2 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: يعيش العراق حالة من التناقض والتباين الواضح في الخطاب السياسي والرسمي بشأن التواجد الأمريكي في البلاد.

ويأتي هذا التباين في وقت يواجه فيه العراق تحديات أمنية وسياسية واقتصادية متعددة. وفي ظل هذه التحديات، تتباين مواقف الحكومة العراقية والفصائل المسلحة بشأن الدور الأمريكي في العراق، مما يعكس تعقيدات المشهد السياسي والأمني في البلاد.

و أعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن الولايات المتحدة لا تعتبر قوة احتلال في العراق، بل تتواجد بالتنسيق مع الحكومة العراقية في إطار اتفاقيات ثنائية تهدف إلى مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن في المنطقة. وجاء هذا التصريح في سياق تأكيد حسين على رغبة الحكومة العراقية في الحفاظ على استقرار البلاد والابتعاد عن أي صراعات دولية قد تزيد من تعقيد الوضع الداخلي.

ويمثل التعاون المستمر بين القوات الأمريكية والعراقية في مكافحة تنظيم “داعش” جزءًا من الجهود المشتركة للقضاء على التهديدات الإرهابية في العراق.

والضربة الأخيرة التي استهدفت قيادات بارزة في “داعش” بمحافظة الأنبار تعد مثالاً على هذا التعاون المستمر. ومن وجهة نظر الولايات المتحدة، فإن “داعش” لا يزال يشكل تهديدًا، ويجب استمرار الجهود المشتركة لضمان عدم عودته.

التناقض في المواقف 

على الرغم من التصريحات الرسمية التي تؤكد على أهمية الدور الأمريكي في مكافحة الإرهاب، هناك فصائل مسلحة داخل العراق تعارض بشدة هذا التواجد وتعتبره استمرارًا لسياسة الاحتلال. هذه الفصائل، التي تندرج ضمن ما يعرف بـ “المقاومة”، ترى في خروج القوات الأمريكية ضرورة وطنية، وهي مستمرة في استهداف هذه القوات رغم دعوات الحكومة إلى ضبط النفس.

ومن ناحية أخرى، أشار رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى أن “داعش” لم يعد يشكل تهديدًا كبيرًا للعراق، مما يتوافق مع مطالب الفصائل المقاومة. هذا التصريح قد يعكس رغبة السوداني في تهدئة الأوضاع الداخلية وكسب دعم بعض القوى السياسية والفصائل المسلحة التي ترى في استمرار الوجود الأمريكي تهديدًا للسيادة الوطنية.

وأكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن العراق يعمل بجد لتجنب الوقوع في أي صراعات دولية جديدة، مشددًا على أن دعم العراق لفلسطين لن يصل إلى حد استخدام السلاح، بسبب التجارب السابقة المريرة وتداعيات الحروب السابقة على البلاد. هذا التصريح يمكن اعتباره رسالة إلى الفصائل المسلحة بأن الحكومة تفضل الحلول الدبلوماسية والسياسية على استخدام القوة والعنف.

 

العراق بين المطرقة الأمريكية والسندان الفصائلي: تناقضات الوجود الأمريكي تتفاقم
تصريحات مثيرة لوزير الخارجية العراقي: هل انتهى خطر “داعش” أم لا يزال؟
هدنة هشة بين واشنطن والفصائل المسلحة: صراع مستمر رغم التعاون العسكري
الحكومة العراقية تدافع عن الوجود الأمريكي: الفصائل تواصل التصعيد
التعاون ضد “داعش” يُخفي صراعاً أكبر: العراق بين التعاون مع أمريكا والضغط الداخلي
وزير الخارجية العراقي: “لسنا تحت الاحتلال”… فهل يقتنع الجميع؟
بين دعم واشنطن ومقاومة الفصائل: العراق على مفترق طرق
الوجود الأمريكي في العراق: تعاون استراتيجي أم احتلال مستمر؟
“داعش” لم يعد خطراً… أم أن الخطر يأتي من مكان آخر؟

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: وزیر الخارجیة العراقی الحکومة العراقیة الوجود الأمریکی الفصائل المسلحة الأمریکی فی فی العراق

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الأمريكي يجري اتصالا بملك الأردن

الأردن – أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مكالمة هاتفية مع الملك الأردني عبد الله الثاني، وذلك بعد يومين من اقتراح الرئيس دونالد ترامب “بنقل فلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة”.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، “تحدث وزير الخارجية ماركو روبيو اليوم مع جلالة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن. وناقش الوزير والملك عبد الله تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وخلق مسار للأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأضاف البيان أن “روبيو شكر الأردن على دعمه لوقف إطلاق النار من خلال دوره المتكامل في تقديم المساعدات الإنسانية عبر الممر الأردني، معربا للملك عبد الله عن التزام الولايات المتحدة بتعميق الشراكة الثنائية القوية بين الولايات المتحدة والأردن والتي استمرت 75 عاما والتي تأسست على أهداف مشتركة للأمن والاستقرار الإقليمي”.

ولفت بيان الخارجية الأمريكية أن “روبيو والملك عبدالله الثاني ناقشا التطورات في سوريا وأكدا أهمية عدم استخدام سوريا كقاعدة للإرهاب أو أن تشكل تهديدا لجيرانها”.

وكان ترامب، أعلن الثلاثاء، أنه تحدث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشأن نقل فلسطييين من غزة إلى “دول مجاورة”.

وقال الرئيس الأمريكي إنه أخبر نظيره المصري أنه يود أن يجعل أهل غزة “يعيشون في منطقة حيث يمكنهم العيش دون اضطراب أو ثورة.. عندما تنظر إلى قطاع غزة، فقد كان جحيما لسنوات عدة”، بحسب تعبيره.

يأتي الإعلان عن اتصال ترامب بالسيسي اليوم الثلاثاء، عقب اتصال كان أجراه بملك الأردن عبدالله الثاني يوم الأحد، تحدث خلال عن ذات الاقتراح.

وكانت مصر والأردن جددتا موقفهما الرافض لأي مخططات إسرائيلية أو غيرها من أجل نقل سكان القطاع، معتبرتين أنها حملة تهجير ثانية.

 

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • العراق: بغداد بحاجة إلى تعاون دولي لمواجهة تهديدات "داعش" المتزايدة
  • وزير خارجية العراق: نحتاج إلى تعاون دولي لمكافحة تهديد داعش
  • رئيس بنما ينفي مناقشة أزمة القناة مع وزير الخارجية الأمريكي
  • اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ونظيره الأمريكي
  • وزير الخارجية ونظيره الأمريكي يستعرضان تطورات اتفاق وقف النار في غزة
  • القبض على 3 عناصر من تنظيم داعش الإرهابي بالعراق
  • وزير الخارجية الأمريكي يجري اتصالا بملك الأردن
  • وزير الخارجية الأمريكي روبيو يشدد على التعاون مع المغرب لتعزيز الشراكة
  • وزير الخارجية الأمريكي يبحث مع نظيريه الفرنسي والألماني سبل تعزيز التعاون
  • الخارجية:سنسخر علاقاتنا الجيدة مع أمريكا لخدمة إيران