الشيخة حسينة تتحول لمعضلة دبلوماسية للهند
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
تحوّلت رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة إلى معضلة دبلوماسية بالنسبة إلى حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وفق ما يرى محللون، بعد 4 أسابيع على فرارها إلى نيودلهي في ظل احتجاجات شعبية معارضة لحكمها.
في الخامس من أغسطس/آب الماضي رضخت ابنة بطل الاستقلال مجيب الرحمن الذي اغتيل في العام 1975 للخيار الوحيد المتاح أمامها في مواجهة تظاهرات تطالب بإنهاء حكمها الاستبدادي، فغادرت قصرها وفرّت على متن مروحية إلى الهند التي مثّلت نقطة الثقل في الدعم الدبلوماسي لها منذ العام 2009.
ومنذ فرار الشيخة حسينة، يدعو الطلاب الذي قادوا التحرّكات ضدّها نيودلهي لإعادتها إلى بنغلاديش لتمثل أمام القضاء على خلفية القمع الدامي الذي واجهت به المتظاهرين على مدى أسابيع.
نتيجة لذلك، أحيا نفي الشيخة حسينة التوترات بين نيودلهي والحكومة الانتقالية في بنغلاديش التي يقودها محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام.
وقال مايكل كوغلمان -من مركز ويلسون للأبحاث- "سيكون من الأسهل بكثير بالنسبة إلى دكا أن تواصل علاقاتها مع حكومة (هندية) لا تستضيف الشيخة حسينة".
انتكاسة هندية
لكن طرد الشيخة حسينة (76 عاما) يمكن أن يضرّ بعلاقات الهند مع جيرانها الآخرين في جنوب آسيا، في وقت تسعى فيه نيودلهي لمواجهة النفوذ الصيني.
من جهته، قال توماس كين -من مجموعة الأزمات الدولية- "من الواضح أن الهند لا تريد تسليمها (الشيخة حسينة)". واعتبر أن قيامها بذلك "لن يبعث برسالة جيدة إلى حلفائها في المنطقة الذين قد يشكّكون في استعداد الهند لحمايتهم".
وواجهت نيودلهي العام الماضي انتكاسة جراء هزيمة مرشحها المفضّل في الانتخابات الرئاسية في جزر المالديف أمام خصم مؤيد للصين. كذلك، خسرت حليفا مخلصا في المنطقة بسقوط الشيخة حسينة.
وفي بنغلاديش، يتعامل ضحايا الحكم السابق مع نيودلهي على أنّها شريكة في المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يتهمون حكومة الشيخة حسينة بها. حتى إنّهم لم يعودوا يخفون مناهضتهم لحكومة محمد يونس الانتقالية، خصوصا أنّها كانت قد نالت دعم مودي.
في الوقت ذاته، حثّ القومي ناريندرا مودي -الذي جعل من القضية الهندوسية أولويته المطلقة- حكومة يونس على حماية الأقلية الهندوسية في بنغلاديش. وأشار في خطاب سابق إلى أن هذه الأقلية قد تكون مهدّدة.
وأتى ذلك في وقت تعرّض فيه عدد من الهندوس في بنغلاديش وبعض المعابد المخصّصة لهم لهجمات إبان حالة الفوضى التي أعقبت سقوط نظام الشيخة حسينة. ولقي ذلك إدانة الحكومة الانتقالية والطلاب.
غير أنّ وسائل إعلام هندية مقرّبة من حكومة مودي لم تتوانَ عن إذكاء أعمال العنف التي أثارت تظاهرات من قبل القوميين المقرّبين من مودي.
إيواء المستبدّة
وأعرب فخر الإسلام علم جير -المسؤول في الحزب الوطني المعارض في بنغلاديش- عن أسفه لدعم الهند الحصري لرئيسة الوزراء السابقة. وقال إنّ "شعب بنغلاديش يريد علاقات سليمة مع الهند ولكن ليس على حساب مصالحه". وأضاف "للأسف، فإنّ موقف الهند لا يعزز الثقة".
وانعدمت الثقة بين الدولتين الجارتين إلى حدّ أنّ بعض البنغاليين اتهموا نيودلهي بالمسؤولية عن الفيضانات التي أسفرت عن مقتل 40 شخصا.
وقال أحد المتظاهرين خلال تجمّع في جامعة داكا "جارتنا الصديقة المزعومة لا تكتفي بإيواء المستبدة حسينة، بل تغمرنا (بالفيضانات) أيضا".
في المقابل، نفت وزارة الخارجية الهندية أن تكون قد تسبّبت بالفيضانات من خلال إطلاق المياه عبر سدودها، خصوصا أنّها تسبّبت أيضا في مقتل نحو 20 شخصا في الهند.
وحتى اليوم، لم تعلّق حكومة داكا علنا على استقبال الهند للشيخة حسينة، غير أنّها ألغت جواز سفرها الدبلوماسي، مما يحول عمليا دون مغادرتها البلاد.
ووقع البلدان في العام 2013 معاهدة من شأنها أن تسمح بتسليم رئيسة الحكومة السابقة. لكن أحد بنودها ينصّ على إمكانية رفض ذلك في حال كان التسليم سيؤدي إلى جريمة أو إلى جنحة "ذات طابع سياسي".
وقال السفير الهندي السابق في بنغلاديش بيناك رانجان شاكر أفارتي إنّ العلاقات بين الدولتين مهمة للغاية بالنسبة إلى داكا بحيث لا يمكن تعريضها للخطر على خلفية مصير الشيخة حسينة.
وأضاف "أيّ حكومة عاقلة تدرك أن جعل عودة الشيخة حسينة أولوية لن يعود عليها بأي فائدة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الشیخة حسینة فی بنغلادیش
إقرأ أيضاً:
بمبادرة من الشيخة موزا.. إطلاق حملة كسوة العيد لصالح غزة
الدوحةـ بمبادرة من سمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيسة مجلس أمناء مؤسسة التعليم فوق الجميع، أطلقت المؤسسة حملة "كسوة العيد" للأطفال في غزة وسوريا، بالشراكة مع الهلال الأحمر القطري، في إطار الجهود المتضافرة لتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني.
وستوفر الحملة مجموعة واسعة من الملابس الجديدة للأطفال والشباب حتى عمر 25 سنة، وبدأ استقبال التبرعات اعتبارا من الخامس من مارس/آذار وحتى 20 مارس/آذار الجاري، في نقاط التجميع المخصصة لذلك في الدولة.
وفي هذا الصدد، أكد الرئيس التنفيذي بالوكالة لمؤسسة التعليم فوق الجميع، السيد محمد الكبيسي، بذل المؤسسة جهودا حثيثة لتقديم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وقال إن "هذه المبادرة لا تعبر عن العطاء فحسب، بل هي تجسيد لالتزامنا المشترك بالإنسانية ورعاية الأطفال، معززة بروح الجود والكرم التي يلهمها شهر رمضان، وبدعم قوي من شركائنا، نواصل تقديم يد العون والأمل، حيث يمكننا حماس وكرم مجتمعنا خلال الشهر الفضيل من منح هؤلاء الأطفال الفرحة والكرامة، متماشية مع قيم الرحمة والإحسان المعروفة عن أهل قطر".
من جانبه، أشاد الأمين العام للهلال الأحمر القطري السيد فيصل محمد العمادي بالشراكة الإستراتيجية مع مؤسسة التعليم فوق الجميع التي أثمرت العديد من الإنجازات الإنسانية لصالح المحتاجين في بلدان عدة.
وأشار إلى أن هذا التعاون ليس الأول من نوعه بين الجهتين، كما أنه لن يكون الأخير حيث يكثفان جهودهما ويشحذان الهمم لإغاثة أهلنا في غزة، ولن يتأخرا عن المشاركة في أي عمل من شأنه دعم صمودهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية في هذه الظروف العصيبة.
إعلانوتقود مؤسسة التعليم فوق الجميع، بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ومن خلال شبكتها من المتطوعين الشباب، موجة تحويلية من المبادرات التي توصل الدعم الضروري إلى آلاف الأطفال والشباب، وتشمل سبل الدعم هذه: البرامج التعليمية والتدخلات الصحية والنفسية والاجتماعية حيث تجسد هذه المبادرات استجابة شاملة للاحتياجات العاجلة للمتضررين من الأزمة المستمرة في قطاع غزة.
ويعيش أكثر من مليون شخص في 145 مدرسة تابعة للأونروا بغزة، ويحتاج جميع الأطفال في القطاع (البالغ عددهم مليون طفل تقريبا) إلى دعم إضافي يستهدف صحتهم النفسية، كما تقدر احتياجات التمويل بـ855 مليون دولار للاستجابة لاحتياجات التعليم الأساسية للأطفال وموظفي المدارس، بحسب مجموعة التعليم باليونيسف.
وتدعو مؤسسة التعليم فوق الجميع الأفراد الراغبين في المساهمة ودعم "كسوة العيد" في غزة لتقديم مساهماتهم من خلال التبرع بالملابس الجديدة مباشرة بعد صلاة التراويح وحتى منتصف الليل، بوضعها في صناديق الملابس المخصصة أو التبرع عبر القنوات المتاحة للمؤسسة.