مصر القوية.. وخطاب مجلس الأمن
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
لأن مصر دولة كبيرة تعى قيمة الدبلوماسية ولغة الحوار، فإنها تنحاز دائما إلى الشرعية، بعيدا عن سياسات فرض الأمر الواقع، ولا تستخدم أبدا سلوكا غير سوى. مصر القوية لا تلجأ إلى لغة القوة والعنف أو لغة التهديد، لكنها تتحدث بلغة الكبار، لذلك رفضت بشكل قاطع أن تنحاز لأى سلوك بعيدا عن لغة الحوار، حتى عندما رأت أن دولة مثل إثيوبيا تحاول أن تعبث بمياه نهر النيل، وهو شريان حياة لكل الدول التى يمر بها، أى قضية حياة لتلك الدول خاصة دولتى المصب مصر والسودان، خاصة أن حياة الشعوب ليست لعبة فى يد شخص متهور لا يرى إلا مصلحته الشخصية.
أكدت مصر على لسان وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، رفض مصر القاطع للسياسات الإثيوبية المخالفة لقواعد ومبادئ القانون الدولى، والتى تشكل خرقا صريحا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا عام 2015، والبيان الرئاسى لمجلس الأمن الصادر فى 15 سبتمبر 2021، وجاء فى الخطاب المرسل للأمم المتحدة أن تصريحات «أبى أحمد» رئيس وزراء إثيوبيا، حول تخزين كمية من مياه النيل الأزرق هذا العام واستكمال بناء الهيكل الخرسانى للسد الإثيوبى تعد إجراءات غير مقبولة، جملة وتفصيلا من جانب الدولة المصرية، وتمثل استمرارا للنهج الإثيوبى المثير للقلاقل مع جيرانها والمهدد لاستقرار الإقليم الذى تطمح أغلب دوله إلى تعزيز التعاون والتكامل فيما بينها، بدلا من زرع بذور الفتن والاختلافات بين شعوب تربطها وشائج الأخوة والمصير المشترك. وأشار الخطاب المصرى إلى انتهاء مسارات المفاوضات بشأن السد بعد 13 عاما من التفاوض بنوايا مصرية صادقة، حيث اتضح للجميع أن أديس أبابا ترغب فقط فى استمرار وجود غطاء تفاوضى لأمد غير منظور بغرض تكريس الأمر الواقع دون وجود إرادة سياسية لديها للتوصل لحل، مع سعيها لإضفاء الشرعية على سياستها الأحادية المناقضة للقانون الدولي والسير خلف ادعاءات لا أساس لها من أن تلك السياسات تنطلق من حق الشعوب فى التنمية. وشدد الخطاب على أن مصر لطالما كانت فى طليعة الدول الداعمة للتنمية بدول حوض النيل، وأن التنمية تتحقق للجميع، فى حالة الالتزام بالممارسات التعاونية المنعكسة فى القانون الدولى، وعدم الإضرار بالغير، وتعزيز الترابط الإقليمى.
يتضح من الخطاب المصرى إلى مجلس الأمن أن هناك تجاوزا من إثيوبيا، وأنها تعمل بشكل فردى يشكل خطرا كبيرا على دول المصب، وأنها لا تنظر إلا للمصلحة الشخصية. استخدم الخطاب لغة تظهر محاولات إثيوبيا إضفاء الشريعة ولغة الأمر الواقع على القضية، وهى طريقة بها قدر كبير من التعدى على حقوق مصر والسودان.
خطاب مصر إلى مجلس الأمن ليس الأول، حيث أنها خاطبت مجلس الأمن بشأن سد النهضة فى أكتوبر الماضى عقب انتهاء إثيوبيا من الملء الرابع للسد. واعتمد مجلس الأمن فى سبتمبر عام 2021 بيانًا رئاسيًا دعا فيه أطراف «سد النهضة» إلى استئناف المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقى.
إن مصر كانت حريصة كل الحرص على تحقيق المطالب التى دعت إليها كل المؤسسات الدولية، فى الوقت الذى تسعى فيها إثيوبيا إلى لغة المراوغة وفرض رأيها على الجميع، وهو الأمر الذى ترفضه مصر جملة وتفصيلاً، لأن دبلوماسية مصر العريقة تؤمن بأن القنوات الشرعية هى الحل الذى يرد الحق إلى أصحابه بديلا عن لغة القوة والبلطجة والعنف، مهما طال الزمان أم قصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزاد أمجد مصطفى مصر القوية شؤون المصريين بالخارج وزير الخارجية والهجرة رئيس وزراء إثيوبيا مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن الدولي يمدد عمل قوة حفظ السلام على حدود سوريا
وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار يقضي بتمديد عمل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الحدود السورية، ويؤكد على ضرورة عدم وجود أنشطة عسكرية في المنطقة العازلة منزوعة السلاح.
وبموجب القرار الذي تم تبنيه في مجلس الأمن، يتعين على "إسرائيل" وسوريا الالتزام "باحترام اتفاقية فض الاشتباك بين القوات لعام 1974 بدقة وبشكل كامل"، والتي أنهت حرب عام 1973 بين سوريا وإسرائيل وأنشأت المنطقة العازلة، وشاركت الولايات المتحدة وروسيا في رعاية القرار.
وقرر مجلس الأمن تمديد تفويض قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تراقب منطقة الحدود، والمعروفة باسم قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، حتى 30 حزيران/ يونيو 2025، ودعا المجلس إلى وقف جميع العمليات العسكرية في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال يوم الثلاثاء الماضي إن "القوات الإسرائيلية ستحتل المنطقة العازلة في المستقبل المنظور"، وذلك في أعقاب توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة بعد وقت قصير من انهيار حكومة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
وأمس، قال وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إن على الجيش البقاء في جبل الشيخ والمنطقة العازلة بهضبة الجولان المحتلة مع سوريا، وكذلك بلدتي الخيام والعديسة اللبنانيتين حتى يتمكن المستوطنون "من العيش بسلام".
وأضاف أنّ "الدمار الذي صنعناه في البلدات اللبنانية، بحاجة إلى سنوات طويلة ليتمكنوا من إعادة إعماره، وبالنسبة للحوثيين "فقد لمسوا مدى قوة إسرائيل مثل حزب الله في لبنان وفي سوريا وفي إيران"، مشددا على أن "إسرائيل لن تتوقف إلا بعد أن تقطع كافة أذرع الأخطبوط والقضاء عليه"، على حد وصفه.