي بلغت 20.7 مليار دولار العام الماضي وسجلت 7.6 مليار دولار في النصف الأول من هذا العام حسب بيانات المصرف المركزي، وتجدر الإشارة إلى أن الدبيبة أرسل قوات مسلحة إلى جدامس في اتجاه غرب ليبيا كما أن بعض قوات خليفة حفتر تحركت في اتجاه جنوب غرب ليبيا بزعم حماية تلك المناطق. ومع ظهور مظاهر حشد عسكري من جانب قبائل الزنتان وقوات مصراتة ـ فإنه يبدو أن الأزمة قد تتجه نحو التهدئة خاصة بعد التحركات الأمريكية والدولية والقلق الليبي الداخلي الملحوظ من عودة أجواء الحرب الأهلية التي استمرت بين عامي 2014 و2020 والتي لا يرغب فيها الليبيون. وليس من المبالغة القول أن أزمة المصرف المركزي يمكن أن تكون مدخلا لتوافق أوسع بين الفرقاء إذا أدركوا أن التوافق يخدم المصلحة المشتركة وأن التنافس والصراع يضر بالجميع في النهاية وبحاضر ومستقبل ليبيا وشعبها الشقيق.

د. عبدالحميد الموافي كاتب وصحفي مصري

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المصرف المرکزی اللیبی المجلس الرئاسی مجلس النواب رئیس المجلس عقیلة صالح فی الواقع من ناحیة من جانب یمکن أن فی هذه وهو ما

إقرأ أيضاً:

WP: أزمة إدارة المصرف المركزي قد تدفع ليبيا إلى الفوضى مجددا

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحفي إيشان ثارور تناول الأزمة في ليبيا بخصوص المصرف المركزي وانعكاساته الميدانية والسياسية.

وقال ثارور، إن الأخبار الواردة من ليبيا التي تميل إلى جذب الانتباه الدولي غالبا ما تنطوي على مأساة وكارثة صارخة. إذا لم تكن الحرب الأهلية المروعة التي هزت الدولة الغنية بالنفط في شمال إفريقيا لسنوات وقسمتها إلى قسمين، فهي غرق المهاجرين الذين خرجوا من سواحل ليبيا التي لا تخضع لدوريات جيدة أو الفيضان التاريخي الذي قتل الآلاف في مدينة درنة قبل عام.

وأضاف، أنه مع ذلك، ففي الأشهر الأخيرة، كانت الدراما الكبيرة التي تجتاح البلاد أكثر غموضا، وتشكلت من خلال الصفقات السرية، والتحويلات في السوق السوداء، والتهريب غير المشروع. ولكن الأمر لا يقل أهمية وخطورة. فقد أدت الأزمة المستمرة بشأن السيطرة على البنك المركزي الليبي إلى شل الاقتصاد وأثارت مخاوف جديدة من الصراع.


وانخفضت صادرات النفط بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، في حين يواجه الليبيون العاديون طوابير طويلة في محطات الوقود، وقيودا على قدرتهم على سحب النقود من البنوك، وانهيار شبكة الكهرباء.

ويقول الخبراء إن الاضطرابات هي نتيجة للخلاف الذي اندلع في آب/ أغسطس ولكنه كان يتطور منذ فترة طويلة. فقد شهدت خطوة من جانب القوات القريبة من رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، الذي يقود الحكومة في غرب ليبيا، ومركزها العاصمة طرابلس، اختطاف مسؤولين في البنك المركزي ودفعت محافظ البنك لفترة طويلة، صادق الكبير، إلى الفرار إلى منفى اختياري في تركيا.

وتوقف البنك المركزي، الذي يعد المستودع القانوني الوحيد لثروات ليبيا المولدة من النفط، عن العمل. وأغلقت صادرات النفط بسرعة.

وقال الكبير، في إسطنبول، الخميس الماضي، إن ليبيا أصبحت معزولة بشكل أساسي عن النظام المالي العالمي.

وأضاف في تصريحات لوكالة رويترز أن "جميع البنوك الدولية التي نتعامل معها، أكثر من 30 مؤسسة دولية كبرى، علقت جميع المعاملات. تم تعليق جميع الأعمال على المستوى الدولي. لذلك، فإنه لا يوجد وصول إلى الأرصدة أو الودائع خارج ليبيا".

في جذوره، يدور الخلاف حول مخططات سماسرة السلطة المتنافسين على عائدات النفط في دولة فيها أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا. ففصيل الدبيبة على خلاف مع فصيل خليفة حفتر، الذي يسيطر على شرق ليبيا وأقام علاقات عميقة مع قوى أجنبية مثل روسيا والإمارات.

في نهاية الحرب المدمرة في البلاد، حاول حفتر شن هجوم للاستيلاء على طرابلس، لكنه فشل في النهاية عندما سارعت تركيا إلى تقديم المساعدات العسكرية والدعم للحكومة في طرابلس.

واستقر وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية في عام 2020 في حالة سلام غير مستقر، حيث يخوض الدبيبة وحفتر معاركهما من خلال وسائل أخرى - في الوقت الحالي.

وبين ثارور، أن الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لحل النزاع جارية. ولكن هذا الوضع يذكرنا بالحالة الخطيرة التي تعيشها ليبيا، التي ترنحت من الأزمة إلى الكارثة منذ الثورة الدموية والحملة التي دعمها حلف شمال الأطلسي والتي أطاحت بالدكتاتور الليبي معمر القذافي في عام 2011.


ولم تشهد البلاد حكما مستقرا منذ ذلك الحين، وهي الآن ممزقة بين كيانين سياسيين متنافسين ومجموعة من الجماعات المسلحة.

وقد برز آل الدبيبة وحفتر كعشائر قوية شبه أسرية، تتنافس على النفوذ على المؤسسات الرئيسية مثل البنك المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، والتي تتدفق من خلالها معظم عائدات النفط الليبية.

ويقول المحللون إن تلاعب آل الدبيبة بالبنك لتحقيق غاياته جعل الكبير يرحب بحفتر، الذي يُزعم في الوقت نفسه أنه يرأس شبكات واسعة من التهريب غير المشروع، وفق زعم كاتب المقال.

"لقد زرع الكبير بذور زواله"، كما أوضحت مجلة الإيكونوميست. "في البداية، اشترى كبار منافسيه: الأشخاص الذين ثاروا ضد الدكتاتورية وبعد القذافي، تضاعفت رواتب الدولة تقريبا إلى 2.4 مليون في بلد يبلغ عدد سكانه 7 ملايين نسمة. ويقال إن البنك مول أمراء الحرب، ودفع رواتب المقاتلين الذين حاصروا طرابلس ودافعوا عنها".

وأضافت المجلة الأسبوعية البريطانية: "عندما انتهى القتال في عام 2020، مول الكبير مخططاتهم الضخمة على نحو متزايد للاستفادة من عائدات النفط الضخمة في ليبيا. لقد دفع مليارات الدولارات لاستيراد الوقود بأسعار السوق، ودعمه لجعله الأرخص في العالم، ثم سمح بتهريبه برا وبشكل متزايد بواسطة ناقلات النفط إلى أوروبا. وكلما زاد المال والسلطة التي جمعها المتلقون، زاد ضعفه. وعندما حاول كبح جماح المال، كان الأوان قد فات".

لقد بدأت الضغوط العميقة تظهر. كتب الباحث في الشؤون الليبية ولفرام لاشر في مقال مطول لمجلة "نيو لاينز"، مشيرا إلى مجموعة متزايدة من الأدلة بشأن نهب الدولة الذي قام به كلا الطرفين، وخاصة حفتر، إذ "يبدو أن الترتيبات التي تربط بين الشرق والغرب تقترب من نقطة الانهيار".

وأضاف: "في غضون ذلك، يهدد تحسن وصول حفتر إلى الأموال بشكل كبير بزعزعة استقرار توازن القوى.

وأخبر صدام [ابن خليفة حفتر] المقربين بأنه يسعى لتحويل الفصائل الليبية الغربية ضد بعضها البعض وشراء دعم قادة المليشيات المختارين - وهي مهمة أصبحت أسهل بفضل الأموال التي لديه الآن تحت تصرفه.

كما أن والده أبلغ دبلوماسيين غربيين بأنه ينوي القيام بمحاولة أخرى "للاستيلاء على طرابلس".

وعلى مدار الأسبوع الماضي، زار البلاد عدد من كبار المسؤولين الإقليميين، بما في ذلك رئيس المخابرات التركية.

وهددت التوترات التقارب بين مصر وتركيا، اللتين تجدان نفسيهما على جانبي الانقسام الليبي. "لقد دعمت مصر والإمارات حفتر جزئيا بسبب أيديولوجيته المناهضة للإسلاميين التي تعارض اعتماد حكومة طرابلس على المليشيات المرتبطة بحركة الإخوان المسلمين"، كما أشار مركز صوفان، وهو مؤسسة بحثية مستقلة للأمن العالمي، في مذكرة في وقت سابق من هذا الشهر. 

وأضاف: "على النقيض من ذلك، انخرطت تركيا في حركات إقليمية متأثرة بجماعة الإخوان المسلمين وتنظر إلى حفتر كشخصية يمينية مكرسة للحد من نفوذ أنقرة الإقليمي. من جانبها، ترى روسيا سيطرة حفتر على معظم حقول النفط الليبية كأداة في المنافسة العالمية لموسكو مع الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين، الذين يدعمون جميعا أوكرانيا".

وقال ثارور، إن الجغرافيا السياسية المتشابكة تخفي إحباط العديد من الليبيين الذين يريدون ببساطة درجة من الاستقرار السياسي.


وقال مستشار سابق للحكومة الليبية، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته: "إذا سألت أي ليبي عادي، فسيقول إننا بحاجة إلى حكومة واحدة، ونحتاج إلى انتخابات".

ولكنه أضاف أن أصحاب النفوذ في البلاد غير مهتمين بمثل هذه النتيجة. وقال المسؤول السابق: "لماذا يريد حفتر حكومة واحدة؟ يمكنه الآن طباعة النقود كما يحلو له، وتهريب النفط".

وقد يكون الافتقار إلى الاهتمام الغربي هنا خطيرا، وخاصة في الوقت الذي قد تمارس فيه القوى الأجنبية بعض الضغوط على الفصائل الليبية للانضمام إلى الصف بحسب ثارور.

وكتب طارق المجريسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "قد يكون الدبلوماسيون مشغولين بمنع الحروب الأخرى في أوكرانيا وغزة من التحول إلى صراعات إقليمية وحشية. ولكن إذا كانوا مشغولين للغاية بحيث لا يغتنمون هذه الفرصة القصيرة، فقد ينتهي بهم الأمر إلى حكومة ثالثة قبل فترة طويلة".

مقالات مشابهة

  • لجنة الاقتصاد بالنواب تحذر من تداعيات الأزمة في المصرف المركزي الليبي
  • التفاوض حول المصرف المركزي الليبي مأزوم.. لماذا؟
  • WP: أزمة إدارة المصرف المركزي قد تدفع ليبيا إلى الفوضى مجددا
  • وسط أزمة المصرف المركزي.. استمرار تراجع صادرات النفط الليبية
  • الصغير: هنالك خلافات في مشاورات أزمة مصرف ليبيا المركزي
  • الأمم المتحدة: أزمة «المركزي الليبي» مستمرة
  • صادرات النفط الليبية تتراجع مع تعثر محادثات “المصرف المركزي”
  • معهد أمريكي يحذر من تدهور وضع الأزمة المصرفية في ليبيا أكثر
  • الصديق الكبير لرويترز: مصرف ليبيا المركزي معزول عن النظام المالي الدولي
  • استئناف المباحثات الليبية لوضع صيغة نهائية لحل أزمة المصرف المركزي