فرنسا.. مباحثات تعيين رئيس جديد للوزراء تدخل مراحلها النهائية
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
باريس"أ.ف.ب": بعد نحو شهرين على الانتخابات التشريعية، تدخل المشاورات بشأن تعيين رئيس جديد للوزراء في فرنسا مراحلها النهائية، مع استقبال الرئيس إيمانويل ماكرون اليوم الإثنين شخصيتين يتم التداول باسمهما كأبرز الخيارات لهذا المنصب، إضافة الى الرئيسين السابقين للجمهورية فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي.
وتهدف هذه المداولات المتسارعة لتحديد اسم لمنصب رئيس الوزراء قادر على تفادي إسقاطه بالغالبية في الجمعية الوطنية، في حين ان الانتخابات أفرزت واقعا سياسيا معقدا في فرنسا بعدم حصول أي من الأطراف الرئيسيين على غالبية صريحة في البرلمان.
وأكد ماكرون الخميس أنه يبذل "كل الجهود... لإيجاد أفضل حل للبلاد".
وفي ظل الانقسام السياسي الحاد في فرنسا راهنا، تواصل حكومة رئيس الوزراء غابريال أتال تصريف الأعمال.
واستقبل ماكرون صباح اليوم الاثنين في قصر الاليزيه، رئيس الوزراء الاشتراكي السابق برنار كازنوف الذي يرى مراقبون أنه المرشح الأوفر حظا.
وقال مصدر مقرب من الرئيس إن تعيينه رئيسا للوزراء "احتمال لكنه ليس مؤكدا"، مضيفا "إنه خيار ولكن علينا أن ننظر من كثب".
في المقابل، أكدت مصادر مقربة من رئيس الوزراء السابق أنه لا يبحث عن العودة الى هذا المنصب "لكن في حال قام بذلك، فسيكون بدافع الواجب وتجنيب البلاد مواجهة صعوبات إضافية".
ومن المقرر أن يستقبل ماكرون لاحقا القيادي في حزب الجمهوريين (يمين) كزافييه برتران، في إطار مباحثاته بشأن تعيين رئيس جديد للوزراء.
وبحسب أوساط ماكرون، من المحتمل أن يتم التعيين الجديد غداً الثلاثاء.
ويبحث ماكرون عن رئيس للوزراء لن تعرقل القوى السياسية في الجمعية الوطنية تعيينه. لذلك استبعد تعيين لوسي كاستيه التي اقترحتها "الجبهة الشعبية الجديدة"، التحالف اليساري الذي تصدر نتائج الانتخابات الأخيرة.
ويريد الرئيس الفرنسي كذلك أن يكون التكتل الوسطي جزءا من أي غالبية مستقبلية في الجمعية الوطنية.
شغل كازنوف (61 عاما) حقيبة الداخلية في وقت الهجمات المتشددة الدامية عام 2015، كما عيّنه هولاند رئيسا للوزراء في الأشهر الأخيرة من ولايته.
وانسحب كازنوف من الحزب الاشتراكي في العام 2022 بعد معارضته الشديدة للتحالف مع "فرنسا الأبية"، أبرز أحزاب اليسار المتطرف في البلاد.
وقد يسمح ذلك لكازنوف بنيل دعم الكتلة الوسطية في الجمعية الوطنية، وتفادي حجب الثقة من قبل اليمين واليمين المتشدد. الا أن وصوله الى مقر رئاسة الوزراء في ماتينيون قد يتسبب بانقسام في أوساط الاشتراكيين.
وقال رئيس الحزب الاشتراكي أوليفييه فور اليوم الاثنين "ما هي ضمانات برنار كازنوف في حين أنه لم يحصل على دعم الجبهة الشعبية ولم يطلبه".
ويرغب ساركوزي في أن يتولى الحكومة "رئيس وزراء من اليمين"، ويرى في برتران (59 عاما) "خيارا جيدا" لذلك.
وسيكون برتران ضيف ماكرون بعد ساركوزي. ولم يخف رئيس حزب الجمهوريين اليميني، رغبته في شغل منصب رئيس الوزراء. الا أن ذلك لا يلق دعم الشخصيات البارزة في الحزب، والذين يرغبون في بلوغ الانتخابات الرئاسية لعام 2027 وهم في صفوف المعارضة، ويرفضون أي ائتلاف أو مشاركة في الحكومة المقبلة.
وأعلن النائب عن "التجمّع الوطني" جان فيليب تانغي أن حزبه اليميني المتطرف الممثل في الجمعية الوطنية بثالث أكبر كتلة خلف اليسار وكتلة ماكرون، قد لا يلجأ على الفور الى طرح الثقة برئيس الوزراء الجديد، لكنه "يرجّح" القيام بذلك حين ستُقرّ الميزانية.
كما يفترض بأن يتفق ماكرون ورئيس وزرائه على سبل التعاون في المرحلة المقبلة.
ومن المتوقع أن يكون رفع سنّ التقاعد الى 64 عاما من بين المواضيع التي سيتم التطرق إليها بشكل خاص. ولم يحظ إصلاح نظام التقاعد الذي دفع ماكرون باتجاهه، بتأييد شعبي، ويخشى الرئيس انهيار منجزات حققها خلال عهده.
وبات تشكيل حكومة جديدة أمرا ملحا مع ضرورة تقديم موازنة العام 2025 إلى البرلمان بحلول الأول من أكتوبر على أبعد تقدير.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الجمعیة الوطنیة رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
ماكرون يعزز الردع النووي بـ40 رافال وتحديث قاعدة جوية بـ1.5 مليار يورو
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء عن زيادة طلبيات طائرات رافال المقاتلة، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات الردع النووي لفرنسا. جاء هذا الإعلان أثناء زيارة إلى قاعدة لوكسيل ليه بان الجوية في شرق فرنسا، التي تُعد من المواقع الاستراتيجية الرئيسية للقوات الجوية الفرنسية.
وتعهد ماكرون باستثمار 1.5 مليار يورو لتحديث القاعدة الجوية، في إطار تعزيز التحضير الدفاعي الفرنسي. كما أنه سيتم إنشاء سربين جديدين من طائرات رافال، مما يعني إضافة نحو 40 طائرة جديدة إلى الأسطول العسكري. كما أن قاعدة لوكسيل ليه بان ستستقبل بحلول عام 2035 الجيل المقبل من طائرات رافال المزودة بالصواريخ النووية فرط الصوتية.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن التحالفات الدولية تتغير وأن العالم أصبح أكثر خطورة وغموضًا. وأضاف أن على فرنسا وأوروبا الاستمرار في تعزيز استعداداتهما العسكرية لتجنب الصراعات، في إشارة إلى التهديدات العسكرية المتزايدة من روسيا.
وفيما يتعلق بالدفاع الأوروبي، أكد ماكرون أنه يدعم تعزيز إطار دفاعي مشترك أقوى، مؤكدًا استعداد فرنسا لاستخدام ترسانتها النووية في الدفاع عن القارة.
وبعد زيارته إلى قاعدة لوكسيل ليه بان، من المتوقع أن يتوجه ماكرون إلى برلين للقاء المستشار الألماني أولاف شولتس وخلفه فريدريك ميرتس، حيث سيناقشون القضايا المتعلقة بالدفاع في ضوء الحزمة الدفاعية التي أقرها البرلمان الألماني لتعزيز الإنفاق العسكري.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا والمملكة المتحدة هما الدولتان الوحيدتان في أوروبا اللتان تمتلكان أسلحة نووية خاصة بهما.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية التريث و"الفحص الكامل" سيدا الموقف .. كيف ردّت إيران على رسالة ترامب؟ هل اقتربت نهاية الحرب الروسية الأوكرانية؟ اتصال مرتقب بين ترامب وبوتين يوم الثلاثاء "الجميع سيعاني"..لاغارد تحذر من تداعيات اقتصادية جراء سياسات ترامب التجارية صاروخعسكريةألمانيادفاعمفاعل نوويإيمانويل ماكرون