بعد مقتله.. من هو عبدالرحمن "البيدجا" إمبراطور تهريب البشر في ليبيا؟
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
عبدالرحمن ميلاد "البيدجا"، تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعد تعرضه لعملية اغتيال في طرابلس.
الأمر الذي جعل أسمه يتصدر محركات البحث لذلك بدأ المواطنين يبحثون عنه لمعرفة تفاصيل كاملة ودقيقة عن عبدالرحمن ميلاد إمبراطور تهريب البشر في ليبيا.
من هو عبدالرحمن ميلاد؟
عبدالرحمن ميلاد، المعروف بلقب "البيدجا"، لقي مصرعه بعد تعرضه لعملية اغتيال في طرابلس، حيث أطلق مجهولون النار عليه بينما كان في مركبته.
شغل الميلاد سابقًا منصب آمر في الأكاديمية البحرية بمدينة الزاوية، وهو ما منحه نفوذًا كبيرًا وسلطة في المنطقة، وقد اُتهم بقيادة إحدى أكبر عصابات تهريب البشر في ليبيا، حيث كان ينظم رحلات غير قانونية للمهاجرين عبر البحر المتوسط، مما تسبب في غرق العديد منهم. بالإضافة إلى تهريب البشر، تورط أيضًا في تهريب الوقود بطرق غير قانونية.
وُجهت إليه اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المهاجرين، بما في ذلك التعذيب والقتل، ورغم شغله مناصب مهمة في الأجهزة الأمنية الليبية، فقد نفوذه بعد تلك الاتهامات.
أنشطته الإجرامية ساهمت في تدهور الوضع الأمني في ليبيا وزيادة الفوضى والانفلات، مما دفع المجتمع الدولي لفرض عقوبات عليه.
فتح تحقيق في مقتل البيدجا
أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهي ولايته عبدالحميد الدبيبة، توجيهات عاجلة إلى وزارة الداخلية والأجهزة المختصة بفتح تحقيق فوري في حادثة مقتل الرائد عبدالرحمن ميلاد، المعروف بلقب "البيدجا".
وكتب الدبيبة على صفحته الرسمية في فيسبوك اليوم الاثنين: "تابعت بكل أسى تفاصيل العملية الآثمة التي استهدفت الرائد البحار عبدالرحمن سالم ميلاد، أمس الأحد في جنزور. كان للفقيد وزملائه جهود مشكورة في إعادة تأهيل الأكاديمية البحرية وتخريج دفعات جديدة منها بعد توقف دام أكثر من عقد، بالإضافة إلى مساعيه الدائمة للصلح والمصالحة في مدينته الزاوية."
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الحكومة للكشف ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البيدجا عبدالرحمن ميلاد اخبار ليبيا ليبيا تهریب البشر فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
أكذوبة "الإنسان العالمي"
كيف لنا أن نقتبس من إجابة سقراط شعاعاً معرفيّاً
في حلم هو أقرب للرؤيا، رأى أنه يسافر إلى أمة أخرى غير أمته في أقصى الأرض، وقد تغير جواز سفره الأصلي من ناحية الشكل، حيث امتدّ طولاً، وظل ثابتاً عرضاً، ولكنه لم يفقد جواز سفره الأصلي، فقد حملهما معاً، وبقي التعريف به موزعاً بين الإثنين، وبهما تم التعرف عليه، وتعريف نفسه أيضاً على طول رحلته، حيث كان يرافقه صحفياً شاباَ، وعد أن يذهب إلى مسافة أبعد.. إلى أرض عوالمها لا تزال مجهولة، سعْياً لمزيد من المعرفة.تساءل، حين أيقظه الحلم قبل أن يصل إلى نهايته في الثالثة فجراً، تكدّر لأنه لم يتمّه، ولم يعرف نهايته، وحاول تفسيره، ولكنه لم يكن بتأويل الأحلام من العالمين، غير أنه توجَّس خيفة من ظنه القائل: "إنه رسالة تغيير مقبلة من عالم الغيب إلى برزخ ما قبل عالم الشهادة"، لكنه لم يعد إليه بعد ذلك على غير عادته في السنة الأخيرة من عمره، حيث كانت الأحلام تطارده، رفقة أحبَّة من الأموات، حتى غدوا في الأيام الأخيرة أكثر حضوراً من الأحياء، وهو ما كان يخيفه، لأنه لم يُنْهِ بعد التزامات كبرى تتعلق بحقوق الغير.
لم يكن بالنسبة له مُهمّاً أن يتذكر ما رأى في الحلم إلا أمراً واحداً وهو الحديث عن"الإنسان الكوني"، ضمن خطاب رائج يقصد به "الإنسان العالمي"، الذي يكون متخلصاً من عبء الأديان والثقافات والأوطان، وواضعاً عن نفسه أغلال القوانين والنظم والجغرافيا وأوزار الحروب، لكنه بالتأكيد لن يحمل حكمة سقراط ـ منذ القرن الخامس قبل الميلاد ــ الذي قال: "أنا لست أثينيّاً ولا يونانيّاً، أنا مواطن عالميّ"، وذلك إجابة عن سؤال وُجّه إليه ـ لا ندري إن كان من الخاصة أو من العامة ـ من أنت يا سقراط؟.
يرى البعض ممن أدركتهم فلسفة سقراط خلال تعاقب الأزمنة؛ وخاصة في عصرنا الحالي أن "إجابة سقراط جاءت منسجمة مع تفكيره ومبادئه الفلسفية والأخلاقية"، وهم محقون في ذلك إلى حدّ بعيد، ولكن كيف لنا أن نقتبس من إجابة سقراط شعاعاً معرفيّاً، ومرجعية نستند إليها اليوم في قراءة وتحليل واقعنا العالمي، أو تكون لنا القدرة على تحويلها إلى خطاب، ثم فعل، يصدران عن كثير من البشر في حياتنا المعاصرة، خاصة المستضعفين منهم، أولئك الذين يهزهم الشوق، وتغريهم الأماني بقوة بعد ضعف، وبحرية بعد استعباد، وبغنى بعد فقر؟
قد نجد الإجابة على المستوى النظري بخصوص البشر في تحقيق صفة "الكونيّة" في ذلك الخروج الظاهر للإنسان المعاصر ـ خاصة في الدول المتخلفة ـ من قوقعته الثقافية الصغيرة، وتجاوز جميع الانتماءات العرقية والوطنية والدينية الضيقة، وأحياناً يصل إلى درجة التمرد على ثقافته الأصلية وتطويع نفسه لثقافة أخرى يراها أفضل في إتاحة الحرية والكسب المادي والعيش بسلام، حتى لو كانت في الماضي عدائية له.
قد تمثل اختيارات البشر في بحثهم عن سبل الخروج من المحلية ـ الوطنية إلى ما أصبح يعرف بالكونية أو العالمية ـ القائمة على فكرة عدم التفريق بين الدول والثقافات والأعراق ـ هروباً ليس فقط من الأوطان والبشر، ولكن من الذات أيضاً.
الهروب من الذات والثقافة والوطن والقوم والأمة، يمثل أكذوبة كبرى ووهماً لما يطلق عليه "الإنسان العالمي"، لأن الاختيارات هنا تقوم على فكرة "صراع الأمم"، ما يعني أنه لا وجود لثقافة كونية واحدة، وإنما هناك اختلاف يؤدي إلى التعارف بين البشر والألسن والثقافات والأديان، ربما يتيح لنا فرصة الاختيار، أو تبديل واقع بآخر قد يكون أسوأ، ناهيك عن أن ذلك يعدّ اختياراً فردياّ، يرى فيه صاحبه؛ من حيث يدري أو لا يدري، أن السعي إليه هدفاً خاصّاً، لا صلة له بالكونيَّة.