محور فيلادلفيا غير قابل للتفاوض
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
تبقى مصر تاريخيًا الوسيط الأقوى فى النزاعات الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ويتعاظم دور القاهرة بعد زيادة حدة التوترات الحالية، وإصرار إسرائيل على توسيع بؤرة الصراع، مما ينذر باشتعال حرب شاملة لا تحمد عقباها فى الشرق الأوسط.
ممارسات إسرائيل الاستفزازية فى المنطقة، خاصة بعد إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، على الاحتفاظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا تمثل نهجًا استعماريًا ترفضه مصر، و انتهاكا صريحًا لاتفاقية السلام بين البلدين.
تبلغ مساحة محور فيلادلفيا - ويطلق عليه أيضا محرر صلاح الدين- 14 كيلومترًا، وهو شريط حدودى ضيق على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، ويفصل بين الأراضى الفلسطينية وشبه جزيرة سيناء، ويمتد من البحر المتوسط شمالًا وحتى معبر كرم أبو سالم جنوبًا، حيث نقطة التقاء الحدود بين مصر وغزة ودولة الاحتلال.
المحور الذى يبلغ عرضه مئات الأمتار أنشئ عليه معبر رفح البرى الذى يعد الشريان الرئيسى وبوابة الغزيين للعالم الخارجى.
وظهرت هذه المنطقة العازلة إثر معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 بهدف إنشاء منطقة عازلة بين الطرفين على طول الحدود، وسمحت الاتفاقية بنشر قوات محدودة لمنع التهريب والتسلل، وتم التأكيد على الأمر نفسه خلال اتفاقية أوسلو عام 1995. وفى سبتمبر 2005 تم توقيع اتفاق فيلادلفيا بين مصر وإسرائيل، وتضمن نشر قوات مصرية قوامها 750 جنديًا من حرس الحدود المصرى وأتاحت الاتفاقية وجود مراقبين من الأمم المتحدة.
ومنذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضى، ظهر محور فيلادلفيا فى قلب الحدث من جديد بسبب رغبة إسرائيل فى احتلاله بكافة السبل ، واعتبر نتنياهو أن السيطرة على المحور تأتى ضمن إنجازات جيش الاحتلال فى قطاع غزة.
واشتدت هوة الخلاف فى دوائر صنع القرار الإسرائيلى بسبب احتلال المحور بين مؤيد ومعارض، وبين رئيس الوزراء والمفاوضين الإسرائيليين، إثر تمسكه ببقاء الجيش الإسرائيلى هناك وعدم مغادرته .
وأخيرا قرر مجلس الوزراء الإسرائيل المصادقة على خرائط تحدد بقاء الجيش الإسرائيلى في محور فيلادلفيا.
باختصار.. الإصرار الإسرائيلى على التواجد فى محور فيلادلفيا يعد انتهاكا صريحًا للاتفاقيات والمواثيق الدولية وترسيخًا وتقنينًا للاحتلال، وفى الوقت نفسه فإن القاهرة متمسكة بموقفها الثابت والذى لن تحيد عنه برفضها القاطع لبقاء قوات إسرائيلية على الجانب الآخر لمعبر رفح، وأن المسألة غير قابلة للنقاش لارتباطها الوثيق بالأمن القومى للبلاد.
إصرار إسرائيل على استمرار احتلال محور فيلادلفيا يمثل تحديًا كبيرًا فى طريق التهدئة ومساعى السلام ووقف إطلاق النار وحرب الإبادة الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى.
إسرائيل تحاول فرض سياسة الأمر الواقع، لكن محاولاتها سوف تبوء بالفشل، ونحن نؤكد أن مصر قادرة على الدفاع عن أمنها القومى وسيادتها وحدودها.
.. محور فيلادلفيا غير قابل للتفاوض
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطينى باختصار الشرق الأوسط محور فيلادلفيا محور فیلادلفیا
إقرأ أيضاً:
خرازي: دعمنا للأسد لمواجهة التكفيريين.. ومستعدون للتفاوض أو المقاومة في حقبة ترامب
24 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: في مقابلة مع قناة “الميادين”، ألقى كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، الضوء على محاور متعددة تتعلق بالأزمة السورية، ودور إيران في دعم محور المقاومة، إلى جانب التداعيات الإقليمية المترتبة على السياسات الإسرائيلية والأميركية. وأكد أن موقف طهران يرتكز على دعم استقلال سوريا وسيادتها، مع الإشارة إلى تعقيد المشهد السوري بفعل التدخلات المتعددة.
الأزمة السورية والتوازنات الإقليمية
خرازي تحدث عن الجهود المشتركة للدول الضامنة في أستانة: إيران، روسيا، وتركيا، مشيراً إلى تباين الأهداف بين هذه الأطراف. وأوضح أن إيران تركز على دعم المقاومة، بينما تحمل تركيا وروسيا مصالح مختلفة. وأبرز استمرار الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وانتقد عدم اتخاذ روسيا خطوات كافية لردع هذه الاعتداءات، على الرغم من سيطرتها على الأجواء السورية.
كما أشار خرازي إلى التحديات التي واجهها الجيش السوري وحلفاؤه، مؤكداً أن الجماعات التكفيرية المدعومة أميركياً وإسرائيلياً كانت جزءاً من مشروع لاستهداف محور المقاومة. ولفت إلى أن التغيير في سوريا لن يغير سياسة طهران، إذ أن دعم إيران للحكومة السورية كان يستند إلى مواجهة الإرهاب وحماية أمن المنطقة.
التدخلات الإسرائيلية والمخاطر على إيران
انتقد خرازي الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية، مشيراً إلى أن إسرائيل تستغل غياب الاستقرار في سوريا لتوسيع نفوذها والضغط على إيران عبر عمليات بعيدة المدى. وأكد أن إيران مستعدة للرد على أي تهديدات إسرائيلية، مشيراً إلى أن المقاومة باتت اليوم أكثر صلابة وقدرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
استراتيجية واشنطن وتداعياتها على إيران
تناول خرازي محاولات واشنطن المستمرة لإضعاف النظام الإيراني، مشيراً إلى أن خطط تغيير النظام ليست جديدة، وأن إيران واجهت سلسلة طويلة من الضغوط والعقوبات، لكنها أثبتت قدرتها على الصمود. كما أشار إلى أن عودة ترامب المحتملة قد تحمل تحديات إضافية، لكنه شدد على أن إيران مستعدة للتفاوض أو المقاومة بناءً على السياسات الأميركية.
أبعاد الدعم الإيراني لمحور المقاومة
أكد خرازي أن دعم إيران لحركات المقاومة في لبنان، فلسطين، واليمن ينبع من إيمانها بقضية مواجهة الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية. وشدد على أن المقاومة في لبنان وفلسطين تتخذ قراراتها بشكل مستقل، وأن إيران توفر الدعم دون التدخل في سياساتها.
التداعيات الإقليمية والتحالفات المتغيرة
أشار خرازي إلى أن تدخلات تركيا والولايات المتحدة في سوريا تحمل مخاطر تقسيم البلاد، محذراً من خطورة انزلاق المنطقة نحو صراعات طويلة الأمد. كما لفت إلى تعقيد الوضع الإقليمي، مشيراً إلى ضرورة انتظار التطورات لتحديد ملامح المستقبل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts