الاتفاقات الأمنية بين العراق وتركيا: حبر على ورق
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
2 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة:
على الرغم من توقيع العراق وتركيا العديد من الاتفاقات الأمنية والعسكرية، فإن الأوضاع الأمنية بين البلدين لا تزال تتدهور، مما يثير تساؤلات حول جدية هذه الاتفاقات ومدى التزام الطرفين بها.
وتتزايد التوترات الأمنية بين العراق وتركيا بشكل ملحوظ، بالرغم من توقيع اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين الجانبين.
تصاعد الانتهاكات التركية على الأراضي العراقية
وتشهد الحدود المشتركة بين العراق وتركيا تصعيدًا عسكريًا مستمرًا، وتقوم القوات التركية بعمليات عسكرية متكررة داخل الأراضي العراقية، بحجة محاربة عناصر حزب العمال الكردستاني.
ولكن، من الواضح أن هذه العمليات تجاوزت مكافحة الإرهاب لتصبح انتهاكًا صارخًا للسيادة العراقية، فالتجاوزات الحربية والعسكرية التركية باتت لا تعد ولا تحصى، وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وطالت المناطق الشعبية والسياح المدنيين، مما يعكس عدم جدية تركيا في الالتزام بالاتفاقيات الموقعة.
جدية الاتفاقات المبرمة
و تثير المذكرة الموقعة بين العراق وتركيا بشأن التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب الكثير من التساؤلات حول جديتها وفعاليتها، فقد وصف الحزب الديمقراطي الكردستاني الاتفاق الأمني الأخير بـ”المخجل”، مشيرًا إلى أن الاتفاقية لم تتضمن انسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية، بل جاءت باملاءات تركية، فيما تركيا تضع تصفية حزب العمال الكردستاني كشرط أساس لأي انسحاب، مما يظهر أن الاتفاقات تصب فقط في مصلحة تركيا دون تحقيق أي مكاسب حقيقية للعراق.
سياسة تركيا تجاه السيادة العراقية
و من خلال استمرار الانتهاكات العسكرية ورفض سحب قواتها، تمارس تركيا سياسة “عدم الاعتراف بسيادة العراق”.
وعلى الرغم من التوقيع على اتفاقيات متعددة، إلا أن تركيا مستمرة في تحقيق مصالحها دون أن تحقق أي من تلك الاتفاقيات نتائج إيجابية للعراق.
ويبدو أن هناك نوعًا من المجاملة من قبل السياسيين العراقيين على حساب سيادة بلدهم، حيث تتوغلت القوات التركية بعمق داخل الأراضي العراقية، ولديها فرقة مدرعة وعناصر استخباراتية وعمليات مخابراتية نوعية، مما يزيد من تعقيد الوضع.
النتائج المترتبة على الاتفاقات والمعاهدات
و في ظل هذه الظروف، يتضح أن نتائج الاتفاقات والمعاهدات التي وقعت بين بغداد وأنقرة كانت جميعها لصالح تركيا، فالجيش العراقي أعلن مؤخرًا عن إسقاط طائرة مسيرة تركية في مدينة كركوك، شمالي البلاد، ولكن ذلك لم يوقف أنقرة من مواصلة عملياتها العسكرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: بین العراق وترکیا الأراضی العراقیة
إقرأ أيضاً:
تركيا تعلن تحييد مسلحين أكراد في شمال العراق
أعلنت وزارة الدفاع التركية، السبت، تحييد 5 عناصر من تنظيم حزب العمال الكردستاني "بي كيه كيه"، شمالي العراق.
وذكرت الوزارة، في بيان، أنه تم تحييد تلك العناصر بغارة جوية على مواقع التنظيم في منطقة "كارة" بشمال العراق، وفقاً لوكالة أنباء الأناضول التركية.
وتستخدم تركيا كلمة "تحييد" للإشارة إلى المسلحين الذي يتم قتلهم أو أسرهم أو إصابتهم من جانب القوات التركية.
وفي نيسان (أبريل) 2022، أطلقت تركيا عملية "المخلب ـ القفل" ضد معاقل حزب "بي كيه كيه " في مناطق متينا والزاب وأفشين ـ باسيان،شمال العراق، التي يشن منها الحزب هجمات على الداخل التركي.
ووفقاً لبيانات تركية، تسبب الحزب في مقتل حوالي 40 ألف شخص (مدنيون وعسكريون)، خلال أنشطته الانفصالية المستمرة منذ ثمانينيات القرن الماضي.