"جمعية العاديات" في حلب احتفلت بمئوية تأسيسها
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
تزخر مدينة حلب السورية بالعديد من المنتديات الثقافية، ولكن أشهرها عراقة وفعالية جمعية العاديات التي احتفت أخيراً بمئوية تأسيسها، ببرنامج ثقافي منوع، وازاها احتفالات في فروع الجمعية في أكثر من مدينة سورية.
شمل برنامج الاحتفال أنشطة عدة، وقد أشار الرئيس الحالي للجمعية أ.م. محمد خير الدين الرفاعي في كلمته خلال حفل الافتتاح، إلى مكانة حلب التاريخية والحضارية والبدايات الأولى لتأسيس الجمعية، التي عملت خلال مائة عام على حفظ التراث المادي واللامادي، مبيناً دورها الثقافي والتاريخي والأنشطة المتواصلة للجمعية رغم الظروف والتحديات التي واجهتها،لافتاً إلى امتداد فروع الجمعية إلى العديد من المحافظات السورية، حيث تعمل جميعها للحفاظ على التراث الحضاري، وردّ الاعتبار لما تضرر منه نتيجة الأيادي الآثمة والعوامل الطبيعية، مبيناً الأضرار التي لحقت بالمبنى وضرورة تدعيمه وتأهيله.وتجدر الإشارة إلى أن الاحتفالية امتدت على ثلاثة أيام تضمنت ندوات اهتمت بالآثار وببعض الفنون، وعروضاً للأزياء (العربية، الجركسية، الأرمنية، الكردية)، وللحرف التقليدية والفنون التشكيلية، وحفلاً فنياً لكورال الجمعية، وتكريماً لبعض الأعضاء القدامى. أقيمت الأنشطة في دار الكتب الوطنية ومقر جمعية العاديات ومنارة حلب القديمة. كما عقدت أنشطة ثقافية موازية لهذه الاحتفالية في فروع الجمعية ببعض المدن كـ "طرطوس ومصياف والسويداء اللاذقية وحمص". تأسيس وإن أردنا أن نسرد حكاية الجمعية التي تشغل اليوم مبنى تاريخياً متميزاً في حي الجميلية مؤلفاً من ثلاثة طوابق وصالات واسعة وحديقة خلفية، وسبب تسميتها نقول: في البدء تأسست الجمعية عام 1924 تحت مسمى "جمعية أصدقاء القلعة". وكانت سوريا آنذاك تحت حكم الاستعمار الفرنسي الذي قامت إدارته بتشكيل مديرية عامة للآثار اعتنت بصورة خاصة بقلعة حلب، تلك الآبدة الفريدة في العالم، واهتمت هذه المديرية بالتنقيب على الآثار في القلعة، ولاحظ أهل حلب بشرائحهم كافة، أن المكتشفات الأثرية كانت تصل إلى أيدي الطغمة العسكرية المُسْتَعَمِرة، فتغتصب وتباع إلى الخارج، وغالباً تصل إلى باريس. وكان في جملة ما سرق المحراب الخشبي المزخرف والمكتبة من جامع نور الدين الزنكي في القلعة، الذين سبق للعالم "هيرسفيلد" أن صورهما في مؤلفه الشهير. فجاء تأسيس الجمعية بمبادرة من الشيخ كامل الغزي صاحب كتاب " نهر الذهب في تاريخ حلب" والأب جبرائيل رباط صاحب كتاب " أسوار وأبواب حلب"، كرد فعل على هذه الحادثة، وكان في عداد مؤسسيها المرحومون: الشيخ راغب الطباخ صاحب كتاب " أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء"، والمهندس صبحي مظلوم صاحب كتاب " أقنية حلب"، والشيخ عبد الوهاب طلس، والدكتور أسعد الكواكبي (مدير صحة حلب) والسيد بلوادو روترو (مفتش آثار المنطقة الشمالية)، والأب جرجس منش . وعندما تأسس متحف حلب عام 1926 بمساعٍ من الجمعية أصبح اسمها "جمعية أصدقاء القلعة والمتحف ". فروع ولم يمض أكثر من ست سنوات على ائتلاف حتى وجدت أنها يجب ان تنضوي تحت تنظيم رسمي فكان لها ذلك في شهر كانون الثاني عام 1930 تحت اسم "جمعية العاديات " ارتأه رئيسها الشيخ كامل الغزي على اعتبار أن " العادية" التي تمت إلى قوم "عاد" تعبير عربي قديم يرمز إلى الآثار الموغلة في القدم. وتشكل مجلس إدارة للجمعية من سائر مكونات المجتمع في حلب والمهتمين بحماية الآثار .
أصدرت الجمعية نظاماً داخلياً حددت فيه مجالات نشاطها الثقافي التراثي بعيداً عن كل أنشطة الديانات والسياسة. كما أوضحت أن نشاطها يغطي كل الجمهورية السورية. ولها أن تفتح فروعاً في المدن السورية. وهكذا تمّ فأصبح لها فروعاً في طرطوس واللاذقية وحماة ومصياف وحمص وسلمية والميادين والحسكة وصافيتا ودرعا ودير الزور والرقة. وتجلت أنشطتها جميعاً كما الجمعية الأم بعقد الاجتماعات والمحاضرات والندوات الثقافية وتنظيم الرحلات الآثارية. وكانت الجمعية قد أصدرت عام 1931 مجلة العاديات واستمرت حتى توقف عمل الجمعية عام 1940 بسبب الحرب العالمية الثانية. ثم استأنفت الجمعية نشاطها عام 1950 وأعادت ترتيب شؤونها. وكانت تعقد اجتماعاتها في مكاتب بعض أعضاء مجلس الإدارة. ثم خصص لها مكتب في متحف حلب. ويذكر أن الجمعية استأنفت إصدار مجلتها الفصلية عام 2004. وصدر كتابها السنوي بالتعاون مع جامعة حلب ويهتم أساساً بالأمور الأثرية.
أمّا مكتبة الجمعية التي تحتل الطابق الثاني من مبناها الجميل فتضم أكثر من 12000 عنوان . إلى جانب مكتبة إلكترونية من عشرات ألوف الكتب في مجال التاريخ والتراث والآثار بصورة خاصة .. مع الاهتمام بالثقافة العامة. قامت الجمعية بدور محوري أساسي خلال احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2006. وكان رئيس الجمعية الباحث الراحل محمد قجة وقتها أميناً عاماً لتلك الاحتفالية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حلب جمعیة العادیات صاحب کتاب
إقرأ أيضاً:
الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية تقدّم الدعم الفني والاستشاري للإيسيسكو
بدعوة من منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) شارك وفد رفيع المستوي من الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية في الاجتماع التشاوري الثالث للمنظّمة عن موضوع "تعزيز التمويل المستدام : استكشاف آليات تمويل مبتكرة للنمو الاستراتيجي"، وضمّ الوفد كل من الأستاذ الدكتور أشرف العربي – الأمين العام للجمعية ورئيس معهد التخطيط القومي، والأستاذ الدكتور خالد واصف الوزني- نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية وأستاذ الاقتصاد والسياسات العامة بكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، والأستاذة الدكتورة هالة أبو علي – عضو الجمعية ورئيس قسم الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة. ويركّز هذا التعاون على الاستفادة من خبرات وإمكانيات الجانبين للتوصّل إلى آليات تمويل مبتكرة ومستدامة لدعم المشاريع التنموية في مجالات التربية والعلوم والثقافة، وتوثيق هذا التعاون من خلال مذكرة تفاهم بين الطرفين.
وقد عُقد الاجتماع التشاوري واجتماع المجلس التنفيذي بالعاصمة التونسية وذلك خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الموافق 25 و26 فبراير 2025، وبالتعاون مع وزارة التربية ومكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بالجمهورية التونسية.
قدّم ممثّلو الجمعية إسهامات علمية متخصصة حول آليات التمويل المبتكر، حيث قدّم الأمين العام الأستاذ الدكتورأشرف العربي عرضًا بعنوان "تعزيز التمويل المستدام: استكشاف آليات تمويل مبتكرة للنمو الاستراتيجي"، تناول فيه أهمية التمويل المُبتكر في دعم التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية، مسلطًا الضوء على أبرز التحدّيات التي تواجه التمويل وسُبل التعاون بين الحكومات، والمنظّمات الدولية، والقطاعين العام، والخاص.
ومن خلال جلسة نقاشية خاصة، تم استعراض خمس استراتيجيات من ممثّلي الجمعية لتعزيز التمويل المبتكر، شملت التمويل الجماعي، وصناديق الوقف، والاستثمار المؤثر، والشراكة بين القطاعين العام والخاص، والسندات الخضراء. وفي هذا السياق، قدّم الأستاذ الدكتور أشرف العربي عرضًا تفصيليًا حول "صناديق الوقف"، موضحًا آليات عملها، وتجارب دولية وإقليمية، والتحدّيات المرتبطة بها، ودورها في النمو الاقتصادي، وفوائدها، ومزاياها، وكيفية مواءمتها، وكيفية تعزيز استخدامها لتمويل مشاريع التنمية في دول الإيسيسكو.
كما قدّم نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ الدكتور خالد واصف الوزني، عرضًا حول "الشراكات بين القطاعين العام والخاص"، تناول خلاله أهمية هذا النموذج في تمويل المشاريع التنموية، وآلياته، والفئات المستهدفة، ومدى إمكانية تطبيقه في الدول الإسلامية. وقدمت الأستاذة الدكتورة هالة أبو علي عضو الجمعية عرضًا حول "صناديق الاستثمار المؤثر"، موضحةً دورها في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية، والتحدّيات التي تواجه هذا النوع من الصناديق.
كما شارك ضمن وفد الجمعية الأستاذ الدكتور عادل بن يوسف، أستاذ جامعي ومنسق بحث الماجستير في العلوم المالية والإكتوارية بمعهد الدراسات التجارية المتقدّمة بسوسة، في تقديم عرض حول "السندات الخضراء"، حيث استعرض أسباب إصدارها، والتحدّيات المرتبطة بها، وأمثلة من تجارب عالمية وإقليمية. وكذلك شارك الأستاذ الدكتور/ جمال بوخاتم، أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد بكلية العلوم الاقتصادية والإدارة بجامعة تونس المنار، في تقديم عرض حول "التمويل الجماعي" كأحد الأدوات الفعّالة لدعم المشاريع الناشئة، موضحًا إمكانيات تطوير هذا النموذج ليتناسب مع احتياجات الدول الأعضاء في الإيسيسكو.
تلا ذلك مناقشة المشاركين الاستراتيجيات الخمسة لتعزيز التمويل، والمتمثّلة في التمويل الجماعي، وصناديق الوقف، وصندوق الاستثمار المؤثر، والشراكة بين القطاعين العام والخاص، والسندات الخضراء. وذلك بهدف طرح ومعالجة أفكار ومبادرات مبتكرة، لعرضها على لجنة التحكيم، والتي ستعمل بدورها على تبني الأفكار الأفضل وتطويرها، وتوظيفها ضمن استراتيجية الإيسيسكو للابتكار.