الجزيرة:
2025-01-31@00:13:51 GMT

خيارات الأردن لمواجهة سيناريو تهجير فلسطينيي الضفة

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

خيارات الأردن لمواجهة سيناريو تهجير فلسطينيي الضفة

منذ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تنبّه الأردن مبكرا إلى مخططات تهجير فلسطينيي القطاع، وحذّر مرارا في تصريحات رسمية من أنها ستكون بمثابة "إعلان حرب" عليه.

ويرتبط الأردن وإسرائيل باتفاقية عام 1994، لكن عمان قررت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 سحب سفيرها من تل أبيب احتجاجا على الحرب على غزة التي تتعرض لها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدعم أميركي لحرب همجية، أسفرت عن نحو 135 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.

وفرض انتقال المشهد الخطير ذاته إلى مدن شمال الضفة الغربية المحتلة على عمّان تحركات أكثر لإجهاض مخططات إسرائيل، لا سيما مع تقارير عن أنها تستغل حربها على غزة لمصادرة مزيد من الأراضي في غور الأردن.

ومنتصف ليلة الأربعاء، اقتحمت قوات إسرائيلية كبيرة مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة قرب طوباس شمال الضفة، ثم انسحبت فجر الخميس من مخيم الفارعة ومساء اليوم نفسه من طولكرم.

أما في جنين، فلا تزال العمليات العسكرية مستمرة، بل دفع الجيش الإسرائيلي بقوات مدرعة معززة بسلاح الجو إلى المدينة، ودهم أجزاء من مخيم جنين.

وجنوب الضفة، تعيش مدينة الخليل على وقع تشديدات عسكرية وإغلاقات منذ صباح الأحد، بعد تأكيد الشرطة الإسرائيلية مقتل 3 من ضباطها في إطلاق نار استهدف مركبة كانت تقلهم قرب معبر ترقوميا غرب المدينة.

وأسفرت عمليات الجيش الإسرائيلي شمال الضفة منذ الأربعاء وحتى مساء أمس الأحد عن استشهاد 30 فلسطينيا وإصابة عدد غير محدد، بالإضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية وتخريب لممتلكات الفلسطينيين.

وبالتزامن مع حربه على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم، مما تسبب باستشهاد 682 فلسطينيا، بينهم 150 طفلا، وإصابة أكثر من 5 آلاف و600، واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و400، وفق بيانات رسمية فلسطينية.

التصدي للتهجير

وصباح أمس الأحد، قال وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، عبر منصة إكس إن الأردن سيتصدى لأي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني داخل أرضه المحتلة أو إلى خارجها بكل الإمكانات المتاحة، معتبرا أن كل ما تدعيه إسرائيل حول أسباب شن عدوانها على الضفة الغربية "كذب".

وأكد الصفدي أن الأردن يرفض ما يزعمه وزراء إسرائيل "العنصريون المتطرفون الذين يختلقون الأخطار لتبرير قتلهم الفلسطينيين وتدمير مقدراتهم"، محذرا من أن الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية والجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والتصعيد الإسرائيلي في المنطقة هم الخطر الأكبر على الأمن والسلم.

ويؤكد حديث الوزير الأردني أن الأردن لن يقف صامتا أمام احتمال تهجير فلسطينيي الضفة، لكن يبقى التساؤل الأهم عن ماهية الإجراءات التي يمكنه اتخاذها في مواجهة إسرائيل.

ووفق محلل وأكاديمي، في حديثين منفصلين لوكالة لأناضول، فإن لدى الأردن 4 خيارات لمواجهة التهجير المحتمل وهي: الحديث مع الولايات المتحدة عن مخاطره، وطرح إمكانية مراجعة اتفاقية السلام مع إسرائيل، وزيادة التصعيد الدبلوماسي والسياسي، والاستعداد عسكريا لأي حدث على الحدود.

تفكيك المخيمات

فمن جهته، قال المحلل الإستراتيجي عامر السبايلة للأناضول إن "خطر تفكيك المخيمات بالضفة الغربية حقيقي، وستكون له انعكاسات على الأردن بصورة مباشرة".

وأوضح أن ما يجري في الضفة ستكون له انعكاسات أمنية وأخرى على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى فتح ملفات سياسية شائكة، خاصة عند الحديث عن تفكيك مخيمات وخطة إسرائيلية لنقل سكانها، مما يعني أن الواقع الجغرافي الأردني قد يكون أمام تحدٍّ جديد، ويجب أخذ كل هذه الأمور بعين الاعتبار.

وأضاف أن الأردن شريك أساسي للولايات المتحدة الأميركية، "وبالتالي يمكنه الضغط باتجاه أن تدرك واشنطن خطورة هذا الأمور"، كما اعتبر أن ما يمكن فعله في ظل وجود اتفاقية سلام وتنسيق أمني هو "الحديث بصورة مباشرة مع الطرف الإسرائيلي في موضوع التداعيات التي يمكن أن تطال المملكة وتقييم مدى فائدة الأردن من الإبقاء على هذه الاتفاقيات".

ورأى أن على الأردن أن يكون مستعدا داخليا لفترة طويلة من التصعيد وهزّات قادمة في الضفة الغربية قد تنعكس على المملكة، مشيرا إلى أن هذا يتطلب وجود حكومة قوية في الداخل الأردني، ووجود رواية رسمية محكمة للتواصل مع الداخل.

قنبلة ديموغرافية

أما أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية (رسمية) بدر الماضي، فدعا إلى "محاولة إعادة فهم السلوك الإسرائيلي الذي تجلى بوضوح بعد الحرب على غزة"، وقال، في تصريح للأناضول، إن "التفكير الإستراتيجي الصهيوني طالما ركز على أن المشكلة الديموغرافية في فلسطين هي أزلية للأمن القومي لدولة الاحتلال".

وتابع أن إسرائيل ترى أنه لا بد من العمل على التخلص من هذه المعضلة الديموغرافية من خلال الضغط على الدول المجاورة، وقد فشلت أو أُجلت إلى حد كبير جدا مع مصر، ورغم أنها لم تبدأ مع الضفة باتجاه الأردن، فإن تسارع الأحداث خلال الأيام الأخيرة بالضفة يؤكد أن التفكير الإسرائيلي لم يتغير، بحسب الماضي.

وأردف أن هذا التفكير "يتطور من أجل الخلاص من القنبلة الديموغرافية التي تعيق المخططات المستقبلية لهذا الكيان، لهذا هو يمارس ضغوطه معتمدا على الدعم الأوروبي والأميركي".

واستطرد أن "هذا كله سيؤدي إلى إنتاج كثير من المعضلات الكبيرة للشعب الفلسطيني، وسيُترك في القطاع أو الضفة الغربية أمام خيارين: إما العيش في منطقة لا يمكن العيش فيها وإما الهجرة للتخلص من الخيار الأول، التي ستكون وجهتها الأولى الأردن".

وبحسب أستاذ العلوم السياسية، فإن الأردن نبه منذ بداية الحرب على غزة إلى هذا الأمر، لكن صوته لم يجد صدى في المجتمع الدولي، وخاصة لدى الولايات المتحدة، معتبرا أن الخيار أمامه سيكون بزيادة وتيرة التصعيد الدبلوماسي والسياسي، ووضع الكثير من الخيارات على الطاولة، ليس أقلها بأن توصل عمان الرسالة بالاستعدادات العسكرية وغيرها لأي حدث محتمل على حدود المملكة.

ومن بين خيارات الأردن الأخرى، وفق الماضي، "أن يضع اتفاقية السلام مع تل أبيب على الطاولة من أجل المراجعة، وهذا قد يسهم في الضغط على الولايات المتحدة التي ترعى السلوك الإسرائيلي".

وختم الماضي بالتحذير من أن الأردن مقبل على أيام صعبة، وعليه أن يغير من أدواته في إعادة التفكير في التعامل مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة التي لم تخف أجندتها تجاه الأردن والإقليم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الضفة الغربیة أن الأردن على غزة

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم جنوب نابلس

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت مساء اليوم الثلاثاء، بلدة قصرة جنوب نابلس.

 

وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اقتحمت الجهة الجنوبية الشرقية من بلدة قصرة، وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز السام، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات في المنطقة.

 

وفي سياقٍ مًتصل، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. 

وتتضمن جرائم الاحتلال وفقاً لوسائل إعلام فلسطينية جرائم هدم المنازل والمنشآت ودور العبادة، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وتجريف الأشجار والأراضي الزراعية.

وتحدث تلك الجرائم في القدس وجنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، ومسافر يطا، والأغوار، وفي تقوع وغيرها.

وأدانت الوزارة في بيانها المنشور اليوم الثلاثاء حملات الاحتلال المستمرة في توزيع المزيد من إخطارات الهدم كما هو حاصل في سلوان وقرية النعمان شرق بيت لحم وفروش بيت دجن شرق نابلس وغيرها.

وقامت وزارة الخارجية بتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج استمرارها في ارتكاب تلك الجرائم، خاصة تداعياتها على ساحة الصراع والمنطقة برمتها، كما تحمل الوزارة المجتمع الدولي المسؤولية عن صمته تجاه جرائم الهدم والتهجير المركبة والمتداخلة.

وقالت الوزارة في بيانها :"إنها إذ تتابع جرائم الهدم مع الدول والمنظمات والمجالس الأممية المختصة، فإنها تطالب بتدخل دولي عاجل لوقفها وحماية شعبنا ولجم الاحتلال ومستعمريه، والشروع الفوري في ترتيبات دولية ملزمة لفتح مسار سياسي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين ضمن سقف زمني محدد، كما جاء في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اعتمد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية".

يعاني أهالي الضفة الغربية من ظروف معيشية صعبة نتيجة الاحتلال الإسرائيلي المستمر وما يترتب عليه من سياسات قمعية. يتعرض السكان للقيود المفروضة على الحركة عبر الحواجز العسكرية والجدار الفاصل، مما يعزلهم عن أراضيهم وأماكن عملهم ومدارسهم. إضافةً إلى ذلك، تُصادر الأراضي لصالح التوسع الاستيطاني، مما يؤدي إلى فقدان مصادر الرزق وإضعاف الاقتصاد المحلي. يعاني السكان أيضًا من الاعتقالات التعسفية والاقتحامات المتكررة، التي تسبب حالة من عدم الأمان والخوف. رغم ذلك، يتمسك أهالي الضفة بحقهم في الحياة الكريمة، مستندين إلى صمودهم ودعم المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية.

وفي سياق متصل أقدم مُستوطنون إسرائيليون، على ضرب مُسن فلسطيني في بلدة سبسطية شمال غرب نابلس في الضفة الغربية.

ونقلت شبكة فلسطين الإخبارية "وفا" تصريحاً لمحمد عازم، رئيس بلدية سبسطية، الذي أكد ان مجموعة من المستعمرين هاجمت المواطن الفلسطيني جواد غزال (71 عاما).

وجاء ذلك خلال عمله بأرضه في سهل البلدة، واستهدفوه بالعصي، الأمر الذي أدى إلى اصابته برضوض، وجرى نقله للمستشفى.

وفي وقتٍ سابق، أصدرت مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، بيانًا نددت فيه بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.

وأشار الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إلى اعتداء المستعمرين الإرهابيين بحماية جيش الاحتلال على قرى الفندق وجينصافوط واماتين في محافظة قلقيلية.

وذكر أن ذلك جاء مُتزامنًا مع قيام جيش الاحتلال بوضع العديد من الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية على مداخل المدن والقرى، بهدف تقطيع أوصال الضفة الغربية.

وأضاف: "هذه الجرائم التي ترتكبها ميليشيات المستعمرين الإرهابية وجيش الاحتلال تأتي كجزء من استمرار حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، مستهدفةً مقدساته، وممتلكاته".

وهاجم أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، وأكد أنها تُحاول جر الضفة الغربية إلى مواجهة شاملة من خلال هذه الحرب الصامتة التي تنفذها، بهدف التصعيد، وخلق مناخ للعنف والتوتر، معتبرًا أن قرار إلغاء العقوبات على المستعمرين يشجعهم على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم.

وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية الجديدة بالتدخل لوقف هذه الجرائم والسياسات الإسرائيلية التي لن تجلب السلام والأمن لأحد، مؤكدًا أن الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية كأساس لحل القضية الفلسطينية، وتجسيد قيام الدولة الفلسطينية، بعاصمتها القدس الشرقية.

مقالات مشابهة

  • إصابات برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة.. واعتقال طفل في رام الله
  • الْتهجير .. مُخَطَّطُ صِهْيُونِيُّ يَهْدُفُ لِمَسْحُ الْهُوِيَّةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ
  • سانا: الشرع رئيساً لسورية الانتقالية..وحل الأجهزة الأمنية وإلغاء الدستور لمواجهة العقوبات
  • وزير الدفاع الإسرائيلي من جنين: لقد أعلنا الحرب على الضفة الغربية
  • ألمانيا : فكرة تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر أو الأردن غير مقبولة
  • مستشار ألماني: فكرة تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر أو الأردن غير مقبولة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم جنوب نابلس
  • سيناريو ترامب للتطهير العرقي بغزة يعكس خلفيته العقارية
  • مصادر عسكرية للاحتلال: الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع عملياته في الضفة الغربية
  • إسرائيل تتحدث عن التسوية التي أدت إلى الإفراج المبكر عن ثلاثة أسرى